الغامدي يستعرض جهود أرامكو لدعم مبادرات التوطين في قطاع الطاقة الكهربائية

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٨:٠٢ مساءً
الغامدي يستعرض جهود أرامكو لدعم مبادرات التوطين في قطاع الطاقة الكهربائية

استضاف القسم السعودي لجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات سعادة المهندس عبدالكريم الغامدي نائب الرئيس لأنظمة الطاقة في محاضرة شاملة تحت عنوان “جهود أرامكو السعودية في دعم مبادرات التوطين في قطاع الطاقة الكهربائية”، حضرها أكثر من 200 مهندس وخبير في قطاع الطاقة إضافة إلى مجموعة من أكاديميي الجامعات والرؤساء التنفيذيين من القطاع الخاص.
استلهام رؤية المملكة 2030:
وأشار المهندس الغامدي في بداية حديثه إلى أن رؤية المملكة 2030 هي مصدر الإلهام الذي يبلور توجهات شركة أرامكو السعودية على وجه الخصوص والشركات الرائدة في مجالات الطاقة نحو خلق المبادرات التي من شأنها تفعيل الرؤية والتعجيل في تحقيق مبادرات التحول الاستراتيجي في المملكة، وقد استعرض م. الغامدي في بداية حديثه قدرات إنتاج الطاقة الكهربائية في المملكة ومصادرها وتوزيعها في المملكة.

واستعرض الغامدي العوامل الثلاثة المؤثرة في تحسين أداء قطاع الكهرباء في المملكة وهي: هيكلة أسعارة التعرفة الكهربائية وأثر ذلك في ترشيد استخدام الطاقة، وإعادة هيكلة قطاع الكهرباء لإنشاء قطاعات منفصلة للتوليد والنقل والتوزيع وأثر ذلك في تعزيز الكفاءة التنافسية في مجال توليد الطاقة، ومشروع الملك سلمان للطاقة المتجددة الطموح والذي سيسهم في تنوع مصادر الطاقة في المملكة وتوفير الوقود الأحفوري لأغراض التصدير والصناعات التحويلية، ويدخل ضمن ذلك برنامج أرامكو السعودية لتوطين الصناعات والخدمات (إكتفاء) والذي يعزز نسبة السعودة من خلال التأكيد على نسبة الكوادر السعودية ومكانها في الشركات والمؤسسات وحظها من الرواتب والعطاءات والمناصب القيادية.

تعزيز كفاءة توليد الطاقة الكهربائية:
وأشار الغامدي إلى دور أرامكو السعودية في تعزيز مستويات كفاءة إنتاج الطاقة الكهربائية في المملكة عن طريق بناء ما يقارب 12 جيجاواط من القدرات المُنتجة من محطات الانتاج المزدوج في الشركة وفق أحدث التقنيات الحديثة، وذلك بكفاءة حرارية تصل إلى 75%، كما أشار في هذا الصدد إلى جهود أرامكو السعودية بالتنسيق مع وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية وكذلك الشركة السعودية للكهرباء في ترشيد استهلاك الديزل ومشتقات النفط بأسعاره المحليه في توليد الطاقة الكهربائية لدعم اقتصاد المملكة، وذلك عن طريق تقاعد محطات التوليد القديمة، و أيضا عن طريق إحلال الغاز الطبيعي كوقود مفضل للتوليد للاستفاده من الوقود السائل عالي التكلفة لتصديره بأسعار عالمية، وكذلك عن طريق ربط المناطق النائية بشبكات النقل ذات الجهد الفائق وإلغاء المحطات الصغيرة ذات الكفاءة المتدنية والتي تستخدم وقود الديزل بالغ التكاليف على اقتصاديات المملكة، مما رفع من مستويات كفاءة التوليد في المملكة من 32% إلى ما يقارب ال 38% في العام الجاري، وفق خطة استراتيجية لتحقيق كفاءة 45% بحلول العام 2030.

مبادرات أرامكو السعودية في مجال الطاقة النظيفة:
وقد ركز م. الغامدي على دور أرامكو السعودية في استغلال الطاقة المتجددة في التطبيقات الداخلية لأعمال أرامكو السعودية بهدف تنويع مصادر الطاقة والإسهام في حماية البيئة، ومن ذلك بناء حقول لإنتاج الطاقة الشمسية في ساحة مبنى المدرا الهندسي لإنتاج 10 ميجاواط وكذلك بناء مشاريع الطاقة الشمسية في كل من معهد الملك عبدالله للدراسات البترولية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ومحطة التوزيع في تبوك، إضافة إلى تطبيقات الطاقة الشمسية في المباني المكتبية وحقول الإنتاج وخطوط الأنابيب ومرافق الإتصالات، ومن ذلك بناء أول محطة لطاقة الرياح في المملكة في المنطقة الشمالية في مدينة طريف. وكشف م. الغامدي أن أرامكو السعودية قد وضعت خطة استراتيجية تفصيلية لأكثر من 50 من المشاريع والفرص المجدية لاستغلال الطاقة النظيفة في تطبيقات أعمال الشركة وهي قيد التنفيذ بحسب الأولوية.

