نجوم الأخضر لـ”المواطن”: نعد الجماهير بالأفضل مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج ريف: صدور نتائج الأهلية نهاية كل شهر ميلادي شروط تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية إصابة وأضرار مادية إثر اصطدام حافلة في مكة المكرمة المنتخب السعودي يخسر افتتاحية كأس الخليج للمرة العاشرة ضبط 5927 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع رينارد: أتحمل مسؤولية هذه المباراة والدوسري رغب بالمشاركة طريقة إصدار وطباعة واستعراض بيانات رخصة القيادة عبر أبشر الأهلي المصري يضرب بلوزداد بسداسية
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تحقيقًا مفصلًا عن أوضاع العمالة الأجنبية التي تعمل في منشآت كأس العالم في قطر تحت ظروف أقل ما توصف بأنها “سُخرة”.
وقالت الصحيفة إن العالم صُدم من فكرة أن مئات الآلاف من المهاجرين الآسيويين العاملين في مشاريع كأس العالم يُذبحون في ظروف قريبة من “العبودية”، فيما أكد الاتحاد النقابي الدولي (CSI) أن 4،000 عامل معرضون لخطر الهلاك في قطر بحلول المباراة الافتتاحية في عام 2022.
وأشار التقرير إلى وفاة 520 عاملاً من نيبال والهند وبنغلاديش، من بينها 385 حالة وفاة غامضة.
وإلى نص التحقيق:
بدأت ساحات ضخمة من الصلب والخرسانة في الظهور من صحراء قطر، وذلك في جميع أنحاء الدوحة، العاصمة، حيث لا يوجد هناك سوى الرمال، الحصى والشجيرات الجافة. وبدأت الملاعب المستقبلية لكأس العالم لكرة القدم لعام 2022، والتي ستقام في هذه الإمارة في شبه الجزيرة العربية، تتشكل. عادة، لا يهتم المتحدثين بالإعلام بالتقدم في البناء إلا في الأشهر التي تسبق المنافسة، حيث يتساءل المراقبون بشكل اعتيادي عما إذا كانوا “جاهزين في الوقت المناسب”. ولكن، في حالة قطر، ولّدت هذه الأعمال اهتمامًا فوريًا، لسببين خاصين في الخليج.
طلب إلغاء “الكفالة”
من ناحية، يشتبه في كون الحرارة الشديدة التي تحتدم هناك خلال فصل الصيف، مع درجات حرارة يمكن أن تتجاوز 50 درجة، سبب العديد من الوفيات في مواقع البناء. ومن ناحية أخرى، نظام الكفالة، في هذه المنطقة، الذي يربط العمال الأجانب بأصحاب العمل، والذي يخضعهم لرغبة الأخير في تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد. وصُدم العالم من فكرة مفادها أن مئات الآلاف من المهاجرين الآسيويين العاملين في مشاريع كأس العالم يُذبحون في ظروف قريبة من “العبودية”، وقد دقت منظمات حقوق الإنسان ناقوس الخطر، مطالبين بإلغاء الكفالة.
إحصائيات مفزعة
في عام 2013، وفي تحقيقات مدوية قامت بها صحيفة الجارديان، أكد الاتحاد النقابي الدولي (CSI) أن 4،000 عامل معرضين لخطر الهلاك في قطر بحلول المباراة الافتتاحية في عام 2022. استقراء، لم يعارضه سوى المسؤولين المحليون، تم الحصول عليه من الإحصاءات الرسمية في عام 2012، والتي كشفت عن وفاة 520 عاملاً من نيبال والهند وبنغلاديش، من بينها 385 حالة وفاة غامضة. ويشكل العمال القادمون من تلك الدول ثلاثة أرباع القوى العاملة في قطر، والذين يُقدر عددهم بنحو مليوني شخص.
الملاعب المُكيفة
ملصق مُعلق في الملاعب المُكيفة، حيث يشرف عمال الياقات البيضاء المشرفين على المشروع حيث يعملون آلاف الساعات دون أدنى حادث في العمل. وفي مساكن العمال الضخمة خارج الدوحة، وجدت لوموند خمسة شباب نيباليين الذين مروا عبر موقع الوكرة، والذين كانوا قادرين على التعبير عن أنفسهم بحرية، خارج نطاق سيطرة رؤسائهم. حيث لم يشهد أي منهم حادثة قاتلة، وقال أحدهم إنه سمع بمثل هذه الحالة في بداية العمل فقط.
يقول سوشانت، رجل يبلغ من العمر 21 عامًا، وعمل لمدة عام ونصف في موقع بناء الملعب: “عليك التركيز كثيرًا، فالعمل شديد الخطورة”. في بعض الأحيان نعمل في ارتفاعات عالية جدًا، أصغر قطعة تسقط منك يمكن أن تسبب ضررًا هائلاً. وكانت هناك إصابات طفيفة في الآونة الأخيرة، ولكن لم تحدث وفيات”. أما تك، الذي يعمل سائق شاحنة ويبلغ من العمر 31 عاماً عمل لمدة سبعة أشهر في الوكرة، يرى من جانبه، “الأمن مُشدد عليه للغاية”.
