قبل التجديد النصفي للكونجرس.. الطرود المفخخة وحادث بنسلفانيا لاستهداف الديمقراطيين أم ترامب؟

الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ١١:٣٣ صباحاً
قبل التجديد النصفي للكونجرس.. الطرود المفخخة وحادث بنسلفانيا لاستهداف الديمقراطيين أم ترامب؟

عاشت الولايات المتحدة، أمس، يومًا صعبًا بعد سقوط 11 قتيلًا في عملية إطلاق نار بمحيط معبد يهودي في ولاية بنسلفانيا، سبقها إرسال طرود مشبوهة لعدد من معارضي ترامب.

وتشهد الساحة السياسية الأمريكية توترات كبيرة في ضوء اقتراب موعد التجديد النصفي لانتخابات الكونجرس نوفمبر المقبل، والتي ستمثل نقطة فاصلة في المشهد الأمريكي على خلفية الاستقطاب بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

في وقت يعاني فيه المشهد السياسي الأمريكي من حالة من الارتباك، تبقى لعبة الانتخابات هي القاسم المشترك الذي يربط بين الطرود المفخخة والقنبلة السياسية التي قد تطيح بترمب.

ففي ظل شدة التنافس على مقاعد الكونجرس هناك حاجة ملحة لقنابل من شأنها تغيير ميزان القوى السياسية على الأرض في الداخل الأمريكي لصالح الخصوم.

توريط ترامب 

أثارت عملية إرسال طرود مشبوهة الأسبوع الفائت لعدد من معارضي الرئيس الأمريكي بينهم باراك أوباما وهيلاري كلينتون أزمة شديدة، لاسيما أن مرسل الطرود من مؤيدي ترامب، وكانت الشرطة قد أوقفت (سيزار سايوك) 56 عاماً خارج متجر لقطع غيار السيارات في ميامي بفلوريدا.

واتهمت السلطات سايوك بإرسال 14 قنبلة يدوية إلى سياسيين ديمقراطيين عقب تحقيق أثار ضجة واسعة، لا سيما مع اقتراب موعد التجديد النصفي في انتخابات الكونجرس الأمريكي.

وكان المشتبه به الذي أكدت الشرطة الفيدرالية تورطه وإرساله قنابل حقيقية لمعارضين، يمتلك ملصقات مؤيدة لترامب وشعارات مناهضة لشبكة “سي إن إن” الأمريكية فضلاً عن صور لديمقراطيين عليها أثار تصويب رصاص.

ويذهب مراقبون إلى أن الأجهزة المتفجرة التي أرسلت بالبريد لباراك أوباما، هيلاري كلينتون، جو بايدن، روبرت دي نيرو، كوري بوكر، جيمس كلابر وشخصيات عامة أخرى، بالإضافة إلى سي إن إن، تشير إلى هجوم معد سلفًا يستهدف توريط ترامب.

وتساءلت صحيفة “ذا اتلانتيك” إن لم تكن هذه الطرود المرسلة إرهابية فما هي، لاسيما أن الدوافع السياسية واضحة لأي شخص يراقب نمط إرسال الطرود، فالطرود لم تكن تستهدف شخصيات عامة وعشوائية بل استهدفت أشخاصًا محددين كانوا من أبرز منتقدي ترامب.

تغيير ميزان القوى

وكان مسلح قد فتح النار أمس على معبد يهودي بمدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وأسفر الحادث الذي عكس عدم هدوء الأوضاع في الولايات المتحدة، عن مقتل 11 شخصاً حتى الآن بينهم 3 ضباط.

وأوضحت المصادر أن السلطات قد احتجزت مشتبهاً به وهو رجل أبيض (48) عاماً يُعتقد أنه ينتمي إلى اليمين المتطرف، وقال ناجون من إطلاق النار إنهم سمعوا مُنفذ الهجوم يصيح بأنه عمل معاد للسامية فور دخوله المبنى.

وقالت تقارير إن منفذ العملية قد استسلم بعد إصابته أثناء تدخل قوات الشرطة، ووصف الرئيس الأمريكي منفذ الهجوم بأنه “مختل”، مرجحاً أنه ينبغي “تغليظ القوانين الخاصة بعقوبة الإعدام. فهؤلاء الناس لا بد أن يدفعوا ثمناً باهظاً، ولا بد أن يتوقف ذلك”.

ويدخل الرئيس الأمريكي في صراع بين الديمقراطيين قد يحسم في النهاية لصالح الأخيرة، حيث جاء حادث إطلاق النار في بنسلفانيا ليعقد الأمور، لاسيما أن منفذ العملية يميني متطرف.

ويحاول الحزب الديمقراطي استغلال القضايا لتغيير ميزان القوى والتاريخ الأمريكي يرسخ نظرية المؤامرة لتحقيق المكاسب السياسية.

إن احتماليات عزل ترامب من منصبه لن تكون بسبب أحداث أمنية كأزمة الطرود المفخخة أو إطلاق النار في بنسلفانيا، فتحقيقات مولر على سبيل المثال والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وصدام ترامب الدائم مع وسائل الإعلام، فضلًا عن سياساته الخارجية، لاسيما المتعلقة بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إليها، كلها أمور كافية وكفيلة للإطاحة به.

لكن تظل التحديات أمام الديمقراطيين أكبر من الجمهوريين على الرغم من توتر الأوضاع الأمنية نظرًا لفقدانهم تصويت الولايات المتأرجحة لصالح ترامب.