مركز الرقابة الرقمية الذكيّة:
كما كشف م. الغامدي عن جهود أرامكو السعودية الحالية ضمن خطة التحول الرقمي لأعمال الطاقة، ومن ضمنها بناء مركز التحكم الرقمي الذكي (iPower) في مركزها الرئيس بالظهران والذي يرتبط بجميع أعمال الشركة في أنحاء المملكة والذي يهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية كرفع كفاءة إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة، وإدارة الأصول، وتعزيز مستويات السلامة والموثوقية، واستشراف الأعطال قبل وقوعها، وإدارة حالات الطوارئ إضافة إلى جمع المعلومات لقياس أداء أنظمة الطاقة الكهربائية المختلفة.
مبادرات أرامكو لتوطين صناعات سلسلة التوريد لقطاع الكهرباء:
تناول م. الغامدي في كلمته دور أرامكو السعودية بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين في تدشين مشاريع استراتيجية عالمية لتمكين الصناعات وتوطين الخدمات وتدريب الكفاءات على أعلى المستويات من أجل تحقيق رؤية المملكة في توطين الصناعات وتنويع مصادر الدخل. وقد أشار م. الغامدي في هذا الصدد عن مصنع جي-باور (J-Power) للكابلات البحرية والواقع في منطقة تناجيب كمثال لجهود أرامكو في توطين بعض الصناعات لتلبية احتياجات الشركة المحلية، وقد بدأ المصنع في الانتاج في عام 2012 ، كما أنه بدأ في تصدير الكابلات إلى الدول المجاورة في الآونة الأخيرة. كما تطرق م. الغامدي إلى مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة (SPARK)، والذي يعد أحد مشاريع الشركة العملاقة والذي يهدف إلى توطين مجالات صناعة الطاقة المختلفة. وسيستوعب المشروع عند اكتماله ما يزيد عن 300 منشأة متخصصة بالإضافة إلى استحداث الآلاف من الوظائف.

– المختبر الخليجي: مشروع ريادي على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
وأشار م. الغامدي إلى دخول أرامكو السعودية في شراكة استراتيجية مع تسع من الجهات الرائدة في أسواق الطاقة السعودية والخليجية لبناء المختبر الخليجي لفحص المعدات وتقديم خدمات الاختبارات القياسية والتفتيش والتأهيل، وهو مشروع نموذجي نادر على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي نجح في استقطاب شراكات متميزة مع مختبرات عالمية لنقل هذه التقنيات المتقدمة للمملكة والتي ستسهم في وضع المملكة في مكان الصدارة في هذه الخدمات، وقد وقعت شركة المختبر الخليجي شراكتها الأولى في مجال الطاقة الكهربائية مع شركة تشيسي (CESI) العالمية الرائدة في هذا المجال، كما وقعت شراكتها الاسترتيجية الثانية مع شركة يو إل (UL) الأمريكية في مجالات الطاقة المتجددة والشبكات الذكية واختبارات السلامة.

– الأكاديمية الوطنية للطاقة: إعداد الكفاءات السعودية للمستقبل:
كما أشار م. الغامدي إلى دخول أرامكو السعودية في شراكات استراتيجية متميزة لبناء الأكاديمية الوطنية للطاقة على أعلى المستويات العالمية لتخريج الكفاءات السعودية في 21 مجال من مجالات الطاقة الكهربائية، وقد بدأ العمل فيها هذا العام من خلال شراكة استراتيجية مع معهد بيسمارك (BISMARCK) الأمريكي المتطور، وتهدف الكلية إلى استيعاب 2000 طالب لإعداهم إعدادا متميزا لخدمة مبادرات التصنيع والخدمات المتعددة في المملكة.
الجدير بالذكر بأن جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (بالإنجليزية: Institute of Electrical and Electronics Engineers اختصاراً IEEE) هي جمعيّة مهنيّة مقرّهُا في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، تشكّلت في العام 1963م وتم أنشاء القسم السعودي للجمعية في العام1981 م. تعتبر الجمعية من أكبر الجمعيات المهنيّة على مستوى العالم، اذ بلغ عدد الأعضاء المسجلين 417 ألف عضو في 160 بلداً حول العالم. هدف الجمعية هو تحقيق التقدم التعليميّ والتقنيّ في مجال الهندسة الكهربائية والإلكترونيّة والحاسبات وما في حكمها. ينظم القسم السعودي للجمعية العديد من الدورات والندوات و الأنشطة المتخصصة فى المجالات الكهربائية، كما يضم عددا من الأندية الطلابية ونادي التدريب على الخطابة (توستماستر) وقسما للمهندسات.
وفي ختام اللقاء أبدى م. الغامدي شكره وتقديره للقسم السعودي لمنظمة ال (IEEE)، حيث جرى تسليمه درعًا تذكاريًّا من رئيس القسم د. محمد المهيني .