ماذا تعرف عن الهولوكوست التي تحدث عنها أمين رابطة العالم الإسلامي؟

السبت ٢٧ يناير ٢٠١٨ الساعة ١١:١٠ صباحاً
ماذا تعرف عن الهولوكوست التي تحدث عنها أمين رابطة العالم الإسلامي؟

بعد تصريحات أمين رابطة العالم الإسلامي عن جريمة الهولوكوست بدأ الكثير من المغردين في البحث والتساؤل عن هذه الجريمة وأسبابها وأبعادها.

وكان أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، قد أكد بالأمس أنّ “الهولوكوست” جريمة نازية هزت البشرية في العمق، وأسفرت عن فظائع يعجز أيّ إنسان منصِف ومحب للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها.

وأضاف العيسى أن الرابطة لا تُعرِب عن وجهات نظرها في الهولوكوست استنادًا إلى أيّ أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة؛ فالإسلام يحمي الأبرياء ويحاسب كل مَن يعتدي أو يقتل نفسًا بريئة، ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعًا.

نبذة تاريخية

يُذكر أن الهولوكوست هي إبادة جماعية قُتل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي على يد النظام النازي لأدولف هتلر والمتعاونين معه.

ويستخدم بعض المؤرخين تعريف الهولوكوست الذي يضم الخمسة ملايين الإضافيين من غير اليهود في ضحايا القتل الجماعي النازي، ليجعل المجموع إلى ما يقرب أحد عشر مليونًا.

وجرت عمليات القتل في جميع أنحاء ألمانيا النازية والمناطق المحتلة من قِبَل ألمانيا في أوروبا.

تم استهداف اليهود وجرى قتلهم بطريقة منهجية خلال الفترة الممتدة من عام 1941 حتى 1945، في إبادة جماعية، واحدة من الأكبر في التاريخ، وجزء من مجموع أوسع نطاقًا لأعمال الاضطهاد والقتل لجماعات عِرقية وسياسية مختلفة تمت على يد النازيين.

تبرير القتل

في عام 1904 قام الطبيب الألماني ألفريد بلويتز بنشر أفكاره عما أسماه تحسين النسل البشري عن طريق تغييرات اجتماعية بهدف خلق مجتمع أكثر ذكاء وإنتاجية لأجل الحد مما أسماه “المعاناة الإنسانية“.

بعد هذه الكتابات نُشر كتاب باسم “الرخصة للقضاء على الأحياء الذين لا يستحقون الحياة”، في عام 1920 للكاتب والقانوني كارل بايندنك الذي كتب الكتاب بالاشتراك مع الطبيب النفسي ألفريد هوج، وكان الكتاب عن فكرة القيام بتعجيل القتل الرحيم للمصابين بالأمراض المستعصية علاجها، ولم يتم على الإطلاق في هذا الكتاب ذكر إبادة أيّ عرق أو مجموعة بسبب انتمائهم إلى دين معين.

في 1933 بلغ تعداد اليهود في أوروبا أكثر من تسعة ملايين، وكان يعيش معظم اليهود الأوروبيون في الدول التي كانت الدولة النازية ستحتلها خلال الحرب العالمية الثانية. قبل عام 1945، قتل الألمان والمتعاونون معهم حوالي اثنين من كل ثلاثة يهود أوروبيين كجزء من “الحل النهائي” وهو السياسة النازية لقتل “يهود أوروبا“.

قتل المعاقين

ورغم أن اليهود كانوا هم المقصودين من العنصرية النازية، فإن أعداد الضحايا بلغت 200000 من الغجر، كما قتل 200000 معاق ذهنيًّا أو جسديًّا في برنامج “القتل الرحيم”.

يعتقد البعض أن المنشورات المذكورة أعلاه استخدمت فيما بعد من قِبَل النازيين إلى استكمال خطتهم الشاملة لإبادة اليهود والمعروفة بالحل النهائي أو حل أخير، في 1 أبريل 1933 أي بعد فترة قصيرة من صعود النازيين للحكم في ألمانيا قام الحزب بالقيام بإعلان مقاطعة كاملة ليومٍ واحدٍ للأعمال والمنتجات التجارية التي يملكها اليهود في ألمانيا، وادّعى الناطقون باسم النازيين أن المقاطعة كانت عبارة عن ثأر من اليهود الألمان ومن الأجانب، بما في ذلك صحفيو الولايات المتحدة والصحفيون الإنجليز، الذين كانوا ينتقدون النظام النازي.

