بالفيديو.. إمام المسجد الحرام: العيد فرصة للتآلف والمحبة ونبذ الفرقة

الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ١٢:٠٦ مساءً
بالفيديو.. إمام المسجد الحرام: العيد فرصة للتآلف والمحبة ونبذ الفرقة

أدى جموع المصلين اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام؛ حيث أمّهم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ فيصل غزاوي، الذي أوصى المسلمين بتقوى الله -عز وجل- والعمل على طاعته واجتناب نواهيه؛ مبيناً أن اليوم هو آخر أيام العشر وخاتم الأيام المعلومات، وإنه أفضل الأيام عند الله وأعظمها، يوم عظيم مجيد وعيد كريم بهيج، يدعى يوم الحج الأكبر ويوم النحر، تتلوه أيام ثلاثة معدودات، قال عليه الصلاة والسلام: “أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر”.

وقال فضيلته: إن الله تعالى قد جعل لكل أمة منسكاً، وجعل لهذه الأمة عيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى الذي نحن فيه الآن ونعيشه اليوم؛ فهنيئاً لكم يا أمة الإسلام بهذين العيدين اللذيْن خصكما الله بهما؛ فلكل أمة عيد ونحن هذا عيدنا، وعيدنا اليوم عيد الأضحى يزدان بما خُص به من قربات عظيمة وما يقع فيه من أعمال جليلة من الحجاج والمقيمين في الأمصار؛ ففيه ذكر وتكبير وصلاة عيد وذبح أضحية وهدي لله، وهو عيد محبة وتآلف ووئام وصلة واجتماع وسلام، وإظهار ذلك يوم العيد من إعلان الشعائر وتعظيمها؛ وذلك دلالة على تقوى القلوب لعلام الغيوب.

وأفاد فضيلة الشيخ غزاوي بأن العيد يوم فرح وهناء، يوم سعادة وصفاء، لا يوم فرقة وبغضاء، ولا قطيعة وشحناء؛ بل تغافروا وتصافحوا، وتوادوا وتحابوا، وتعاونوا على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان، صلوا الأرحام، وارحموا الضعفاء والأيتام، وتخلقوا بأخلاق وآداب الإسلام، وهذا اليوم المبارك تجتمع فيه عبادات لا تجتمع في غيره، فحجاج بيت الله اليوم الجمار يرمون، والهدي ينحرون، ورؤوسهم يحلقون، وبالبيت يطوفون، وبالصفا والمروة يسعون، وأهل البلدان اليوم يكبرون، وفي المصلى يجتمعون، وصلاة العيد يؤدون، وأضحياتهم يذبحون، ما أجلّ شأنهم وأعظم قدرهم! إنهم جميعاً مسلمون، بدين واحد يدينون، ولربٍ واحد يعبدون، ولرسول واحد يتبعون، ولقبلة واحدة يتجهون، ولكتاب واحد يقرؤون، ولأعمال واحدة يؤدون، هل هناك وحدة أعظم من هذه الوحدة أيها الموحدون {إن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدون}.

وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله تعالى شرع لنا في موسم الحج عبادات جليلةً، وجعل لنا شعائر عظيمةً، وحثنا تعالى على تعظيمها، وجعل ذلك علامةً على تقوى القلوب فقال سبحانه: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وفي إضافة التقوى إلى القلوب بيان أنها محلها ومنشؤها، وكفى بهذا حثاً على إصلاحها والاهتمام بها، وإذا صلح القلب بالمعرفة والتوحيد والإيمان، صلح الجسد كله بالطاعة والتسليم والإذعان لرب العالمين؛ موضحاً فضيلته أن الحج في شعائره وأعماله وزمانه ومكانه يرسخ التوحيد في القلوب، وهو دليل على إيمان مَن أداه على الوجه المطلوب، ومن تأمل أذكار الحج وجد فيها من توحيد الله تعالى وتعظيمه وإجلاله ما يعلق القلوب به سبحانه وحده لا شريك له؛ ففي كل منسك ذكر ودعاء وتوحيد.

 

إقرأ المزيد