فنان الكرسي المتحرك انتصر على الإعاقة فأهمله مطار #جدة

الأحد ١١ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٨:٢٧ مساءً
فنان الكرسي المتحرك انتصر على الإعاقة فأهمله مطار #جدة

شاب من أصحاب الهمم الذين تغلبوا على إعاقتهم الجسدية وحلقوا بأرواحهم في عالم الإبداع والتميز، ووضعوا لأنفسهم بصمة واضحة في المجتمع بلوحاتهم الفنية المبهرة وتصاميمهم الإبداعية المذهلة.

ولكنّه عندما فكّر في تجاوز الحدود والتحليق بأعماله نحو العالمية، كانت أمامه عقبة جليّة تمثلت في الإجراءات الروتينية بمطار جدة الدولي.

وأوضح الفنان الشاب راكان كردي، أنّه عانى كثيرًا خلال رحلته إلى دبي، وأشد ما عاناه كان في مطار جدة الدولي، حيث قضى وقتًا طويلًا في الانتظار أمام حالة شديدة من اللامبالاة لدى الموظفين العاملين في المطار الذين لم يحركوا ساكنًا أمام حالته الإنسانية.

وقال راكان: “أقسم بالله تعرضت لذل ومهانة اليوم قي مطار جدة، عندما كنت في دبي سمحوا لي بإدخال الكرسي المتحرك إلى باب الطائرة، ثم أخذوها ووضعوها في مكان الشحن؛ ونحن في الطائرة أخبرت الربان بأن يأتي لي بالكرسي إلى باب الطائرة”.

وأضاف: “جلست ساعة ونصف على أرض المطار في انتظار الكرسي المتحرك، ولا من مجيب، حتى جاءوا لي بعربية المطار، وهي واسعة جدًّا ولا أستطيع أن أحافظ على توازني فيها، وكدت أن أسقط عنها أكثر من مرة”.

وتابع: “عندما وصلت إلى مكان الحقائب، فوجئت بعدم وجود كرسيّ المتحرك، تركوني أكثر من ساعتين في العربية الواسعة وأنا أعاني فيها حتى أحضروا لي كرسيّ الخاص”.

وتساءل راكان: “لا أدري، هل كانوا يتصورون مع الكرسي المتحرك في الشحن؟ شيء يقهر، عندما ترى العالم كله يقدر أصحاب الهمم، وهنا في وطني أشعر بالمذلة والإهانة من بعض الأشخاص غير المثقفين وغير المتعلمين لا أخلاقيًّا ولا دينيًّا، وأبشركم بأنهم أفسدوا لي الكرسي المتحرك ولم يعد يعمل بالشكل المطلوب”.

وأردف: “أنا فعلًا تعبت من هذا المطار، ودائمًا تحدث مشاكل فيه لي ولغيري، إذا تبغوا الوطن يتطور يجب أن تراعوا حقوق الضعاف من ذوي الهمم، حتى ربنا يوفقكم ويبارك في هذه البلاد بسبب الضعاف، أنا إنسان محروق قلبي على وطن غالي مثل السعودية وأجد فيه هذا التعامل”.

واسترسل الفنان الشاب: “في جميع أنحاء العالم ذوو الهمم لهم حق التنقل بالكرسي المتحرك، يصعد إلى الطائرة ويجلس ويربط حزام الأمان ثم يأخذه العامل إلى مكان الشحن؛ لكن عندنا هنا يقولون لي إن الجمارك تمنع ذلك، هذه مسألة إنسانية، والكراسي المتحركة مثل أجسادنا لا نستغني عنها أي لحظة”.