وكالة الأنباء السعودية توقّع مذكرة تفاهم مع “نوفا” الإيطالية لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم للتدريب التعاوني فلكية جدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم الصحة: إحالة 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية 3200 طالب وطالبة بتعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة بيبراس موهبة 2024م
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- معاصر وقريب من قطاع الآثار في المملكة منذ تأسيسه قبل نحو 50 عاماً ومتابع وداعم لأنشطته وإنجازاته، لافتاً إلى أن قطاع الآثار حقق إنجازات مهمة، والمملكة أصبحت من الدول الرائدة عالمياً في مجال الكشوفات الأثرية والبحث العلمي.
وقال في تصريحات لوسائل الإعلام اليابانية وسط حضور إعلامي كبير في ختام زيارته اليوم لمعرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المتحف الوطني الياباني: “أشكر الأصدقاء في اليابان على استضافة المعرض، وسمعت اليوم من مدير المتحف أن المعرض الذي يُختتم هذا الأسبوع استقبل أكثر من 250 ألف زائر، وأكثر من هذا العدد متابعون للمعرض على مواقع الإنترنت، وهذا يعتبر أعلى رقم يسجل للمعارض الزائرة في المتحف، ونحن نسعد أن يعرض تراث المملكة الحضاري والممثل هنا بالآثار الوطنية بهذا الشكل المميز ومن خلال هذا المعرض الشهير الذي طاف 14 محطة حول العالم، وسينتقل من اليابان إلى اليونان منتصف الصيف بإذن الله بدعوة من فخامة من الرئيس اليوناني عندما زار المملكة، ثم ينتقل إن شاء الله إلى أبو ظبي بدعوة كريمة من حكومة في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ثم إلى دول أخرى”.
وأضاف: ” أن قطاع الآثار في المملكة منذ تأسيسه قبل 50 عاماً وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- كان معاصراً ومتابعاً وداعماً لقطاع الآثار الوطني، والهيئة عندما تسلمت القطاع عام 1429هـ كان قطاعاً منتجاً حقق الكثير من الإنجازات العلمية والبحثية والمتحفية بإشراف أساتذة وعلماء آثار أفاضل وبمشاركة جامعات مرموقة، والهيئة بنت على ذلك من خلال تطوير القطاع وكوادره وتوسيع أنشطته وخاصة في مجال الكشوفات الأثرية وجهود الحماية واستعادة القطع الأثرية الوطنية من خارج المملكة وغيرها من المسارات التي نظمتها الهيئة وطورتها لتصبح المملكة من الدول الرائدة عالمياً في مجال الكشوفات الأثرية والبحث العلمي ويعمل فيها حالياً أكثر من 30 بعثة سعودية دولية للتنقيب الأثري تعلن بشكل مستمر عن نتائجها أعمالها، وهي نتائج أبهرت العالم وحققت أصداء واسعة وأسهمت في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة وبكونها مهدا للحضارات الإنسانية، والتنقيبات الأخيرة التي أعلنت عنها الهيئة كشفت أنها موطن للهجرات الإنسانية الأولى والاستيطان البشري قبل نحو 90 ألف عام، وهذا المعرض هو فقط عينة من نتائج العمل على مدى الخمسين عاماً الماضية”.
واعتبر سموه معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” في المتحف الوطني الياباني، أحد أبرز وأهم محطات المعرض وأكثرها نجاحاً، مؤكداً سموه أن الشعب الياباني شعب مثقف وواعٍ ومتطور ومهتم بالاطلاع على حضارات العالم وفي مقدمتها حضارات الجزيرة العربية، التي كانت ملتقى للحضارات الإنسانية على مدى التاريخ، والتعرف على أدوار الجزيرة العربية التي تقف المملكة العربية السعودية على غالبية مساحتها في التاريخ الإنساني والتواصل الحضاري عبر العصور.
وأشار إلى أهمية المعرض في تقديمه بُعداً آخر لبلد صديق وشريك مثل اليابان بأن المملكة ليست فقد بلاد اقتصاد، ونفط وهذا مهم بلا شك، ولكن أيضاً بلاد إنجازات حضارية ودولة احتضنت أرضها حضارات تاريخية ضاربة في القدم كما هي اليابان والدول المتقدمة في هذا المجال على مستوى العالم.
لوائح التأشيرات السياحية
وفي رد لسؤال عن موعد إصدار التأشيرات السياحية في المملكة، قال سموه: “نحن أنجزنا لوائح التأشيرات السياحية ورفعناها للدولة ونتوقع صدورها قريباً بإذن الله، وأود أن أشير هنا إلى أن السياح اليابانيين الذين كانوا يأتون للمملكة قبل إيقاف التأشيرات كانوا من أفضل السياح احتراماً للمكان ولقيم وثقافة صاحب المكان، وفي التعامل اللطيف الراقي، ونرحب كثيراً بقدوم السياح اليابانيين”.
