تحديد موعد مباراة مانشستر سيتي وليفربول مركز الملك سلمان للإغاثة يدشّن مشروع جراحة الأطفال في السودان قبل “خليجي 26”.. فراس البريكان يطمئن الجماهير فيديو للحظة إصابة رئيس الوزراء المصري بالدوار أثناء مؤتمر صحفي ضبط عدد من المتسولين في الخبر الاتحاد يحسم ودية الخليج الإماراتي بهدف إستاد جنوب الرياض.. تحفة معمارية تجمع التراث بالحداثة آخر تطورات مفاوضات ليفربول ومحمد صلاح تسريحة شعر جديدة لـ ترامب 3 تحت الصفر.. موجة باردة على الشمالية
تحدّث فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، في خطبة الجمعة في المدينة المنورة عن فضل آية الكرسي، واشتمالها على أصول الأسماء والصفات وبيانها قدرة الله تعالى وعظمة تدبيره لهذا الكون وشؤون خلقه.
وقال فضيلته: “بدأت الآية بقوله سبحانه: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ”. فهو سبحانه الحق، وقوله الحق، ووعده الحق، ودينه حق، وكتابه حق، وما أخبر عنه حق، وما أمر به حق، فالحق في ذاته وصفاته، كامل الصفات والنعوت، فهو الذي لم يزل ولا يزال بالجلال والجمال والكمال موصوفًا ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفًا.
وأضاف شملت الآية قوله: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} فهو الحي الذي لا يموت ولا يبيد، له الحياة الدائمة والبقاء، الذي لا أول له يحدّ، ولا آخر له يؤمّد، والقيوم متضمن كمال غناه، وكمال قدرته، فهو القائم بنفسه، وهو المقيم لغيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته، فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال، وإذا تدبر المسلم وأدرك أن ربه هو ” الْحَيُّ الْقَيُّومُ “، اطمئن قلبه وسكن، وكُفي هم التدبير ووُقي الشرور والآثام.
وبين الشيخ الثبيتي أن قوله سبحانه: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}، أي أن الله جل في علاه منزّه عن كل نقص وعجز وعيب مما في عباده، يشهد بذلك انتظام الكون، وسيرورة الحياة، ومعاش الخلائق، وفي قوله تعالى: {لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} فكل شيء فيهما تحت ملك الله عز وجلّ وقدرته وتقديره وفضله وتفضيله وحكمته، أفلاك وعوالم عظيمة، هو الخالق لهما ومالكها وإلهها لا إله سواه ولا رب غيره، وفي قوله جل وعلا: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذنِهِ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ.
وأوضح فضيلته، في تفسير قول الله تبارك وتعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} أن الله سبحانه هو السميع البصير العليم الخبير؛ يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويرى نياط عروقها ومجاري القوت في أعضائها.
وشرح موضع الآية: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} قائلًا: “ما أعظم الله الإله الكبير المتعال، جلّت قدرته سبحانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السموات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها، فهو سبحانه الواسع في علمه، وهو الواسع في غناه، وهو الواسع في فضله وإنعامه وجوده، وهو الواسع في قدرته، الواسع في حكمته وهو الواسع في مغفرته ورحمته.
أما في قوله: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} أبان الشيخ الثبيتي، أن كل شيء في الكون في حفظ الله، فهو سبحانه الحافظ الحفيظ الذي يحفظ أعمال المكلفين، وهو الحفيظ لمن يشاء من الشر والأذى والبلاء، ومنه الدعاء الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللّهُـمَّ أحْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي، وَمِن فَوْقـي، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي.
وقال الشيخ عبدالباري الثبيتي: إن آية الكرسي غنيمة للمسلمين، ونعمة من أعظم نعم الله تعالى عليهم، فهي من آكد أذكار الصباح والمساء التي يتأكد بها حفظ الله، وفيها قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ. وإذا قرأتها عند النوم، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ”.