أعوامٌ طويلة وشاقة من دراسة الطب تنتهي بالصدمة أمام اختبار تعجيزي

الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٩:٣٢ مساءً
أعوامٌ طويلة وشاقة من دراسة الطب تنتهي بالصدمة أمام اختبار تعجيزي

سنواتٌ طويلة من التعب والشقاء والسهر أمام الكتب وفي المختبرات والمحاضرات؛ لا تشفع لطلاب الطب السعوديين أمام اختبار هيئة التخصصات الصحية الذي يعتبره البعض أداة تعجيز لحرمان الطلبة من حقهم في مزاولة المهنة.

ولطالما اشتكى أكاديميون وأطباء على دراية كبيرة في تخصصاتهم من قسوة الأسئلة وصعوبة اجتياز اختبار هيئة التخصصات الصحية، والذي بات حجر عثرة أمام زيادة عدد الأطباء السعوديين في الكادر الطبي العامل بمستشفيات المملكة.

الأسئلة:

ورأى بعض المتخصصين والطلاب، أنّ عدد الأسئلة لا يتناسب إطلاقًا مع الزمن الممنوح للإجابة عليهم، لافتين إلى أن الاختبار كان يحتوي على 150 سؤالًا ينبغي الإجابة عليها في 6 ساعات، ثم زاد عدد الأسئلة إلى 300 سؤال دون أي مراعاة للوقت.

وأوضح الاستشاري الدكتور بادي العنزي، أن بعض الأسئلة التي تضعها هيئة التخصصات الصحية متقدمة جدًّا، ولا تراعي مستوى الطلاب المتخرجين حديثًا، لافتًا إلى أنها أيضًا صعبة على الطبيب العام المزاول للمهنة.

وأضافت الدكتورة أميرة الشمري، خلال مشاركتها في برنامج “يا هلا”، أن الطبيب العام يتخرج بعد 7 سنوات دراسة شاقة، ورغم ذلك لا يُعطى صلاحية تشخيص مرض أو إعطاء دواء لمريض، إلا استشاري.

وأكدت الشمري، أن اختبار هيئة التخصصات الطبية كان 150 سؤالًا في 6 ساعات، ونسبة النجاح فيه 50%، وارتفعت الهيئة بعدد الأسئلة إلى 300 في 6 ساعات، ورفعت نسبة النجاح إلى 6%، فضلًا عن صعوبة الأسئلة الشديدة.

الأطباء:

وأشار الدكتور أكرم الواصل، إلى أن اختبارات هيئة التخصصات الصحية تتعامل بتعنت شديد مع الطبيب السعودي، مضيفًا أن الكادر الطبي في المملكة لا يضم إلا 33% فقط من الأطباء السعوديين.

وبيّن الاستشاري الدكتور خالد إدريس، أن نسبة الاختبارات التي تخرجها هيئة التخصصات تهين جميع كليات الطب السعودية، لافتًا إلى أنّ طريقة وضع الأسئلة في الاختبار فيها إجحاف، ويجب إعادة النظر في أسئلة هذا الاختبار وطريقتها من الألف إلى الياء.

تبرير:

وحاول أمين هيئة التخصصات الصحية، بروفيسور أيمن عبده، تبرير وضع الأسئلة، قائلًا: إنّ “اختبار الهيئة ليس صعبًا، ويمكن للطبيب أن يعود إليه ثلاث مرات متوالية، وفي حال فشله فيها ينتظر عامًا ويعود للاختبار مرة أخرى”.

وأبرز عبده، أن “ارتفاع عدد الأسئلة في الاختبار من مصلحة الطالب، ويتيح الفرصة للتعرف على مساحة أكبر من معلوماته ومهاراته، ورفع نسبة النجاح يؤدي إلى تحسن الطاقم الطبي”.

الطلاب:

وتفاعل عشرات الطلاب على وسم “أطباء عاطلون في يا هلا”، مع القضية التي تمس مستقبلهم وتهدد حياتهم العملية، معربين عن أسفهم من وجود تلك الأسئلة التي تحطّم معنوياتهم وتقف حائلًا أمام مستقبلهم الطبي.

وأوضح أحد الطلاب، أن “مستوى الاختبار أصعب بكثير مما هو مفترض، ٣٠٠ سؤال خلال ٦ ساعات، أسئلة مبهمة وأجوبة غير دقيقة، الأسئلة ليست بمستوى طبيب حديث التخرج، بل أصعب من مستوى بعض الأخصائيين، معايير القبول الهدف منها تعقيد وتصعيب عملية القبول”.

وأضافت إحدى الطالبات: “كل شيء مبهم وغير واضح، بداية من تصحيح الاختبار إلى نتائج التقييم، أقل شيء نريد أن نعرف نقاط النقص والزيادة، قضية السبونسر من أين جاءت بآخر يومين، البعض منا أخذ النقطتين وكثير لا، أين الإنصاف طالما أن النقطتين يستطيع جميع الطلاب أن يأخذوها وبدون جهد شخصي؟!”.

إقرأ المزيد