مكافحة الحشائش في المزارع العضوية تحمي المحاصيل الفرق بين برد المربعانية والشبط والعقارب توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل
يصادف يوم غدٍ الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر 1439 هـ،الذكرى الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم.
ويحتفي الوطن والمواطنون والمقيمون فيها بهذه الذكرى بقلوب ملؤها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في مجالات الحياة وصنوفها، فيَرون عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة تمضيان سوياً مع مواصلة تنفيذ المشروعات التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة.
وحينما نرى أنحاء المملكة العربية السعودية ولله الحمد قد تحولت إلى ورش عمل وبناء، فإننا نشكر الله -عزّ وجلّ- في وقت يمر العالم فيه بأزمات أمنية واقتصادية ومالية وتنموية، ذلك أنّ الدولة – رعاها الله – بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تسعى من خلال ورش العمل الكبرى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادلها الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي.
ولم يألُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – منذ توليه الحكم، جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن نحو التقدم، فقد تعددت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعددًا سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلّد خلالها – رعاه الله – العديد من المناصب.
وعلى المستوى الداخلي برزت رعايته – حفظه الله – للعديد من المناسبات والاحتفالات والإنجازات المتنوعة، منها: حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز – رحمه الله – الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، مُدشنًا خلال الحفل مشروعات الجامعة المنجزة التي شملت مباني تعليمية في كل من المدينة الجامعية بالرياض وفروعها ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، وكذلك المشروعات الخدمية والتقنية المتمثلة في ثلاث مراحل من إسكان أعضاء هيئة التدريس، ومواقف متعددة الأدوار للطلاب ومشروعات البنية الأساسية للاتصالات والأنظمة الإلكترونية بقيمة إجمالية بلغت ( 3.235.000.000 ) ريال.
وفي 11 / 6 / 1436هـ رعى خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبد العزيز “الفهد .. روح القيادة” التي نظمها أبناء وأحفاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وافتتح – رعاه الله – في العشرين من الشهر نفسه مشروع تطوير حي البجيري في الدرعية، الذي نفذته الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية ، موقعًا – أيده الله – على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال.
تلا ذلك رعايته – أيده الله – حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حيث دشن ووضع ـ رعاه الله ـ حجر الأساس للمقر الدائم للمركز الذي يقوم بتوحيد الأعمال الإنسانية والإغاثة التي تقدمها المملكة العربية السعودية.
وفي الثالث من شهر شعبان 1436 هـ افتتح خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – في الرياض عدداً من المشروعات الطبية في وزارة الحرس الوطني شملت مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية والمختبر المركزي.
كما قام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله – في الثاني عشر من الشهر نفسه بزيارة للمسجد الحرام في مكة المكرمة حيث توجه إلى داخل الكعبة المشرفة وصلى ركعتي السنة وتشرف بغسل جدار الكعبة المشرفة ثم تفقد المرحلة الثالثة لمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف واطلع – حفظه الله – على مخططات ولوحات توضيحية تبين مراحل تنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي وما تم إنجازه والعناصر المرتبطة به.
وفي شهر رمضان المبارك 1436هـ رعى خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في مدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة حفل وضع حجر الأساس لمشروع “خير مكة” الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين.
واطلع – أيده الله – في الشهر الفضيل وفي مقر إقامته بالمدينة المنورة على العرض الخاص لمشروعات توسعة الحرم النبوي والمنطقة المركزية وشاهد مجسمات ومخططات لمشروعات توسعة المسجد النبوي، ودرب السنة الذي يربط الحرم النبوي بمسجد قباء، وتوسعة مسجد قباء، إضافة إلى مشروع دار الهجرة وما تشتمل عليه تلك المشروعات من شبكة للنقل وتفريغ الحشود، ثم رعى – وفقه الله – حفل تسليم جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود التقديرية ومسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي الذي نظمته الأمانة العامة للجائزة في المدينة المنورة.
وافتتح – حفظه الله – مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة الذي تبلغ طاقته الاستيعابية في المرحلة الأولى 8 ملايين مسافر سنويًا , سترتفع إلى 18 مليون مسافر سنويًا في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة من المخطط الرئيس فستوفر أكثر من ضعف السعة الاستيعابية للمطار لتتجاوز 40 مليون راكب سنويًا.
وخلال ذلك الشهر الكريم دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله – خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في مكة المكرمة تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول، وتفضل خادم الحرمين الشريفين بضغط زر تدشين مشروع مبنى توسعة المسجد الحرام المكون من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000 ر 320 متر مربع يستوعب 000 ر 300 مصلّ.
كما دشن – أيده الله – ساحات التوسعة التي تبلغ مسطحاتها 000 ر 175 متر مربع وتتسع لحوالي 000 ر 330 مصلّ، وأنفاق المشاة التي تضم خمسة أنفاق للمشاة لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول وخصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام، فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية.
وفي شهر ربيع الآخر لعام 1437هـ رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في قصر اليمامة الاجتماع الثالث لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية في دورته التاسعة،ودشن – حفظه الله – مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض.
كما رعى انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني بالجنادرية، مكرمًا – أيده الله – الشخصية السعودية للعام الأستاذ محمد بن عمر بن عقيل ، بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، إضافة للرعاة والداعمين للمهرجان.
وافتتح خادم الحرمين الشريفين جناح جمهورية ألمانيا ضيف شرف المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وأجنحة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني المشاركة في فعاليات المهرجان، معبرًا عن سعادته بافتتاحه هذه المباني، وبما شاهده – رعاه الله – من جهود تبرز الحرص على إطلاع زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة من المواطنين والمقيمين على تراث وتاريخ المملكة، مشيدًا بما اشتملت عليه الأجنحة من عروض وأنشطة وفعاليات وما تقدمه من خدمات لزوار المهرجان.
كما رعى – حفظه الله – حفل العرضة السعودية، التي تقام، ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة.
وفي الـ 18 من شهر جمادى الأولى لعام 1437هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – المهرجان السنوي الكبير لسباق الخيل على كأس المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – لجياد الإنتاج، على ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية في الجنادرية.
وخلال شهر جمادى الآخرة من العام نفسه رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بميدان العرض العسكري بمدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية في حفر الباطن ، العرض العسكري المصاحب لتمرين “رعد الشمال”، بعد أن رعى – أيده الله – المناورة الختامية للتمرين.
كما رعى – حفظه الله – بالرياض حفل جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016م، مسلمًا الفائزين جوائزهم.
وشهد شهر رجب من العام 1437 هـ رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المؤتمر الدولي الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل – رحمه الله – بعنوان : (سعود الأوطان).
ورأس – حفظه الله – في قصر الدرعية بالرياض أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
كما رعى حفل مدارس الرياض، بتخريج طلاب الدفعة الـ41، وتكريم الطلاب المتفوقين والمتميزين، وذلك بمقر المدارس في مدينة الرياض، موجهًا كلمة خلال الحفل قال فيها: “أنا سعيد هذه الليلة أن أكون بينكم كأب، ولجميع أبنائنا أبناء هذه البلاد والمقيمين الذين تخرجوا هذه الليلة، إنه والحمد لله في بلادنا نفرح ونسر إذا رأينا أبناءنا والحمد لله على هذا المستوى من الرقي التعليمي.
نحن في هذه البلاد آباء وأبناء لحمة واحدة، نفرح لبعضنا ونقدر نجاح بعضنا، والحمد لله أن بلادكم تتمتع بالتقدم في كل المجالات والتعليم كما ترونه الآن في المدارس والجامعات كانت سنين طويلة لا يجد الإنسان من يقرأ كتابه والآن الحمد لله أبناء بلادنا يتمتعون بالعلم والتعليم وفي كل مرافق الدولة من أبناء هذه البلاد.
أنا حضوري هذه الليلة وإن كان كأب لـ راكان بن سلمان لكني أب لكم كلكم وأخ للآباء كلهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته “.
وكرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – خلال شهر رجب 1437 هـ ،الفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب في دورتها الثانية، وبجائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها السادسة لعامي 1436 / 1437هـ ، والمقدمتين من دارة الملك عبدالعزيز.
وفي الثامن من شهر شعبان 1437هـ رعى خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها وذلك بمقر الجامعة في جدة، مخاطبًا المحتفلين بقوله: “يسعدني أن أكون معكم هذا اليوم في احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها ، هذه الجامعة التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد – رحمه الله – ، وهي التي أسهمت مع بقية الجامعات في بلادنا بدفع عجلة التنمية والنهوض بالمجتمع إلى آفاق أوسع وأرحب من التطور والرقي.
أيها الإخوة والأخوات :
إن بلادكم ولله الحمد قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا الأساس اهتمت بالعلم والعلماء إيماناً منها بأن هذا هو أساس التطور والرقي والسبيل إلى الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة ، وهذا الأمر هو محل اهتمامنا وحرصنا شخصياً ، ونتطلع إلى أن تستمر جامعاتنا في دعم خطط التنمية عبر تأهيل وتطوير القدرات البشرية ، وعبر الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة ، بما يتواكب مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أعلنا عنها مؤخرًا”.
وفي التاسع عشر من الشهر نفسه وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – دشن معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الأسبق الدكتور عادل بن زيد الطريفي، المبنى الجديد لـ”واس” في حي الصحافة شمال مدينة الرياض.
وشهد الـ 22 من شهر شعبان 1437هـ رعاية خادم الحرمين الشريفين المباراة الختامية لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي 1437هـ التي أقيمت بمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بمحافظة جدة.
وفي شهر رمضان من العام 1437هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى المدينة المنورة قادماً من محافظة جدة، حيث زار المسجد النبوي وأدّى، وسمو ولي العهد، وأصحاب السمو الأمراء الصلاة في الروضة الشريفة.
كما تشرف – رعاه الله – بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما.
ثم تسلّم هديتين عبارة عن نسخة نادرة من المصحف الشريف، وكتاب عن مكتبة المسجد النبوي الشريف.
كما وصل بحفظ الله ورعايته إلى مكة المكرمة لقضاء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام.
وبمناسبة عيد الفطر المبارك وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كلمة للمواطنين والمسلمين في كل مكان قال فيها: “إخواني المسلمين في كل مكان ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :ـ
كل عام أنتم بخير ، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال ، إنه سميع مجيب.
أيها الإخوة:
نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أعزّنا بالدين الإسلامي الحنيف، دين الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام، كما نحمده تعالى الذي مكن قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي من المعتمرين والزوار من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، ومكننا من إتمام صيام شهر رمضان وقيامه، ونحمده -عزّ وجلّ- الذي أكرمنا بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ، ونشكره أن أنعم علينا بعيد الفطر السعيد الذي هو مظهر من مظاهر التعاضد والتعاطف بين أبناء الأمة الإسلامية، وتعبير عن وحدتهم وجمع كلمتهم باختلاف أماكنهم وألسنتهم ، فلله الحمد والمنة، داعين الله -عزّ وجلّ- أن يكمل فرحنا بانقشاع غمامة فرقة الأمة الإسلامية ، وزوال محنها وآلامها.
إخواني المسلمين :
إن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها ، وإن أكبر تحدٍ تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المظللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية، والمملكة عاقدة العزم ـ بإذن الله ـ على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي ، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال ، ونحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال ، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة ، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين .
إخواني وأخواتي:
أدعوكم جميعاً عشية يوم عيد الفطر السعيد للتفاؤل والأمل بمستقبل أفضل وغد مشرق، شاكرين المولى -عزّ وجلّ- على ما منّ به علينا من نعم ظاهرة وباطنة ، ونسأله أن يأخذ بأيدينا لما فيه خير أمتنا وصلاحها، داعين الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم ، وأن يرحم جميع أموات المسلمين ، إنه سميع مجيب، وكل عام وأنتم بخير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وفي الـ 11 من شهر ذي الحجة 1437هـ أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في الديوان الملكي بقصر منى حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال حفل الاستقبال الكلمة التالية :
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) ، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل : ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه “).
إخواني حجاج بيت الله الحرام ، إخواني المسلمين في كل مكان ، أيها الإخوة الحضور .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
في هذا اليوم يوم العيد الأكبر يوم النحر ، واقتداء بسنة نبينا محمد صلـى الله عليه وسلم يواصل حجاج بيت الله الحرام تأدية مناسكهم في أمن وطمأنينة تحيطهم رعاية الله وتوفيقه، والمملكة تعتز وتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ، وهو شرف خصها الله به ، وقد سخرت المملكة العربية السعودية كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم ، وتوفير كل السبل لتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وطمأنينة ، ونسأل الله -عزّ وجلّ- أن يعيننا على ذلك ، والمملكة ترفض رفضاً قاطعاً أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية ، فقد شرع الله الحج على المسلمين كافة دون تفرقة.
إن الغلو والتطرف توجه مذموم شرعاً وعقلاً، وهو حين يدب في جسد الأمة الإسلامية يفسد تلاحمها ومستقبلها وصورتها أمام العالم ، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة وبوحدة المسلمين للقضاء على هذا الوباء.
إخواني المسلمين :
إن الإسلام هو دين السلام والعدل، والإخاء والمحبة والإحسان ، وما يشهده العالم الإسلامي اليوم في بعض أجزائه من نزاعات ومآسٍ وفرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل تلك النزاعات وإنهاء الصراعات ، والمملكة تؤكد حرصها الدائم على لم شمل المسلمين ومد يد العون لهم ، والعمل على دعم كل الجهود الخيرة والساعية لما فيه خير بلداننا الإسلامية .
أيها الإخوة والأخوات حجاج بيت الله الحرام :
نرحب بكم في مهبط الوحي المملكة العربية السعودية ضيوفاً أعزاء ، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يقبل منكم حجكم ويغفر ذنوبكم ، وأن يعيدكم إلى بلدانكم سالمين غانمين ، وأن يعيد علينا وعلى الأمة الإسلامية هذه المناسبة العظيمة وهي في عز وتمكين ، كما نسأله عز وجل أن يسود الأمن والاستقرار بلداننا والعالم أجمع ، إنه سميع مجيب ، وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وفي شهر الله المحرم من العام 1438هـ رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في قصر اليمامة الاجتماع الخامس لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية في دورته التاسعة.
كما رأس ـ حفظه الله ـ في مكتبه بقصر اليمامة الاجتماع السادس والأربعين لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، مشيدًا في مستهل الاجتماع بدور الدارة في توثيق تاريخ الجزيرة العربية والاهتمام بمصادره المختلفة ضمن جهودها في خدمة التاريخ الوطني للمملكة العربية السعودية وما نفذته من برامج ومشروعات في هذا الجانب، وجهودها في دعم التعاون والاتفاقيات مع مراكز مماثلة في داخل المملكة وخارجها.
وفي شهر ربيع الأول من العام 1438 هـ استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مكتبه بقصر اليمامة معالي وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
وتم خلال الاستقبال، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وتسلم – حفظه الله – الرقم الأول من جميع فئات الإصدار السادس من العملة الورقية ونسخة من جميع فئات العملة المعدنية.
ورعى خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – في الرياض ، حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها السادسة وبفروعها الثلاثة “شركاء التنمية” و”التميّز للمنظمات غير الربحية” و”التنافسية المسؤولة”.
وعلى المستوى الخارجي وضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بالقضايا العربية وصل – حفظه الله – إلى مدينة شرم الشيخ يوم الثامن من شهر جمادى الآخرة 1436 هـ على رأس وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين.
وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في كلمة ألقاها أمام القمة أن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من البلدان العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية.
