أمير الرياض يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان وزارة الصناعة تُطلق برنامج التدريب التعاوني للطلاب الجامعيين جامعة الحدود الشمالية تُعلن عن وظائف أكاديمية شاغرة لجنة البنوك السعودية الإعلامية: احذروا منتحلي المؤسسات الخيرية والشخصيات الاعتبارية وكالة الأنباء السعودية توقّع مذكرة تفاهم مع “نوفا” الإيطالية لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا
كشف مساعد الرئيس الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مدير إدارة التخطيط الإستراتيجي في وزارة الخارجية الأميركية، دينيس روس، في شأن الحراك الشعبي في إيران، ضد نظام الولي الفقيه، أنَّ الخيار الأسوأ للولايات المتّحدة، هو نفسه الخيار الأسوأ بالنسبة للشعب الإيراني، المتمثل في تمكّن النظام مجدّدًا من القضاء بالكامل على التحركات، معترفًا بارتكاب خطأ جشيم في عهد الرئيس باراك أوباما، بالتزامن مع احتجاجات العام 2009، ومعتبرًا أنَّ “النظام الإيراني يحاول أن يخلق لنفسه صورة بعيدة عن صورة المواجهة مع الخارج، وصرف الانتباه عن أحداث الداخل”.
غلطة أوباما في 2009:
وأوضح روس، في حوار خاص مع صحيفة “المواطن“، الاثنين 8 كانون الثاني/ يناير 2018: “كنت عضوًا في فريق صنع القرار بإدارة الرئيس باراك أوباما، وكنا نتلقى رسائل من المشاركين في الحركة الخضراء بإيران، تدعونا إلى اعتماد المواقف الباردة، لأنَّ النظام كان يحاول خلق انطباع بأنَّ التحركات عام 2009 كانت موجّهة من الخارج”.
واعترف مساعد الرئيس الأميركي السابق، بأنّه “اليوم، أظن أننا ارتكبنا غلطة آنذاك، وكان علينا أن نقول للناس إنَّ العالم يراقب ما يحصل في إيران، إلا أنَّ الرئيس أوباما لجأ إلى هذا الخطاب بعد أسبوع على بدء التظاهرات”، لافتًا إلى أنَّه “خلال الأيام الأولى كان هناك هدوء شديد في تصريحاتنا، على الرغم من أنَّه كان بوسعنا القيام بما هو أفضل”.
فضح نظام الملالي ضرورة:
وأكّد المستشار في معهد “واشنطن للأبحاث السياسية”، في حديثه إلى “المواطن“، أنَّ ما يفعله الرئيس ترامب، في المرحلة الراهنة، يعدُّ تداركًا للخطأ الذي ارتكبته الإدارة الأميركية السابقة تجاه الاحتجاجات، داعيًا إلى “عدم الاكتفاء بالمواقف، بل المساهمة في نشر مواد تكشف ما تنفقه إيران في الخارج، فهي تقدم 800 مليون دولار سنويًّا لما يسمى بحزب الله فقط، المصنّف إرهابيًّا في دول عدة من بينها الولايات المتّحدة، فضلًا عمّا تدفعه في سوريا”.
ورأى أنَّ “فضح ممارسات النظام الإيراني، في إطار دعمه للإرهاب، بات ضرورة، لاسيّما أنَّ تلك المعلومات ستزعج النظام في إيران، وتكشف كيف أن تصرفاته في الخارج تؤدي إلى زيادة المشاكل في الداخل”.
واعتبر مدير إدارة التخطيط الإستراتيجي في وزارة الخارجية الأميركية، مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط أنّه “من المهم لإدارة ترامب ألا تظهر على أنها تحاول زيادة المشاكل في إيران، لأنَّ ذلك في نهاية المطاف لن يكون له مصداقية”، لافتًا إلى أنَّ “الرئيس ترامب ليس بطلًا عالميًّا لحقوق الإنسان، في النهاية نريد أن يسمح للإيرانيين بالتظاهر سلميًّا، وتغيير سلوك نظام الملالي خارج أراضيه، كما هو الحال في سوريا ولبنان واليمن، وغيرها من الدول التي امتد أذرعه إليها بالعبث، ووقف دعمه لدول وحركات بمبالغ مالية طائلة تؤدي إلى التسبب بالمشاكل الاقتصادية في الداخل”.
طبيعة الاحتجاجات في إيران:
ونفى دينيس روس، خلال حديثه إلى “المواطن“، احتمالية ألا تكون المشاكل الداخلية هي المحرّك الأول وراء الاحتجاجات في إيران، مؤكّدًا أنَّ “الاعتراض على الوضع الاقتصادي، ليس وحده السر، بل هناك فضلًا عن ذلك الطابع السياسي، الذي ظهر سريعًا في مطالب المحتجّين الإيرانيين، الذين يرون أنَّ المرشد علي خامنئي، زجَّ بإيران في حروب عدة، ما دفع الصرخات المتعالية، للدعوة إلى ترك سوريا ولبنان وغزة”.
وبيّن مؤسس جمعية “متّحدون ضد النووي الإيراني”، أنَّ “هناك إحساسًا واضحًا بوجود مشاكل وأزمات اقتصادية في إيران، وهناك شعور عام بأنَّ مغامرات إيران في الخارج مكلفة جدًّا للإيرانيين في الداخل”، لافتًا إلى أنَّ “المحتجّين يريدون رؤية رد فعل حكومي تجاه المشاكل التي يعانونها، ولكن النظام يجد صعوبة في التعامل مع الأمور، لأنه أساسًا نظام ديكتاتوري لا يؤمن إلا بفرض السيطرة”.
سمة جديدة للحراك الشعبي في إيران:
وأبرز مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط، في معرض حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “الحراك الشعبي في إيران، يمتاز بوجود سمات مميزة، منها أنَّ انتشار التظاهرات يدل على أنها تضم تجمعات ليست منتمية بالضرورة إلى النخبة التي تقطن المدن الكبرى”، معتبرًا أنَّه “لذلك فإن هذه التظاهرات تذكّر نظام الملالي كثيرًا بالتحركات التي قادها الخميني، وأدت إلى إسقاط الشاه”.
وأضاف: “لست أقول إنّنَا على مشارف حدث من هذا النوع، ولكن بالنسبة للنظام الإيراني فإنَّ فرض السيطرة أمر بالغ الأهمية، وحقيقة أنَّ هناك من يتحدى هذه السيطرة، تعدُّ أمرًا مقلقًا جدًّا له”.
أميركا تخشى قمع إيران للاحتجاجات:
وفي ختام حديثه إلى “المواطن“، رأى الرجل الأول في عملية السلام بالشرق الأوسط إبان عهد جورج بوش الأب وكلينتون، في شأن مستقبل التحركات الشعبية الإيرانية، وما إذا كان النظام سيتمكن من قمعها، أنَّ “الخيار الأسوأ بالنسبة لأميركا هو نفسه الخيار الأسوأ بالنسبة للشعب الإيراني، وهو أن يتمكن النظام مجدّدًا من القضاء بالكامل على التحركات، عوضًا عن أن يعدّل من سلوكه في الخارج، ويحاول أن يخلق لنفسه صورة بعيدة عن صورة المواجهة مع الخارج، بغية الاستحواذ على شعبية في الداخل”، مبيّنًا أنَّ “ما لا نريده هو ظهور مشاكل داخلية في إيران، تدفع النظام إلى البحث عن نوع من المواجهة الخارجية، بغية صرف الانتباه عن الداخل، وما يشهده من انتهاكات لحقوق الإنسان، تمَّ التغاضي عنها على مدار عقود، دوليًّا وأمميًّا”.