طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
حدد تقرير بحثي صدر حديثاً عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الخيارات المتاحة أمام الأكراد في أعقاب الاستفتاء الذي جرى في أربيل عاصمة الحكم الذاتي لإقليم كردستان بالعراق في 25 سبتمبر الماضي وحصل على ما يفوق 90% من الأصوات المؤيدة للانفصال عن العراق والاستقلال، واعتبرته الدول المجاورة تهديدا لأمنها القومي وسلامتها الإقليمية وبالطبع سياساتها الإقليمية، فيما تجاهل المجتمع الدولي الحق في تقرير المصير الذي يمارسه الأكراد.
وكشف البحث الذي جاء ضمن دورية “مسارات” البحثية التي يصدرها المركز، وحمل عنوان: “الاستفتاء الكردي: بين البقاء على قيد الحياة والاستقلال”، آثار الاستفتاء على السياسة والأمن العرقيين للمنطقة، مبيناً أنه سواء نجح الاستفتاء الكردي أم لا فإنه يعد الاستفتاء الوحيد الذي يمارس في المنطقة منذ إنشاء الدولة القومية في الشرق الأوسط، ونتيجة لذلك سيكون لهذا الاستفتاء أثر كبير على السياسة العرقية للمنطقة لسنوات قادمة.
وأوضح أن نتيجة الاستفتاء لم تكن مفاجئة، وأن المجتمع الدولي لم يكن يحتاج إلى مثل هذا الاستفتاء لكي يدرك أن الأكراد العراقيون يسعون جاهدين لتحديد مصيرهم وتحقيق الاستقلال، مشيراً إلى أنها كانت مسألة وقت قبل أن يحاول الأكراد التأكيد على حقهم في تقرير المصير، حيث أن الأكراد الذين تعرضوا للاضطهاد والتهميش وجدوا أنفسهم في حالة سلام نسبي منذ سقوط صدام في عام 2003 فمنذ ذلك الحين حكم الأكراد أنفسهم بنجاح، على الرغم من القضايا المستمرة مع التحديات الخارجية والانقسام المحلي، وذكر أن الأكراد شاركوا بنشاط في الحرب ضد داعش في العراق وسوريا، وأظهروا أنهم حليف غربي موثوق به في حربهم ضد الإرهاب في كل من العراق وسوريا، كما أظهرت أربيل أيضا أنها يمكن أن تقيم علاقة عمل جيدة مع كل من أنقرة وطهران، حيث اعتمدت الولايات المتحدة على الأكراد في الرقة وكوباني بسوريا وأيضا في كركوك بالعراق، وقامت أمريكا بتسليح الأكراد وتدريبهم ودعمهم رغم الاعتراضات القوية من تركيا.
وأشار التقرير إلى أن حكومة إقليم كردستان واجهت انتقادات دولية بسبب الاستفتاء؛ سواء في ناحية توقيته، ومدى معقوليته، ورفض القوة الإقليمية المجاورة، وعدم وجود دعم دولي،إضافة إلى التشرذم السياسي المحلي والعوامل الاقتصادية والاجتماعية الذي أدى إلى إضعاف نداء حكومة إقليم كردستان من أجل الاستقلال. وتابع: “أجبر سقوط كركوك العراق في أعقاب الاستفتاء مباشرة مسعود بارزاني حاكم إقليم كردستان على التنحي، مما تسبب في أزمة القيادة، والفراغ السياسي، وانعدام الأمن النسبي، وخيبة الأمل لدى الأكراد.
وذهب إلى أن فكرة الاستفتاء الكردي كانت غير منطقية أو على الأقل لم تحسب جيداً؛ فكردستان العراق تعاني من اقتصاد هش، وضعف البنية التحتية، وانعدام الأمن الغذائي، وقلة الدعم الدولي،والافتقار إلى القوة العسكرية، وأيضاً الحدود البرية مغلقة أو تسيطر عليها بغداد بشكل غير مباشر، مع توقف جميع الرحلات الدولية من وإلى المنطقة لكي تمتثل أربيل لإلغاء نتيجة الاستفتاء، لافتاً إلى أن حكومة أربيل استغلت عدم الاستقرار الإقليمي الحالي لمتابعة سياساتها الاستقلالية، بجانب استخدام المشاعر القومية بين الأكراد لإضفاء الشرعية على حكمها، الذي تجاوز الفترة القانونية، للبقاء في السلطة لفترة أطول.
وذكر التقرير البحثي، أن البلدان المجاورة لكردستان العراق كإيران وتركيا والعراق ردت على الاستفتاء بقوة بإغلاق حدودها، وبعثوا برسائل مؤكدة إلى أربيل بأن الاستفتاء يعتبر تهديد لأمنها القومي وسلامتها الإقليمية؛ وذلك بسبب أن كردستان المستقلة سوف تشجع الأكراد في تركيا وإيران وسوريا على اتباع نفس الطريق، ورفض السماح لأربيل أن تكون ملاذا آمنا لإسرائيل والولايات المتحدة عبر الحدود، لافتاً إلى أن القومية الكردية ليست ظاهرة جديدة ولكن الجديد محاولة توحيد هذه الفصائل الكردية المجهزة جيدا لحروب العصابات غير النظامية لتقويض السلامة الإقليمية للبلدان الأربعة سوريا والعراق وتركيا وإيران، وهذه الحروب طويلة ومكلفة، خاصة بالنسبة للبلدان التي تعاني بالفعل من تحديات إقليمية وداخلية عديدة، مؤكداً أن الاستفتاء الكردي قد لا يحقق الاستقلال في أي وقت قريب لكنه سيؤثر على الخريطة العرقية للمنطقة على المدى الطويل.
وخلص إلى أن الاستفتاء الكردي بغض النظر عن عواقبه السياسية، ألهم أعضاء الأقليات الإثنية في المنطقة ولاسيما البلدان المجاورة لها، موضحاً أن كردستان العراق لديها عناصر ومكونات ضرورية للاستقلال ومع ذلك فإن الديناميات الإقليمية والدولية في هذه المنطقة المضطربة ليست مستعدة لهذا العمل السياسي المفكك.
الجدير بالذكر أن دورية “مسارات” التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عبارة عن تقرير دوري تعدّه إحدى الوحدات البحثية في المركز، ويصدر كلّ شهرين باللغتين العربية والإنجليزية، ويدرس في كلّ عدد موضوعاً محدّداً، ويفحص التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.