القاتل الصامت يفتك بالملايين والأطباء يجهلون أسبابه

السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٩:٠٧ مساءً
القاتل الصامت يفتك بالملايين والأطباء يجهلون أسبابه

لم يتوصل الأطباء والمتخصصون بعدُ، إلى معرفة الأسباب الحقيقية المسؤولة عن نمو مرض خطير وُصف بأنه “قاتل صامت”، يصيب الكبد على نطاق واسع وشديد ويؤدي في الأغلب إلى تليف الكبد أو السرطان، ومن الممكن أن يؤثر على الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأطفال، إنه مرض الكبد الدهني غير الكحولي (ناش).

جاء ذلك خلال الملتقى العلمي للجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد أعماله، الذي انطلق يوم السبت، بالتعاون بين الجمعيات العلمية المهتمة بأمراض الجهاز الهضمي والكبد والجمعية الأوروبية للكبد في الخبر.

وأكد استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور عبدالرحمن الجمعة، أن الأطباء لم يتوصلوا إلى معرفة الأسباب الحقيقية المسؤولة عن نمو مرض الكبد الدهني بهذه السرعة الكبيرة، ويمكن أن تشمل عوامل كثيرة منها الاختلافات في عملية التمثيل الغذائي، وأسلوب الحياة.

وأضاف أن “الوقاية تعتبر أفضل علاج، وإذا تمكنا من التشخيص المبكر للمرض، لاسيما عند الأطفال والشباب والعمل على ضبط السكري وضغط الدم وإنقاص الوزن واتباع نظام صحي ننجح عندها بمساعدة مرضى الكبد الدهني للعيش بطريقة أفضل”.

من جهته، رأى استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور محمد الجواد أن هذا المرض يتطوّر ببطء، وكثير من المصابين يموتون من أسباب أخرى؛ نظرًا لعدم وجود أعراض، ويشعر الناس بالقلق من أخذ دواء لمدى الحياة في حين أنهم يشعرون بصحة جيدة تمامًا.

وقال استشاري الجهاز الهضمي والكبد: “نشك نحن الأطباء في بعض الأحيان أن المريض يُعاني التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (ناش) عندما تكون إنزيمات الكبد مرتفعة في الدم، أو عندما نجد عوارض غير طبيعية خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، والطريقة الوحيدة المؤكدة لتشخيص المرض هي بإجراء عينة للكبد، وهو إجراء جراحي مُعقد يتطلب التخدير. وكثير من المرضى يترددون في الخضوع لمثل هذا الإجراء، الأمر الذي يُشكل صعوبة لأجل إقناع الناس بالخضوع للاختبار”.

وفي سياق متصل، أوضحت استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة منى إسماعيل الأستاذ مشارك، في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل “أن غالبًا ما تظهر الدراسات تقدمًا نحو أمراض الكبد الدهني غير الكحولي لدى كبار السن، الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تشمع (تليف) الكبد، لكن برأي الباحثين يصل العديد من الشباب إلى مرض الكبد الدهني في مرحلة مبكرة من حياتهم نتيجة البدانة المفرطة والسكري وارتفاع ضغط الدم”.

ووصف استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور عادل القطب الأعراض المصاحبة للمرض بقوله: بعد متابعتنا لظاهرة البدانة المفرطة في الطفولة خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، شاهدنا شبابًا بأجساد مسنّة، فبرغم أنهم في الثلاثين من أعمارهم إلا أن أعضاءهم كانت مريضة، ولذلك هناك دراسات حديثة تسعى إلى علاج أمراض الكبد الدهني (ناش) في مرحلة مبكرة ومنع تكرارها بعد عملية الزرع.

إقرأ المزيد