ختام ملتقى السفر والاستثمار السياحي.. زخم الحضور.. وحضور الشغف

الأحد ٨ أبريل ٢٠١٨ الساعة ٨:٥٤ صباحاً
ختام ملتقى السفر والاستثمار السياحي.. زخم الحضور.. وحضور الشغف

بدا واضحاً أن درجات الاهتمام المحلي والعالمي تتصاعد بصناعات السياحة المختلفة في السعودية، هذا الوضوح تجلى في زخم الحضور الذي حظي به ملتقى السفر والاستثمار السياحي 2018 الذي أسدل الستار على فعالياته، وانفتحت ستائر كثيرة لفرص الاستثمار، ولأفكار التطوير، ولآفاق أوسع ستسير إليها القافلة السياحية السعودية تحفها ملامح تراث عريق وثقافة أصيلة تعتني بهما أيضاً الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

لقد نجح الملتقى في صناعة واقع جديد، من خلال عناصره المختلفة وتجلى ذلك في أعداد القادمين إليه مستمعين ومشاركين ومتفاعلين من رجال الأعمال، والمستثمرين، والخبراء المحليين والدوليين، ومن الإعلاميين محليا وعالمياً، ومن أصحاب القرار الاستثماري في شركاتهم أو جهاتهم الحكومية.

ربما يكون لبرنامج الاستضافة الذي شكل عنصراً حيوياً مع عناصر الملتقى الرئيسة، المؤتمرات، والمعرض، وجوائز التميز، وربما يكون للتسهيلات التي نفذتها هيئة السياحة دور آخر، ولتصميم المعرض وتقسيماته الذكية دور ثالث، وربما تكون الأسماء والعقول في المؤتمرات لافتة، لكن “الربما” الأكيدة من بين كل ذلك هي أن صناعات السياحة والسفر، وما يرتبط بها حكومياً وأهليا شبت عن الطوق، وأن أرقاماً لافتة ومغرية تثير شهية المستثمرين، وتبعث الطمأنينة في قلوب السعوديين وهم يرقبون قطاعا مهما يقترب أسرع من بقية القطاعات من تحقيق رؤيتهم الجديدة وتحولاتهم النوعية المرتجاة.

زخم لافت ووجوه سعودية وخليجية وعربية وآسيوية وأوروبية جالت في هذا الملتقى الذي جسد شعاره ” السياحة ملتقى الصناعات” بشكل لافت، ليس فقط عددياً بل لقد بدا للمراقب أن هناك شغفاً لمعرفة ” الأكثر” عن السعودية، شغف لم يكن حكراً على المستثمرين وصائدي الفرص في المناسبات العالمية، بل امتد أيضاً لشباب من الجنسين جالوا بين أفكار المؤتمر الخاص بهم، وفرص المعرض، والتوظيف، والاستثمار، وكأنهم يقرؤون مستقبل هذه الصناعات، وينضمون إلى سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة وفريقه في الاعتداد بمقدرات الجذب السياحي السعودي، والثقة أن الأداء المميز يخلق نتائج مميزة.

نجح الملتقى ليس فقط في إكرام العاصمة الغالية الرياض بفعالية أخرى، ومناسبة تليق بها، ولكن في إكرام مجالس التنمية السياحية في المناطق كافة، وفي إبداء ملامح الكرم السعودي الذي سيلقاه الزائر والمسافر إلى مناطق الجذب التقليدية العريقة المعروفة، أو تلك التي تسهم جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار مع بقية الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص في صناعة جاذبيتها الجديدة، وفي استشفاف ملامح جمالها وكنوز أرضها التي يمكن أن تستثمر للوطن، وللجمال، ولا بأس في المال يأتي من ناتج غير نفطي لتزيد مساهمة الهيئة في تحقيق هدف استراتيجي دائم.

وعلى وعد بلقاء جديد في عام قادم تضع الهيئة في أجندتها وشركائها مخططات جديدة للتفوق والتميز، وابتكارات ستشهدها الدورة الثانية عشرة، تزيد الاهتمام، وترفع سقف التوقعات دونما خشية الوصول إليه، فقد أثبت عقد من الزمان لهذا الملتقى أن هذه التجربة لا ترضى بأقل مما تستحقه السعودية، ويستحقه السعوديون.

 

*كبير المذيعين بهيئة الإذاعة والتلفزيون

 

إقرأ المزيد