ترامب يوقف عبث تيلرسون ويستعين بـ “صانع القلق” لإيران وبوتين

الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٨ الساعة ٧:١١ مساءً
ترامب يوقف عبث تيلرسون ويستعين بـ “صانع القلق” لإيران وبوتين

لم يكن خافياً منذ أن تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاليد الحكم قبل نحو 14 شهراً، أنه لا يوجد وفاق تام بين مواقف البيت الأبيض ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، خصوصاً في قضايا الشرق الأوسط؛ ما أثار دهشة المتابعين، لكنه لم يكن بالطبع مدهشاً للكثير من المراقبين والمحللين السياسيين.

وذهب البعض إلى القول إن الخلاف بين ترامب ووزير خارجيته يهدف إلى كسب مواقف مختلفة في المنطقة الأكثر التهاباً في العالم، على الأقل.

لكن يبدو أن الخلاف لم يكن صورياً، وتكتيكياً، إنما تحوّل إلى المفهوم “الحاد” في الآونة الأخيرة، حتى أن شبكة “سي إن بي سي” الأميركية ذكرت في نوفمبر الماضي، أن قرار إقالة تيلرسون سيتم في غضون أسابيع،  كما كشفت وسائل إعلام أميركية أيضاً عن توتر كبير الفترة الماضية بين ترامب وتيلرسون، ونشرت شبكة “إن بي سي” الأميركية في وقت سابق أن تيلرسون فكر في ترك منصبه في أكتوبر.

هل عبث تيلرسون بأهداف ترامب؟

عندما أعلن ترامب في حسابه بموقع “تويتر”، اليوم، عن إقالة تيلرسون وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مايك بومبيو، بدلاً منه، يتضح أن اللغة السياسية والأمنية تقول هناك: “كفاك عبثاً يا تيلرسون”، خصوصاً أن بديل بومبيو في الاستخبارات امرأة.

وكتب ترامب في تغريدته: “مايك بومبيو مدير سي آي إيه سيصبح وزير خارجيتنا الجديد وسيقوم بعمل رائع! نشكر تيلرسون على خدماته! جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة لـ”سي آي إيه” وهي أول امراة تتولى هذا المنصب. مبروك للجميع”.

وتابع ترامب: “استحق بومبيو عندما كان مديرًا لوكالة الاستخبارات ثناء الحزبين على تعزيزه جمع المعلومات الاستخباراتية وتطويره قدراتنا الهجومية والدفاعية وإقامته علاقات وثيقة مع حلفائنا في أوساط الاستخبارات”.

والسؤال المطروح في أوساط المراقبين الآن: هل عبَث تيلرسون بأهداف ترامب الرئاسية؟

ملف إيران.. وأوراق قطر والإرهاب

ألمح ترامب إلى أنه كان هناك اختلاف في وجهات النظر بينه وبين تيلرسون، في عدد من القضايا، أهمها الاتفاق النووي مع إيران.

وقال ترامب، في حديث لوسائل الإعلام أمام البيت الأبيض على باب مروحيته: “تيلرسون كان يظن أن الاتفاق النووي مع إيران جيد، وأنا كان لدي شعور مختلف وأردت تعديله لكنه لم يتفق مع ذلك”.

المدهش أن الرئيس الأمريكي أقرّ بأنه لم يتحدث مع تيلرسون مباشرة قبل اتخاذ القرار، وأنه اتخذ القرار بنفسه.

ويبدو أن الأمر لا يرتبط فقط بالملف الإيراني، واستمرار تفشي القبضة الإرهابية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، باستمرار نفس الأدوات في سوريا والعراق ولبنان واليمن، بإشراف “ذكي” من روسيا، وبتمرير “خبيث” من تركيا.

ولعل هذا يفرز حقيقة أوراق تيلرسون الغامضة في مواقفه من الملف الإرهابي القطري لـ “تنظيم الحمدين” وزبانيته، حيث “طبطب” كثيراً عليه ولم يكن صارماً إلا عبر مؤشرات محدودة؛ ما يفضي إلى إمكانية تعاظم الخلاف مع رئيسه بشأن هذه الملفات الشائكة غير “المفككة” بما يخدم المصالح الأمريكية الاقتصادية والسياسية والأمنية في الشرق الأوسط.

بومبيو.. صانع القلق

لا يخفى أن مايك بومبيو من أبرز الموالين لترامب، خصوصاً أنه من أبرز من قللوا من شأن المعلومات التي تشير إلى تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويعتبر بومبيو من صقور التيار المواجه لموسكو، وسبق أن حذّر في وقت سابق، من أن بوتين زعيم خطر. كما أنه دخل الكونجرس ثلاث مرات عن ولاية كنساس، وكان معارضاً شرساً للاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كما أنه من معارضي إغلاق معتقل جوانتانامو.