اليمن في قلب القضايا
وقال – حفظه الله – : “في اليمن الشقيق أدى التدخل الخارجي إلى تمكين الميليشيات الحوثية – وهي فئة محدودة – من الانقلاب على السلطة الشرعية ، واحتلال العاصمة صنعاء ، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف للحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره”، لافتًا الانتباه إلى أن المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة واستمرارها في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن وللمبادرات السلمية كافة، والمضي قدمًا في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة؛ ولذا فقد جاءت استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في عاصفة الحزم لطلب فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدًا للسلم والأمن الدولي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على الأراضي اليمنية كافة وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة، مؤملاً أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب.
القدس اهتمام تاريخي وممتد
وقال – حفظه الله – في كلمته: “إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، وموقف المملكة العربية السعودية يظل كما كان دائمًا، مستندًا إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة على أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح أن الأزمة السورية ما زالت تراوح مكانها ومع استمرارها تستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة ويرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية، مشددًا – رعاه الله – على أن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول، قائلاً: “لا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سوريا”.
وضمن زياراته ونشاطاته – أيده الله – الخارجية، وفي التاسع والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 1437 هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى القاهرة في زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية تلبية للدعوة الموجهة إليه من أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وعقد خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس جمهورية مصر العربية، جلسة مباحثات ثنائية جرى خلالها استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وبحثُ عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وقلد الرئيس السيسي خادم الحرمين الشريفين قلادة النيل أرفع الأوسمة تقديراً له – حفظه الله – لما قدم من خدماته إنسانية جليلة.
وأعلن خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة اتفاقه مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على إنشاء جسر بري يربط بين البلدين الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم.
وأكد خادم الحرمين الشريفين أنّ هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية ، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة ، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما أنّ هذا الجسر سيشكل منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة.
بدوره اقترح فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إطلاق اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز على الجسر البري المزمع إنشاؤه ويربط بين المملكة ومصر.
وزار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جامع الأزهر بجمهورية مصر العربية، وأدى فيه ركعتي تحية المسجد.
كما اطلع – أيده الله – على صور تبين تصاميم وعناصر مشروع إعادة تأهيل جامع ومشيخة الأزهر الأثرية الذي بدأ العمل فيه بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – .
واطلع على مجسمات للمشروع واستمع – حفظه الله – إلى شرح وافٍ عن مايضمه المشروع من مبانٍ سكنية وتعليمية.
بعد ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية لطلبة الأزهر، وقال خادم الحرمين الشريفين ” على بركة الله ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين في الأزهر، ونسأل الله -عزّ وجلّ- ، أن يوفقنا لخدمة الأزهر لأنه من مساجد الله التي يعبد فيها الله ويدرس فيها الإسلام ونرجو التوفيق إن شاء الله ، وندعمهم بكل ما يلزمهم إن شاء الله”.
وشهد خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس جمهورية مصر العربية توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات وإعلانين لمشروعين تم تأسيسهما.
وتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال زيارته لمصر، شهادة الدكتوراه الفخرية الممنوحة له – حفظه الله – من جامعة القاهرة.
وفي الرابع من شهر رجب لعام 1437هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى أنقرة في مستهل زيارة لجمهورية تركيا تلبية للدعوة الموجهة له من فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان.
واستقبل فخامة رئيس جمهورية تركيا خادم الحرمين الشريفين وجرت مراسم منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسام ( الجمهورية ) وهو أعلى وسام في تركيا يمنح لقادة ورؤساء الدول.
وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره على تكريمه بهذا الوسام وقال – حفظه الله -:
أود أن أعبر عن شكري وتقديري لتقلدي هذا الوسام الكبير الذي أعتبره ليس تكريماً لي فقط ولكن للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً.
يسرني في البداية أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للجمهورية التركية الشقيقة حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان لاستضافتها القمة الإسلامية الثالثة عشرة وعلى حسن الاستقبال والتنظيم, ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة , والشكر موصول لمعالي الأمين العام للمنظمة, وكافة العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود مميزة.
الإخوة الكرام:
إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية , وإنهاء الأزمة السورية وفقاً لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254, ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية.
وفي الشأن اليمني ندعم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216.
أيها الإخوة:
إن واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين الذي هو منهم براء.
وقد خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم تسعاً وثلاثين دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها.
إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات , وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي.
وفقنا الله جميعاً إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع لبلوغه من التضامن والتعاضد لما فيه خير أمتنا وشعوبنا عملاً بقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي شهر ربيع الأول من العام 1438هـ قام خادم الحرمين الشريفين بجولة خليجية شملت دول الإمارات والبحرين والكويت، بدأها – حفظه الله – بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، شرّف خلالها مأدبة العشاء الرسمية بمناسبة زيارته.
كما شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ مهرجان زايد التراثي ، حيث كان في استقباله ـ رعاه الله ـ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وزار – حفظه الله -، أيضًا إمارة دبي وتجول في بيت الشيخ سعيد آل مكتوم التاريخي، الذي يعد من أقدم المباني في إمارة دبي ، وتم بناؤه سنة 1896 م ، كما تجول في متحف ساروق الحديد واطلع على ما يحتويه من مقتنيات و قطع أثرية.
ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفد المملكة في الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في مملكة البحرين.
واستقبل – أيده الله – في مقر إقامته بمملكة البحرين صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان.
وتم خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ خلال القمة الخليجية الكلمة التالية :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
صاحب الجلالة الأخ العزيز الملك حمد بن عيسى آل خليفة
ملك مملكة البحرين الشقيقة
إخواني أصحاب السمو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يسرني في مستهل هذه القمة أن أتقدم لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحكومة وشعب مملكة البحرين الشقيقة بوافر التقدير وعظيم الامتنان على ما لقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة ، متمنياً لأخي جلالة الملك حمد كل التوفيق والسداد خلال ترؤسه لأعمال هذه الدورة ، مبدياً ارتياحي لما قامت به الأجهزة المختصة في مجلسنا من عمل جادٍ خلال العام المنصرم وفق الآليات التي أقرها المجلس، التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق، ومن ضمنها قرار إنشاء هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية التي باشرت أعمالها مؤخراً تعزيزاً للعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية.
إخواني الأعزاء :
لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من ظروف بالغة التعقيد ، وما تواجهه من أزمات تتطلب منا جميعاً العمل سوياً لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم ، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا ، والنماء والازدهار لدولنا وشعوبنا.
إن الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض من بلداننا العربية ، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة ، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها.
فبالنسبة للأوضاع في اليمن الشقيق ، ما زالت الجهود مستمرة لإنهاء الصراع الدائر هناك بما يحقق لليمن الأمن والاستقرار تحت قيادة حكومته الشرعية ، ووفقاً لمضامين المبادرة الخليجية ، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني ، وقرار مجلس الأمن رقم ( 2216 ) ، مشيدين بمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي سوريا يؤلمنا جميعاً ما وصلت إليه تداعيات الأزمة هناك ، وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد ، مما يحتم على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لايقاف نزيف الدم ، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار ، وحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية.
إخواني الأعزاء :
على الرغم مما حققه المجلس من إنجازات مهمة ، إلاّ أننا نتطلع إلى مستقبل أفضل يحقق فيه الإنسان الخليجي تطلعاته نحو مزيد من الرفاهية والعيش الكريم ، ويعزز مسيرة المجلس في الساحتين الإقليمية والدولية من خلال سياسة خارجية فعالة تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة ، وتدعم السلام الإقليمي والدولي.
وفي الختام أتمنى لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التوفيق والسداد خلال ترؤسه لأعمال هذه الدورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد انتهاء أعمال قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – زيارة رسمية لمملكة البحرين الشقيقة، عقد خلالها – في قصر الصخير بمملكة البحرين، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين جلسة مباحثات رسمية.
وجرى خلال الجلسة، استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، ومجالات التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
كما جرى بحث مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتوجه خادم الحرمين الشريفين يصحبه جلالة ملك مملكة البحرين في موكب رسمي إلى قصر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين حيث شرّف – رعاه الله – مأدبة الغداء التي أقيمت بهذه المناسبة.
