مكافحة الحشائش في المزارع العضوية تحمي المحاصيل الفرق بين برد المربعانية والشبط والعقارب توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل
أوصي إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ ماهر المعيقلي المسلمين بتقوى الله عز وجل، فهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين، ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾
وقال في خطبة الجمعة اليوم من الحرم المكي: أمة الاسلام: انتصف شهر شعبان، وانقضت أيامه ولياليه، ولم يبقَ منه الا القليل، ولا يزال بعض الناس هدانا الله وإياهم، في مشاحنة ومشاحة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ ))، رواه ابن ماجة .
فلم يذكر صلى الله عليه وسلم، في الحديث السابق لا صيام ولا قيام، وإنما ذَكَّرَ أمته بأمر عظيم، عند استقبالهم للشهر الكريم، ألا وهو سلامة الصدر، وتوحيد الرب، وذلك إذا مضى نصف شعبان، فهو إيذان بانتهائه ومجيئ ما بعده، فمن جمع في صدره: التوحيد وسلامة قلبه، فقد استوجب الرحمة والمغفرة من ربه.
فالقلب السليم يا عباد الله، هو الذي سلم من كل شبهة تعارض خبر الله، ومن كل شهوة تبعده عن الله.
قال ابن القيم رحمه الله: “وَلَا تَتِمُّ سَلَامَة القلب مُطْلَقًا حَتَّى يَسْلَمَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ: مِنْ شِرْكٍ يُنَاقِضُ التَّوْحِيدَ، وَبِدْعَةٍ تُخَالِفُ السُّنَّةَ، وَشَهْوَةٍ تُخَالِفُ الْأَمْرَ، وَغَفْلَةٍ تُنَاقِضُ الذِّكْرَ، وَهَوًى يُنَاقِضُ التَّجْرِيدَ وَالْإِخْلَاصَ”.
فالقلوب السليمة، هي التي امتلأت بالتقوى والإيمان؛ ففاضت بالخير والبر والإحسان، وتزين أصحابها بكل خلق جميل، وانطوت سريرتهم على النقاء وحب الخير للآخرين، فلذا أسلم الناس صدورًا، وأطهر هم قلوبًا، هم الأنبياء والمرسلون، الذين أحبوا الخير لأقوامهم وأممهم، وبذلوا أنفسهم في نصحهم وإرشادهم، وتعليمهم وهدايتهم.
وأضاف أن معيار الأفضلية عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كان بطهارة القلوب، لا بكثرة العبادات، ولا بتنوع الطاعات، قال إياس بن معاوية، في وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “كان أفضلهم عندهم، أسلمهم صدرًا، وأقلهم غِيبة”.
ولقد كانت سلامة الصدر لدى الرعيل الأول، لا تختص بالرجال دون النساء، فلما وقعت حادثة الإفك، قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ عَنْ أَمْرِي، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (( يَا زَيْنَبُ، مَاذَا عَلِمْتِ أَوْ رَأَيْتِ؟ )) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. رواه البخاري في صحيحه.
وفي مستدرك الحاكم، قالت عائشة رضي الله عنها: دعتني أُمُّ حبيبة عند موتها، فَقَالَتْ: «قَدْ كَانَ بَيْنَنَا مَا يَكُونُ بَيْنَ الضَّرَائِرِ فَغَفَرَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَتَجَاوَزَ وَحَلَّلْتُكِ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ» . فَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَرَّرْتِنِي سَرَّكِ اللَّهُ، وَأَرْسَلَتْ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ .
معاشر المؤمنين: لقد تعاهد سلفنا الصالح رحمهم الله، سلامة صدورهم، وطهارة قلوبهم، واهتموا بذلك أشد الاهتمام، ففي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: قال الحسن بن عبدالله الخِرقي: بتُّ مع أحمد بن حنبل ليلةً، فلم أرَه ينام إلاَّ يبكي إلى أن أصبح، فقلت: يا أبا عبدالله، كثُر بكاؤك الليلة، فما السبب؟ قال أحمد: ذكرتُ ضَرْب المعتصم إيَّاي، ومرَّ بي في الدرْس قوله – تعالى -: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ فسجدتُ وأحللتُه مِن ضرْبي في السُّجود.
وكان يقول: العفو أفضل، وما ينفعك أن يُعذَّب أخوك المسلِم بسببك، لكن لتعفُ وتصفحْ عنه فيغفر الله لك كما وعَدَك” يريد قول الله تعالى: ـ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.
وقال ابن القيم رحمه الله: ما رأيتُ أحدًا أجمعَ لخِصال الصفحِ والعفوِ وسلامةِ الصدر ، من ابن تيمية، وإن أحد تلاميذه بشَّره بموت أكبر أعدائه الذين آذوه، فنهره ابن تيمية وغضب عليه، وقال: تبشرني بموت مسلم، واسترجع، وقام من فوره، فعزَّى أهل الميت، وقال لهم :إني لكم مكان أبيكم.
معاشر المؤمنين: لقد جاءت الشريعة المباركة، بالمحافظة على تصفية القلوب، وسلامة الصدور، ووحدة الصفوف، فأمر صلى الله عليه وسلم بتسوية الصفوف في الصلاة وقال: ((عِبَادَ اللهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ ))، قال النووي رحمه الله: أي: “يُوقِع بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ وَاخْتِلَافَ الْقُلُوبِ”.