وأضاف: “سنكون مقصرين في المملكة إذا لم نستعجل التأشيرات السياحية واستقبال السياح المميزين عالمياً مثل السياح اليابانيين، ليس فقط من الجانب الاقتصادي ولكن أيضاً من القيمة والإضافة الكبيرة من قدوم سياح منظمين يطورون العمل والخبرة السلوك السياحي مثل السياح اليابانيين، ومواطنو المملكة الكرماء المرحبون بأصالتهم وقيمهم الدينية والاجتماعية الرفيعة سيكونون العنصر الأساس في تجربة سياحية مميزة”.
تنظيم قطاعات السياحة الوطنية
وحول استعداد المملكة من حيث الأنظمة والخدمات والمطارات لاستقبال السياح الدوليين أكد أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قامت بعمل دؤوب على مدى الـ17 عاماً الماضية لتنظيم كامل لقطاعات السياحة الوطنية والتراث الوطني، وعملت مع شركائها في الجهات الحكومية والقطاع الخاص على تأهيل منظومة من الأنظمة الخدمات وتأهيل مقدمي الخدمات السياحية ومنظمي الرحلات والمرشدين، ودعم المشاريع السياحية بالتمويل، والهيئة تعمل الآن على منظومة من المشاريع السياحية والتراثية تزيد عن 230 مشروعاً، وتنسق مع شركائها حول خدمات النقل والمطارات وقد أصبحت المملكة متطورة الآن في هذين المجالين على مستوى العالم، منوهاً سموه إلى توجه الدولة مؤخراً نحو دعم وتطوير القطاع السياحي من خلال إنشاء هيئات ومؤسسات جديدة وإقامة مشاريع ووجهات سياحية جديدة بآلاف المليارات من الدولارات تفعيلا لاستراتيجية تنمية السياحة الوطنية التي أعدتها الهيئة وأقرتها الدولة عام 2005م.
ول
ولفت إلى أن المملكة تشهد نمواً سياحياً عالياً، مؤكداً أن أهم سائح بالنسبة للهيئة هو المواطن السعودية وأسرته، مشيراً إلى أن المملكة الآن هي من أسرع دول المنطقة في نمو الغرف الفندقية بأكثر من 600 ألف غرفة وهذا الرقم سيتضاعف في السنوات العشر المقبلة مع توقعات باستقبال أكثر من 30 مليون معتمر في عام 2030.
ورداً على سؤال أحد الإعلاميين عن التجديد الذي تعيشه المملكة، قال سموه: إن المملكة سواء الدولة الحديثة أو الدولة السعودية الأولى كانت دائماً ولا تزال في وضع حراك تجديدي مستمر، وحركة التجديد منذ تأسيس المملكة مستمرة ولن تتوقف ولا يمكن أن تتوقف، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاصر هذا التجديد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وبدأت معاصرته القريبة للحكم منذ عصر الملك سعود -يرحمه الله- وعاصر جميع مراحل التجديد التي سوف تستمر في المملكة بإذن الله ولا يمكن لدولة أن تتطور وتتقدم دون أن تتجدد، والمواطن السعودي اليوم هو مواطن ناضج لذلك هو يساهم ويشارك في التجديد، والمهم بالنسبة لنا هو أن كل ما نقوم به من تجديد وتحرك نحو المستقبل أن يكون متزامناً مع حفاظنا على ثوابتنا وقيمنا وبكوننا مهد الإسلام وبلد القرآن ومهد الرسالة السماوية التي أتت بمنومة متكاملة من القيم والأهداف والغايات، وكل ما يحدث في بلادنا يجب أن يتضامن مع هذه الشخصية الخاصة لبلادنا، بأن تكون متطورة وفي نفس الوقت متجذِّرة والرسالة التي نحملها كشعب في هذا البلد الكريم”.
بدوره أشاد مدير المتحف الوطني الياباني السيد ماسمي زنيا بما حققه المعرض من نجاح لافت، وما استقبله من عدد كبير من الزوار تجاوز 300 ألف زائر، مؤكداً أن معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” يعد أحد أنجح وأهم المعارض التي استضافتها المتحف الوطني الياباني.
ويضم معرض روائع التراث السعودي 466 قطعة أثرية نادرة من مختلف مناطق الملكة تغطى الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة إلى عهد الملك المؤسس.