وقد اتفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على أن يتم إجراء دراسة لمشروع جسر الملك حمد موازياً لجسر الملك فهد ليربط مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بتمويل من القطاع الخاص.
واختتم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جولته الخليجية بزيارة إلى دولة الكويت، حيث استقبل – حفظه الله – في مقر إقامته هناك، سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت.
كما استقبل سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت.
واستقبل معالي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت.
وجرى خلال الاستقبالات تبادل الأحاديث حول العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، في قصر بيان بالكويت جلسة مباحثات رسمية.
وفي بداية الجلسة، قلد سمو أمير دولة الكويت، خادم الحرمين الشريفين، قلادة مبارك الكبير تقديراً للملك المفدى.
بعد ذلك جرى خلال جلسة المباحثات الرسمية، استعراض العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين، وبحث اخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.
وشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت تكريمًا للملك المفدى.
كما شرف – حفظه الله – الحفل الذي أقيم بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. و شاهد – رعاه الله – والحضور فيلماً وثائقياً بعنوان (العزم واحد) عن مسيرة تاريخ العلاقات السعودية الكويتية.
وفي ختام زيارته شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بدار سلوى في الكويت مأدبة العشاء التي أقامها تكريما له – حفظه الله – صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وفي الـ 23 من شهر صفر 1438هـ وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى المنطقة الشرقية قادماً من الرياض .
وبعد أن شرّف – حفظه الله – حفل الاستقبال بإمارة المنطقة الشرقية ألقى كلمة قال فيها: “لقد تبنينا رؤية المملكة 2030 التي تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ، والتي من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل ، ولابد من تظافر جهود المجتمع لإنجاحها ، وعلى الدوام أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية ، وشكّل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين ، وأفشل – بعد توفيق الله – الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته.
إخواني وأبنائي :
من هذه المنطقة التي يسرني دائماً وجودي معكم في ربوعها أشكركم من الأعماق على هذه الحفاوة البالغة، وأدعو الله أن يديم على هذا الوطن أمنه ورخاءه ، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم ، وأن يمدنا بالعون والتوفيق لخدمة بلادنا الغالية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وفي الـ 26 من الشهر نفسه شرّف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في قصر هجر بالأحساء حفل استقبال أهالي محافظة الأحساء، موجها لهم كلمة قال فيها: “أسعد اليوم بوجودي بين إخوتي وأبنائي في منطقة عزيزة وغالية على قلوبنا جميعاً , فلكم جميعاً مني الشكر والتقدير على مشاعركم الوطنية والتي تعكس عمق العلاقة بين المواطن وقيادته.
أيها الأخوة الحضور :
إن الأمن في الأوطان من أجل النعم, فلا تنمية ولا علم ولا حضارة بلا أمن, وينبغي الاستمرار في تكاتف الجهود للمحافظة على هذه النعمة والتوعية بأهميتها, وإننا على ثقة بقدرات المواطن السعودي, ونعقد عليه ـ بعد الله ـ آمالاً كبيرة في بناء وطنه, والشعور بالمسؤولية تجاهه”.
وفي نفس اليوم رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، حفل تدشين ووضع حجر الأساس لعدد من مشروعات وزارة الإسكان بالمحافظة.
ودشن – حفظه الله – في الـ 29 منه في مدينة الجبيل الصناعية ووضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الصناعية والتنموية في الهيئة الملكية وأرامكو السعودية والقطاع الخاص.
كما دشن – حفظه الله – مشاريع التعدين في مدينة رأس الخير بالمنطقة الشرقية والبنية الأساسية التنموية.
ودشن أيضًا في الثاني من شهر ربيع الأول 1438هـ عددا من المشروعات النفطية العملاقة لأرامكو السعودية ، و مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران .
وتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – برفع ذراع التحكم ، لتتدفق الطاقة من معامل الوطن إيذاناً بتدشينها حيث تبلغ قيمة المشروعات الإجمالية حوالي 160 مليار ريال، ومجموع طاقتها الإنتاجية حوالي 3 ملايين برميل مكافئ من النفط الخام والغاز يومياً.
وافتتح – حفظه الله – معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” المقام في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي ، واستمع لشرح من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن المعرض الذي يقام في المملكة بعد محطاته السابقة في أربعة متاحف أوربية، وخمسة متاحف أمريكية، استقبل خلالها اكثر من ثلاثة ملايين زائر.
وفي الـ 13 من هذا الشهر تسلم – حفظه الله – الرقم الأول من جميع فئات الإصدار السادس من العملة الورقية ونسخة من جميع فئات العملة المعدنية.
وفي اليوم الذي يليه رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الرياض ، حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها السادسة وبفروعها الثلاثة «شركاء التنمية» و«التميّز للمنظمات غير الربحية» و«التنافسية المسؤولة».
تلا ذلك افتتاحه – حفظه الله – أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى وذلك بمقر المجلس في الرياض، ملقيًا الخطاب الملكي السنوي الذي جاء من ضمن مضامينه مايلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ،
بفضل الله نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، سائلين الله سبحانه أن يوفقنا لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن، مقدراً للمجلس أعماله وجهوده المشكورة، ومتمنياً لكم في دورته الجديدة التوفيق والسداد .
أيها الإخوة والأخوات :
إن سياستنا الداخلية تقوم على ركائز أساسية تتمثل في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والرخاء في بلادنا، وتنويع مصادر الداخل، ورفع إنتاجية المجتمع لتحقيق التنمية بما يلبي احتياجات الحاضر ويحفظ حق الأجيال القادمة، وكما تعلمون فإنّ العالم يمر بتقلبات اقتصادية شديدة عانت منها معظم دول العالم وأدت إلى ضعف بالنمو، وانخفاض في أسعار النفط .
أيها الإخوة والأخوات :
في مجال السياسة الخارجية سنستمر بالأخذ بنهج التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي، وتعزيز التفاعل مع الشعوب لترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك ،ونرى أن خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام، وبما يفسح المجال لتحقيق التنمية .
والجميع يدرك أن الدولة السعودية الأولى قامت منذ ما يقارب الثلاث مئة عام ، وتلتها الدولة السعودية الثانية ومن ثم قامت الدولة السعودية الثالثة منذ قرابة المئة عام على يد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ، ومرت عليها ظروف صعبة وتهديدات كثيرة تخرج منها دائماً بحمد الله أكثر صلابة وأقوى إرادة بتوفيق الله وعونه ثم بعزم رجالها وإرادتهم الصلبة، ولعل الظروف التي أحاطت بالمملكة وشقيقاتها دول الخليج في العقود القريبة الماضية خير مثال على ذلك ، فقد استمرت فيها الحياة والنمو الاقتصادي على طبيعته .
وهذه الظروف التي نمر بها حالياً ليست أصعب مما سبق وسنتجاوزها إلى مستقبل أفضل وغد مشرق ـ بإذن الله ـ ، أقول ذلك وكلي ثقة بالله ثم بأبناء هذا الوطن ، ولن نسمح لكائن من كان من التنظيمات الإرهابية أو من يقف وراءها أن يستغل أبناء شعبنا لتحقيق أهداف مشبوهة في بلادنا أو في العالمين العربي والإسلامي ، ورغم ما تمر به منطقتنا العربية من مآس وقتل وتهجير إلا أنني متفائل بغد أفضل ـ إن شاء الله ـ .
وبالنسبة لليمن الشقيق فنحن في المملكة العربية السعودية نرى أن أمن اليمن الجار العزيز من أمن المملكة ، ولن نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية ، أو ما يؤثّر على الشرعية فيه ، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها ، ونأمل نجاح مساعي الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي باليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم ( 2216 ) ، والمبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار الوطني اليمني .
ثم وجه – حفظه الله – خطابا لأعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى قال فيه :
بسم الله وعلى بركة الله وبعونه وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، سائلين الله العزيز القدير أن يوفقنا جميعا لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن .
