في أواسط الثمانينات الميلادية دعت إيران بتدويل الحرمين الشريفين على لسان الخميني.
ثم قذافي ليبيا طالب بتدويل الحرمين عندما كُشفت مخططاته وثبت تورطه في المؤامرة ضد السعودية.
وعلى خطاهم صار النظام القطري في محاولة يائسة منه، بعد خسارته السياسية والاقتصادية للفت الأنظار له وفك الخناق عنه وعن حليفته (الشريفة بعينيه إيران) التي تشهد تظاهرات مستمرة لإسقاط نظام الملالي، ولم يَعِ صغير قطر أنه بذلك يعلن الحرب على السعودية، وقد قال وزير الخارجية الجبير في تصريح سابق: إن أي طلب لتدويل الحرمين هي بمنزلة العمل العدائي، وأن السعودية تعتبره إعلان حرب.
وقد شهدت مواقع التواصل ردود فعل كبيرة من سياسيين وكتاب وعلماء على موقف قطر من تدويل الحرمين التي أثبتت لنا أن لا حل معها إلا باجتثاث الجرثومة الحاكمة وتطهير الخليج منهم؛ لتعود قطر لحضن أشقائها ويسلم العالم من شرهم، وكم يضحكني أن معتوه قطر ومرتزقته لم يطالبوا بتدويل الأقصى الشريف، الذي لا يستطيع مسلم الوصول له أو الصلاة فيه، بينما بكل وقاحة يطالبون بتدويل الحرمين التي تبذل المملكة في خدمتها وخدمة الحجاج والمعتمرين الغالي والنفيس.
وآخر ما قدمت لقطر خاصة استضافة الحجاج القطريين ضيافة ملكية على نفقة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، رغم موقف قطر وتآمرها ومحاولتها لمنع الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج.
وكان نجاح موسم الحج والثناء العالمي لما قدمت المملكة من خدمات ضربة موجعة لهم، وقد أنفقت المملكة أكثر من 70 مليار ريال لتوسعة الحرمين الشريفين وزيادة سعتها للمصلين والحجاج والمعتمرين ودفعت المليارات لبناء البنية التحتية في المشاعر المقدسة وتوفير الخدمات والشبكات لينعم الحاج والمعتمر بالراحة، ومع كل ما تنفق لم ترفع رسوم الخدمات على الحجاج من الخارج منذ 40 سنة؛ لأنها تعتبر الخدمة التي تقدمها لله وليست تجارة أو مكسبًا ماديًّا.
ويتشرف أكثر من 100 ألف من رجال الأمن بالمشاركة في موسم الحج لحفظ أمن وسلامة الحجاج، فهل تستطيع دويلة قطر أن تفعل ذلك وجيشها الرسمي لم يصل عدده إلى 12 ألفًا؟! ليت (خيال المآتة) يعرف حجمه الحقيقي.
وتقدم المملكة أكثر من 10 مليون وجبة مجانية للحجاج وخدمات صحية مجانية في موسم الحج، فهل إيران وشعبها يسكن المقابر ويعاني الفقر والبطالة ستقدم للحجاج ذلك؟! هذا جزء يسير مما تقدمه المملكة للحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين فقط لتذكير الغربان أن نعيقهم غير مسموع، فما قدمته المملكة يشهد به الجميع.
لن تستطيع قطر أو غيرها حتى بالحلم أن تمس ذرة من تراب أرضنا، ، ومقدساتنا أغلى من أرواحنا، ونحن كما قال الملك فيصل (رحمه الله): “نحن أصفى من العسل لمن أراد صداقتنا.. ونحن السم الزعاف لمن أراد تكدير صفونا”، وليتذكر من ينادي بتدويل الحرمين مقولة سعود الفيصل (رحمه الله): “سنقطع أي إصبع تمتد إلى المملكة”.