طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
تتفاعل الثقافة العربية مع تطورات المعرفة المعاصرة، تفاعلاً إيجابيًا ملحوظًا، واضطلعت المكتبات العربية الرائدة بأدوار كبيرة ملموسة في تعظيم التعاون المعرفي وإثراء التواصل الثقافي والعلمي بين مختلف دول العالم العربي.وتأتي في طليعة هذه الصروح الثقافية والمعرفية مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، التي أفرزت من خلال مشاريعها الثقافية الضخمة ركيزةً مهمة في هذا التعاون المعرفي بين المكتبات ومراكز المعلومات خليجيًا وعربيًا.
ويشكّل مركز الفهرس العربي الموحّد، أحد أبرز مشروعات مكتبة المؤسّس العلمية التي أنجزتها مكتبة الملك عبدالعزيز، الذي تبنته برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزآل سعود، وسمو ولي عهده الأمين أيّدهما الله؛ ما حقَّق نقلة نوعية، وقيمة كبرى مُضافة في مجال توفير مصادر المعرفة وتنظيمها، عبر الشراكة مع العديد من الدول العربية تسهيلاً لوسائل المعرفة، وتوفيرًا لأساليب استخداماتها المتعددة في مختلف المجالات؛ حتى بات أيقونة المشاريع المعرفية العربية، به يتجدّد الأمل في طموحات العمل العربي الثقافي المشترك، الهادف إلى إثراء الساحة العربية بخدمات ونشاطات الفهرس النوعية المتعددة، والتي في مقدمتها توفير قواعد وقوائم بيانات مصادر ومراجع الكتب بين أبناء الأمة العربية، ضمن شبكة واحدة مدعمة بتجهيزات ضخمة من معدات تقنية المعلومات، التي تُسهِّل على المستفيدين الحصول على المراجع والمعلومات المتعلقة بكل سهولة وسرعة ودقة.
ولاهتمامه بتوفير المحتوى الرقمي من خلال شبكة الإنترنت فقد أطلق الفهرس المكتبة الرقمية العربية الموحدة بهدف رصد المحتوى الرقمي العربي الرقمي وتقديم خدمات معلومات تفاعلية تستغل أفضل الوسائل التقنية بمواصفات عالمية وتفي بمتطلبات جميع فئات المجتمع (خصوصًا فئة الأطفال والشباب) بما يحقق أهداف مكتبة الملك عبد العزيز العامة ومشاريعها الثقافية وفق رؤية المملكة 2030.
ومن منطلق استمرار الفهرس العربي الموحد في سياسته التي بدأها منذ انطلاقته الأولى قبل أكثر من عشرة أعوم والتي تركز على تنمية وتطوير مهارات وخبرات المشتغلين في المكتبات ومراكز المعلومات، فقد آمن دائما بأن التدريب المستمر والإحاطة بالتطورات هو أساس نجاح المكتبيين في أداء مهامهم بالكفاءة والجودة المطلوبة مما يطور أداء المكتبات بشكل عام، وهذا ما يمثل تحقيق أحد أهم أهداف التنمية المستدامة. وفي إطار رؤية الفهرس الجديدة والتي يطمح من خلالها إلى أن يكون منصة العمل الثقافي العربي فهو يدرك أهمية وجدوى الانخراط الكامل في جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتجسيدًا لهذه التوجهات الاستراتيجية، فقد قام الفهرس العربي الموحد بإطلاق حزمة من البرامج التدريبية الرائدة التي تستهدف تطوير قدرة أخصائي المكتبات والمعلومات على أداء مهامهم، وصقل خبراتهم ومهاراتهم، لمواكبة التطورات المتسارعة التي تحدث في المجال وتتطلب الكثير من التأهيل والتدريب.
ويستند الفهرس في تقديمه لهذه البرامج على خبرة عِقْد من العمل داخل المكتبات العربية على كافة الأصعدة؛ حيث إن الفهرس العربي الموحد ومنذ إطلاق خدماته وهو يعمل على مساعدة أعضائه على تطوير أدائهم الفني. وفي سبيل ذلك قدم الفهرس العديد من الدورات التدريبية طوال العقد الماضي حيث ساهمت بشكل كبير في تطوير أداء العاملين ومكتباتهم بشكل عام. ونظرًا لأهمية تطوير الموارد البشرية في كافة مؤسسات المكتبات والمعلومات فقد عقد الفهرس العربي الموحد العزم على الاستمرار في تقديم خدمة التدريب في كافة مناحي العمل الفني لكافة المكتبات العربية (العضو أو غير العضو)؛ وذلك للمساعدة على التطوير المستمر في أداء المؤسسة والموظفين والخدمات بشكل عام.