أيها الإخوة والأخوات :
إن هذه المناسبة التي تجمعنا اليوم، وقد مضى أربعة وعشرون عاماً على هذا المجلس في تكوينه الحديث، لتؤكد مضي هذه الدولة في الأخذ بهذه الممارسة الشورية التي بدأها جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ امتثالاً لقول الله عز وجل (وأمرهم شورى بينهم ).
لقد تبوأت المملكة العربية السعودية ـ ولله الحمد ـ مكانة اقتصادية عالية بين دول العالم، وسجلت حضوراً قوياً على الساحة الدولية الاقتصادية، فأصبحت ضمن مجموعة العشرين التي تضم أكبر عشرين دولة اقتصادية، وتشهد المملكة ـ بفضل الله ـ نهضة اقتصادية واجتماعية هي نتاج للخطط التنموية الطموحة التي استطاعت أن تحقق أهدافاً كثيرة، ومكتسبات عديدة، والتوجه الآن يسير نحو التحول إلى تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد كلية على النفط سعياً لرسم مستقبل واعد للوطن، وذلك من أجل استمرار وتسريع وتيرة النهضة التنموية الشاملة في جميع القطاعات بالاستفادة من المقومات الاقتصادية والفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة، ومن أجل ذلك تبنينا ” رؤية المملكة 2030 ” التي تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وفق رؤية إصلاحية جديدة من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل لتكون قادرة ـ بإذن الله تعالى ـ على مواجهة التحديات وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال تنويع مصادر الدخل واستغلال الطاقات والثروات المتوافرة، والإمكانات المختلفة المتاحة لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين .
أيها الإخوة والأخوات :
لا يخفى عليكم ما يمر بالعالم من تقلبات اقتصادية شديدة عانت منها معظم الدول، وأدت إلى ضعف بالنمو وانخفاض في أسعار النفط ، مما أثر على بلادنا ، وقد سعت الدولة إلى التعامل مع هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما تتطلع إلى تحقيقه من أهداف، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات بعضها مؤلمة مرحلياً ، ورغم ذلك حافظ اقتصادنا – بفضل الله – على متانته وقوته وقد وجهنا بعدة إصلاحات اقتصادية ومالية وهيكلية شاملة، منها رفع كفاءة الإنفاق الرأسمالي ، ورفع كفاءة الإنفاق التشغيلي في الدولة ، والعمل على الاستفادة المثلى من الإيرادات وكذلك اتخاذ مجموعة من السياسات والإجراءات الرامية إلى تحقيق إصلاحات هيكلية واسعة في الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد فقط على البترول وإعطاء الأولوية للاستثمار في المشاريع والبرامج التنموية التي تخدم المواطن بشكل مباشر وذلك من أجل تقوية وضع المالية العامة وتعزيز استدامتها ومواصلة اعتماد المشاريع التنموية والخدمية الضرورية للنمو الاقتصادي بما يسهم في تفعيل دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي ، ومن جانب آخر تبذل المملكة جهوداً متواصلة لتحقيق الاستقرار في سوق النفط من خلال التعاون مع الدول المنتجة داخل وخارج الأوبك ولقد مر على بلادنا خلال العقود الثلاثة الماضية ظروف مماثلة اضطرت فيها الدولة لتقليص نفقاتها، واستطاعت بحمد الله تجاوز تلك الظروف باقتصاد قوي ونمو متزايد مستمر.
أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى:
إننا إذ نقدر ما يقوم به مجلس الشورى من جهود متميزة في إطار مسؤولياته ، فإننا نقدر كذلك مساهمته في بيان حقيقة مواقف المملكة تجاه مختلف القضايا من خلال إجراء الحوارات واللقاءات المتعددة مع البرلمانات الدولية المختلفة وفي الاتحادات والمنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية، ومجلسكم الموقر عليه مسؤوليات عظيمة تجاه الوطن والمواطنين، وإنني أطالبكم جميعاً أن تضعوا مصالح الوطن والمواطنين نصب أعينكم دائماً، وإبداء المرئيات حيال ما تتضمنه تقارير الحكومة المعروضة على المجلس ، والتشاور مع المسؤولين، وعلى المسؤولين في الجهات كافة التعاون مع المجلس ، وتزويده بما يحتاجه من معلومات متمنياً لكم التوفيق في عملكم الذي نعقد عليه آمالاً كبيرة ونحن على يقين بأنكم إن شاء الله – أهل لذلك .
في الختام ، أسأل المولى القدير لكم العون والتوفيق في دورتكم الجديدة ، وأدعو الله العلي العظيم أن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل مكروه ، وأن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة ويوفقنا لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وفي الـ 23 من شهر ربيع الأول 1438هـ أقر مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ، في قصر اليمامة بمدينة الرياض الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1438 / 1439 هـ .
حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – كلمة لإخوانه وأبنائه المواطنين ، أعلن فيها الميزانية.
وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها المواطنون والمواطنات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بعون الله وتوفيقه ، نعلن هذا اليوم ميزانية السنة المالية القادمة 1438 / 1439 هـ ، التي تأتي في ظروف اقتصادية شديدة التقلب عانت منها معظم الدول ،وأدت إلى بطء النمو الاقتصادي العالمي ، وانخفاض في أسعار النفط ، مما أثر على بلادنا ، وقد سعت الدولة إلى التعامل مع هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما نتطلع إلى تحقيقه من أهداف .
أيها الإخوة والأخوات :
إن اقتصادنا ـ بفضل الله ـ متين ، ويملك القوة الكافية لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الحالية وهذا نتيجة ـ بعد توفيق الله ـ للسياسات المالية الحصيفة التي اتخذتها الدولة ، ونحن عاقدو العزم على تعزيز مقومات اقتصادنا الوطني ، حيث تبنينا” رؤية المملكة 2030 ” وبرامجها التنفيذية وفق رؤية إصلاحية شاملة من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل لتكون قادرة ـ بإذن الله تعالى ـ على مواجهة التحديات ، وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي ، إن رؤيتنا ليست فقط مجموعة من الطموحات ، بل هي برامج تنفيذية لنتمكن ـ بحول الله ـ من تحقيق أولوياتنا الوطنية وإتاحة الفرص للجميع من خلال تقوية وتطوير الشراكة مع القطاع الخاص ، وبناء منظومة قادرة على الإنجاز ، ورفع وتيرة التنسيق والتكامل بين الأجهزة الحكومية كافة ، ومواصلة الانضباط المالي ، وتعزيز الشفافية والنزاهة .
وقد سعينا من خلال هذه الميزانية وبرامجها لرفع كفاءة الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي في الدولة، وتقوية وضع المالية العامة وتعزيز استدامتها ، وإعطاء الأولوية للمشاريع والبرامج التنموية والخدمية التي تخدم المواطن بشكل مباشر ، وتسهم في تفعيل دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.
ونحن متفائلون بقدرتنا على الإنجاز – بعون الله – ثم بدعم مواطني بلادنا الأوفياء لتحقيق الرفاهية الاقتصادية المنشودة.
ونؤكد على الجميع الحرص على تنفيذ هذه الميزانية بكل دقة بما يحقق طموحاتنا في التنمية الشاملة والمتوازنة ، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
نسأل الله أن تكون ميزانية خير ونماء وبركة للوطن والمواطن .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد سطر خادم الحرمين الشريفين منذ توليه إمارة الرياض نجاحات كبيرة ستبقى شاهدة على حسن الأداء وغزارة العطاء في مجالات متعددة.
