فاجعة البحر الميت.. إحدى الأمهات الثكالى لولدها: أنتظر عودتك لأنظر في عينيك للمرة الأخيرة

الجمعة ٢٦ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ١١:٤١ مساءً
فاجعة البحر الميت.. إحدى الأمهات الثكالى لولدها: أنتظر عودتك لأنظر في عينيك للمرة الأخيرة

من أحضان أمهاتهم، إلى أخفض بقعة في الأرض، إلى أعلى نقطة في السماء، هذه هي رحلة ضحايا سيول البحر الميت، وحين يكون الوداع بلا عودة، فهو الوداع الأقسى في حياة الإنسان، والذي يتعاظم معه الفقد، كلما انقضت الدقائق والساعات والأيام، حين يكون الفقيد فلذة كبدنا، الذي منذ شهقته الأولى في الحياة وهو يكبر أمام أعيننا، فكيف إن كان هو آخر فرد في حياتك؟ كيف إذا كنت من الباحثين عن الحياة لتجد نفسك وحيدًا في معتركها. هذا هو حال أهالي ضحايا كارثة البحر الميت.

أم تتمنى نظرة في عيني طفلها:

رسالة من والدة أحد ضحايا كارثة البحر الميت، فجّرت دموع الأرض، إذ قالت فيها: “كنت أخشى عليك من البرد، طلبت منك أن تأخذ سترة احتياطية معك، لكنني لم أكن أعرف أنّك ستقضي ليلتك في برد الثلاجة وصقيعها، وكل نار قلبي لن تمنحك الدفء”.

وأضافت الأم الجريحة: “ما زلت أنتظرك، السماء بكت عليك اليوم، ولكنني لم أبك، أسترق السمع لطرق الباب، وصوتك وأنت تنادي أمي قد عدت”.

وفي عبارة مؤثرة للغاية، كتبت: “أسامحك مهما فعلت، فقط دعني أشم رائحتك مرة أخرة، ولو مرّة واحدة، وأنظر في عينيك التي كانت توزع الفرح على الدنيا كلها، تأخرت علينا كثيرًا وأنا أبوك واخوتك عند الشباك ننتظرك، وصوت قلوبنا يناديك أقوى من صوت كل العواصف”.

معلمة تنعي طالبتها الضحية:

حين تأتيك الصدمة بعزيز، فتلك مأساة وليست صدمة. كتبت إحدى المدرسات، عبر موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، “هذه البنت درستها السنة الماضية، واستمرت بالتواصل معي حتى وقت قريب، استيقظت فوجدت أنَّها مع الطلاب المتوفيين في حادث البحر الميت، وما زلت لا أستطيع أن أصدق، هل أنا في خيال؟”، مرفقة تغريدتها بمجموعة من رسائل الطالبة الراحلة ميس.

 

معلمة تنعي طالبتها الضحية

المعلمة الناجية تكشف تفاصيل المغامرة الخطرة:

وكشفت المعلمة مجد الشراري، التي كانت ترافق الطلاب في رحلتهم، إنّه “كانت الرحلة تحت عنوان المغامرة، يمشي بها الطلاب ومعلماتهم بصحبة ثلاثة أدلاء عكس تيار الماء في نهر وادي عين الزرقاء نحو 4 ساعات، وتكون محطتهم الأخيرة شلالات من المياه”، مبيّنة في تصريح صحافي أنَّه “وصلنا الساعة العاشرة، تركنا الباص عند الجسر وبدأنا برنامج المغامرة بالمسير، حتى وصلنا النهر، وهناك جرى تقسيمنا إلى ثلاث مجموعات، يرأس كل واحدة دليل سياحي، بدأنا المسير عكس التيار في النهر، وبعد ساعات من المسير انقلب الطقس، وقرر الدليل أن تعود الفرق الثلاث إلى حيث أتت”.

وأضافت الشراري: كان ذلك حوالي الساعة الواحدة ظهراً، حين بدأ المطر بالسقوط خفيفًا، كنا نسير في النهر الذي تحول سريعًا إلى سيل عارم بلمح البصر، وكل دقيقة يرتفع منسوب النهر. وقد دفع ذلك الشراري إلى الهروب بالطلاب، فتسلقت الجبل، وبدأت بتأمين الطلاب واحدًا تلو الآخر، حتى ابتعدت بهم عن موج لا يرحم أحداً، في الأثناء كانت المياه تجرف أربعة طلاب، وسط صراخ ملأ المكان رعباً وعويلاً، على حد وصفها.

موت قرر فجأة أن يطبق أنيابه على أطفال مدرسة فيكتوريا، جاءوا لتجربة المغامرة في نهر وادي عين الزرقاء، بالتعاون مع شركة “سفاري الأردن”.

إقرأ المزيد