رغبة إيران المحمومة في الوصول إلى الجولان تعقد الوضع في سوريا

الإثنين ٦ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٣:٥١ مساءً
رغبة إيران المحمومة في الوصول إلى الجولان تعقد الوضع في سوريا

حذر تقرير بحثي من خطر الدور الإيراني في سوريا، مبينًا أن إيران تحاول بشكل متزايد تثبيت مَوْطِئ قدم لها في مرتفعات الجولان، وذهب إلى أن إسرائيل تواجه النفوذ الإيراني في سوريا، من خلال استهدافها البنية التحتية الإيرانية في سوريا لوقف استمرار التسلُّل الإيراني في مرتفعات الجولان.

واعتبر التقرير البحثي الجديد ضمن دورية “مسارات” الصادرة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعنوان: ” إيران تحاول بشكل متزايد تثبيت موطئ قدم استراتيجي لها في مرتفعات الجولان”، أن الدور الإيراني الذي أُعيد تأجيجه -لكن بدرجة أكثر خطورة- في سوريا دليل على جهودها لتوسيع عمقها الاستراتيجي الذي يمتدُّ من العراق إلى قلب المناطق التي يسيطر عليها العلويون في سوريا، وإلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط في كلٍّ من سوريا ولبنان، مشيرة إلى أن حرص إيران على فرض نفوذها في مرتفعات الجولان يمثل عنصراً حيويّاً في صراعها الكبير لربط نقاط الهلال الذي تسيطر عليه إيران عبر بلاد الشام.

وأشار التقرير إلى أن التوتُّر وَشيكٌ بين إيران وإسرائيل؛ بسبب تدعيم إيران المستمر لبشار الأسد وإخفاء المشاركة المباشرة من خلال القوات بالوكالة وميليشياتها في مرتفعات الجولان، متوقعة أن كلاً من إسرائيل وإيران ستتوجهان بمزيد من الاهتمام لدور روسيا ودبلوماسيتها للتأثير في المسرح السوري، كما أن إيران وإسرائيل ستزيدان من جهود التدخل في سوريا خلال الفترة القادمة؛ تحسُّباً لأي صراع عسكري قريب بين البلدين.

وأوضح أن طريقة عمل التنافس الإسرائيلي الإيراني في سوريا لها تداعيات ملموسة؛ أولها التصعيد العسكري والمواجهة المباشرة، مبينة أنه من المرجح أن تستفيد إيران من الدروس العملية إلى حدٍّ كبير التي نجحت في معظمها والاستفادة من الوسائل التي جربتها بالفعل في ميدان صراعها السياسي؛ أي دعم القوات التي تقاتل عنها بالوكالة.
وذكرت أن دعم حزب الله حليف إيران اللبناني وتنصيبه عدوّاً ضد إسرائيل يقدّم مثالاً واضحاً لذلك، حتى أصبح حزب الله من وجهة نظر طهران لاعباً متجذّراً في لبنان لا غنى عنه، ولاعباً مستقلّاً إلى حد ما في كلٍّ من لبنان وسوريا، لافتة إلى أنه مع تزايد انخراط إيران في جنوب غرب سوريا بما في ذلك مرتفعات الجولان تنافس طهران بقوة لإثبات دورها المستقل الأكثر تأثيراً في الميدان السوري في المستقبل المنظور.

وأضاف التقرير: “تحاول إسرائيل، ومن خلال إجراء مضاد، التصدي لهذا التهديد المتزايد على طول حدودها الشمالية مع سوريا ولبنان. إذ يبدو في الوقت الحالي، أنها عازمة على التمسك بما تراه ضمن قواعد اللعبة: تنفيذ سياسة احتواء استباقية ضد العناصر الإيرانية والعناصر الأخرى المرتبطة بإيران والتي تعمل بالوكالة لصالحها من خلال اللجوء إلى ضربات انتقامية دقيقة للحفاظ على مدى مصداقيتها وقدرتها على قوة الردع”.

وذكر أن هناك أيضاً عنصراً أكبر في هذا التفاعل؛ حيث إن طريقة وأسلوب التنافس الإسرائيلي الإيراني في سوريا لها تداعيات ملموسة على كلٍّ من الرعاة والحلفاء، وهو ما اتضح من  الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية ردّاً على مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في “دوما” من قبل نظام الأسد، وكذلك الاعتراف بدور روسيا الضمني المؤثر في الساحة من خلال غضّ بصرها عن التحركات الإيرانية في سوريا، كما تعد روسيا بالنسبة لآخرين قوةً قادرة على كبح جماح طهران وأنها قناة حيوية يمكن أن تستجيب للمخاوف الإسرائيلية الأمنية، وأنها المفتاح لمنع أي شكل من أشكال التصعيد في سوريا.

الجدير بالذكر أن دورية “مسارات” التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عبارة عن تقرير دوري تعدّه إحدى الوحدات البحثية في المركز، ويصدر كلّ شهرين باللغتين العربية والإنجليزية، ويدرس في كلّ عدد موضوعاً محدّداً، ويفحص التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

إقرأ المزيد