فقد كان – حفظه الله – دائم التوجيه والتنبيه على رجال الأعمال في المملكة أن يضعوا الله – عزّ وجلّ – نصب أعينهم في كل تعاملاتهم استنادًا لما دأبت عليه بلاد الحرمين في شتى المجالات، ففي يومِ لقاءٍ جمعه ببعضهم في مقر الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة الرياض قال لهم – أيده الله – إنكم مسؤولون مسؤولية كبرى أمام الله قبل كل شيء ثم أمام مواطنيكم ووطنكم، أنتم وزملاؤكم في الغرف التجارية الصناعية الأخرى ورجال الأعمال في كل المجالات، مضيفًا: “من أشاهده الآن أمامي من وزراء سابقين ونواب وزراء ووكلاء وزارات ومديري عموم في الدولة اكتسبوا الخبرة والتجربة من عملهم الرسمي وجاؤوا في عمل آخر لا يقل أهمية على الإطلاق عن عملهم الرسمي الحكومي، فواجب الدولة عليكم أو عليهم أدوه، والآن يؤدون واجب آخر هو واجب الاقتصاد الوطني… الارتجال دائمًا أو القفز السريع ربما فيه بعض مكاسب ربما البعض حقق بعض مكاسب منه.. لكن الشيء المبنى على أسس ثابتة هذا هو ما نريده”.
واستضافت الرياض خلال عهد خادم الحرمين الشريفين اجتماعات قادة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في قمتهم الرابعة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ورحب المجتمعون بالحوار والتعاون القائم بين الإقليمين لتطوير شراكة إستراتيجية قائمة على المصلحة والاحترام المتبادل .
وبعد التأكيد على إدراك الجميع الدور المهم الذي تقوم به التكتلات والتجمعات الإقليمية وإيماناً بحق الشعوب بالعيش في عالم مستقر ومزدهر خالٍ من مخاطر الإرهاب والإسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ، فقد تم التأكيد على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الرامية لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود سنة 1967 م والتأكيد على ضرورة التواصل إلى حل سلمي للأزمة السورية وفقاً لما جاء في بيان جنيف ” 1 ” و ” مؤتمر فينا ” وضرورة وأهمية إيجاد حل للأزمة اليمنية عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216 ودعم عملية الحوار السياسي الجارية في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأعرب المجتمعون عن رفضهم لأي تدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية من قبل قوى خارجية انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ حسن الجوار وشددوا على أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية وحل النزاعات بالطرق السلمية .
ودعوا إيران للتجاوب مع طلب دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث ( طنب الكبر – طنب الصغر – أبوموسى ) يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي .
وأعربوا في ختام اجتماعهم عن عميق الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ رئيس القمة قد ألقى كلمة خلال افتتاح القمة قال فيها: “إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية ، ونشيد بالمواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية ، وبخاصة القضية الفلسطينية ، كما أننا ننظر بالتقدير إلى ما حققته القمم الثلاث السابقة ، ونتطلع إلى تنسيق مواقفنا تجاه القضايا المطروحة على الساحة الدولية ، ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار.
أيها الحضور الكرام :
إن فرص تطوير العلاقات الاقتصادية بين دولنا واعدة ، ومبشرة بما يحقق نماء وازدهار أوطاننا ، ويدفعنا لتذليل العقبات والمعوقات وتشجيع ودعم تدفق الاستثمارات ، وتبادل الخبرات ، ونقل التقنية وتوطينها ، والتعاون في المجالات كافة. مشيداً بالنمو الجيد في معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات البينية منذ انعقاد قمتنا الأولى في برازيليا عام 2005م ، ولا زالت الآمال معقودة لتحقيق المزيد في هذا المجال ، ولهذا فإننا ندعو إلى تأسيس مجالس لرجال الأعمال ، والنظر في توقيع اتفاقيات للتجارة الحرة ، وتجنب الازدواج الضريبي ، وتشجيع وحماية الاستثمارات بين دول الإقليمين التي ستوفر إطاراً تنظيمياً وقانونياً لتعزيز تدفقات التجارة بينها”.
كما استضاف الرياض اجتماعات الدورة الـ 36 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث خاطب خادم الحرمين الشريفين القمة قائلاً: “يطيب لي أن أرحب بكم في بلدكم الثاني ، متمنياً لكم طيب الإقامة ، وداعياً المولى -عزّ وجلّ- أن يكلل جهودنا بالسداد والتوفيق.
مع ما تنعم به دولنا ولله الحمد من أمن واستقرار وازدهار ، فإن منطقتنا تمر بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد ، تستدعي منا التكاتف والعمل معاً للاستمرار في تحصين دولنا من الأخطار الخارجية ، ومد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم. ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات وحل قضاياها ، وفي مقدمة ذلك قضية فلسطين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وبالنسبة لليمن فإن دول التحالف حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق تحت قيادة حكومته الشرعية ، ونحن في دول المجلس ندعم الحل السلمي ، ليتمكن اليمن العزيز من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية.
وبعد موافقة مجلس الوزراء على رؤية 2030، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه – كلمة جاء فيها: “لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته ومن هذا المنطلق؛ وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا – بعون من الله وتوفيقه – أنموذجاً للعالم على جميع المستويات، وقد اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء، شاكرين للمجلس ما بذله من جهد بهذا الخصوص، آملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، سائلين الله العون والتوفيق والسداد، وأن تكون رؤية خير وبركة تحقق التقدم والازدهار لوطننا الغالي”.
وشهد العام 1439هـ كغيره جهودًا ومناشط خيرة لخادم الحرمين الشريفين ففي 27 ربيع الآخر 1438 هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حفل كلية الملك فيصل الجوية بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها، وتخريج الدفعة (91) من طلبة الكلية.
وتفقد خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ ميدان العرض الأرضي للطائرات وطابور العرض.
وشاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلمًاً بمناسبة مرور (50) عاماً على تأسيس كلية الملك فيصل الجوية تضمن أبرز ما شهدته الكلية من مراحل تطويرية وما تضمه من أقسام تدريبية.
ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية من قائد كلية الملك فيصل الجوية.
ودشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الطائرة الجديدة F.15 – SA، التي انضمت لأسطول القوات الجوية الملكية السعودية مؤخراً ، وشاهد ـ أيده الله ـ فلماً عن الطائرة وتقنياتها المتطورة.
بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – والحضور العرض الجوي الذي شاركت فيه طائرات مختلفة من القوات الجوية الملكية السعودية ، حيث بدأ العرض باستعراض طائرات التدريب وطائرات العمليات المتنوعة التي تشمل طائرات التوريندو الهجومية والتايفون و15 ــ F الاعتراضية و15 ــ F متعددة المهام ، وأدت مجموعة من طائرات F.15 – SA عروضاً متنوعة ، بعدها جرت عروضٍ لفريق الصقور السعودية الذين سجلوا مؤخراً في موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية لأدائهم أكبر شعار دولة في العالم برسمهم شعار المملكة (سيفين ونخلة).
وفي 4 جمادى الأولى 1438 هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة ” الجنادرية 31 “، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني بالجنادرية.
وعقب نهاية السباق السنوي للهجن سلّم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى في سباق الهجن جوائزهم.
وافتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية أجنحة مصلحة الجمارك العامة وجمهورية مصر العربية ضيف شرف المهرجان، ومؤسسة الملك عبدالله العالمية للأعمال الإنسانية المشاركة في فعاليات المهرجان.
وفي 10 جمادى الأولى 1438هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في الرياض حفل العرضة السعودية، ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 31).
وشارك خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في العرضة السعودية، كما شارك فيها أصحاب السمو الملكي الأمراء.
وفي 8 جمادى الأولى 1438هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الفخري لنادي الفروسية ـ حفظه الله ـ المهرجان السنوي الكبير لسباق الخيل على كأس المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ لجياد الإنتاج المحلي وذلك على ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية بالجنادرية الذي خصص له الشوط العاشر من السباق.
وقد حققت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ الرسمية لعدد من الدول الآسيوية الشقيقة والصديقة التي اختتمها في التاسع عشر من شهر جمادى الآخرة 1438هـ نتائج إيجابية تسهم في تعزيز العلاقات بين المملكة وتلك الدول في مختلف المجالات .
وقد بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جولته بزيارة مملكة ماليزيا التي وصلها ــ حفظه الله ــ في 29 جمادى الأولى 1438هـ.