وفي اليوم الذي تمت فيه المقاطعة، وقفت قوات العاصفة مهددين أمام المحلات التي يملكها اليهود. ورُسمت “نجمة داود” سداسية الأضلاع باللون الأصفر والأسود على آلاف الأبواب والنوافذ.

وتم لصق لافتات مكتوب عليها “لا تشتروا من اليهود” و”اليهود هم البلاء الذي ابتلينا به”، وفي بعض المدن، كانت القوات الخاصة تجوب الشوارع ينشدون الشعارات المعادية لليهود ويغنون أغنيات الحزب.

وفي مدن أخرى، كانت المقاطعة مصحوبة بالعنف؛ ففي مدينة كييل، قُتل محامٍ يهودي، وانتهت المقاطعة الرسمية عند منتصف الليل.

وتلا هذا الإجراء قرارات من قِبَل سلطات الرايخ الثالث في 7 أبريل 1933 بطرد اليهود من الدوائر والمؤسسات الحكومية، في اجتماع الحزب النازي السنوي المقام في نورمبرج عام 1935 تم إصدار عدة قوانين عنصرية سُميت فيما بعد بقوانين نورمبرج للسلالات صدر قرار يمنع اليهودي من الزواج من غير اليهودية وبالعكس، وتم سحب الجنسية الألمانية من اليهود وسُحب منهم أيضًا حق التصويت في الانتخابات، وفي 15 نوفمبر 1938 تم إصدار قانون يمنع التلاميذ اليهود من دخول المدارس الألمانية العامة.

مصطلح الحل النهائي أو حل أخير تم استعماله لأول مرة من قِبَل أدولف أيخمان والذي أشرف على عمليات الهولوكوست، وتمت محاكمته وإعدامه من قِبَل محكمة إسرائيلية في 1 يونيو 1962 في سجن الرملة.

تمت مناقشة خطة الحل النهائي في مؤتمر داخلي للحزب النازي عُقد في منطقة وانسي جنوب غرب برلين في 20 يناير 1942 والذي نوقشت فيه آلية إبادة يهود أوروبا، وحضر ذلك الاجتماع هينريك هيملر أيضًا والذي كان من أقوى رجال أدولف هتلر وأكثرهم شراسة.

ونص مختصر محضر الاجتماع أن الأسلوب السابق في تشجيع اليهود على الهجرة من ألمانيا قد تم تغييره إلى الاستبعاد القسري.

عملية الهولوكوست وبنود الحل الأخير برَّرتها الفلسفة النازية بكونها طريقة للتخلص ممن اعتبرتهم “تحت البشر”، وأن الأمة الألمانية لكونها عرق نقي لها الحق في حكم العالم، وأن العرق الآري يفوق في جودته الأعراق الأوروبية الخليطة مثل: الغجر والبولنديون واليهود والسلافييون والألطيون والإفريقيون، وأن بعض فصائل المجتمع حتى إذا كانوا من العرق الآري مثل المثليين جنسيًّا والمجرمين والمعاقين جسميًّا أو عقليًّا والشيوعيين والليبراليين والمعارضين لفلسفة النازية وشهود يهوه كانوا حسب الفكرة النازية من طبقة “تحت البشر”.

الهولوكوست والعرب

وربط مؤرخون بين مجزرة الهولوكوست في ألمانيا وأوروبا وبين هجرة اليهود إلى الأراضي العربية واحتلالهم للأراضي الفلسطينية.

وتطرق المؤرخون إلى أنه ما أن انتهت الحرب العالمية الثانية وأسدل الستار على مجزرة الهولوكوست بدأت معاناة من نوع آخر، وهي معاناة الشعب الفلسطيني من تدفق اليهود واحتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى الآن.