“الشؤون الاقتصادية والتنمية” يناقش إنجازات رؤية 2030 للربع الثالث وظائف شاغرة للجنسين في برنامج التأهيل والإحلال رئيس جامعة الملك عبدالعزيز يكرم الفائزين بجائزة التميز شاهد.. سيول وشلالات هادرة بعقبة ضلع في عسير المننتخب السعودي يفتح صفحة العراق عبدالله رديف: سنُقاتل أمام العراق الدفاع المدني يحتفي بتخريج دورة التدخل في حوادث المواد الخطرة خالد بن سلمان وقائد الجيش اللبناني يبحثان مستجدات الأوضاع في لبنان وظائف شاغرة لدى شركة PARSONS في 5 مدن وظائف هندسية وإدارية شاغرة بـ شركة الفنار
أسدل المهرجان الوطني للتراث والثقافة ” الجنادرية ” في دورته ” 33 ” الذي ينظمه وزارة الحرس الوطني ، أمس ، الستار على فعاليات وأنشطة وبرامج المهرجان ، التي انطلقت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – يوم الخميس الـ 13 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 20 ديسمبر 2018م.
وحقق المهرجان الذي يحمل شعار ” وفاء وولاء ” هذه الدورة مسيرة نجاح طيلة 21 يوماً ماضية ، شهدها آلاف الزوار الذين توافدوا بشكل يومي وسط منظومة متكاملة من الأنشطة الثقافية والتراثية والفنية والرياضية والترفيهية ، إضافة إلى أجنحة الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية ، وأجنحة دول مجلس التعاون الخليجي وجناح ضيف الشرف ” إندونيسيا” ، وكذلك مشاركات إمارات المناطق والمحافظات والأجنحة التراثية .
وتستعرض ” وكالة الأنباء السعودية ” في هذا التقرير مشاهد من التظاهرة الوطنية التي قدمت نموذجاً للنسيج الاجتماعي والثقافي المتنوع الذي تعيشه المملكة، ويجسد الوحدة الوطنية لأبناء الوطن الذين التقوا على أرض الجنادرية ، حيث وقف الزوار أمام حضارة المملكة مستعيدين ذكرى البدايات من صفحات التاريخ ، مطلعين على ماضيها ومكانتها ومنجزاتها وثقافاتها المتنوعة وإرث إنسانها ومكانها ، فاتحين نافذة على مستقبلها الواعد والزاهر بإذن الله في ظل توجيهات ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظهما الله ـــ.
وسخرت وزارة الحرس الوطني بمختلف قطاعاتها كافة جهودها وطاقاتها في سبيل تنظيم هذا الحدث السنوي الكبير وإظهاره بالمظهر المشرف الذي يعكس ثقافة وتراث المملكة ووجهها الحضاري، حيث قامت مختلف اللجان الأمنية والتنظيمية بدورها المباشر بالتعاون مع القطاعات الأمنية ذا الصلة في تأمين راحة الزوار والمشاركين وتسهيل مهمة وصولهم وتجولهم في الجنادرية بكل يسر وسهولة ، إبتداء من الساعة 11 صباحاً حتى الـ11 مساءً ،حيث توزعت النقاط الأمنية في المداخل الستة لدخول الزوار والمشاركين مزودة بكاميرات تعمل على مدار الساعة لمتابعة إدارة الحشود ، كما هيأت مواقف السيارات وزودت بالإنارة وخصصت عربات كهربائية لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في مسارات محددة إلى داخل القرية.
وأنشأت وزارة الحرس الوطني مراكز الإرشاد والاستعلامات لتقديم المعلومات وتوزيع المطبوعات والمنشورات، كما اطلقت هذا العام تطبيق “الجنادرية” ليمكن الزوار من التعرف على مواقع الفعاليات والأنشطة المختلفة، إلى جانب المشاركة الفعالة في تقديم الخدمات الطبية والإسعافية من خلال مركز طبي مجهز بأحدث التجهيزات الطبية.
وأتاحت الوزارة فرصة الحصول على المعلومات والأنشطة التي تقام في الجنادرية من خلال مركزين إعلاميين مجهزين بالكوادر البشرية والفنية لتسهيل نقل فعاليات المهرجان إلى مختلف وسائل الإعلام، كما أصدرت “نشرة الجنادرية” اليومية لترصد الفعاليات خبراً وصورة وتواكب هذه التظاهرة الثقافية والتراثية بمختلف أبعادها.