وفي مساء يوم التاسع والعشرين من جمادى الأولى 1438 هـ شرف – حفظه الله – في القصر الملكي في كوالالمبور حفل العشاء الذي أقامه جلالة السلطان محمد الخامس ملك ماليزيا تكريماً لخادم الحرمين الشريفين.
ووقع خادم الحرمين الشريفين في سجل الزيارات قائلاً ” يطيب لنا بمناسبة زيارتنا لمملكة ماليزيا الشقيقة أن نشكر جلالة ملك مملكة ماليزيا السلطان محمد الخامس على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ونأمل أن تسهم نتائج الزيارة في تعميق العلاقات بين بلدينا وشعبينا الشقيقين بما يخدم تطلعاتنا ومصالحنا المشتركة، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه”.
ثم توجه خادم الحرمين الشريفين وملك ماليزيا إلى الصالون الرئيس بالقصر الملكي، حيث قدم جلالته لخادم الحرمين الشريفين وسام الدولة الأول ( وسام التاج ) الذي يعد أعلى الأوسمة الماليزية.
وفي اليوم الثاني من أيام الزيارة الموافق 30 جمادى الأولى 1438هـ عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في العاصمة الماليزية كوالالمبور جلسة مباحثات مع دولة رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق.
وقبيل جلسة المباحثات وقع خادم الحرمين الشريفين في سجل زيارات قصر رئيس الوزراء ، وقال – حفظه الله – : “انتهز فرصة زيارتي لقصر رئيس الوزراء في ماليزيا الشقيقة لأعبر عن اعتزازي بما حققته ماليزيا من تقدم ورقي، وما وصلت إليه العلاقات بين بلدينا من تطور في جميع المجالات ، وأتطلع أن تسفر زيارتي لماليزيا عن نقلة نوعية في مسار العلاقات بين البلدين”.
وفي نفس اليوم وبحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ودولة رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق، تم في قصر رئيس الوزراء الماليزي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، التوقيع على أربع مذكرات تفاهم بين حكومتي المملكة العربية السعودية، ومملكة اتحاد ماليزيا.
وفي اليوم نفسه الموافق للثلاثين من جمادى الأولى 1438 شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في العاصمة الماليزية كوالالمبور ، حفل جامعة مالايا بمناسبة منحه – حفظه الله – درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب.
وإثر تسلّم خادم الحرمين الشريفين شهادة الدكتوراه الفخرية من السلطان ناظرين معز الدين شاه ألقى – حفظه الله – الكلمة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
إن من نعم الله العديدة على أمة الإسلام نعمة العلم والمعرفة والتي تمثل أساس البناء الحضاري للأمم ورقيها، واليوم نلتقي في جامعة مالايا أحد مراكز الإشعاع المعرفي في المجال التنموي في العالم، التي أسهمت في تقدم ورقي ماليزيا وغيرها من الدول.
إن العالم الإسلامي يواجه اليوم تحديات في مجال المعرفة العلمية والتقنية لا تقل عن التحديات التي يواجهها في المجال السياسي والاقتصادي، وعلى الجامعات ومراكز الأبحاث في الدول الإسلامية أن تستجيب لهذه التحديات بإنجازات تسهم في البناء الحضاري للأمة الإسلامية، ويعم نفعها دول العالم.
أيها الأخوة الحضور :
تمثل الجامعات مركز نهضة الأمم، ولها رسالة تتمثل بالمساهمة في تحقيق التنمية في أبعادها الشاملة، وترسيخ الوحدة الوطنية، وتعزيز نهج الحوار وقيم التسامح والتعايش بين الشعوب المختلفة ليتحقق الأمن والسلام في المجتمع الدولي وتنعم شعوب العالم أجمع بنعمة الأمن والرخاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي يوم 1 جمادى الآخرة 1438 هـ الموافق 28 فبراير 2017 م استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مقر إقامته في العاصمة الماليزية كوالالمبور ، معالي وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين والوفد المرافق له.
وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات وآفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة.
كما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله – في مقر إقامته في العاصمة الماليزية كوالالمبور في اليوم نفسه أصحاب الفضيلة مفتين الولايات الماليزية، وعدداً من كبار الشخصيات الإسلامية الماليزية.
وقد أبدى خادم الحرمين الشريفين سعادته بهذا اللقاء المبارك، مقدراً – أيده الله – جهودهم في خدمة الإسلام والمسلمين.
تعزيز الاعتدال وسماحة الإسلام
وتطرق الملك المفدى إلى ما يواجهه الإسلام من حملات تحاول النيل من وسطيته وسماحته، مؤكداً أهمية التعريف بنهج الإسلام الداعي إلى التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب بكل أشكاله.
وأشار خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – إلى أن التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي تتطلب المزيد من التعاون والتضامن بين الدول والشعوب الإسلامية.
وأكد خادم الحرمين الشريفين حرص المملكة العربية السعودية على تقديم كل ما في وسعها لخدمة الإسلام والتواصل مع المسلمين في كافة أنحاء المعمورة.
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ،في مقر إقامته في العاصمة الماليزية كوالالمبور في اليوم نفسه 01 جمادى الآخرة 1438هـ الموافق 28 فبراير 2017 م ، نخبة من الطلبة السعوديين المبتعثين إلى ماليزيا، والطلبة الماليزيين خريجي الجامعات السعودية.
وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال الاستقبال كلمة قال فيها ” أنا سعيد أن أراكم وأوصيكم بأن تدرسوا دراسة كاملة، وبنفس الوقت يجب أن تعرفوا أنكم من بلاد قبلة المسلمين وتكونوا قدوة جيدة لمن يراكم في هذه البلاد “.
” إن شاء الله تكونون عند حسن الظن وتخدمون بلادكم، ومن خدم بلاده والحرمين الشريفين، يخدم الإسلام والمسلمين، وأرجو لكم التوفيق إن شاء الله”.
وشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ودولة رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق في العاصمة الماليزية كوالالمبور في اليوم نفسه ، حفل توقيع اتفاقية شراء حصة بين أرامكو السعودية وشركة النفط والغاز الوطنية الماليزية (بتروناس)، مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات ( رابد ) مجمع بينغيرانغ المتكامل.
وشاهد خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – ودولة رئيس وزراء ماليزيا والحضور فيلماً تضمن مشاهد مصورة للعلاقات التاريخية والمتميزة بين المملكة العربية السعودية وماليزيا، وأبرز الشراكات الكبيرة والمتنامية بين البلدين في الجانب الاقتصادي والتجاري.
وفي اليوم نفسه منحت الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية ( خدمة الإسلام والوسطية )، وجائزة الإنجاز الفريد المتميز في خدمة الإسلام والأمة.
ووقع الملك المفدى في سجل زيارات الجامعة، معربًا – رعاه الله – عن سروره بزيارة الجامعة وما لمسه من تحقيقها لإسهامات في حقل المعرفة العلمية، وترسيخ المنهج الإسلامي في العلوم المختلفة.
وألقى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
إخواني :
إن التعليم ركيزة أساسية تتحقق بها – بعد توفيق الله – تطلعات شعوب أمتنا الإسلامية نحو التقدم والازدهار والتنمية والرقي الحضاري في المعارف والعلوم النافعة.
والشباب هم أمل الأمة وعدة المستقبل ، وعلى الجامعات في العالم الإسلامي مسؤولية عظيمة تجاه رعايتهم وتأهيلهم ، ورفع مستوى وعيهم بالتحديات التي تحيط بالأمة الإسلامية ، وتحصينهم بالعلم والمعرفة ضد أفكار الغلو والتطرف ليكونوا سداً منيعاً أمام العابثين الذين يستهدفون أمن أوطانهم ومقدراتها ومنجزاتها الحضارية.
أيها الأخوة والأخوات :
إنكم وإخوانكم في جامعات العالم الإسلامي كافة مسؤولون عن تبيان حقيقة الإسلام وصورته الناصعة، والأخذ بأسباب التطور العلمي والتقني والعناية بالبحوث والدراسات التي من شأنها المساعدة على توظيف الطاقات الشابة، وتأهيلها لتعيد للأمة ريادتها والعمل على نقل الخبرات إلى جميع بلدان العالم الإسلامي وبلدان العالم كافة، وإن لنا في ديننا خير معين لبلوغ المكانة الجديرة بنا في الحضارة الإنسانية.
