الناقة الزرقاء.. أعدادها قليلة وطباعها نادرة وألوانها كدخان الرمث رياح شديدة على الشمالية حتى السادسة مساء عبدالعزيز بن سلمان يشترط صرف راتبين مكافأة للعاملين بمصنعي الفنار والجهاز لحضور الافتتاح 4 خدمات إلكترونية جديدة لـ الأحوال في أبشر منها شهادة ميلاد بدل تالف محمية الملك سلمان تدشّن مخيم الطويل وسط التشكيلات الجبلية تحت رعاية عبدالعزيز بن سعود.. تدشين 15 خدمة جديدة في أبشر بملتقى التحول الرقمي الأظافر الصناعية قد تؤدي إلى إصابة بكتيرية أو فطرية موعد صرف المنفعة التقاعدية الأمن العام: احذروا التصريحات المنسوبة إلى مسؤولين بشأن الفوركس وظائف شاغرة لدى متاجر الرقيب في 6 مدن
كما فعلت مع كندا وآخرين وضعت حدًّا مع مجلس الشيوخ الأميركي.. هي مملكة الحسم التي لا تسمح لأي دولة مهما كانت أن تتدخل في شؤونها الداخلية؛ لأنها لا تقبل أن تتدخل هي الأخرى في شؤون أي دولة في العالم، وهي سياسة قائمة ترسخها المواقف.
قرارات غير ملزمة ولكن!
ومن المعروف أن قرارات مجلس الشيوخ الأميركي غير ملزمة وليس لها أي تأثير على أرض الواقع، كما أنها لا تعبر عن وجهة نظر الإدارة الأميركية الممثلة في الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحكومته، إلا أنه من المؤسف صدوره لما بين البلدين من علاقة إستراتيجية تعبر عنها الإدارة الأميركية والعقلاء في أميركا بشكل مستمر.
ولكن على الرغم من هذه العلاقات الإستراتيجية التي تؤكدها المواقف والأفعال والأرقام بل والتصريحات المتتالية، إلا أن بيان المملكة الحاسم يؤكد أن تدخل مجلس الشيوخ في شأن داخلي سعودي يعني التأثير سلبًا على هذه العلاقات، وإن حدث هذا ستكون أميركا هي الخاسرة؛ وذلك لأن المملكة هي دولة قائدة للعالم العربي والإسلامي، مما يعني أن مثل هذه التدخلات السافرة وجهت للدولة الخطأ، بل إنها لم تراعِ الدور السعودي في العالمين العربي والإسلامي والدولي.
فهم خاطئ للأمور:
ويعني موقف الشيوخ الأميركي غير المسؤول وجود فهم خاطئ لطبيعة الأمور ومحاولة لإدخال المملكة في تجاذبات السياسة الداخلية الأميركية، ولكن المملكة لن تقبل بهذا لأنها تسير في خطتها نحو المستقبل ولن تلتفت إلى مثل هذه التحركات، كما أنها أيضًا حريصة على عمق ومتانة علاقاتها مع المؤسسات والشعب الأميركي وهو ما أكده بيان المملكة.
وعلى الرغم من أن موقف مجلس الشيوخ مستنكر لأنها مؤسسة لها اعتبار في أميركا، إلا أن الرياض لا زالت حريصة على استمرار وتطوير العلاقة مع واشنطن، وهي علاقة ذات مصلحة متبادلة وتصب بالنهاية في صالح البلدين والشعبين.
تدخل سافر:
ولكن أيضًا يعتبر تدخل الشيوخ الأميركي سافرًا وينافي أبسط القواعد الدبلوماسية المنظمة للعلاقات الدولية، وهو خطأ لا يُغتفر لأن واشنطن كانت شاهدة بل كان تحاول لعب دور الوسيط بين الرياض وكندا لإعادة العلاقات بين البلدين بعد أن حاولت كندا التدخل في شؤون المملكة الداخلية فلم تجد سوى الحسم أيضًا
وبالرغم من أن المملكة والنيابة العامة أعلنت أن ما حدث للمواطن جمال خاشقجي في تركيا جريمة مستنكرة وهي لا تعبر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها، وشددت الرياض على أنها أحرص على مواطنيها من غيرها إلا أن الشيوخ الأميركي تجاهل هذا، بل تجاهل أن مسار العدالة في هذه القضية قائم في المملكة ولا تهاون فيه بحسب ما ذكرت النيابة وأعلنت دون أي محاولة للإخفاء أو التضليل.