أجور متدنية
تدرك اللجنة المنظمة لكأس العالم، والتي تشرف على بناء الملاعب الجديدة الثمانية لعام 2022، أنها في مرمى هدف المنظمات غير الحكومية والإعلام، لذلك فهي تخضع الشركات التي فازت بالعقود لمواصفات أكثر تقييدًا من المتوسط. هذه الشركات، عمالقة البناء، والتي تواجه خطر فقدان سمعتها، لديهم أيضا مصلحة في ضمان الامتثال لمعايير السلامة ورفاهية العمال.
هذه التحسينات الطفيفة، والتي تفيد بشكل خاص عمال الملاعب، تشهد على الجهود التي تبذلها السلطات المحلية، أقنعت منظمة العمل الدولية (OIT) بإغلاق قضية “العمل القسري”، التي تخضع للتحقيق منذ عام 2014 ضد قطر.
وفي المقابل، افتتحت هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة مكتبًا في الدوحة، مهمتها مرافقة قطر نحو إلغاء الكفالة. “سوف يتم ذلك في غضون عام، وذلك بحسب هوتان هومايونبور، ممثل منظمة العمل الدولية في الإمارة. ومن بين التطورات، إنشاء لجنة لحل النزاعات العمالية، التي من المفترض أن تعمل أسرع بكثير من الهيئة الموجودة من قبل. ووضع الحد الأدنى للأجور، الذي حُدِد حاليًا بـ 750 ريالاً قطرياً (176 يورو)، وهو مبلغ بخس حتى لو كان يشمل السكن والطعام والنقل.
الخبراء في حيرة من أمرهم
في أصل شكوى “العمل القسري” لعام 2014، نقابيو الاتحاد الدولي لنقابات العمال أنفسهم مقتنعون بأن هنالك ثمة نقطة تحول قيد التنفيذ. نقطة التحول هذه تترك العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان في حيرة من أمرهم، مثل نيكولاس ماكغيهان، الخبير السابق في هيومن رايتس ووتش (HRW) حول قضايا الهجرة في الخليج. الذي قال: “من الطبيعي أن تركز منظمة العمل الدولية على الجوانب الإيجابية لشراكتها مع قطر”. لكن سنوات مرت ونحن موعودون بإلغاء الكفالة. لم يتبق سوى أربع سنوات على كأس العالم، وما زلنا ننتظر الإصلاحات البنيوية لإثبات أن قطر تسير في الاتجاه الصحيح”.
تعتيم متعمد
وفيما يخص قضية الضحايا في العمل، والتي تم تجاهلها من قبل الاتحاد الدولي لنقابات العمال، لا يزال التعتيم مغيمًا. حيث لم تنشر الحكومة أي إحصائيات منذ عام 2012. وفي عام 2016، وبعد الضغط من قبل هيومان رايتس ووتش، اعترفت السلطات بمقتل خمسة وثلاثين عامل.
وكانت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم قد أعلنت من جانبها عن مقتل عشرة عمال بين أكتوبر 2015 ويوليو 2017 من بين عمال الملاعب، ثمانية منها اعتبرت “خارج العمل”. ومع ذلك، وفي عام 2016، وردًا على إحدى المنظمات غير الحكومية في نيودلهي، كشف الممثلية الهندية في قطر عن أن 241 من رعاياها قد ماتوا في عام 2013، و279 خلال عامي 2014 و2015. وفيات نادرًا ما تكون طبيعية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الفئة من الشباب صغيرة في السن.
عمليات اختفاء “غير مبررة”
يُفسر التناقض في الأرقام المقدمة إلى هيومان رايتس ووتش بحقيقة أن غالبية حالات الاختفاء هذه توصف بأنها “غير مبررة”، أو تنسب إلى “قصور في القلب”. صيغ تعويضية، تسمح للحكومة بعدم احتسابها كحوادث في مكان العمل. ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن الفرن الحقيقي يكمن في الإمارة خلال فصل الصيف والذي يمكن أن يسبب صدمة فرط الحرارة مما يؤدي إلى السكتة القلبية.
وإن تمت حماية عمال الملاعب بشكل أفضل من المتوسط، فذلك كونهم جزء صغير من القوى العاملة المساهمة في الاستعدادات لعام 2022. ووفقًا لصحفي نيبالي سابق، موجود في قطر منذ عشر سنوات، “تواصل الشركات انتهاك التشريعات، التي تحظر العمل في الهواء الطلق خلال الساعات الأكثر سخونة في الصيف”. وقال نيكولاس ماكغيهان: “من الغريب أننا ما زلنا لا نعرف عدد العمال الذين ماتوا منذ عام 2012 ولماذا”. ويجب على FIFA أن تطالب الحكومة القطرية بتسليط الضوء على هذه القضية”.
رام، سائق سيارة أجرة نيبالي، لن يدلي بأفضل من ذلك. منذ عام 2011، توفي أربعة أشخاص من قريته “التي بها قرابة المائة منزل” في شبه الجزيرة. شقيقه وعمه توفيا نتيجة حادث على الطريق الذي يعملون فيه. واثنين من الجيران، واحد عن طريق الانتحار، وفقًا للنسخة الرسمية، والآخر وهو نائم، كما هو الحال في كثير من الأحيان بسبب صدمة فرط الحرارة. ولدى رام الكثير من الأسى في قلبه، فنحن النيباليين لسنا بالشيء الكبير في قطر.
للاطلاع على النسخة الأصلية من التقرير عبر الرابط التالي (هنا)