ما الذي يبحث عنه ولي العهد في أبرز عقول وادي السيليكون؟

الثلاثاء ٣ أبريل ٢٠١٨ الساعة ٩:٣١ صباحاً
ما الذي يبحث عنه ولي العهد في أبرز عقول وادي السيليكون؟

لا يتشكّك عاقل فيما تمثله منطقة وادي السيليكون بالنسبة لولاية كاليفورنيا الأميركية في الساحل الغربي، بوصفها “القلب النابض” الذي يشير إلى أحد أهم المجمعات الاقتصادية في العالم.

أما كاليفورنيا تحديدًا، فهي القلب الاقتصادي الأكثر حيوية بالنسبة لأميركا، حيث تحقق أكثر من ثلثي موارد بقية الولايات الـ52، كما أنها تصنّف وحدها كسادس أكبر اقتصاد في العالم، يتفوق حتى على الاقتصاد الفرنسي.

بكل بساطة، تُعتبر منطقة وادي السيليكون التي يولّيها ولي العهد اهتمامًا خاصًّا في زيارته، من إحدى أهم كلمات السر لتفعيل الكثير من الاحتياجات الرقمية المتزامنة مع خطط رؤية 2030.

فما الذي يريده ولي العهد من أبرز العقول التي تدير أبرز الشركات الرقمية في “الوادي”؟

دعم مبادرات الرؤية بـ”الذكاء الاصطناعي”:

من أهم الأولويات التي يجب أن تثمر عنها الجولة الحالية في وادي السيليكون، الاستفادة من أبرز الشركات والمستثمرين هناك في اقتصاد المعرفة والتكنولوجيا الرقمية المتقدمة، من أجل دعم واستكمال المبادرات الحالية والمستقبلية لرؤية السعودية 2030، عبر استخدام وسائل “الذكاء الاصطناعي”، من أجل رقمنة الكثير من القطاعات الحكومية بإيقاع عصري متطور، يبدأ من آخر ما انتهت إليه التطوُّرات التقنية.

ولعل منطقة وادي السيليكون تمتاز بضم مجموعة من الأسماء الأسطورية عالميًّا في هذا الجانب، على رأسها شركات فخمة وضخمة مثل: “أبل”، “جوجل”، “فيسبوك”، “إتش بي”، “ياهو”، “آي بي إم”، “سيسكو”، “أوراكل”، “إنتل”، “أدوبي”.

ومثلما شهدت زيارة بريطانية تفعيل شراكات مثل “جونسون آند جونسون” و”ميدوباد” من أجل رقمنة الرعاية الصحية، ستظهر شراكات مميزة تدعم الكثير من القطاع الحكومية الحيوية والشركات الكبرى والناشئة في السعودية، خلال الفترة القصيرة المقبلة.

كما أن زيارة ولي العهد إلى هذه “المنطقة الرقمية” المهمة عالميًّا، ستشهد تفعيل الاستعانة بتقنية “الروبوتات” والمركبات ذاتية التحكم، حيث تبرز الحاجة إليهما في المرحلة المقبلة.

عقول مهمة في 25 مدينة:

من بين أكثر من ثلاثة ملايين نسمة يسكنون 25 مدينة ضمن طوق وادي السيليكون، توجد عقول ملهمة تمثل النسبة الغالبة من موظفي الشركات الكبرى التي تشغل العالم الرقمي حاليًّا عالميًّا.

وللمعلومية فقط، أكثر من نصف سكان تلك المدن الـ25 من العاملين في تلك الشركات، هم من جذور آسيوية، إذ ينحدرون من الصين وباكستان والفلبين والهند، ويحملون الجنسية الأميركية بالطبع حاليًّا، ويمثل أصحاب الأصل الهندي نحو 6% من العاملين في شركات وادي السيليكون. ولعل جزئية “أصول الجنسيات الآسيوية” تفيد في رفد أفكار الرؤية السعودية، من خلال فتح قنوات الاستثمار مع بعض تلك الشركات داخل السعودية، إذ يقترب كثير من الآسيويين من الحياة فيها، خصوصًا المسلمين منهم، سواء كانوا من الهند أو باكستان أو الفلبين أو الصين.

وتوجد في الوادي أكثر من 120 شركة مدرجة بقيمة تتجاوز 8.2 تريليون دولار، ويبلغ عدد المستثمرين في الوادي قرابة 20 ألف مستثمر.

رؤية رقمية لـ”اقتصاد المعرفة”:

مجرد الإشارة لأهمية اقتصاد المعرفة والتقنية الرقمية لشركات وادي السيليكون بالنسبة لاقتصاد ولاية كاليفورنيا الذي يتفوق على معطيات الاقتصادين الفرنسي والهندي، رغم أنهما من مجموعة الثمانية الكبار، يعطي أهمية أكبر لضرورة استمرار إفادة رؤية السعودية 2030 في الإطار الرقمي لمستقبل “اقتصاد المعرفة”، من خلال شراكات متقدمة مع أبرز عدد من ممكن من الشركات هناك.

ولنا أن نتذكر أن الرؤية أكدت في أهم حيثياتها نصًّا: “ضرورة إنشاء بنية تحتية متطورة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الأنشطة الصناعية المتقدمة في المملكة، وجذب المستثمرين وتعزيز القدرة التنافسية الأساسية للاقتصاد السعودي”.

كما تنصّ على “التوسُّع في مجموعة متنوعة من الخدمات الرقمية للحد من البيروقراطية، وتوسيع نطاق الشفافية والإصلاحات وتحسين بيئة الأعمال، بما يحقق نمو وازدهار الاقتصاد السعودي، وفتح فرص عمل للمواطنين، وتعظيم القدرات الاستثمارية من قبل الشركات الدولية الكبيرة والتكنولوجيا الناشئة في مختلف أنحاء العالم”.

إقرأ المزيد