مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
مع وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة قبيل المغرب (بتوقيت القاهرة)، في مستهل أولى جولاته الخارجية مع ولاية العهد، يكون قد أعلن رسميًّا البدء في طرق أهم الأبواب السياسية والاقتصادية لمراكز القوى التقليدية عربيًّا ودوليًّا.
من الرياض الباب الأول:
مغادرة ولي العهد العاصمة السعودية الرياض إلى العاصمة المصرية القاهرة، تحمل دلالات مهمة في تشكيل مراكز القوى العربية، خلال العقود الثلاث الأخيرة.
الرياض منذ حقبة التسعينات مع حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت، تقاسمت مع القاهرة مهمة القيادة العربية لأقوى المواقف من أجل حفظ التوازنات، وحفظ المنطقة العربية من سلسلة مغامرات سياسية وعسكرية جارفة، كان أبرزها غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت في صيف 1990.
وأصبحت الرياض منذ ذلك الوقت منافسًا للثقل المصري في المنطقة، ليأتي العقد الأول من الألفية الثالثة ويثبت تقدُّمًا سعوديًّا أوسع في تحقيق الثقل العربي والدولي، من خلال قيادتها لمجموعة من المشاورات الدولية في حرب الإرهاب، بدأت بسقوط نظام بغداد في عام 2003، ثم الإعلان عن دعم العديد من المبادرات الجادة في الحرب الدولية ضد الإرهاب.
وأكد العقد الحالي، الذي شهد في عام 2011 مجموعة من ثورات الربيع العربي في عدد من الدول العربية، من بينها مصر نفسها، التأكيد الأهم للريادة السعودية كمركز قوى عربي ودولي في غاية الأهمية.
ومع عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وظهور القيادة الشابة مع الأمير محمد بن سلمان بتعيينه وليًّا لولي العهد ثم وليًّا للعهد، صار للسعودية حضورها المهم على الساحة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية على الصعيدين الدولي والإقليمي، وهذا ما لا ينكره مراقب ومحلل سياسي مطلقًا.
إلى القاهرة الباب الثاني:
منذ تأسيس جامعة الدول العربية ككيان عربي سياسي جامع في مارس 1945 واختيار العاصمة المصرية القاهرة مقرًّا لها، باتت القاهرة مركز ثقل سياسي مهم في المنطقة العربية، حتى ما قبل مرحلة تكوين كيانات الدولة العربية المستقلة من مرحلة الاستعمار الأوروبي لمعظمها آنذاك.
واستمرت ريادة مصر وقاهرة المعز لعقود متوالية في عهود رؤساء مصر ما بعد ثورة يوليو 1952، مع عبدالناصر ثم السادات، إلى أن خرج مقر الجامعة من القاهرة في عام 1979 وحتى عام 1990 إلى تونس، اعتراضًا على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في عهد أنور السادات (سبتمبر 1978)؛ وهو ما هزّ مركز الثقل المصري عربيًّا لبعض السنوات، لولا حنكة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، الذي أعاد الكثير من المياه العربية إلى مجاريها بالنسبة للمحيط المصري، خصوصًا مع أزمات الخليج الأولى والثانية والثالثة، في محاور الحرب العراقية الإيرانية، وحرب تحرير الكويت، وإسقاط نظام صدام.
لندن الباب الثالث للتاريخ:
مثّلت لندن عبر التاريخ وخلال قرون سابقة، عاصمة مهمة لما يُسمّى بـ”الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس”، عندما كان الحاكم البريطاني وقائده العسكري هما صاحب الرأي والسلطان بأمر الاستعمار، في عدد بارز من بلدان العالم في معظم قارات الأرض (شرقًا وغربًا).
وعبر تلك الحقبة التاريخية، استمدت بريطانيا عبر تاريخها مركز قوى مهم عالميًّا، لا تزال له بعض السطوة، من محاولات الحرص على دخول شراكات سياسية جانبية خاصة مع الولايات المتحدة (واشنطن)، بعد أن دانت للأخيرة السيطرة دوليًّا عبر أهم مركز قوى عالمي حتى تاريخه، وذلك فيما بعد الحرب العالمية الثانية.
واشنطن الباب الرابع للحاضر:
قبل أن تتكون عصبة الأمم (هيئة الأمم المتحدة)، بدأت تتشكل قوى واشنطن كمركز سياسي واقتصادي مهم دوليًّا، وتأكدت سيادتها للمعسكر الغربي قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، لتواصل سيادتها وهي تتجاذب الصراع مع المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي سابقًا (روسيا الاتحادية حاليًّا) عبر تيارات الحرب الباردة، إلى أن انتهت فصولها فيما بعد سقوط جدار برلين في بداية حقبة التسعينات الميلادية في نهاية القرن الماضي.
ولا تزال واشنطن تمارس هيمنتها السياسية والاقتصادية على مجريات الأحداث المختلفة دوليًّا، وتشاركها لندن المهمة من خلال اقتحامها دور الشراكة السياسية في كثير من المواقف المشتركة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.
جولة مراكز القوى:
جولة ولي العهد ما بين القاهرة ولندن وواشنطن، التي تمثلت محطات مهمة لمراكز قوى دولية وعربية، مع الإشارة لأهمية العاصمة السعودية الرياض التي يمثلها، تشير إلى الكثير من المدلولات السياسية والاقتصادية والعسكرية المهمة في هذا التوقيت تحديدًا.
لا يزال ملف الإرهاب الدولي ساخنًا، مع استمرار الدور الإيراني في تأجيج المنطقة عبر ملفاتها في سوريا ولبنان واليمن. ولا تزال تركيا تمارس دورًا خطيرًا في المنطقة تحت أنظار الاهتمام الروسي البالغ بما يدور في سوريا، خصوصًا مع أحداث الغوطة الشرقية الأخيرة. ولا يزال ملف اليمن مستمرًّا، مع استمرار عبث اليد الإيرانية “القذرة” عبر الأجندة الحوثية، وهو ما يؤثر كثيرًا على الكثير من المعطيات الإقليمية في منطقة الخليج، خصوصًا مع ملف قطر المستمر، والذي يتضح كل يوم ارتباطه بكل الملفات المذكورة عاليه بلا استثناء.
لهذا تمثل جولة الأمير محمد بن سلمان بين هذه العواصم مفتاحًا مهمًّا لكثير من الإشكاليات الإجرائية العالقة، لحسم بعض الإشكاليات على الأقل في الملفات المُشار إليه.
وينتظر المراقبون شرقًا وغربًا ما ستسفر عنه نتائج هذه الجولة للأمير الشاب، ما بين عواصم صنع القرار على المحيطين الدولي والإقليمي.