لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم للتدريب التعاوني فلكية جدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم الصحة: إحالة 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية 3200 طالب وطالبة بتعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة بيبراس موهبة 2024م تنبيه من هطول أمطار وهبوب رياح شديدة على جازان
“الإنسان يكف عن أن يكون إنسانًا عندما يفقد القدرة على بذل المحبة ومنح الأمل للآخرين”.. كلمات تصيب شغاف القلب قالها عام 2015 الطبيب الكونغولي دنيس كوكويغي والحائز على جائزة نوبل لهذا العام مناصفة مع الناشطة العراقية نادية مراد لجهودهما ونضالهما ضد العنف في الحروب.
أي عنف؟
قبع “العنف الجنسي” خلف وصولهما للجائزة، حيث حصلا عليها تقديرًا لجهودهما ونضالهما في محاربة وعلاج هذا النوع من العنف في الحروب فقد جسدا سويًّا في رأي اللجنة النرويجية التي أعلنت عن الجائزة، اليوم الجمعة، قضية عالمية تخطت إطار النزاعات لاسيما بعد ما كشفته حركة “مي تو” التي أثارت ضجة واسعة في العلم منذ عام وكشفت عن اعتداءات جنسية ارتكبها المنتج الأمريكي هارفي واينستاين.
وأشارت لجنة نوبل النرويجية خلال إعلانها عن الجوائز أن دينيس ونادية استحقا الجائزة لإسهامها القوي في تركيز الانتباه على جرائم الحرب من هذا النوع، فالأول وفق اللجنة كرس حياته للدفاع عن هؤلاء الضحايا والثانية هي الشاهدة التي اجتهدت في الإبلاغ عن التجاوزات التي ارتكبت ضدها وضد غيرها.
الفتاة من صالون التجميل:
نادية مراد فتاة في الـ25 من عمرها استطاعت أن تتغلب بكل قوة على حقبة من أبشع الحقب التي مرت على أيزيدي العراق لتصبح المتحدثة ذائعة الصيت التي برعت في الدفاع عن تلك الأقلية.
عملت نادية في صالون تجميل في بلدتها بنينوى، وعاشت حياة هادئة في قريتها كوجو وحلمت الفتاة أن تصبح معلمة كي تغرس الأمل في نفوس الطلاب إلى أن الحرب لم تمهلها الكثير فسرعان ما ذهبت أحلامها أدراج الرياح والتهمتها أيادي داعش القذرة لتدخلها في رحلة ظلامية بعد أن كانت من بين نساء سُبين وتحولن إلى ضحايا الرق الجنسي من قبل الجهاديين.
ونقلت نادية بعد خطفها إلى الموصل- معقل تنظيم داعش- وعاشت كابوسًا دام لأشهر تعرضت خلاله للتعذيب والاغتصاب الجماعي والبيع بهدف الاستعباد الجنسي.
وأرغمها التنظيم على التخلي عن ديانتها الإيزيدية، ومن تحت وطأة التعذيب وبمساعدة أسرة مسلمة قررت نادية الهرب وحصلت على هوية مكنتها من الذهاب إلى كردستان العراق.
وعاشت الفتاة التي فقدت 6 من أشقائها في مخيم للاجئين في كردستان وقامت بالاتصال بمنظمة تساعد الإيزيدين وسرعان ما مكنتها من الالتحاق بشقيقتها في ألمانيا.
بعد بلوغها ألمانيا أخذت على عاتقها الدفاع عن الإيزيديين حيث دعن مرارًا إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرض له الإيزيديون على أنه “إبادة”.
وفي سبتمبر 2016، عينت نادية سفيرة للأمم المتحدة للدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر وحصلت على جائزة “ساخاروف” لحرية التعبير من البرلمان الأوروبي في ذات العام.
وأطلقت مراد حملة استطاعت من خلالها أن ترسم البسمة على وجوه الآلاف من الضحايا الذين تعرضوا إلى جرائم بشعة على أيدي “الدواعش”، كما قادت مع المحامية الحقوقية، أمل كلوني، حملة من أجل محاكمة تنظيم داعش الإرهابي على جرائمه في المحكمة الجنائية الدولية.
الطبيب مانح الأمل:
دينيس كوكويغي (63 عامًا) طبيب نسائي استطاع أن يمنح الأمل للآخرين من خلال نشاطه في علاج ضحايا الاغتصاب بالكونغو، وهو خبير ورائد في علاج الأضرار التي تلحق بالنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب.
ودينيس متزوج وأب لخمسة أبناء وكان والده رجل دين أنهى دراسته في فرنسا وعاد لبلاده وقد قرر البقاء فيها في أحلك الأوقات عندما اندلعت حرب الكونغو الأولى في 1996، دُمر مستشفى ليميرا، الذي تدرب فيه قبل سفره إلى فرنسا، بالكامل. وبعد تخصصه في أمراض النساء والتوليد في فرنسا، عاد إلى ليميرا في عام 1989 ليعيد إحياء قسم أمراض النساء.
وقضى الطبيب أجزاء كبيرة من حياته يساعد ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد عالج هو وموظفوه آلاف المرضى الذين وقعوا ضحية لمثل هذه الاعتداءات.
وأدان مرارا وتكرارا الإفلات من العقاب على الاغتصاب الجماعي وانتقد الحكومة الكونغولية وبلدان أخرى لعدم قيامها بما يكفي لوقف استخدام العنف الجنسي ضد المرأة كإستراتيجية وسلاح للحرب.
قد حاز الطبيب “الإنسان” على جائزة سخاروف لحرية الفكر في 2014.
وتقدر جائزة 2018 بتسعة ملايين كرونة سويدية ما يعادل 1.01 مليون دولار.
وستسلم الجائزة خلال حفل يقام في أوسلو في 10 ديسمبر المقبل، بالتزامن مع ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجائزة في 1895.
فائزون سابقون:
وفي العام الماضي كانت جائزة نوبل للسلام من نصيب الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية.
وفي جوائز نوبل لهذا العام ذهبت جائزة الطب إلى جيمس أليسون من مركز إم دي أندرسون للسرطان في جامعة تكساس وتاسوكو هونغو من جامعة كيوتو، التي ساعدت اكتشافاتهما الأطباء على محاربة العديد من الأورام في المرحلة المتقدمة وحفظ عدد “غير محدود” من الأرواح.
وتشارك علماء من واشنطن وكندا وفرنسا جائزة الفيزياء لإحداثهم ثورة في استخدام الليزر في الأبحاث، كما فاز 3 باحثين لدورهم “في تسخير قوة التطور” لإنتاج إنزيمات وأجسام مضادة، أدت إلى إنتاج عقار جديد واسع الانتشار بجائزة نوبل للكيمياء، ومن المقرر الإعلان عن جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية الاثنين.
يذكر أنه قد تم حجب جائزة نوبل للآداب هذا العام بسبب فضيحة الاعتداء الجنسي في الأكاديمية السويدية التي تختار الفائز، وقد حكم على كلود أرنو مركز فضيحة الأكاديمية والمعروف في الأوساط الثقافية هناك بالسجن لمدة عامين بتهمة الاغتصاب.
وتخطط الأكاديمية للإعلان عن الفائزين لعام 2018 و2019 العام المقبل، على الرغم من أن رئيس مؤسسة نوبل كان قد قال إنه يجب على الهيئة إصلاح سمعتها الملطخة.