التجارة الشتوية تدفئ الشباب السعودي في أحياء الرياض.. والمال المزور أبرز الصعوبات

الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٩ الساعة ٩:٥٠ مساءً
التجارة الشتوية تدفئ الشباب السعودي في أحياء الرياض.. والمال المزور أبرز الصعوبات

مع بداية كل فصل شتاء ينطلق الشباب السعودي ليمتهن بعض المهن المناسبة لهذا الطقس، منها بيع الشاي والأكلات الشعبية، حيث رصدت “المواطن” بعض هذه التجارب لشباب وفتيات في أحياء الرياض.

وقالت أم خالد بائعة الأكلات الشعبية السعودية المختلفة: إنها تعمل في هذه المهنة منذ 7 فصول شتوية مضت برفقة ابنتها، وهي مصدر الرزق لهم إضافةً للضمان الاجتماعي، موضحةً أنها تعاني هي وزميلاتها مع أنظمة البلدية.

أنظمة واضحة:

وطالبت بأنظمة واضحة، وتنظيم لأماكن بسطاتهن بدلًا من الفوضى، ودعم المؤسسات الحكومية لهن، كاشفةً أن أبرز المصاعب التي يواجهنها في هذه التجارة هي انتشار أوراق نقدية من فئة 500 ريال مزورة تأتيها من زبائن غير معروفين، ولا تكتشف هذا إلا بعد ذهابها لإيداع المبلغ.

أما أم نايف، بائعة المحاشي وورق العنب والحلويات، فاكتفت ببسطتها كمصدر دخل وحيد لها، وعاتبت البلدية التي وصفتها بأنها “حبيبة على قلبها”، على تشديد أنظمتها عليهن، في ظل نظافة الأكل المنزلي المقدم للزبائن، وسط تأكيد من الحضور أثناء المقابلة، حيث أكد العم أبو عبدالعزيز على أنه من سكان الحي المجاور، ويرتاد كثيرًا إلى هنا، ويطلب من أهله أحيانًا بعدم طبخ وجبة غداء ليأتي ويشتري من أم نايف وزميلاتها.

ومن جهته، كشفت أم فيصل، المتوفى زوجها، والتي تعول أبناءها وبناتها؛ ومنهم فتى وفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ أنها تعمل مهنة بيع الأكلات الشعبية طوال السنة، ولا تكتفي بفصل الشتاء فقط، كما أكدت حديث زميلاتها تجاه أنظمة البلدية الشديدة، وأنها تعرضت لخسائر مادية إزاء أنظمة البلدية القاسية على حد تعبيرها.

احتيال!

وأوضحت أنها في بدايتها تعرضت لعملية احتيال، بعد قدوم زبون اشترى من بضاعتها بمبلغ 100 ريال، وأعطاها من فئة 500 ريال، حيث اتضح فيما بعد أنها ورقة نقدية مزورة، والتي صادرها البنك منها فيما بعدُ.

في سياق متصل، تعتمد أم رغد في تجارتها على قياس السوق؛ بحسب طلبات الزبائن، كما أنها تحمل مؤهلات وخبرات في مجال “مديكل ريكورد”، إلا أنها فضّلت العمل الحر، وتعتبر بيع الأكلات هوايةً مفضلةً لديها.

وخلال جولة “المواطن” لفت انتباهها هالة وزوجها أبو ماجد، وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفضّلا العمل والتكسّب من عرق جبينهما، بدلًا من نفقة الضمان الاجتماعي، حيث قالا: إن أصعب ما يواجهانه؛ هو مضايقات الباعة من رجال ونساء من جنسيات عربية مختلفة، حيث تعرضوا لعدة مواقف ومضايقات منهم. وفي موقفٍ إنساني ذكرت لنا هالة أن طفلة جاءت مع والدها واشترت منها، وقالت لها: “ليتك أمي”، في رسالة تعبيرية منها لطيب مطبخها وروعة مذاقه.

من جهة أخرى، يقف الشاب عبدالعزيز العنزي (19عامًا)؛ الذي يطمح في إكمال دراسته الجامعية، وكسب الرزق من بيع شاي الجمر، فيما أطلعنا الشاب عمر أمين يحيى، من أهالي المدينة المنورة، والذي امتهن بيع “الكليجا” من ثلاثة فصول شتوية ماضية، كمصدر دخل آخر له ولأسرته، على أنواعها من بيتي ومصنعي، حيث تتفرع مذاقاتها إلى عسل ودبس وكراميل، وأسعارها تتفاوت بين 50 ريالًا إلى 75 ريالًا.