وشكل التعاون بين وزارة الحرس الوطني ووزارة الإعلام ممثلة في هيئاتها المختلفة ـ الإذاعة والتلفزيون ـ ووكالة الأنباء السعودية ـ الإعلام المرئي والمسموع ـ بيئة خصبة وحراك إعلامي متجدد نقل خلاله تفاصيل المهرجان في بث مباشر من الجنادرية، كما شارك في نقل أحداث المهرجان 1800 إعلامي من مختلف الوسائل الإعلامية، كما نقلت 150 قناة تلفزيونية و5200 صحيفة على مستوى العالم أخبار وفعاليات المهرجان.
وقد نظم المهرجان عدداً من الندوات في برنامجه الثقافي، منها ندوة “العلاقات السعودية الإندونيسية.. آفاق وتطلعات”، وندوة “الهوية الوطنية في زمن التجاذبات والتحولات الفكرية”، و ندوة ” القدس مفتاح السلام للصراع العربي – الإسرائيلي ” و”ندوة المرأة في رؤية المملكة 2030″، وندوة “الأمن السيبراني في المملكة”، وندوة الدبلوماسية السعودية والاستقرار الإقليمي والعربي والدولي”، وندوة “الإعلام وصناعة الخوف والتوحش”، وندوة “المملكة وإحياء التراث المادي وغير المادي” ، و ندوة ” إيران والأمن الإقليمي” إضافة إلى إقامة عدد من الأمسيات الشعرية في الأندية الأدبية في كل من الرياض وجده، والدمام ، ونجران.
واستمتع رواد المهرجان طيلة الأيام الماضية بالعديد من أمسيات الأدب الشعبي ، إذ تم تنظيم سبع أمسيات شعرية على مسرح قاعة المؤتمرات بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية، من بينها أمسية نسائية.
وشهد المهرجان مشاركات فاعلة متنوعة قدمتها العديد من مؤسسات الدولة وأجهزتها ووزاراتها قدمت خدماتها للزوار، وعرّفتهم بالكثير من الأنظمة والقوانين، التي تخدم الوطن والمواطن ، تتصدرها مشاركة ” رئاسة أمن الدولة ” والأركان المشاركة تحت مظلتها ، وحقق الجناح نجاحاً مبهراً في تقديم رسالة مجتمعية وطنية لامست قلوب الزوار الذين توافدوا بشكل مكثف للتعرف على الدور الذي تقوم به أجهزة أمن الدولة ، إلى جانب مشاركتهم بعض التدريبات والمهارات القتالية.
فيما عرضت ” النيابة العامة ” لزوارها قصصا توعوية تثقيفية استفاد منها زوار المعرض في تشكيل الثقافة الحقوقية .
كما شاركت ” وزارة الداخلية ” بأجنحة عدة تحكي مراحل التطور المختلفة التي شهدتها قطاعاتها الأمنية كافة، وتشمل وثائق وأسلحة وتجهيزات وأدوات وملبوسات وعربات من مراحل تاريخية مختلفة، ونظمت قطاعاتها الأمنية فعاليات هادفة ومختلفة للتوعية والتعريف بالنقلات والتحولات التي شهدتها تلك القطاعات.
واستعرضت ” قوات الأمن الخاصة ” في جناحها ما تمتلكه من تسليح ومهارات عسكرية ، تعكس التجهيزات الحديثة والتقنيات العالية التي تمتلكها ، ودورها الكبير في إزالة وإبطال المتفجرات، وأجهزة البحث والتفتيش الخاصة بكشف الحقائب والطرود وأجهزة كشف المواد الإشعاعية والمعادن.
واستعرضت ” وزارة الدفاع ” هذا العام مراحل تطور القوات المسلحة من خلال معرضها الذي يحتضن عدداً من الأقسام والأجنحة شاركت فيها القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، وقدمت خلاله تعريفاً بأعمال وزارة الدفاع، وما وصلت إليه من امكانات عسكرية وبشرية عالية ، واطلع الزوار على مسيرة القوات المسلحة بين الماضي والحاضر.
وشاركت وزارة ” الحرس الوطني ” بالعديد من المعارض والأجنحة قدمت خلالها خدمات متنوعة ما بين تثقيفية وصحية وارشادية وتعريفية لإمكاناتها ومسيرتها، فيما نظم جهاز الإرشاد والتوجيه بالوزارة عدد من المسابقات والمحاضرات والبرامج التوعوية، إضافة إلى إعداد المصليات وتجهيزها بالفرش ومكبرات الصوت طيلة أيام المهرجان، إلى ما قدمته من خدمات أمنية وتنظيمية وإرشادية وإعلامية عبر المراكز المنتشرة على أرض المهرجان ، خدمة لزواره وقاصديه.
