ماذا تبقّى لـ “تنظيم الحمدين” بعد دعم ترامب للسعودية وولي العهد؟

الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٨ الساعة ١:٣٨ مساءً
ماذا تبقّى لـ “تنظيم الحمدين” بعد دعم ترامب للسعودية وولي العهد؟

لا تزال الخطوط السياسية المهمة عقب لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتوالى وتفرض حضورها على موائد التمحيص والقراءات الدقيقة لما بين السطور.
أكد ترامب أن الولايات المتحدة ستقطع علاقاتها مع أي دولة تموّل الإرهاب، وهو يقول حرفياً للصحافيين في رسالة واضحة تؤيد الأهداف السعودية في هذا الجانب، بحضور ولي العهد: ” لن نتسامح أبداً مع تمويل الإرهاب، ونعمل مع السعودية بشكل جدي لوقف تمويل الإرهاب من أي جهة. اتفقنا على إنهاء العلاقة بين أي دولة والإرهاب”.
بكل وضوح.. لا تخفى الرسالة المهمة هنا، التي تشير إلى أن “قطر في دائرة الخطر”، إذ من الممكن أن تطال مخططات “تنظيم الحمدين” نصيبها من مقاطعة أكبر دولة في العالم لدواعي استمرار نفس النهج الداعم للخطط الإرهابية في أرجاء مختلفة من العالم، بعد المقاطعة المستمرة من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين).

الرؤية واضحة منذ 9 أشهر:
منذ أكثر من 9 أشهر، وفي 9 يونيو 2017، كان الرئيس الأمريكي واضحاً تماماً في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، حينما اتهم قطر بـ “تمويل الإرهاب على أعلى مستوى”، وقال نصياً: “قطر كانت تاريخياً دولة ممولة للإرهاب، وعليها أن تتراجع فوراً عن سلوكها”، مشيراً إلى أنها اتخذت بعض الخطوات لأجل تقليص دعمها للإرهاب، “لكن ما قامت به ما يزال غير كافٍ”.
ولعلها رؤية واضحة منذ ذلك الوقت لا تقبل التأويل ولا تحتمل التفسيرات، يمكن أن تؤدي إلى قرار مقاطعة أمريكية وشيكة، سيدفع ثمنها الباهظ “تنظيم الحمدين”، وفقاً لما قاله ترامب أمس الثلاثاء، بشأن “قطع الولايات المتحدة علاقاتها مع أي دولة تموّل الإرهاب”.
ويكفي أن ترامب نطق جملة في غاية الأهمية ضمن مؤتمر 9 يونيو 2017، حينما قال: “بداية نهاية الإرهاب تكون بوقف التمويل، ونقطة بداية وقف التمويل تنطلق من قطر”.
رسالة مهمة إلى الحمدين: “لا تعليق”!
الرسائل الأخطر بعد تجفيف “داعش”:
في لقاء ترامب وولي العهد، اهتم الرئيس الأمريكي بإبراز معلومة في غاية الأهمية بشأن المشروع العالمي لمكافحة الإرهاب، حينما أكد بقوله: “استعدنا 100% من الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش. لقد تحدثنا عن الشرق الأوسط، وكل ما حصل سابقاً على وشك النهاية الآن..سنخرج من بعض الدول التي أردنا الخروج منها منذ فترة طويلة، حيث بإمكان هذه الدول تولي زمام أمورها الآن”.
هذه مؤشرات لرسائل أخطر عن مرحلة ما بعد تجفيف “داعش”، وخروج القوات الأمريكية وقوات التحالف من سوريا، كما خرجت من العراق، وجهها ترامب إلى دولة حاضنة للإرهاب في المنطقة، في إشارة إلى ما نطق به سابقاً عن قطر، وما كرّره وأكده بشأن إيران، والقرار المرتقب بعد شهر بشأن ملفها النووي و”الإرهابي” أيضاً.
يُشار إلى أن مؤتمر 9 يونيو 2017، الذي مثّل علامة فارقة بالنسبة لملف الإرهاب العالمي، أن الرئيس الأمريكي أشار إلى مجموعة دولة راعية للإرهاب، لكنه لم يسمِّها، في دلالة إلى أن الدور سيأتي عليها قريباً.
ولعل الإفصاح المهم و”الخطير” بإمكانية قطع علاقات أمريكا مع الدولة الممولة للإرهاب، سيفصح في الفترة المقبلة عن قائمة الدول والجهات المتورطة بشكل مفضوح في ملفات الإرهاب الساخنة.
تُرى من يلحق بـ “تنظيم الحمدين” في درب الفضائح الدولية قريباً؟