وزيرة نيوزيلندية تطلع معلمي المملكة على تجربة بلادها التعليمية

الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٦:٥٨ مساءً
وزيرة نيوزيلندية تطلع معلمي المملكة على تجربة بلادها التعليمية

استعرضت وزيرة التعليم السابقة في نيوزيلندا السيدة باتريشيا هيكيا باراتا في الجلسة الرئيسية من اليوم الثاني من المنتدى الدولي للمعلمين والمعلمات تجربة بلادها في تطوير التعليم، بحضور معالي نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي.
وتحدثت باتريشيا التي تولت حقائب وزارية عدة في بلادها عن قصتها الشخصية، وكيفية الاستفادة من تجارب الآخرين في مثل هذا المنتدى، ليتكون لديهم الحماس للدفع بالسياسات التعليمية نحو التقدم والازدهار، لا سيما أن المملكة العربية السعودية تمر بمرحلة التحول الوطني التي تتطلب الاستعداد لها جيداً.


وقالت الوزيرة النيوزيلندية: “نشأت في قرية صغيرة تسمى رواتوريا، ولا تزال هذه البلدة تستخدم الخيول للتنقل بين المزارع، وتعود نشأتها لعائلة كبيرة مكونة من الأبناء والبنات، وهي من السكان الأصليين في نيوزيلندا، وفي هذه البلدة كانت تجتمع مع بقية السكان في قاعة متخصصة تقام فيها احتفالات الزواج والبلوغ والوفاة لمناقشة مشكلاتهم في التعليم والصحة والمياه والتوظيف والبحث عن حلول لها”.
وأضافت أنها أنهت تعليمها وانتقلت لمقاطعة بيهيف وحصلت على المنصب الوزاري ودخلت البرلمان النيوزيلندي، واختصرت هذا الإنجاز بقولها: “التعليم فقط هو الجسر الذي يجب أن نستخدمه للوصول إلى أهدافنا مهما كانت، خصوصًا إذا تلقينا التعليم ووجدنا الدعم والاهتمام من أسرتنا والمحيطين بنا فهذا يمنح القوة لتعرف كيفية الإبحار لنصل إلى ما نريد”.
وكشفت في محاضرتها عن أهم الأمور التي تحدث فارقاً في الحياة، ومنها التعليم الجيد والقيادة عالية الجودة ومشاركة الوالدين وأفراد الأسرة وتطلعات المجتمع، مشيرة إلى أن هذه الجوانب تعطي القوة للتمسك بالثقافة واللغة والهوية، وتحقيق القيم من خلال تطوير برامج التعليم، ما يمنح الطلاب خيارات متعددة وجيدة، والحصول على التنوع  الوظيفي للنهوض بالمجتمع.
وتابعت في حديثها: “يجب أن يكون لدينا شغف لأمر نحب أن نفعله ونتعلمه، لأنه سيكون بمثابة وصفة سحرية لحياتنا”، لافتةً إلى أن نيوزيلندا  بطلة العالم في لعبة رياضة “الركبي”، التي تعتبر لعبة شعبية وتراثية، ولكن الحرص على تطويرها والاهتمام بتراث بلادها جعلها متفوقة في اللعبة.
وذكرت أن الهدف من العملية التعليمية ينصب في إحداث التعليم والتأكد من أن هذا الأمر تم بالفعل، ويتطلب ذلك قيادة عالية الجودة من خلال قيادة التعليم، وقيادة عملية التدريس، وإدارة المدارس، وقيادة عملية إشراك المجتمع، وإدارة عمليات إصلاح النظام التعليمي.
وشكرت باتريشيا المعلمين والمعلمات الحاضرين، وفي كل مكان بالعالم لأنهم يقودون عمليات الإصلاح والتغيير من خلال مهنتهم، وذلك باحترام الفروق الفردية بين الطلاب وتنوعهم الثقافي، مؤكدةً على أهمية إشراك الوالدين والأسرة وتكوين شراكات متنوعة مع أجهز أخرى في الدولة في نجاح الطلاب من خلال مشاطرتهم للمعارف المكتسبة وأسس النمو والتنمية وتشجيع حب الاستطلاع والتساؤل.
وأوضحت أن ما فعلته بلادها نيوزيلندا في العملية التعليمية يكمن في اكتشاف حالة التعلم، ومدى الإنجاز لدى كل طفل، ووضع أهداف عامة وطنية لأغراض المشاركة والأداء، ووضع إطار بيانات عن مدى ما تم إحرازه من تقدم، وتحديد ما يحتاجه الطلاب للنجاح وأين تكون تلك الحاجة؟ وإقامة منتديات لكافة طوائف المجتمع في جميع أنحاء البلاد لدعم التغيير،  وأصبح في بلادها 44 منتدى تضم جميع أصحاب المصلحة من أطباء وقضاة وعسكريين وأخصائيين اجتماعيين وزعماء قبائل، والاستثمار لرفع جودة التدريس والقيادة، واستخدام أفضل الأدلة والخبرات والتجارب لإحاطة طوائف المجتمع بعمليات إصلاح الأنظمة، والاستثمار في توصيل الإنترنت إلى جميع المدارس من خلال استخدام البث العريض، وتحديث المباني التعليمية القديمة.
وأكدت أن التعليم قائم على المعلمين، الذين يحتاجون إلى التطوير والتقدير، حتى تحقق مهنتهم أهدافها، إذ عملت نيوزيلندا على منح جوائز التميز من رئيس الوزراء، ومنح جوائز أفضل إنجاز طوال العمر، وإقامة مهرجانات للتعليم، ومنح مركز إدارة صندوق الابتكار لمعلم، وتقديم التعلم والتطوير المهني لهم.