إغلاق جزئي لطريق الكورنيش الفرعي في جدة حتى 4 ديسمبر ضبط 6695 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع سيناريوهات قتالية في ختام مشاركة القوات المسلحة بـ السهم الثاقب خطة استباقية لسلامة قاصدي بيت الله الحرام تزامنًا مع موسم الأمطار خبراء يبحثون تطورات الطب المخبري بالرياض 22 ديسمبر حريق طائرة روسية يعلق عمليات الهبوط بمطار أنطاليا التركي تعليق الدراسة الحضورية في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام الدراسة عن بعد غدًا في مدارس الليث المدني يحذر: لا تقتربوا من تجمعات السيول لوران بلان: أهنئ اللاعبين على الفوز وبنزيما جاهز للاتفاق
أكد الإعلامي فهد عامر الأحمدي أننا أكثر أمة تملك آيات وأحاديث ومقولات تحث على عدم التدخل في شؤون الآخرين، ولكن لا يعرف معظمنا أن ذلك من الحقوق الفردية التي كفلتها الشريعة الإسلامية قبل الشرائع الوضعية.
وأضاف الأحمدي في مقال له بصحيفة الرياض بعنوان “لماذا لا يحق لك التدخل في خصوصيات الآخرين؟”، لا يعرف معظمنا أن ديننا الحنيف يمنعنا من الحكم على الناس أو التدخل في نواياهم ومعتقداتهم لأسباب كثيرة.. وإلى نص المقال:
نحن من أكثر الشعوب تشدقاً بالخصوصية، ومن أكثرها تدخلاً في خصوصيات الآخرين.. حياتنا وتصرفاتنا وتحركاتنا وأين سافرنا وماذا فعلنا؛ تشكل مادة خصبة لأحاديث الناس.. ويا ليت الأمر ينتهي عند “الدردشة” بل نتجاوزها إلى غيبة ونميمة وتقييم وإطلاق الأحكام ــ قبل أن نختم المجلس بكفارة المجلس…
وفي المقابل تعد “الخصوصية” واحترام الحريات الشخصية حـق بديهي في المجتمعات الغربية.. لا يخضع فيها الفرد للمراقبة ولا المتابعة ولا التلصص ولا يتدخل أحد في شؤونه الخاصة. أصبح (عدم التدخل) من المظاهر التي تثير استغرابنا حين نسافر إلى الخارج؛ وكأن العكس هو التصرف السليم!!
الغريب أننا أكثر أمة تملك آيات وأحاديث ومقولات تحث على عدم التدخل في شؤون الآخرين.. لا يعرف معظمنا أن ذلك من الحقوق الفردية التي كفلتها الشريعة الإسلامية قبل الشرائع الوضعية.. لا يعرف معظمنا أن ديننا الحنيف يمنعنا من الحكم على الناس أو التدخل في نواياهم ومعتقداتهم لأسباب كثيرة من بينها:
أن الحكم على البشر ليس من شأن البشر أصلاً “اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”.
ولأن البشر لا يمكنهم معرفة سرائر القلوب وما تخفي الصدور “أفلا شققت عن قلبه لتنظر هل كانت فيه”…
ولأن التجسس جريمة يحل لصاحبها القصاص “من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه”.
ولأن الأفكار والمعتقدات خيار شخصي لا يمكن فرضها أو إكراه الناس عليها “أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”.
ولأن معتقداتنا وأفكارنا خاضعة للمشيئة الإلهية مهما فعلنا “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا”.
ولأن عيوبنا أولى بالمراقبة والتصحيح “وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس”.
ولأن لكل إنسان ظروفه وأعذاره التي قد لا تعلم أنت عنها و”أعقل الناس أعذرهم للناس”..
ولأن هناك احتمال توبة وصلاح من اتهمته أو حكمت عليه ــ أو احتمال أن يصبح أفضل منك قـبل وفاته.
ولأن هناك احتمال فعله الشيء لسبب خفي لا تعلمه (كقصة الخضر حين قـتل الغلام وأعطب السفينة).
وأخيراً؛ لأن الانشغال بخصوصيات الناس ليست من شيم الإنسان المسلم (فمن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
… كل هذه الآيات والأحاديث والنصوص (التي نطبقها طوال قرون) تحولت اليوم إلى مواثيق دولية تكفلها الدول وجمعيات حقوق الإنسان.. أصبحت “الخصوصية” أحد الحقوق البديهية للمواطن في المجتمعات المدنية (بجانب الحق في العمل، والتنقل، والجنسية، والتعبير، والأمن، وممارسة شعائره الدينية)…
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: “لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، ولا تُعَيِّرُوهُمْ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فإنه من تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ الله عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ الله عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ في جَوْفِ رَحْلِهِ”.