الأيَّامُ المائةُ الأولى لانْطِلاقةِ أيّةِ شَركةٍ تُعدُّ فترةً قصِيرةً جدّاً بِحسابِ الزَّمن، لكنَّها بحسابِ المُنجِزاتِ لدى “طيران أديل” تبدو أعْواماً، لأنَّنا بصَددِ شركةٍ وُلدتْ عِملاقةً في عالمِ الطّيرانِ مُنذ البِدايةِ، فَهيَ إحْدى المُبادَراتِ الاستراتيجيّةِ التي يَجري تنفيذُها ضِمنَ برنامجِ التَّحوّلِ 2020 لدى المُؤسسةِ العامّةِ للخُطوطِ الجوّيَّةِ العربيَّةِ السُّعوديَّةِ.
وَكَأحْدثِ شركة طيرانٍ اقتِصَاديٍّ في المَملكَة، تُحلّقُ “أديل” وَهي تَرْنُو إلى التّميُّزِ مُنذ انْطِلاقتِها، فَكانتْ عَبْقرية التوقيتِ لِتجُوبَ الأجْواءَ لِلمرَّةِ الأُولى في يومِ الوطنِ الذي يَمضي قُدُماً نحوَ رُؤيَةِ 2030، حيثُ سَطعَ “طيرانُ أديل” كَنجْمٍ في سمائِهِ بِهُويَّةٍ مُتفرِّدةٍ تُركِّزُ على نَموذجِ خدْمةٍ مُتميّزٍ يَهدفُ لتوفيرِ تَجربةِ سَفرٍ مُتكامِلةٍ، بطريقةٍ حديثةٍ تُناسبُ مِيزانيّاتِ مُسافريها، من خلالِ الاعتمادِ على تَوفيرِ الأسْعارِ المُنخفِضةِ والمُنتجاتِ ذاتِ القيمةِ العَاليةِ.
وَقَطعاً كانتْ الأشْهرُ الثَّلاثةُ الأولى من التحْلِيقِ نِتاجَ جُهدٍ دَؤوبٍ لأشهرٍ مَضتْ ولم يَكُن ليرضى القائمُونَ به سوى النجاحِ الباهرِ بديلاً، لأن الهِممُ انطلقتْ نحوَ القِمَمِ فورَ إعلانِ تأسيسِ “طيران أديل” يومَ الأحد 17 أبريل 2016م، من خلالِ لِجانٍ متخصصة وورشِ عملٍ مكثفة استمرَّتْ ليلَ نَهارَ كخلِيَّةِ نَحلٍ لا تَهْدأُ، فأمامَهُم طريقٌ شاق ومُهمَّةٌ ليستْ بالسّهلةِ، تحتاجُ مُضاعفةَ الجُهودِ وسرعةَ الإنجازِ لِقائمةٍ طويلةٍ من البرامج والمَهامِ والمَشاريعِ والخِطَطِ.
فَهُنَا البِدايةُ مُختلفةٌ تَماماً، لابُدَّ ألَّا يكون “طيرانُ أديل” نُسخةً مُكرَّرَةً من تجاربَ سَابقةٍ، لابُدَّ أن يَسيرَ وَينطلقَ من حيثُ انتَهى الآخَرُونَ في مَجالَ تقديمِ خدَماتِ الطّيرانِ الاقتصاديِّ، سَواءً فِيما يَتعلَّقُ باختيارِ أفْضلِ الكَوادرِ البَشريَّةِ وَالحُصولِ على أحدثِ البَرامجِ الآليّةِ وَأكثرِ طِرازَاتِ الطَّائراتِ كفاءةً وَتميُّزاً، والتي كانتْ باكورتُها من طِراز إيرباص إيه A320ceo في 24 أغسطس 2017م مِن بين (8) طائراتٍ تَصِلُ تِباعاً حتى مُنتَصفِ 2018م، وَقد أخذتِ الطّائرةُ الأُولى اسم (النّيّر) لتُحاكِي أحدَ أكثرِ النُّجومِ سُطُوعاً، فيمَا وصلتِ الطّائرةُ الثّانيةُ المُسمَّاةُ (سهيل) في 15 سبتمبر 2017م.