وقدم جناح ” وزارة الخارجية” بدوره، لزوار المهرجان معروضات وثائقية وإصدارات قديمة للجوازات ونماذج معروضة منها لحكام المملكة، وبيّن الجناح لزواره دور الوزارة في تأصيل العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، إلى جانب إقامة 8 جلسات حوارية نظمها مركز الاتصال والإعلام الجديد تحت عنوان ” #حوار_الجنادرية” شارك فيه نخبة من الأكاديميين والمفكرين، منها ندوة ” دور المملكة في محاربة الإرهاب الفكري ” وندوة ” مستقبل اليمن الإنسان والتنمية “.
واحتضن جناح ” وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ” المشارك في فعاليات المهرجان مشروعات لأرامكو السعودية، والشركة السعودية للكهرباء ، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وشركة معادن، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وصندوق التنمية الصناعية السعودي، ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، والبرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية، وهيئة تنمية الصادرات السعودية، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن”.
وقدمت الجهات المشاركة العديد من المطبوعات الإرشادية، والعروض المرئية التوعوية ، والتعريفية لمستقبل الطاقة الجديدة والمتجددة في المملكة، والخطط والفرص الواعدة في مجالات النفط والغاز والتعدين والثروات المعدنية.
وتعّرف زوار الجنادرية من جانب آخر على مناطق الجذب السياحي والمناطق الأثرية في أنحاء المملكة من خلال جناح ” الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ” عبر شاشات العرض والمطويات والمطبوعات .
وقدم جناح ” الجمارك السعودية ” لزواره البرامج التي أسهمت في تبسيط الإجراءات الجمركية وتسهيل التجارة، وأدّت إلى إيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين من خلال إجراءات جمركية أكثر مرونة وفاعلية أسهمت في تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة .
ولأول مرة هذا العام تشارك في المهرجان ” الهيئة العامة للترفيه” من خلال جناح قدمت خلاله تعريفاً عن أدوارها التي تقوم بها من تنظيم قطاع الترفيه، ونشر البهجة في نفوس الزوار من العائلات والأفراد عبر الترخيص للفعاليات المتنوعة في مختلف مناطق المملكة.
واستطاع زوار الجنادرية أن يتعرفوا وبكل سهولة على العديد من أجنحة المؤسسات الحكومية والأهلية الأخرى التي شاركت بفاعلية كبيرة مقدمة خدماتها ومسيرتها التنموية ، وحظيت هذه الدورة بمشاركة ما يزيد عن 150 من المؤسسات والقطاعات الحكومية السعودية من خلال الأجنحة والمباني التراثية والمعارض الفنية الثقافية، فضلا عن المقرات الجديدة هذا العام لكلّ من وزارة الخارجية ومنطقة تبوك ومنطقة الجوف.
واحتضن المهرجان أجنحة المناطق التي تُشارك بموروثها الشعبي إحياء لتراث الآباء والأجداد من خلال برامج وفعاليات مميزة، منها العروض الشعبية، والحرف اليدوية، والمقتنيات التراثية، والمأكولات الشعبية، والندوات والأنشطة الثقافية، بمشاركة أكثر من 700 عارض في الفرق الشعبية لكلّ من السعودية والإمارات والبحرين وعُمان.
وجسدت ” الجنادرية33″ البدايات الأولى لحياة المواطن السعودي أمام الزوار من خلال نماذج مصغرة لها، مثل المزرعة، وجلب المياه من طريق السواني، وحرث الأرض بوسائل زراعية بدائية ، وطرق البناء القديمة والتعليم” الكتاتيب، ومعارض ومقتنيات تراثية شاركت بها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى العديد من فعاليات السوق الشعبية، التي تتضمن عدد من الحرف اليدوية وأنماط العادات والتقاليد من الألعاب الشعبية .
وتميّز مهرجان الجنادرية هذا العام بمشاركة واسعة من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ومملكة البحرين، وضيف شرف المهرجان إندونيسيا ،عكست الثقل التاريخي والحضاري والثقافي لها، وسط حضور العديد من وزراء وسفراء الثقافة والكتاب وكبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم ، وكذلك فتح المجال أمام كافة شرائح المجتمع للحضور طيلة أيامه ، فيما قدّم خدمات كبيرة تضمنت توفير أماكن للنقل الترددي وتخصيص 5 مواقع لانطلاق الحافلات إلى الجنادرية، وتحديد عدد من الرحلات بشكل يومي في مواقع منتشرة يفصل بين كل رحلة 15 دقيقة.
وحققت الخدمات المقدمة والفعاليات المطروحة والمتنوعة والثرية لـزوار ورواد المهرجان هـذا العـام نجاحاً كبيراً ، مُسجّلة في ذاكرة الزوار حدثاً وطنياً وتجربـة نوعيـة فريدة لا تنسى ، زادت في جماليات اللحمة الوطنية والرؤى الثقافية التي امتزجت على أرض الجنادرية.