رجب طيب أردوغان يخادع شعبه بملف القس الأميركي

الأحد ٥ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ١٠:٥٥ صباحاً
رجب طيب أردوغان يخادع شعبه بملف القس الأميركي

ناور رجب طيب أردوغان بملفات السياسة الخارجية لبلاده في محاولة لإلهاء شعبه عن الأزمات الاقتصادية التي يعيشها في الوقت الحالي، ففي الوقت الذي خصص فيه الرئيس التركي خطابه المتلفز للإعلان عن خارطة طريق للارتقاء بمستويات بلاده الاقتصادية، انتقل للحديث عن أزماته الخاصة مع الولايات المتحدة الأميركية.

وأمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمصادرة أموال اثنين من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، حيث أمر بفرض عقوبات عليهما كجزء من نزاع مستمر حول احتجاز القس الأميركي أندرو برانسون، والذي كانت محكمة تركية قد فرضت عليه الإقامة الجبرية عوضاً عن الحبس، غير أن رجب طيب أردوغان لا يزال يرى أن العناد السياسي مع الولايات المتحدة هو العامل الرئيسي للانتصار في تلك المعركة غير المتكافئة، وفقًا لما قالته صحيفة واشنطن إكزامينر الأميركية.

القس الأمريكي أندرو برانسون والذي يحاكم في سجون رجب طيب أردوغان، يواجه تهم التجسس وارتكاب جرائم لصالح المعارض التركي فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني، حسب ما ذكرته المحكمة في أزمير.

وقال رجب طيب أردوغان أمس السبت: “إن قرار تجميد أصول وزراء العدل والداخلية الأتراك في الولايات المتحدة أمر غير منطقي”، مضيفًا أن “تركيا ستجمد أيضًا جميع أصول وزيري العدل والداخلية في الولايات المتحدة إن وجدت.”

وتابع رجب طيب أردوغان: “تركيا لا يمكن أن ترضخ لمثل هذه العقوبات”.

ولم يستبعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إمكانية فرض عقوبات إضافية إذا لم يتم الإفراج عن برانسون، مستشهدًا بمحادثته الأخيرة مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.

مناورات رجب طيب أردوغان جاءت في أعقاب إدراج وزارة الخزانة الأميركية وزير الداخلية سليمان سويوول ووزير العدل عبد الحميد غول الأربعاء الماضي في قوائم العقوبات، في محاولة للضغط على تركيا للإفراج عن أندرو برانسون.

رجب طيب أردوغان يخوض مناورة سياسية غير مدروسة على المستوى الدبلوماسي، لاسيما وأنه يسعى للعداء مع الولايات المتحدة والتي كانت تعتبر أنقرة منذ سنوات طويلة واحدة من أهم حلفائها في منطقة الشرق الأوسط، غير أن المراهقة السياسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تضع بلاده في أزمات سياسية جديدة.

ويحاول رجب طيب أردوغان استخدام الملفات السياسية التي تخوضها بلاده لتكون أداة في يد حكومته من أجل التغطية على الأداء الاقتصادي الهزيل لأنقرة منذ إعادة انتخابه كرئيس للبلاد في يونيو الماضي.

إقرأ المزيد