القيادة خط أحمر:
وفي النهاية كان على واشنطن أن تعلم بأن القيادة الممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعتبران خطًّا أحمر للشعب بل ولمئات الملايين من العرب والمسلمين حول العالم؛ وذلك لما تمثله المملكة من أهمية سياسية ودينية للعالم الإسلامي والعربي بل والعالمي.
الشيوخ يفتح الباب للمتطرفين!
وبقى القول: إن المملكة غير معنية بمثل هذه المواقف التي تعد غير ملزمة بل وتثق أنها لن تتأثر بها لثقلها العربي والعالمي وتأثيرها الاقتصادي، إلا أنها في الوقت نفسه تأمل أن لا تؤثر سلبًا على التحالف السعودي الأميركي والعلاقات بين البلدين، وذلك لأن من يصدر مثل هذه المواقف لا يعلم أنها تساهم في حدوث شرخ كبير بين الغرب والشرق، وأيضًا تفتح الباب أمام المتطرفين من الجانبين لتوسيع الهوة بين المجتمع الأميركي والسعودي، وهو ما لا تتمنى المملكة حدوثه.
بيان الحسم:
وقبل قليل، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بما يلي:
تستنكر المملكة العربية السعودية الموقف الذي صدر مؤخرًا من مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأميركية والذي بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، ويتضمن تدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية، ويطال دور المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
والمملكة إذ تؤكد حرصها على استمرار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، فإنها تبدي استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده – حفظهما الله – كل الاحترام، وتربط المملكة بها روابط إستراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين لخدمة مصالح البلدين والشعبين.
والمملكة إذ تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده – حفظهما الله – بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها.
فإنها تؤكد أيضًا أن مثل هذا الموقف لن يؤثر على دورها القيادي في محيطها الإقليمي وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي، وأنها كانت ولا زالت تلعب دورًا رياديًّا في العالمين العربي والإسلامي، ولها مكانة خاصة في قلوب كل المسلمين مما جعلها ركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وحجر الزاوية في الجهود الرامية لإحلال الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما تتمتع المملكة بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة على نحو يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وكان لإسهام المملكة في قيادة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في الميادين العسكرية والأمنية والمالية والفكرية الأثر البالغ في دحض التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرها، وحماية أرواح العديد من الأبرياء حول العالم، وذلك عبر تأسيسها وقيادتها للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وفي هذا السياق تتخذ المملكة موقفًا حازمًا إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة النشاطات الإيرانية السلبية عبر حلفائها ووكلائها التي تهدف لزعزعة استقرار المنطقة.
وفي الوقت نفسه تواصل المملكة بذل الجهود لكي تتوصل الأطراف اليمنية إلى حل سياسي للأزمة اليمنية يقوم على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل بما في ذلك الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي والتي قادت بدعم المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقات التي تم الإعلان عنها مؤخرًا في السويد.
كما تولي المملكة الوضع الإنساني في اليمن أهمية بالغة وتقوم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات كبيرة للشعب اليمني في كافة المناطق اليمنية، كما تتعاون المملكة مع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة لإيصال المساعدات للمحتاجين.
ولقد سبق التأكيد على أن ما حدث للمواطن/ جمال خاشقجي هو جريمة مرفوضة لا تعبر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها لأي محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة.
والمملكة إذ تحرص على الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية وتعمل على تطويرها في كافة المجالات، وتثمن موقف الحكومة الأميركية ومؤسساتها المتعقل حيال التطورات الأخيرة، فهي تدرك أن موقف مجلس الشيوخ الأميركي يرسل رسائل خاطئة لكل من يريد إحداث شرخ في العلاقات السعودية الأميركية، وتأمل المملكة ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية، منعًا لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الإستراتيجية المهمة بينهما.