صور.. وادي الرمة يستعيد نضارته ويفيض بمائه فترتوي أشواق زواره في القصيم

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٧:٠٦ مساءً
صور.. وادي الرمة يستعيد نضارته ويفيض بمائه فترتوي أشواق زواره في القصيم

أعادت السيول التي خلفتها أمطار الخير والبركة التي شهدتها منطقة القصيم بوجهٍ خاص، ومختلف مناطق المملكة عموماً، لوادي الرمَّة نظارته التي أعادت للمجتمع مجموعة كبيرة من أحاديث مؤرخين كتبوا وتحدثوا عنه، بوصفه أكبر الأودية الشهيرة في الجزيرة العربية على مر التاريخ، فهو الوادي الذي يمتد من الشمال الشرقي للمملكة حتى حدودها مع جمهورية العراق الشقيقة، ناهيك عن عديد القصص التي وردت في كتب وأحاديث القاصين والمؤرخين، استناداً لأهمية موقعه الذي يقطع وسط الجزيرة العربية عرضاً.
ووصل جريان وادي الرمة حتى منطقة القصيم خلال اليومين الماضيين، فكان أهالي المنطقة جاهزون لاستقبال ضيف كبير طال غيابه وانتظاره والشوق إليه، بسبب ندرة الأمطار في مواسم سابقة، فجاء الاستقبال حميمياً يعكس مدى الشوق لضيف ما فاض مائه منذ 10 سنون مضت، أي في عام 1429هـ.
ويعد وادي الرُّمة ظاهرة طبيعية، تصنّف ضمن أهم الظواهر الطبيعية في المملكة، عطفاً على اتساع عرضه وطول امتداده، وتربعه على مساحة شاسعة يعبر خلالها من غرب المملكة وحتى شرقها، وهذا ما جعله أطول أودية شبه الجزيرة العربية، إذ يبلغ طوله تقريبًا 1000 كلم، حيث يبدأ من مشارف المدينة المنورة من السفوح الشرقية لجبال منطقتها، وسفوح الحرات المجاورة، ويتجه نحو الشرق حيث يمتد إلى الكويت مروراً بمنطقة القصيم، حيث يكون فيها معظم جريانه، ما جعله يحمل في ذلك الجزء المار بالمنطقة اسم وادي القصيم، الذي يصب فيه أكثر من 600 رافد، ويعد متنزهًا عاما لأهالي القصيم.
وأوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق، أن وادي الرمة الأطول عمراً ومسافة على مستوى العالم، وأغرب وادٍ، لأنه يقطع صحراء جافة دون تغذية دائمة، لأن تغذيته الوحيدة تأتي عبر الأمطار الشحيحة والنادرة.
وأشار الزعاق إلى الأودية الأربعة الرئيسية الرافدة لوادي الرمة، المتمثلة في (وادي النساء، والجرير، والمحلاني، والداث)، مبيناً أنها الأودية المسؤولة عن دعمه من الخلف، ليواصل المسير حتى نفود الثويرات، بواقع 50 كليو متراً يقطعها يومياً.
وبحسب الزعاق، فإن الوادي من أهم الظواهر الجيومورفولوجية بهضبة نجد، وأكبر وأطول أودية الجزيرة العربية، في حين يقوم بتصريف سيول هضبة نجد المتبلورة الواقعة فوق الدرع العربي عبر شبكة كثيفة ومعقدة من الروافد والشعاب.
ولفت عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الانتباه إلى حوض وادي الرمة الذي يقع معظمه في منطقة القصيم، فيما تتخذ أطرافه من جنوب منطقة حائل ومن شرق منطقة المدينة المنورة وشمال غرب منطقة الرياض موقعاً لها.
وبين أن حوض الوادي يمتد غرباً من حرات بركانية سود ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 1300م كحرة خيبر شرق منطقة المدينة المنورة، في حين يبدأ الوادي طولاً من حرة اثنين إلى الشرق من المدينة المنورة، ويمتد إلى الشمال الشرقي من المملكة ليعدل مساره شرقاً ويأخذ الاتجاه الجنوبي الشرقي، فالشمال الشرقي حتى يصل إلى حدود نفود الثويرات، ويواصل المضي في اتخاذ طريقه في الاتجاه نفسه، حتى يصل إلى صحراء الدهناء التي تختفي تحت رمالها المتحركة بعض أجزاء الوادي التي تعاود الظهور حال جريان المياه ليأخذ الوادي منها تسمية «الباطن» التي تعني الخفي وغير الواضح.
وصنف متخصصون سريان وادي الرمة هذا العام بالقوي، لتزامنه مع الحالة المطرية التي شهدتها كلاً من مناطق المدينة المنورة والقصيم وحائل، وهي ثلاث مناطق من أربعة روافد رئيسية لجريان الوادي.

إقرأ المزيد