زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم للتدريب التعاوني فلكية جدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم الصحة: إحالة 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية 3200 طالب وطالبة بتعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة بيبراس موهبة 2024م تنبيه من هطول أمطار وهبوب رياح شديدة على جازان زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزر فانواتو تنفيذ حُكم القتل في مواطِنين خانا الوطن وانضما إلى كيانات إرهابية طقس شديد البرودة وتكون الصقيع على عدة مناطق التعادل يحسم مباراة الإمارات وقطر
حين نتأمل القرآن العظيم من ناحية اللغة، فإننا نغوص معه تلقائيًّا في بحور عذبة من الجمال والإبداع، ليس هذا فحسب بل بإمكاننا أن نرى بوضوح مدى الترتيب المحكم لدرجات الإقناع التي يحتويها، الله عز وجل يعلم جيدًا طبيعة الإنسان وما يمكن أن يستقر فيه من عدمه، والإنسان بطبعه يميل إلى التجسيد ويشتاق إليه، لذلك كان القرآن معتمدًا في سرد أحكامه ودعوة الناس لدين ربهم على شيء أساسي نعني به القصة وضرب الأمثال.
القصة هي السبيل الأيسر في التربية وإيصال جملة ما نريد، تخيل أنك تربي أولادك وتهذبهم وتخبرهم عن القيم والحياة عبر كلمات دسمة قوية لا تتناسب مع فهمهم أو إدراكهم، أو تخيل أنك تؤدي لهم ذلك عبر جمل بسيطة مباشرة تتناسب معهم ثم تخيل أنك تؤدي لهم كل هذا في قصة ممتعة تخاطب فيهم ما يحبون، الطريقة الأولى حتمًا لن تفلح معهم وسيكونون أمامها مجرد آذان لا تسمع وقلوب لا تعي، الطريقة الثانية سيصلهم من خلالها تلك المعاني وربما تبقى دون نسيان لكن وقعها فيهم وتأثيرها لن يبقى طويلًا، بينما الطريقة الثالثة المتبع فيها القصة لإيصال تلك المبادئ والقيم ستستقر فيهم على طوال حياتهم وستؤثر فيهم إيجابيًّا بالشكل الذي نتمناه.
بالمثال يتضح المقال هكذا قال العرب، وهكذا يثبت هذا المبدأ التعليمي والتربوي كل يقوم نجاحه، لذلك في دروب تربية أبنائنا علينا ألا نكتفي أبدًا بما يتلقونه في المدارس، بل ابحثوا عن مصادر تربوية- وما أكثرها- واستخرجوا منها طرائق جديدة تعينكم على التعامل مع أبنائكم والأخذ بأيديهم صوب ما تأملون لهم من خير.
نجد أجدادنا دون نظم تربوية أو تعلم نظامي أو جامعات يسردون على أطفالهم ومن هم خلفهم قصصًا ومواعظ طفولية ترشدهم وتهديهم إلى الخير، لذلك فالقصة فعل إنساني تلقائي يناجي فينا الفطرة ويحملنا حملًا باتجاه التأثر، ومن ثم استقرار للمعنى وبقاء له دون نهاية، فكلما اقتربنا من فقده كلما جاءت القصة بتفاصيلها المحفورة في الذاكرة لتوقظنا وتوصلنا إلى ما نتمناه من تذكر.
إن الإنسان بطبعه يأنف من الموعظة المباشرة التي تحثه على شيء أو تأمره به، إنه بطبعه حر يبحث عن رحابة الفكرة والمعنى، وأي شيء يضعه موضع المأمور المنفذ؛ فإنه داخليًّا يفر منه ويقاومه، لذلك فالقصة أسلوب محكم، يجمع في عطفيه بين الإمتاع والنصح، نصح لطيف ودود بطريقة غير مباشرة، يؤثر حتمًا في متلقيه ويجعلهم متحفزين لامتثاله، دون مقاومة أو فرار، كما هو الحال في التصريح بالأوامر والنصائح التربوية، عبر كل ما سبق تتضح لنا القيمة الكامنة في القصة وما يمكن أن تعبر عنه وتؤدي إليه، خصوصًا بالنسبة للأطفال.