وكالة الأنباء السعودية توقّع مذكرة تفاهم مع “نوفا” الإيطالية لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم للتدريب التعاوني فلكية جدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم الصحة: إحالة 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية 3200 طالب وطالبة بتعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة بيبراس موهبة 2024م
يبدو أن ثقافة البرجر والفاست فود التي روجتها أمريكا للعالم أجمع انقلبت عليها فأصبحت تهدد أقوى مؤسساتها على الإطلاق وهي المؤسسة العسكرية، لم يكن من المتوقع يوماً أن تشتك وزارة الدفاع الأمريكية من وجود تهديدات أمنية للأمن القومي والسبب السمنة!
قد يبدو الأمر مضحكاً بعض الشيء للوهلة الأولى غير أنه حقيقي، فقد صدرت خلال الأيام الماضية دراسة أكدت أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” تواجه تهديداً أمنياً يتمثل في السمنة التي يعاني منها أغلبية “الجنود” في الولايات المتحدة والتي شكلت أزمة وصعوبة بالنسبة للوزارة في كيفية التعامل معها ومواجهتها.
%71 من الجنود المفترضين يعانون من البدانة
وأشارت دراسة تحت عنوان (غير صحي وليسوا مستعدين) أن ما يقرب من ثلث الأمريكيين من الشباب يعانون من الوزن الزائد لدرجة أنهم لا يستطيعون الانضمام لصفوف الجيش في إحصائية أثارت القلق لدى مسؤولين عسكريين يواجهون تحديات في التوظيف.
وذكر مجلس أمريكي معروف في تقرير له “لقد هددت السمنة صحة بلادنا ومع نمو الوباء أصبحت السمنة تشكل تهديداً لأمن أمتنا أيضاً”
تعتبر السمنة أحد الأسباب الأساسية وراء عد القدرة على تعيين ما نسبته 71% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عاماً في الجيش الأمريكي وفق تصريحات لوزارة الدفاع.
وفي إحصائيات موثقة أعلنها الجيش الأمريكي الشهر الفائت فإن القوات الأمريكية فقدت هذا العام فقط القدرة على جذب 76500 مجند حيث بلغ العجز نحو 6500 جندي وهي المرة الأولى التي يواجه فيها الجيش مثل هذا العجز منذ 2005 حيث تخلفت الوزارة عن سد فجوة التوظيف لا سيما أن سوق الوظائف الضعيفة في واشنطن والاقتصاد الأمريكي ككل لعب دوراً مضاعفاً في زيادة هذه الأزمة.
أكثر من 105 مليارات دولار لعلاج السمنة
وتثير هذه الأرقام والإحصائيات التساؤلات حول عدد المتقدمين للجيش الأمريكي والذي يتعين من “البنتاجون” الاستفادة منهم.
وفي ضوء هذا طالب وزير الدفاع الأمريكي “جيم ماتيس” معالجة هذه المشكلة على المستوى المحلي مبدياً استياءه من تضاؤل عدد الشباب المؤهلين للخدمة في الجيش كقطاع خاص بسبب السمنة.
ولفتت الدراسة التي أعدها مجموعة من الجنرالات المتقاعدين والمختصين أنه إلى جانب مشكلات تعاطي المخدرات وعدم وجود المؤهلات الكافية للتجنيد وبالنظر للنسب الكبيرة من الشباب الذي يعانون من السمنة فإن هناك تحديات في التوظيف ستتضاعف ما لم يتم تلافيها باللجوء إلى تدابير أخرى لتشجيع نمط من الحياة الصحية الذي يبدأ في سن مبكر.
وساهم أعضاء متقاعدون من الخدمة يعملون في المدارس بمبادرات لإعادة الوعي بنموذج حياة صحية والإشراف على الوجبات التي تقدم في المدارس بحيث تعتمد هذه الوجبات على التغذية الصحية وليس فقط تقديم الأطعمة الشهية فضلاً على التركيز على التأهيل البدني والرياضي للطلبة.
ومن ضمن الجهود المبذولة لتفادي هذه المشكلة ينفق الجيش الأمريكي أكثر من 105 مليارات دولار كل عام لعلاج الحالات الصحية المرتبطة بالبدانة في محاولة لملء الوظائف التي أضحت خالية بسبب عدم وجود قوات مؤهلة.
وأطلق البنتاجون برنامجاً خاصاً تحت مسمى “فرقة الأداء” في محاولة سريعة لتحسين صحة قواته ببرنامج مكثف يقوم بتشجيع السلوكيات الصحية لدى الجنود وتقديم الدعم لمن يحتاجونه في المناطق المختلفة.
وقام الجيش صمن مبادراته لحل الأزمة بإدخال اختبار جديد للياقة يقيس احتمال استمرار المجندين في تلبية متطلبات العمل العسكري كما دعم الجيش المرافق العسكرية بالألعاب الرياضية للحفاظ على لياقة الجنود وتوفير مرافق للطعام في القواعد الخاصة حول العالم ليكون مختصاً بالإرشادات التي تتعلق بالتغذية.
ثقافة البرجر والفاست فود
يبدو أن الجانب المظلم في الغذاء الأمريكي والذي عرف بنشره لثقافة الفاست فود والوجبات السريعة واستهدف في انتشاره وتسويقه الأطفال في داخل أمريكا وخارجها يلقي بظلاله السوداء الآن على “أمة الوجبات السريعة” ليضعها في أزمة أمنية يجب أن تواجهها في أسرع وقت.
ولضمان مواجهة تحديات تبدأ من وقت مبكر على الولايات المتحدة أن تكثف جهودها في ضمان تعليم الأطفال والآباء والأمهات الأهمية الحيوية للأكل الصحي في مقابل بيان أضرار الأكلات السريعة حسب ما أكدت تقارير مختصة، فالتدريب الأساسي منذ الصغر من شأنه أن يستغرق سنوات لكنه سيساعد الأمة الأمريكية في الاستعداد للتحديات المستقبلية خاصة تلك التي تمس أمن البلاد.
وحسب دراسة حديثة نشرتها مجلة “نيو انجلاند جورنال أوف ميدسين ” فإن 202 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من البدانة وأكثر من واحد من كل 10 أشخاص مصاب بالسمنة مما يلقي الضوء على أزمة صحية عالمية تحصد أروح الملايين كل عام.
وتتصدر أمريكا القائمة بنسبة عالية الأمر الذي يضعها أمام تحدٍّ أكبر في محاولة كف أذاها “الغذائي” الذي نشرته في العالم والذي انقلب عليها.