عادات القراءة ودور وسائل التواصل ضمن ورش عمل معرض الرياض الدولي للكتاب

الخميس ١٥ مارس ٢٠١٨ الساعة ٩:٢٩ مساءً
عادات القراءة ودور وسائل التواصل ضمن ورش عمل معرض الرياض الدولي للكتاب

انطلقت الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2018 مساء الخميس، حيث نفذت عدداً من ورش العمل والندوات بحضور عدد من المهتمين بالقراءة والكتب.

فقد  أقيمت ورشتا عمل الأولى بعنوان “تكوين عادة القراءة” نفذها عبيد الظاهري، والثانية “دور الإعلام الاجتماعي في نشر القراءة” نفذها بدر الدوسري، في حين أقيمت ندوة ثقافية بعنوان “حياتنا اليومية والسينما صناعة وتلقٍّ” تحدث فيها إبراهيم العزاز ومنال الراشد وطارق خواجي، وأدارها إياد عبدالرحمن.

أركان القراءة
وقدَّم عبيد الظاهري ورشة عمل تفاعلية حول تكوين عادة القراءة، أكد خلالها أن القراءة تعتبر مهارة وفنًّا ولها أساليب وأدوات، ويمكن تطويرها بالاستمرار والاستزادة في القراءة، مؤكداً أن القراءة تعتمد على ثلاثة أركان، هي: القارئ نفسه والكتاب والبيئة المحيطة بالقارئ، لافتًا إلى ضرورة الاعتناء بهذه الأركان حتى تكون عملية القراءة مفيدة ولا تتأثر.
وأوضح الظاهري أن القارئ يحتاج إلى الشعور بأهمية القراءة والحاجة لها، وإزالة العوائق التي تواجهه أثناء عملية القراءة، وإيجاد الدوافع التي تحفزه على القراءة.
وأشار إلى أن القراءة مفهوم مركزي في الدين والحضارة والمعرفة، وقال: “الرسالات السماوية نزلت على شكل كتب وانتشرت بالكتاب”، مضيفًا أن الحضارات الباقية الآن كان للكتب أثرٌ فيها.
واستعرض الظاهري مع حضور الورشة كيفية إزالة العوائق في عملية القراءة وتكوين القراءة وجعلها عادة يومية للقارئ.

الإعلام الاجتماعي
بدوره، طالب الباحث والمدرب بدر صالح الدوسري في الورشة الثانية بعنوان: “دور الإعلام الاجتماعي في نشر القراءة” بالاستفادة من الوسوم في موقع التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات القيمة والمفيدة، مبيناً أن الإيجابيات في مجتمعاتنا كثيرة إلا أنها غير مستغلة إعلامياً.
وتطرق الدوسري إلى الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة في نشر المعرفة والثقافة بين الشباب، إلا أنه ورغم ذلك يتم تداول بعض الكتب المثيرة للجدل في مواقع التواصل دون التطرق إلى الجهد الكبير الذي وفرته وزارة الثقافة والإعلام في تسخير المعرفة تحت إطار أكثر من 500 دار نشر، قامت بتوفير الآلاف من العناوين ذات الثراء الواسع.
ولفت إلى أن الإعلام الاجتماعي يعتبر وسيلة للتواصل والمعرفة عن طريق نشر وإيصال الأفكار والبحث والتقييم والترابط ونشر المحتوى المميز، لكي يترك أثرًا إيجابيًّا في النفوس.
وشدد على أن القراءة في الوقت الراهن تعتبر ضرورة ملحة نظراً للانفتاح المعلوماتي والتنافس في معرفة أكبر قدر من المعلومات واستحضار التاريخ وحضارات الشعوب، مبيناً أن للقراءة الجيدة في تخصصات مختلفة أثرًا كبيرًا على توسيع مدارك العقل واتخاذ القرارات المناسبة في كثير من مواقف الحياة.

 33 مليون مستخدم للإنترنت بالمملكة
وكشف الدوسري عن بعض الأرقام المثيرة في الورشة، حيث بيّن أن أكثر من 33 مليون شخص يستخدمون الإنترنت في المملكة، منهم 25 مليون شخص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بتفاعل كبير.
وفي ذات الإطار، أكد أن نمو المستخدمين للإنترنت وصل إلى 34% بزيادة قدرها 8 ملايين شخص، منذ شهر جون 2017 حتى شهر جون 2018، كما زادت أعداد المستخدمين لمواقع التواصل بفعالية كبيرة 32% في زيادة قدرها 6 ملايين شخص.
وتطرق الدوسري إلى بعض مزايا التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي على القراءة ومنها: إبراز مواهب الشباب في الكتابة، وزيادة المحتوى المعرفي بكافة أنواعه، واستثمار الأوقات في الاستماع للكتب المسموعة، ولعب دور إيجابي في تذليل الصعاب لحياة المكفوفين، والمساهمة في خفض أسعار الكتب التقليدية، وزيادة رصيد الفرد في المفردات التي يعرفها.

السينما.. صناعة وتلقٍّ
وعلى مسرح الرؤية، أقيمت ندوة “حياتنا اليومية والسينما صناعة وتلقٍّ” التي سلطت الضوء على السينما السعودية، وتحدث خلالها إبراهيم العزاز، ومنال الراشد وطارق خواجي، وأدارها إياد عبدالرحمن.
وشددت منال الراشد، صانعة أفلام قصيرة، على أن يكون الكاتب قارئًا منذ الصغر ولديه معلومات كثيرة عن كل العصور والمدارس السينمائية ليستطيع إيصال فكرته للجمهور بطريقة احترافية مقنعة، وحتى يكون العمل ناجحًا يجب أن يعمل الكاتب على تلقي النقد بعد عرضه للفيلم ويتفاعل مع مشاهديه حتى يحفزه على كتابة نص آخر يلبي رغبة المجتمع؛ ليصل إلى شريحة أكبر ويدوم لسنوات قادمة.

في حين أشار طارق خواجي في حديثه عن السينما السعودية إلى أن الأفلام القصيرة في المملكة بدأت منذ عام 2006م باجتهادات شخصية ربما تكون غير مدروسة، ولكن بعضها حصلت على جوائز عالمية كونها قريبة من المشاهد والمتلقي، أما ما سيحدث بعد موافقة إنشاء دور السينما في المملكة فهو توفير أعمال أكثر قوة وانتشاراً كونها تكون مدعومة بشكل كبير، كذلك بالنسبة للكتّاب سيكون لهم دعم خاص وبالتالي ينتجون قصصًا مبدعة وستكون قفزة في الأعمال القادمة بإذن الله، فيما رأى الكاتب إبراهيم العزاز أن السينما الإيرانية كانت في وقت ما متصدرة على دور السينما الأخرى بسبب بساطتها وقربها من مواضيع تلامس حاجات المجتمع، وكل فترة زمنية تنشط مدرسة سينمائية عن الأخرى حسب ميل المجتمع وتغير الحياة، متمنيًا أن يكون صانع المحتوى هو الذي يثقف نفسه بنفسه لكي يستطيع أن يمزج ويجمع القراءة بالمشاهدة في كل العصور والمناطق والمدارس العالمية لإنتاج أعمال مستدامة وراسخة في أذهان الأجيال.