إمام المسجد النبوي يحذر من غواة يجرون الناس للفتن

الجمعة ١٢ يناير ٢٠١٨ الساعة ٣:٥١ مساءً
إمام المسجد النبوي يحذر من غواة يجرون الناس للفتن

أشار فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صلاح البدير، إلى أنه لا خلد لأحد في الدنيا، محذرًا من الغواة الذين يسعون لفتن الناس.

وبين فضيلته خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي أن الغفلة أنست الآخرة فوجب الاتعاظ ممن سبقونا والانتهاء عن اللهو وأن نخشع لله تعالى، وقال: إن الله تعالى لم يكتب الخلد لأحد من البشر قال جل من قائل: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ? وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.

وأكد أن الدنيا لا تبقى لأحد، متسائلًا عمن ألفناه من الناس وعاشرناه، فكم من عزيز دفناه فكلما مضى هو عبرة وجب الاعتبار بها، داعيًا المسلمين إلى التوبة إلى الله تعالى قال الله تعالى {‏‏وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وفي الحديث عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله- عز وجل- يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)).

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الدين هو رأس المال وشرف الحال والمآل، فكل المصائب تهون إلا مصيبة الدين، مشيرًا إلى أن الفتن قد تلاطمت ففي حديث حذيفة بن اليمانِ رضي الله عنه قال: “كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ، قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ.

ولفت إلى أن العبد إذا أراد أن يعرف هل أصابته الفتنة فلينظر إلى حاله من قبل، حاثًّا المسلمين على الثبات على الكتاب والسنة والشريعة والقيم والأخلاق، ومحذرًا من الغواة الذين يسعون لفتنة الناس.

إقرأ المزيد