لقدْ كانَ الأوَّلُ من سبتمبر2017 علامةً فارِقةً في تاريخِ “طيران أديل”، حيثُ بدأَ تشغِيلُ الرَّحلاتِ التجريبيَّةِ لاختبارِ كفاءةِ أنظِمةِ التَّشغيلِ والإجراءات الأُخرى، لِتحْصُلَ الشَّركةُ في الثالثِ عشرَ من الشَّهرِ نفْسِهِ على رُخصةِ “مُشغِّل جوّي” بالمملكةِ.. وفي هذهِ الأثناءِ لم يتبقَ سُوى أيامٍ قلائلَ على الاحتفالِ باليومِ الوطنيّ والذِّكرى (87) لِتأْسِيسِ المملكةِ العربيَّة السُّعُوديَّةِ، وَهي المُناسبةُ التي تمَّ التَّخطيطُ لِتواكِبَها انطلاقةُ رَحلاتِ “طيران أديل” التُّجاريّةِ برحلةٍ واحدةٍ من بين كُلٍّ من الرّياض وجدّة، كَحدثٍ بَارزٍ ضِمنَ مُختلفِ الفعاليّاتِ لِهذهِ المُناسبةِ الغاليةِ على قُلوبِ أبناءِ الوَطنِ والمُقيمِينَ على أرضهِ الطَّيِّبةِ.
بعدَ ذلكَ التّاريخِ استمرَّتْ وتِيرةُ العَملِ الدَّؤوبِ والعَملياتِ التّشغيليَّةِ المُتلاحقةِ، وخاصةً بعدَ وُصُولِ الطّائرةِ الثّالثةِ التي اُطلِقَ عليها اسم “السَّيف” بتاريخ 17 أكتوبر 2017م، حيثُ قرَّرتِ الشَّركةُ تَعزيزَ نشاطِها في المنطقةِ الوسْطى بزيادةِ عددِ الرَّحلاتِ اليوميَّةِ بين جدَّة والرِّياضِ إلى 5 رحلاتٍ اعتباراً من 25 أكتوبر، كما تم اضافة رحلتين مؤخراً ليرتفع بذلك العدد الى 7 رحلات يومية بين جدَّة والرِّياضِ، وذلك وفقَ جَدولٍ مَرِنٍ على مَدارِ اليومِ لِمُساعدةِ العُملاءِ وإعطائِهم مَزيْداً من الخِياراتِ للرَّحلاتِ التي تُناسِبُهُم وَبِأسْعارٍ مُخفَّضةٍ.
وقبلَ انقضاءِ عام 2017م، كانت الطَّائرةُ الرّابعةُ (الجناح) قدْ انْضمَّتْ إلى أُسطولِ الشَّركةِ في 14 دِيسمبِر، تَبِعتُها بعدَ أقلِّ من أسبوعٍ وَتحدِيداً في 20 ديسمبر الطَّائرةُ الخامسةُ (الكوكب.(
وفي إطارِ استراتيجيَّةٍ توسُّعيَّةٍ طمُوحةٍ، أعلنَ “طيرانُ أديل” عن إطلاقِ رحلاتٍ جديدةٍ من جدَّة إلى الدَّمامِ يومَ الأربعاءِ المُوافق 1 نوفمبر 2017م، ووجهةٍ أخرى جديدةٍ من جدَّة إلى القصيمِ في اليومِ التَّالي، وفي الثالثِ من ديسمبر 2017م تمَّ تطويرُ الشَّبكةِ وزيادةُ عددِ الرَّحلاتِ بِسُرعةٍ كبيرةٍ، وتزامُناً معَ ذِكْرى البَيعةِ الثَّالثةِ لِخادمِ الحَرمينِ الشَّريْفَينِ حَفِظَهُ اللهُ، دشَّنَ “طيرانُ أديل” أولى رحَلاتِهِ إلى مَدينةِ جازان من جدَّة والرِّياض يوم 21 ديسمبر 2017م.
وعلى مُسْتَوى الاتفاقيَّاتِ والتعاقُداتِ، ولِضمانِ أفضلِ مُستَوى من السَّلامةِ التشغيليَّةِ لأُسطولِ طائراتِها التي تَضعُها على رأسِ الأولَويَّاتِ وَقَّعَ “طيرانُ أديل”، وشركةُ “لوفتهانزا تكنيك” عقداً شاملاً لخدماتٍ هندسةِ الطَّائراتِ، وَذلكَ لإجراء عمليات الصيانةِ لأسطولِ طائرات A320 بكامِلِه.