وعلى مدار أكثر من عشر سنوات، تشير الأرقام إلى تحقيق المركز طفرة إنجازات معرفية، تتمثّل فيما يلي: إنشاء مجتمع الفهرس العربي الموحد، الذي يتكون مما يقارب (5000) مكتبة تنتمي إلى أكثر (500) جهة من 27 دولة؛ وتأسيس قادة بيانات وراقية عربية قياسية وموسوعية تحتوي على أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف تسجيلة فريدة؛ وإنشاء وضبط خمس ملفات استنادية تحتوي على ما يزيد عن (1,000,000) مدخل استنادي مقنن وموحد يحتوي على أكثر (500,000) اسم شخص و(300,000) رأس موضوع؛ ومعالجة أكثر (3,000,000) تسجيلة لفائدة أعضائه؛ وقام مجتمع الفهرس بتنزيل أكثر (1,000,000) تسجيلة على فهارسهم المحلية. جنبًا إلى جنب مع نشر عشرات الأدلة الببليوغرافية والاستنادية عن طريق الترجمة والتأليف مساهمة منه في تأسيس مكتبة مهنية عربية.
وتتبلور فلسفة عمل المركز بالأساس على التعاون المعرفي العربي المتكامل؛ لتوفير الخدمات المعرفية من خلال منصة معرفية تعاونية مشتركة، تجمع حزم المكتبات ومركز المعلومات جنبًا إلى جنب مع المؤسسات المعرفية والثقافة في العالم العربي. وانطلاقًا من رؤية واضحة لتطوير البنى التحتية الضرورية لهذه الخدمات، نجح المركز في تطوير الممارسات والمعايير المتَّبعة في توصيف المعارف العربية؛ واستجاب لتحديات العمل التعاوني في هذا الخصوص ببناء قاعدة بيانات ومعلومات قياسية مبنية على معايير عالميةيتحقَّق من خلالها المشاركة في المصادر وخفض التكاليف وتوحيد القواعد والمعايير في أعمال الوصف المعرفي للأوعية الثقافية؛ ما أسهم في تبادل المعلومات وتعزيز الثقافة العربية.
وبذلك؛ يُعزّز مركز الفهرس العربي الموحد بالتعاون مع الأعضاء، شركاء النجاح ليصبح منصة الخدمات المعرفية العربية الرائدة، التي تمكِّنهم من تقديم قيم معرفية مُبتكرة ومُضافة لمجتمعاتهم وتأكيد الأثر الثقافي والمعرفي الذي يحققونه، وتجسّد ذلك واقعيًا في منظومة معرفية عربية تشاركية مرنة ذات كفاية وجودة عاليتين.
وبتدشين المرحلة الثانية منذ انطلاقته عام 2017م بعد عشرة أعوام من تأسيسه؛ يتطلع المركز لتقديم حزمة من الخدمات المعرفية المُبتكرة والجديدة لأعضائه، ويسعى للتحول إلى “منصة معرفية”. وسيوفر مجموعة من الخدمات المعرفية المصممة، وتحسين الأثر الثقافي والمعرفي لتمكين أعضائه من خدمة مجتمعاتهم العربية بشكل أفضل؛ والاستمرار والاستثمار في الريادة والابتكار المعرفي بما يحقق احتياجاتهم وتطلعاتهم؛ والالتزام بأفضل معايير الجودة لكافة خدمات بالإضافة إلى تعزيز القناعة الراسخة بأن المكتبات (الأعضاء)،شركاء النجاح، هم ذوو المركز نفسه، وأي نجاح وإبداع له، هو في الأساس، نجاح وإبداع لأعضائه الشركاء.
وكانت مكتبة الملك عبد العزيز العامة، قد بادرت بتوجيه من مؤسّسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله؛ لاحتضان هذا المشروع العربي غير المسبوق معرفيًا؛ لتعزيز ثقافة العمل العربي المشترك؛ اتّساقًا مع الدور الحضاري والفاعل الذي تنهض به مكتبة المؤسّس؛ لحفظ التراث الفكري العربي ونشره، مدعومة بما يتوافر لها من دعم معنوي ومادي كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، لتضيف بذلك إسهامًا معرفيًا مهمًا يتوج خدماتها المعرفية الجليلة في عالم الفكر والثقافة.