أكد الزميل محمد الحيدر ، الصحفي المتخصص في الشأن الصحي، ضرورة أن يتداعى الخبراء في الإعلام الجديد بتطبيقاته المختلفة إلى إقامة تحالف لحماية المعلومة من الابتذال والتشويه.
وقال لدى مشاركته اليوم في اللقاء الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض ممثلة باللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية بعنوان أخلاقيات التواصل العلمي إن دور الإعلام مهم وخطير، خاصة في هذا الوقت الذي باتت فيه الفضاءات مفتوحة، وأصبح الحصول على المعلومة متاحا للجميع ، بل للأسف أيضاً صارت صناعة المعلومة أيضاً سهلة ، ولا يهم أكانت صادقة أم مشوشة أم كاذبة.
واستضاف اللقاء نخبة فكرية ومهنية المشاركين الذين قدموا رؤاهم في المحاور العلمية والاجتماعية والإعلامية والتشريعية للقاء.
وقدم الحيدر في مشاركته مرئيات تمحورت حول أهمية تناول المعلومة العلمية من قبل الإعلاميين المتخصصين في مجال المعلومة.
وأكد ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بتكليف الصحفيين حسب تخصصهم في القضايا ، لتتم المعالجة بطريقة مهنية وباستيعاب كامل لجوانب المعلومة وأبعادها العلمية والمجتمعية.
وحث الحيدر الجهات العلمية والبحثية ، خاصة ، على الحرص ليكون المتحدث الرسمي الذي يخصصونه للتواصل مع الوسائل الإعلامية، ملما بالمجال ليقدم المعلومة بالطريقة المناسبة ، وليرد على الاستفسارات.
كما دعا الجهات العلمية للتعامل مع الصحفيين الذي يأنسون فيهم الكفاءة المهنية والتخصصية في المجال الذي يودون النشر عنه.
ولفت الحيدر في طرحه خلال اللقاء إلى أنه على الرغم من أن الأخلاق ضابط مهم في مختلف النشاطات ، إلا أن هذه القيمة ليست كافية لحماية المعلومة العلمية من الابتذال ، لأن الأخلاق ليست قوة جبرية رادعة ، فهي تطبق حسب الرؤية الشخصية للمتعامل مع المعلومة.
وقال : لذلك نرى سيل المعلومات الطبية يتدفق عبر منصات التواصل الاحتماعي تجد وصفات الأدوية مبذولة بلا حدود، وتشخيص أمراض ، ونصائح يدعي ناشروها أنها طبية ولكن في الحقيقة هي مزيفة .. وبعض العامة يأخذ بهذا ، دون وعي لما قد يترتب .
وأوضح أن الإعلام إلى جانب الضابط الأخلاقي ، فيه أدوات مثل قواعد شرف المهنة، وهذه القواعد في معظمها أخلاقية أيضا على الرغم من أنها محكومة بأنظمة وهي في النهاية قابلة للاختراق.
والمعلومة العلمية دقيقة وغالباً ما يكون فيها فسحة من التجاذب المتخصص، ولذلك ، في الجانب الإعلامي ينبغي أن يتناولها إعلاميون متخصصون في المجال، مؤكدا أنه اليوم لا مكان لما كان يعرف بالصحفي الشامل ، فهذا هو عصر التخصص، فالصحفي يجب أن يكون عارفاً بمختلف الفنون الصحفية، والتعامل مع مختلف القضايا ، ولكن يجب أن يعمق معرفته بمجال محدد ليعطي أكثر وباحترافية، ويغني تناوله بالعودة إلى المصادر الأصلية، وبذلك يكون ما يصدر عنه موثوقاً ، ويكون رأيه مطلوباً.