من أقدس بقاع الأرض إلى العالم .. هكذا رفع محمد بن سلمان راية المملكة في عام واحد

الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٢:٤٠ مساءً
من أقدس بقاع الأرض إلى العالم .. هكذا رفع محمد بن سلمان راية المملكة في عام واحد

عام مرَّ على تلك اللحظات التي شهدتها أقدس بقاع الأرض، تلك اللحظات الروحانية الصافية، حين تدافع قادة المملكة وعلماؤها ومفكروها ومواطنوها لمبايعة أميرهم الشاب، وعاهدوه على السمع والطاعة، في المنشط والمكره. وهي البيعة التي أعلنت بوضوح أنَّ المملكة انحازت إلى جيل الشباب، واختارت المستقبل، وقررت تجديد مؤسسة صناعة القرار بدماء شابة، تمتلك رؤية طموحة، وتعمل على الوصول إلى مستقبل زاهر، لاسيما أنَّ تلك البيعة التاريخية تزامنت مع تعيين مجموعة من الأمراء الشباب في وظائف قيادية، وإتاحة الفرصة أمامهم كي ينهلوا من معين سابقيهم، ويرتووا من خبراتهم الكبيرة.

هذا كله أكَّد صواب رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بضرورة تجديد دماء القيادة، وتمكين الأجيال الشابة من مواقع القرار، لصقل مواهبهم وإضفاء إسهاماتهم على دفة القيادة.

خطوة استثنائية أثبتت صوابها:

كل المؤشرات كانت تشير بوضوح إلى صواب اتخاذ تلك الخطوة الاستثنائية، فالأمير المحبوب أثبت في وقت وجيز أنه يملك رؤية طموحة، تستشرف المستقبل، وتستصحب الماضي والحاضر، وتركز على تحقيق أهداف كبيرة وعظيمة، لتحديث الاقتصاد، وتطوير المجتمع، وتعزيز الوضع السياسي، فكانت رؤية المملكة 2030 وثيقة تاريخية فريدة، حَوَت تصورات واضحة تنبع من الواقع الذي تعيشه بلادنا، وابتعدت عن الخيال المفرط والتصورات غير المنطقية، وحددت بوضوح أهمية استنباط مصادر جديدة للدخل، عوضًا عن الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، واللحاق باقتصاد المعرفة، وتوطين التقنية، وتوفير الفرص الوظيفية للشباب.

كل تلك الأهداف الكبيرة لم تظل حبرًا على ورق، بل سرعان ما تحولت إلى واقع تعيشه بلادنا، وأهداف يسعى الجميع إلى تحقيقها، فخلال عام واحد تم تدشين مشروع مدينة البحر الأحمر، ومدينة المستقبل “نيوم”، ومدينة القدية الترفيهية، إضافة إلى اتخاذ كثير من القرارات التاريخية التي هدفت إلى تطوير الاقتصاد، ومحاربة الفساد المالي والإداري، وتعزيز الشفافية.

حراك في الجانب الاجتماعي:

لم يكن الجانب الاجتماعي بعيدًا عن ذلك الحراك الكبير، فقد حظيت المرأة بكثير من الاهتمام، واتخذت القيادة الرشيدة خطوات جادة لتمكينها، ومساعدتها على الانطلاق في فضاء العمل التجاري، وإزالة العقبات التي كانت تعترضها. وتعزيز وحماية حقوقها.

بداية من تخفيف شروط الوصاية عليها، وصولًا إلى قرار قيادتها السيارة، مرورًا بدخولها الملاعب الرياضية، وتوفير فرص العمل لها، حالها حال الشباب في وطننا العظيم.

المملكة رقم صعب في المعادلات السياسية:

وأصبحت المملكة، على الصعيد السياسي، رقمًا صعبًا، يصعب تجاوزه عند اتخاذ قرارات دولية تخص المنطقة، حتى باتت الرياض قبلة لكثير من زعماء العالم وقادته، يزورونها للتباحث مع قادتها، والتنسيق معهم في القضايا الكبرى التي تخص العالم.

واحتضنت عاصمتنا في هذا العهد الميمون، التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، وباتت محطة رئيسية للمختصين في بحث الأسباب والوسائل الكفيلة باستئصال هذه الآفة، وتخليص العالم من شرورها. كما تمكنت المملكة من تحجيم تدخلات إيران السالبة في شؤون الدول العربية، وتصدت لمحاولاتها الرامية إلى إضعافها.

وقام سمو ولي العهد بزيارات تاريخية إلى كبرى دول العالم، لتعزيز مكانة المملكة معها. واكتسبت جولات سموه الخارجية اهتمامًا كبيرًا في وسائل الإعلام العالمية، التي تبارت في تغطيتها وإفراد المساحات الكبيرة لها، عطفًا على الدور الرائد الذي يلعبه، والمكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة، واستثمار تلك المكانة والثقل الدولي لدعم القضية الفلسطينية، وإثبات حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية.

نجاحات خارجية بالتوازي مع المنجز الداخلي:

لم تقتصر مسيرة النجاحات على الداخل السعودي فقط، فقد اهتم الأمير الشاب بتصحيح صورة الإسلام، وإزالة ما علق بها من مفاهيم خاطئة، نتيجة تصرفات قلة اتخذت العنف وسيلة لبلوغ أهدافها، وارتضت الإرهاب أداة، ونسبت أفعالها المرفوضة إلى الدين الحنيف. فاهتم ولي العهد في كل زياراته الخارجية بمقابلة قادة الأديان الأخرى، مؤكدًا أنَّ الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال والسماحة والحوار، الذي يرفض إقصاء الآخر والتعدي على حقوقه، ورمى بالكرة في ملاعب الآخرين، حاثًّا إياهم على تفعيل الحوار كوسيلة وحيدة لضمان الأمن والسلم العالمي.

إقرأ المزيد