رئيس ملتقى أسبار يكرّم فهد الأحمري نظير جهوده المتميزة في أمانة الملتقى
جزر فرسان.. محمية طبيعية فريدة من نوعها
إحباط ترويج 720 كيلوجرامًا من القات والإطاحة بـ4 مهربين بجازان
سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا عند مستوى 11597 نقطة
المملكة تستضيف الاجتماع الـ89 لمجلس المحافظين للمجلس العالمي للمياه بالرياض
“سلمان العالميّ للُّغة العربيّة” يُطلق مشروعات نوعية ضمن مؤتمر مبادرة القدرات البشرية
تشمل 13 قطاعًا اقتصاديًا واعدًا.. وزير التجارة يُدشّن مبادرة مهارات المستقبل
طرح 20 مشروعًا عبر منصة “استطلاع” لأخذ المرئيات بشأنها
المدينة المنورة تتقدّم 7 مراتب في مؤشر IMD للمدن الذكية لعام 2025
ضبط 3 مخالفين لارتكابهم مخالفتي قطع مسيجات ودخول محمية دون ترخيص
علق الأكاديمي والكاتب د. أحمد الجميعة على انسحاب ترامب من سورية، بقوله إنه ليس سوى تكتيك داخلي مؤقت لإعادة المؤسسات الأميركية لتصطف خلفه تحت شعار “أميركا أولاً”، وتكتيك آخر يعيد فيه الصراع للمنطقة، ولكن بمشاركة محاربين منقسمين على مصالحهم ولن يستطيعوا حسمها لوحدهم؛ لتعود أميركا مجدداً لحسمها.
وأضاف الجميعة في مقال له بصحيفة الرياض بعنوان “الانسحاب الأميركي.. الصراع يتجدد!”، أن أكثر المستفيدين منه -روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري- متوجسين من تبعاته رغم أنه في صالحهم، وهو ما جعل الروس يتساءلون عن المرحلة الجديدة التي يقصدها الرئيس ترامب في إعلان انسحابه.. وإلى نص المقال:
تداعيات إعلان الانسحاب الأميركي من سورية لا تزال متباينة بين مواقف سياسية دولية، وخطط وتحركات عسكرية يجري التحضير لها حالياً، فضلاً عن تجاذبات بين قوى المؤسسات العميقة داخل الولايات المتحدة، حيث لا يزال الانسحاب بلا خطة، أو برنامج واضح ومعلن، وإنما مجرد قرار غادر على إثره وزير الدفاع جيمس ماتيس، وترك حالة ترقب مثيرة بين حلفاء أميركا وخصومها أيضاً.
السؤال الأهم: لماذا قرر ترامب الانسحاب في هذا التوقيت من سورية؟ وما أسبابه؟ وما الاحتمالات التي يتركها قرار بهذا الحجم على مستقبل حلفاء أميركا في المنطقة؟ والجواب حتماً يعود بنا أولاً إلى تحديد الأهداف الأميركية في سورية المتمثلة في إنهاء تنظيم داعش الإرهابي، وإخراج القوات الإيرانية من الأراضي السورية، والوصول إلى تسوية سياسية هناك، وهذه الأهداف لم تتحقق بنسبة كبيرة جداً، حيث لا تزال داعش تشكّل مصدر تهديد، وإيران موجودة على الأرض، والحل السياسي أصبح تابعاً لنتائج العمل العسكري، وبالتالي لا يوجد مبرر للانسحاب وتلك الأهداف لا تزال قائمة.
هناك من يرى أن الانسحاب تكتيك أميركي لإغراق الروس في حسابات الحل السياسي في سورية، إلى جانب تهرب ترامب من كلفة الإعمار هناك، كذلك الرغبة الأميركية في إعادة توزيع قدراتها بعيداً عن الشرق الأوسط الذي حان الوقت ليحارب فيه آخرون -كما يقول ترامب-؛ بهدف مواجهة الصين التي وصلت إلى حدودها مع أميركا الجنوبية، وإلى تهديد مصالحه الإستراتيجية في آسيا الوسطى بفعل العامل الاقتصادي، أما على الصعيد الداخلي؛ فالانسحاب ليس سوى تخفيف الضغوط على الرئيس ترامب من خصومه في الكونغرس، وإغراقهم في ملفات الأمن القومي الأميركي التي يرى فيها ترامب عنواناً لمرحلته المقبلة مع الكونغرس الجديد.
القرار المفاجئ بالانسحاب على تعدد أسبابه؛ لا يزال أكثر المستفيدين منه -روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري- متوجسين من تبعاته رغم أنه في صالحهم، وهو ما جعل الروس يتساءلون عن المرحلة الجديدة التي يقصدها الرئيس ترامب في إعلان انسحابه، وتركيا تؤجل عملياتها العسكرية في شرق الفرات رغم تهديدها بأن تدفن الأكراد في خنادقهم، وإيران تعيد ترتيب صفوفها مع النظام وحزب الله لتطويق التحرك الإسرائيلي المحتمل، بينما أكثر المتضررين من القرار إسرائيل والأكراد والعرب المتحالفين ضد النظام السوري يترقبون الخطوة الأميركية الأخرى؛ لأن أميركا عوّدت العالم أنها لا تنسحب بهدوء من أي مكان توجد فيه، والعراق خير دليل.
قرار ترامب ليس سوى تكتيك داخلي مؤقت لإعادة المؤسسات الأميركية لتصطف خلفه تحت شعار “أميركا أولاً”، وتكتيك آخر يعيد فيه الصراع مجدداً للمنطقة، ولكن بمشاركة محاربين منقسمين على مصالحهم ولن يستطيعوا حسمها لوحدهم؛ لتعود أميركا مجدداً لتحسم الصراع بطريقتها!