لقدْ شكَّلَ 2017م عاماً اسْتِثنائيّاً بِكُلِّ المَقاييسِ في مَجالِ النَّقلِ الجوِّيِّ، حيثُ استطاعَ “طيرانُ أديل” أن يُغيِّرَ من خِلالِهِ الكثيرَ من قوانينَ ومفاهيمَ واستراتيجياتِ الطَّيرانِ الاقتصَاديّ، لتكونَ أكثرَ سُهُولةٍ وبَساطةٍ، خاصةً إذا عَلمْنَا أنَّ هذهِ الشَّركةَ النَّاشِئةَ حقَّقتْ مُنذُ إطلاقِهَا نَجاحاتٍ مُتواليةً تَصُبُّ في قطاعِ الطَّيرانِ الاقتصاديِّ، وَتَجلّى نجاحُها في نقلِ 100,000 مُسافرٍ خِلالَ أقلِّ من شَهرينِ فقط، وتَحْديداً حتى تاريخِ 30 نوفمبر 2017م.
ومعَ إطْلالةٍ عام 2018م وبعدَ حَوالي مَائةِ يَومٍ من تَحقيقِ الإنجازِ تِلوَ الإنجازِ، يُحلِّقُ اليَومَ “طيرانُ أديل” في سماءِ الوطنِ بِكُلِّ تَفاؤلٍ وَثِقةٍ من خِلال (36) رحلةً يومياً، حيثُ تمَّ خلالَ الفترةِ القليلةِ المَاضيةِ ضَخُّ ما يزيدُ عن (335) ألفَ مَقْعدٍ في القطاعِ الدَّاخليِّ على مَتْنِ (1800) رحلةٍ إلى (5) وُجهاتٍ داخليَّةٍ هي الدّمام والقصيم وجازان الرِّياض وجدَّة وأبها التي اطلقتها في 1 فبراير 2018، و بِواسِطةِ خمسِ طائراتٍ حديثةٍ من طراز إيرباص A320ceo، التي تُعدُّ نواةَ الأسطولِ الذي مِن المُنتظرِ أن يَصلَ حجمُهُ بِحُلولِ 2020م إلى (25) طائرةً كَحَدٍّ أدْنَى وُصُولاً إلى (50) طائرةً.
الجديرُ بالذِّكْرِ أنَّ طائراتِ “طيران أديل” من نَوعٍ واحدٍ، ضيِّقةِ البّدنِ بـ (186) مَقعدًا من نوعِ “ريكارو”، بدرجة سفرٍ واحدةٍ، وتُقدِّمُ مُستويَاتٍ مُختلفةً للمُسافرينَ، وَتمَّ تجهيْزُها بِمنافذ يو إس بي (USB) وَحَاملةٍ لِلأجهزةِ الإلكترونيَّةِ الخاصَّةِ.
بعدَ ذلكَ كلّه، كان لابُدَّ لنا أن نكشِفَ السِّتارَ عَمَّنْ يقفُ خلفَ الكواليسِ وَوَراءَ هذا الإنجازِ لـ “طيران أديل” وهم حَوالي (260) مُوظّفاً ومُوظّفةً من (38) جنسيَّةً حولَ العالمِ، بِنسْبةِ سَعْوَدةٍ في القِطاعاتِ الإداريَّةِ والماليَّةِ والتسويقِ تفُوقُ 77% وضمنَ النِّطاقِ البلاتينيّ الخاصِ بِوزارةِ العَمل، منهم (100) شابٍ سُعُوديٍّ و(28) فتاةً سُعوديَّةً، ساهموا بإخلاصٍ وَتَفانٍ في مَسِيرةِ المائةِ يَومٍ.. وَهُم جَميعاً ماضُونَ في نفسِ الطَّريقِ لِلوُصُولِ إلى مُستويَاتٍ أفضلَ من الإبْداعِ والتَّطويرِ للوصُول بـ “طيران أديل” إلى مَصاف مُتقدِّمةٍ مَحلياً وإقليميّاً وَدولياً من الرُّقِيّ والتَّميُّزِ في شتَّى المَجَالاتِ.