طَفِحَ الكيلُ والفاتورة تزداد.. كاتبان عالميان يفضحان الملف الأسود لقطر 2022

الثلاثاء ٢ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٨:١٨ مساءً
طَفِحَ الكيلُ والفاتورة تزداد.. كاتبان عالميان يفضحان الملف الأسود لقطر 2022

كم من الجدل يستلزم الأمر كي تُفتحُ بصيرتنا نحو كأس العالم 2022م في قطر؟ سؤال طرحه الكاتبان ريتشارد بوجيج، وبيير روندو، مؤلفا كتاب كرة القدم سوف تنفجر، محذرين من أنه إذا لم تقرر قطر إصلاح نظامها الملكي بشكل جذري، فإن المقاطعة ستصبح الاستراتيجية الوحيدة الممكنة والنهج والوحيد الموثوق به.

وقال الكاتبان في تقرير منشور في الإصدار الفرنسي موقع هافينغتون بوست الإخباري الأمريكي، إنه بدا في مطلع هذا الأسبوع، وفقًا لمنظمة العفو الدولية غير الحكومية، بأن هناك أكثر من اثني عشر عاملاً الذين يعملون في مواقع البناء لكأس العالم القادم في قطر، لم يتم دفع رواتبهم منذ 10 أشهر. وفي المقابل، أخذت دائرة الانتقاد بالتنامي. ومن الصعب تصور أن الدولة الخليجية سوف تنجح في تنظيم كأس العالم خلال أربع سنوات دون حدوث أي عيبٍ أو خلل.

وأوضحا أن هذا الجدل يضاف أيضًا إلى العديد من الإخفاقات القطرية الأخرى، ومنذ ثمانية أعوامٍ، بدأت هذه الملكية بالحديث عن نفسها حول ظروف العمل السيئة للغاية، وحدوث الآلاف من الوفيات في مواقع البناء بالإضافة إلى عدم احترام الاتفاقيات الدولية وتوصيات مكتب العمل الدولي.

وتابع الكاتبان: “لكن هذا ليس كل شيء، وبوسعنا ملاحظة أيضًا عدم الشفافية بالنسبة إلى النقابات وجمعيات الدفاع العمّاليّة، وهو نظام قانوني، يسمى “الكفالة”، القسري والغامض، والبنى التحتية العملاقة لم تسر على الإطلاق على المعايير البيئية الرئيسية وترمي بحصيلة انبعاثات كربونية كارثية”.

وأضافا: “وناهيك عن تغييب التفكير حول الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المواطن والتخلي الكامل عن حقوق المثليين. وبكل بساطة في عام 2022م، سوف يقوم اتحاد الفيفا بتنظيم منافسة يتابعها أكثر من ملياري شخص على وجه الأرض في بلد ما يزال يعاقب على المثلية الجنسية بعقوبة الموت.. ويمكننا أن نضيف أيضا بأن القرار الأحادي من الهيئات الرياضية لتحويل الكأس في فصل الشتاء، من أجل التمتع بدرجات حرارة معتدلة، سوف يؤدي إلى تغيير جدول البطولات الأوروبية ويرهق كاهل المنظمات. وهناك خطرٌ على العرض واللعب وعلى الصحة البدنية والعقلية للّاعبين”.

وتساءلا: “ماذا عن الفساد؟ ففي كتابهما (التحقيق، الرجل الذي اشترى كأس العالم لـ رياضة الهوجو، 2016م) ووفقًا للشرح المفصل للصحفيين لدى صحيفة الصنداي تايمز، وهما هايدي بليك وجوناثان كالفيرت، اللذان أوضحا الأعمال والجهود الطويلة والمتواصلة من اللجنة الرياضية القطرية للحصول على تنظيم كأس العالم، والإنفاق هنا وهناك من أجل إظهار شهامة معيّنة”.

وقالا: “إننا لن نتناول أيضًا عن استدامة البنى التحتية، التي بُنِيَت من لا شيء، والتي ستبقى مهجورة بكل تأكيد بمجرد الانتهاء من المباريات. وقطر، البلد البالغ عدد سكانه 2.7 مليون نسمة، والبالغة مساحتها 11.586كم، أي أصغر من حجم منطقة إيل دو فرانس، فلا يمكنها استضافة وتنظيم حدث كبير مثل كأس العالم لكرة القدم.. والحجة الوحيدة المقدمة آنذاك من قبل ميشيل بلاتيني، حينما كان رئيسًا لاتحاد الفيفا، هو أنه من أجل تعزيز وتطوير كرة القدم في منطقة ما تزال عذراء، فتلك حُجّةٌ غير كافية. لقد طَفِحَ الكيلُ، والفاتورة في ازدياد، والبلاد تمكنت من فعل الأسوأ مما فعلته روسيا، دون أن يُلقى عليها أي ملامة في شهر يونيو الماضي”.

ورأى الكاتبان أن: “هناك قضية تطرح نفسها، وهي نموذج الاستحقاق لكأس العالم فقطر ليست هي الوحيدة المسؤولة عن ذلك، ولا يمكن أن تكون كبش فداء لنظام كامل. وإن كبار المنظمات الرياضية وعلى رأسهم اتحاد الفيفا، ألم يَكُن يتوجب عليها إعادة النظر في نموذج الحوكمة، وفرض معايير اجتماعية وبيئية ودعم المعاهدات الدولية”؟

وشددا بقولهما على أنه: “يجب أن نتصرف، وبسرعة. فنحن نعلم أنه لا شيء صحيحا، ولكن لا أحد يتصرف. ونحن نطالب بالمساءلات وعملية حصر حقيقية، وتحقيق رسمي وموضوعي وجدّي من أجل إبادة كافة المخاطر والشبهات بشكل نهائي والتي ترمي بثقلها على كأس العالم 2022م”.

وتعجب ريتشارد بوجيج، وبيير روندو: “إلى أين يتحتم علينا أن نصل؟ ألم تكن أعداد الموتى كافية؟ وكذلك الفضائح وما تم اكتشافه، ألم يحرك ذلك ساكنًا؟ وما الذي تحسن خلال الـ 8 سنوات الماضية؟ هل بذلت قطر أدنى جهدٍ من أجل إعادة تحسين صورتها وسمعتها؟ وما الذي قد نفعله في السنوات القادمة، حينما سيتعلق الأمر بالتصفيق لفريقها المفضل؟ وكيف سيكون بوسع فرنسا القدوم دون خجلٍ أو ندمٍ للدفاع عن لقبها بعد النصر الرائع لعام 2018م”.

وأردفا: “ما يزال هناك ما يجب القيام به، ولم يتغير أي شيء، وإذا لم تتخذ قطر وممثلوها السياسيون قرارات كبيرة ولم يقرروا إصلاح نظامهم الملكي بشكل جذري، فسوف تصبح المقاطعة الاستراتيجية الوحيدة الممكنة والنهج الوحيد الموثوق به، لأنه قد طفح الكيل بالفعل”.

وختما بالقول: “من أجل حب الإنسانية، ومن أجل حب رياضة كرة القدم، نأمل ألا نذهب إلى هذا الحد”.

يمكن الاطلاع على التقرير الأصلي على الرابط هنا

إقرأ المزيد