وفي الصحيحين: (( لَا يَبِعِ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطِبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ ))، وفي لفظ مسلم: (( وَلَا يَسُمِ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ ))، كل ذلك يا عباد الله، للمحافظة على سلامة الصدور.
بل مغفرة الله تعالى للعبد لا تحصل، إلا بسلامة صدره، فيا عبد الله، نق قلبك، يُغفر ذنبك، ففي صحيح مسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا )).
إن سلامة الصدر يا عباد الله: نعمة ربانية، ومنحة إلهية، ينتج عنها مجتمعٌ متماسكٌ لا تهزه العواصف، ولا تؤثّر فيه الفتن، بل هي من أسباب التمكين والنصر على الأعداء، ﴿ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِم ﴾ . قال القرطبي: “فائتلاف قلوب المؤمنين من أسباب النصر التي أيد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم”
أمة الإسلام: إن أصحاب القلوب السليمة، ليبلغون المنازل العالية، بنقاء قلوبهم، ما لا يبلغه الصائمون القائمون بصلاتهم وصيامهم، فقد أخرج أحمد في مسنده، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، في الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ))، فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، وتكرّر ذلك ثلاث مرات في ثلاثة أيام، فبات عنده عبد الله بن عمرو ثلاث ليال، ليعرف خبيئة هذا الرجل، فلم يره كثير صلاة ولا صيام، فسأله فقال: “مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ ” .
ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، بين أن أفضليته بصلاح قلبه، ونقائه من الشرك والغل والحقد والحسد، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (( كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ ))، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: (( هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ ) (. رواه ابن ماجة.
ولما كان الغل والحقد والحسد من أسباب الشقاء، نزعه الله تعالى من قلوب أهل دار البقاء، فسلامة الصدر، من النعيم المعجل في الدنيا، قبل نعيم الآخرة،﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ وفي صحيح البخاري: (( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لاَ تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَحَاسُدَ ))
قال يونس الصدفي: ما رأيتُ أعقلَ من الشافعيِّ، ناظرتُه يومًا في مسألةٍ، ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة .
قال رجل لابن السماك، وقد حصل بينهما خلاف: الميعاد بيني وبينك غدًا نتعاتب، فقال له ابن السماك: بل بيني وبينك غدًا نتغافر.
من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا، فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا، وإن كان ولا بد من العتبى فبالحسنى، فقد قيل لنا عنكم كما قيل لكم عنا، كفى ما كان من هجر وقد ذقتم كما ذقنا، وما أحسن أن نرجع للود كما كنا.
نعم، يا عباد الله، ما احوجنا إلى صدور سليمة، وقلوب طاهرة، فليس أقر للعين، ولا أبعد للهموم والغموم، من أن يعيش المرء بقلب سليم، إذا رأى ما يكره من إخوانه، تغافل، قال عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ: قُلْتُ للإمام أحمد: الْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي التَّغَافُلِ، فقال الإمام أَحْمَدَ: الْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كُلُّهَا فِي التَّغَافُلِ.
وإذا رأى المسلم نعمة تنساق لأخيه، قال: “اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك؛ فلك الحمد ولك الشكر”، وإذا رأى غير ذلك، رثى لإخوانه، وتألم لألمهم، ودعا لهم، واجتهد في نصرتهم، وبهذا يحيا المسلم طاهر القلب، سليم الصدر، راضيًا عن الله، ناجيا من عقابه، فلا نجاة يوم القيامة إلا بسلامة الصدر، ولا فلاح إلا بطهارة القلب :﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنَا بِسُنَّةِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ تَعَالَى لِي وَلَكُمْ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يليق بجلال ربنا وعظمته وكماله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله، وعلى من سار على نهجه ومنواله.
أما بعد معاشر المؤمنين: إن سلامة الصدر ، خَصلة من خصال البر العظيمة، فحري بالمسلم أن يولِيَها عنايته واهتمامه، وخاصة في هذه الأيام، ونحن نستقبل شهر الصيام، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الصيام سبب لإزالة ما في القلوب من الفساد، فتقبل النفوس على الصفح والعفو والمسامحة، فعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ، وَيُذْهِبُ مَغَلَّةَ الصَّدْرِ» قَالَ: قُلْتُ: وَمَا مَغَلَّةُ الصَّدْرِ؟ قَالَ: رِجْسُ الشَّيْطَانِ )) رواه الإمام أحمد في مسنده.
قال الخطابي رحمه الله: “مغلُّ الصدر ما يجده الواجد في صدره من الغل والفساد”.
ومما يعين على سلامة الصدر: الإخلاص لله تبارك وتعالى، والطاعة لولاة الأمور، ولزوم جماعة المسلمين، ففي مسند الإمام أحمد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ، وَطَاعَةُ ذَوِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِ )).
قال ابن الأثير: “إنَّ هذه الخِلال الثَّلاث، تُسْتَصلح بها القلوب، فمن تمسَّك بها طَهُر قلبه من الخيانة والدَّخل والشَّر”.
ومن أسباب سلامة الصدر: الابتعاد عن سوء الظن: فإنه بئس سريرة الرجل، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾
ومن أعظم أسباب سلامة الصدر: الإقبال على كتاب الله تعالى، تلاوة وحفظا وتعلما وتدبرا، فكلما أقبل العبد على كتاب ربه، سلم صدره، وصلح قلبه، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.