حساب المواطن يحذر: سنطبق المادة 20 على كل من يقدم معلومات مضللة ميسي: زيدان من أعظم اللاعبين في التاريخ الأحوال المدنية تكرم المتقاعدين بحضور وتشريف اللواء صالح المربع فينالدوم يكشف عن فريقه المثالي وظائف شاغرة في متاجر الرقيب وظائف شاغرة في شركة رتال للتطوير وظائف شاغرة لدى البنك السعودي الفرنسي وظائف شاغرة لدى الفطيم القابضة وظائف شاغرة في البنك الإسلامي للتنمية وظائف شاغرة بفروع شركة سبيماكو الدوائية
بقرار فضح عنتريات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومواقفه “الاستعراضية” قررت محكمة تركية، اليوم الجمعة، الإفراج عن القس الأميركي أندرو برانسون الذي أشعل احتجازه في أنقرة ووضعه تحت الإقامة الجبرية أزمة دبلوماسية قوية بين أنقرة وواشنطن.
وقضت المحكمة في منطقة إزمير بالسجن 3 أعوام على برانسون بعد إدانته بما أسموه بـ”منظمات إرهابية” في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني وأعوان الداعية فتح الله جولن الذي تتهمه تركيا بتدبير انقلاب 2016، لكنها أفرجت عنه بحجة انقضاء مدة محكوميته ولسلوكه خلال المحاكمة وتجاوبت المحكمة مع طلب النيابة رفع الإقامة الجبرية عن القس والسماح له بمغادرة البلاد.
وكان ترامب قد أعرب عن أمله في عوده برانسون سريعًا إلى واشنطن دون أدنى مشاكل.
فلنغلق أبواب الجحيم:
أشعل احتجاز القس في تركيا أزمة دبلوماسية طاحنة بين تركيا وأميركا انهارت في أعقابها الليرة التركية بعد سلسلة من العقوبات الأميركية كشفت عن ضعف الاقتصاد التركي وركاكته وعدم قدرته على الصمود، فتركيا على الرغم من استعراضها للقوة تفتح بقضية القس أبواب الجحيم التي لن تستطيع الصمود في وجهها كثيرًا، وهذا ما أثبتته الأيام.
وتعكس تصريحات لوزارة الخارجية الأميركية نفت فيها الوصول إلى أي اتفاق مع حكومة أردوغان بشأن إطلاق سراح القس “هشاشة” الموقف التركي الذي بدا في بداية الأزمة على لسان أردوغان غير مهتم بالعقوبات.
وكان ترامب قد أكد في حزم على تمسك واشنطن بموقفها لحين تحرير القس وعودته لبلاده وكنيسته الأمر الذي لم تستطع مع تركيا استكمال الضغط بورقة “القس” على أميركا على الرغم من رفض المحكمة في جلسات سابقة لها إطلاق سراحه.
وعبر وزير الخارجية الأميركي مايك بينس أمس عن أمله في الإفراج عن برانسون قائلًا: “لا يزال يحدونا الأمل بشأن إجراءات المحكمة غدًا وأن ترى أنقرة الطريق ممهدًا وتطلق سراح هذا الرجل الصالح الذي لم يرتكب أي جرم والذي احتجز ظلمًا في تركيا لسنوات.
الدوران إلى الخلف:
كان أردوغان قد هاجم في وقت سابق برانسون بقوة توحي بتمسكه بمحاكمة الرجل وقال: “علي أن أرضخ لحكم القضاء”، لكن يبدو أنه وجد نفسه مضطرًّا أن يُخضع القضاء في الحكم لصالح الرجل حتى يفلت من أزمة وشيكة لن يستطع تحمل نتائجها، فالسلطان الذي طالما استعرض قوته لم يعد قادرًا على الصمود.
ويظهر إطلاق سراح الرجل عودة إلى الوراء بالنسبة لتركيا ممثلة بأردوغان، لاسيما أن جلسات المحاكمة جاءت في وقت وضعت فيه أنقرة “تحت المجهر” على خلفية تعاملها “الغوغائي” مع قضية الصحافي السعودي المختفي جمال خاشقجي.
هكذا وجد أردوغان نفسه في موقف لا يُحسد عليه؛ ففضل سياسة النأي بالنفس عن قضية تدخله في متاهات في وقت تشتعل فيه تركيا من الداخل في كافة الجبهات.
وفي موقف لا يحسد عليه ففضل العودة إلى الخلف والنأي بنفسه عن قضية تفتح على أنقرة أبواب الجحيم في وقت تشتعل فيه من الداخل وتحارب فيه في جبهات متفرقة.
يذكر أن برانسون كان يشرف على كنيسة بروتوستانتينية في إزمير وفرضت عليه نهاية يوليو الإقامة الجبرية بعد حبسه مدة عام ونصف بتهمة الإرهاب والتجسس الأمر الذي نفاه قطعًا وأصبحت قضية القس الإنجيلي الذي يعيش في تركيا منذ 20 عامًا مصدر توتر وخلاف دبلوماسي استعر بين أميركا وتركيا وتسبب في عقوبات جمة فرضتها واشنطن على الرسوم الجمركية.
نهاية رجل شجاع!
وهكذا تحولت تركيا على يد “بطلها الهمام” من قصة نجاح إلى بطل العجز ومن شراكات قوية إلى عزلة مدوية ومن مصدر للحلول إلى جزء من المشكلة.
وعلى الرغم من إطلاق سراح القس لا يبدو أن أنقرة قادرة على حل خلافاتها وإخفاقاتها المتوالية في الداخل والخارج، مشكلة الأكراد المنهكة، والاقتصاد المحطم، والمؤسسات الفاشلة، والعلاقات المروعة مع الخارج، والثقافة التدميرية الراسخة في قلب الحكم.
أسقط حكم المحكمة الأخير ورقة التوت عن مواقف أردوغان، فالرجل الذي طالما تغنى بأن يده لا تلوى وقلبه لا يهان خضع راضخًا تحت وطأة مجتمع دولي يراقب نتائج عنتريات رئيس ونهاية رجل شجاع.