الغيرة السياسية من المملكة وراء انسحاب قطر من منظمة أوبك

الثلاثاء ٤ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٨:٤٧ صباحاً
الغيرة السياسية من المملكة وراء انسحاب قطر من منظمة أوبك

اعتبرت شبكة بلومبيرغ الأميركية قرار قطر بترك منظمة أوبك الشهر المقبل، مثالاً واضحًا على السياسة السامة التي تتبعها في الشرق الأوسط، والتي تمزق مجموعة ظلت متماسكة طوال عقود، متجاوزة الحرب والعقبات السياسية المختلفة.
وقالت هيليما كروفت، الخبيرة الاستراتيجية في مؤسسة “RBC Capital Markets”: “بالنظر إلى أن التركيز على الغاز الطبيعي المسال لا ينبغي أن يتعارض مع عضوية أوبك، فإن هذه الخطوة ستؤدي على الأغلب إلى استنتاج أن الانقسامات الجيوسياسية أصبحت مستعصية للغاية”.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن الدوافع وراء اتخاذ قطر لمثل هذا القرار هو الغيرة السياسية والاستراتيجية من المكانة التي تحظى بها المملكة على المستوى العالمي، وخاصة الدور الذي تلعبه لإحداث توازن واضح في مستويات الإنتاج الخاصة بالنفط، بما لا يسهم في انهيار الأسعار.
قطر هي الدولة الحادية عشرة في ترتيب أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك، ويمثل إنتاجها أقل من 2% من إجمالي الإنتاج، لذا فإن رحيلها قد لا يكون له تأثير كبير على المناقشات التي ستجري هذا الأسبوع لخفض الإنتاج مع البلدان المنتجة من خارج أوبك بقيادة روسيا.
وأكدت أن قطر صنعت سابقة “سيئة” لمجموعة تفخر بوضع مصالحها الاقتصادية المشتركة فوق الاعتبارات السياسية، بما في ذلك الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات أو غزو صدام حسين للكويت عام 1990.
ومن جانبها، أكدت أمريتا سين، كبيرة المحللين في شركة الاستشارات النفطية في لندن، إن انسحاب قطر من الأوبك هو أمر رمزي إلى حد كبير بالنسبة لقطر.. لقد كان إنتاجها من النفط ثابتًا مع وجود احتمالات محدودة للزيادات”.
ومع حساب كل من إنتاجها من النفط الخام والمتكثف – وهو شكل من أشكال النفط الخفيف للغاية – تضخ البلاد حوالي مليون برميل في اليوم، أي أقل من عُشر إنتاج المملكة.
وخلال اتفاق تخفيض الإنتاج لعام 2016 بين أوبك وغير الأعضاء، بما في ذلك روسيا، خفضت قطر 30،000 برميل في اليوم، أي ما يعادل 1.7 % فقط من الإجمالي.