أسأل الله أن يوفق القائمين على هذه الجامعة لكل ما فيه خير لماليزيا وللإسلام والمسلمين في كل مكان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقبيل اختتام الزيارة وحرصًا من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على تلمّس احتياجات المواطنين والمواطنات، والاهتمام بقضاياهم، فقد أمر بإلحاق الطلبة والطالبات الدارسين حاليًّا على حسابهم الخاص في ماليزيا بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ممن بدأوا الدراسة الأكاديمية في جامعات موصى بها، وفي تخصصات الابتعاث المعتمدة ، أو من أنهى الساعات المطلوبة في التخصصات الأخرى.
وفي 2 جمادى الآخرة 1438 هـ وصل ــ بحفظ الله ورعايته ــ خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية إندونيسيا في زيارة رسمية.
ووقع خادم الحرمين الشريفين في سجل الزيارات، وقال – أيده الله -” : يطيب لي بمناسبة زيارتنا إلى الجمهورية الإدونيسية أن نشكر فخامة الأخ الرئيس جوكو ويدودو، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متمنين لفخامته موفور الصحة والسعادة، وللشعب الإندونيسي الشقيق المزيد من التقدم والازدهار، راجين أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز علاقاتنا الثنائية وتحقيق آمال وتطلعات شعبينا الشقيقين”.
وعقد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اجتماعاً ثنائيا مع فخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا.
وتم خلال الاجتماع، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وأوجه التعاون في شتى المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث على الساحتين الإسلامية والدولية.
وألقى – حفظه الله – كلمة قال فيها :” فخامة الأخ الرئيس.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يطيب لي بهذه المناسبة أن أشكر فخامتكم على هذه الدعوة ، وكرم الضيافة، راجياً أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية بين بلدينا في جميع المجالات، بما يحقق آمال وتطلعات شعبينا الشقيقين .. وأسأل الله التوفيق للجميع”.
كما عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، وفخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا في اليوم نفسه جلسة مباحثات رسمية ألقى خلالها خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ الكلمة التالية :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
فخامة الرئيس :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعرب لفخامتكم عن سروري لزيارة بلدنا الثاني الجمهورية الإندونيسية الشقيقة، مشيداً بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متطلعاً أن تسهم هذه الزيارة في تطوير علاقاتنا إلى آفاق أرحب بما يخدم مصالحنا المشتركة.
واستذكر بالتقدير زيارة فخامتكم إلى المملكة العربية السعودية في عام 2015م التي فتحت آفاقاً جديدة في العلاقات بين بلدينا الشقيقين في جميع المجالات، وما تبعها من زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، وانطلاقاً من القواسم المشتركة التي تجمع بين بلدينا، وبحكم عضويتهما في منظمة التعاون الإسلامي، وهيئة الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، فإن الحاجة تدعو لتوثيق أواصر التعاون بينهما في جميع المجالات.
فخامة الرئيس :
إنّ التحديات التي تواجه العالم وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب، تحتم علينا جميعاً تعميق الحوار وتكثيف الجهود لمواجهة هذه التحديات، مقدرين موقف إندونيسيا في دعم التضامن الإسلامي، ودعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وسعي إندونيسيا لتقريب المواقف بين الدول الإسلامية.
إن تطوير علاقاتنا على أسس راسخة ومتينة سوف يسهم إيجاباً في معالجة الأزمات والقضايا الإقليمية والدولية، ويعزز التعاون بين الدول الإسلامية القائم على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل النزاعات بالطرق السلمية وفقاً لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وفخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، تم يوم 2 جمادى الآخرة 1438هـ الموافق 1 مارس 2017م في قصر إستانه الرئاسي في جاكرتا، التوقيع على إعلان مشترك ومذكرات تفاهم وبرامج تعاون بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا.
وقد جرى التوقيع على إعلان مشترك حول رفع مستوى الرئاسة للجنة المشتركة.
وعقب مراسم التوقيع قلّد فخامة الرئيس الإندونيسي خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ، وسام (نجمة الجمهورية الإندونيسية) الذي يعد أعلى أوسمة الجمهورية تقديراً لجهود الملك المفدى في مختلف المجالات.
ويوم الثالث من جمادى الآخرة 1438 هـ أكد خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – أن التحدياتِ التي تواجهُ أمتنَا الإسلاميةَ خاصة، والعالمَ بصفةٍ عامة، وفي مقدمتِها ظاهرةِ التطرفِ والإرهابِ وصدامُ الثقافاتِ وعدمُ احترامِ سيادةِ الدولِ والتدَخلُ في شؤونِها الداخلية، تستدعي أن نقفَ صفاً واحداً في مواجهةِ هذه التحديات، وأن ننسقَ المواقفَ والجهودَ، بما يخدمُ مصالحَنا المشتركةَ والأمنَ والسلمَ الدوليين .
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها – حفظه الله – أمام مجلس النواب الإندونيسي، في العاصمة جاكرتا، حيث وقع في سجل الزيارات، معرباً عن سعادته بزيارة مجلس النواب وتطلعه أن يسهم المجلس في تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات، وأن يزيد من التضامن الإسلامي ويسهم في تحقيق الاستقرار والسلام العالمي.
وفي ختام الزيارة قدم خادم الحرمين الشريفين، هدية تذكارية لمجلس النواب الإندونيسي، كما تلقى – أيده الله – هدية بهذه المناسبة.
وفي اليوم نفسه زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في العاصمة الإندونيسية جاكرتا مسجد الاستقلال، الذي يعد من أبرز المعالم الإسلامية في إندونيسيا.
وقد أدى خادم الحرمين الشريفين، وفخامة الرئيس الإندونيسي، ركعتي السنة.
ثم قدم الملك المفدى هدية تذكارية لمسجد الاستقلال بجاكرتا عبارة عن حزام الكعبة المشرفة.
بعد ذلك وقع الملك المفدى في سجل الزيارات، مبدياً – أيده الله – سعادته بزيارة بيت من بيوت الله (مسجد الاستقلال)، الذي يعد معلماً إسلامياً ومركز إشعاع في جنوب شرق آسيا لما يقوم به من دور في تحفيظ القران الكريم ونشر الثقافة الإسلامية، داعياً الله أن يجزي القائمين على هذا المسجد خير الجزاء وأن يجعل أعمالهم في ميزان حسناتهم.
وقد التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، في اليوم نفسه في قصر مردكا الرئاسي بالعاصمة جاكرتا، أبرز الشخصيات الإسلامية في إندونيسيا.
وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن سروره بهذا اللقاء ، مقدراً جهودهم في خدمة الإسلام والمسلمين.
وتطرق – حفظه الله – إلى ما يربط المملكة وإندونيسيا من روابط أهمها رابطة العقيدة الواحدة، مشيرا إلى ما يواجهه الإسلام اليوم من حملة تسعى للنيل من قيمه الوسطية وسماحته.
وأكد الملك المفدى تشرف المملكة بخدمة الحرمين الشريفين وتقديم ما في وسعها لكل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين.
وقبيل مغادرة قصر مردكا الرئاسي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بغرس شجرة في حديقة القصر، بمناسبة زيارته الحالية لإندونيسيا.
وفي اليوم الخامس من جمادى الآخرة 1438 هـ وصل ــ بحفظ الله ورعايته ــ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى سلطنة بروناي دار السلام في زيارة رسمية .
وكان في مقدمة مستقبلي خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله – رعاه الله – مطار بروناي الدولي جلالة السلطان حسن البلقيه سلطان بروناي دار السلام.
وقد عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وجلالة السلطان حسن البلقيه سلطان بروناي دار السلام في قصر الاستانه نور الإيمان في اليوم نفسه جلسة مباحثات رسمية .
وجرى خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتعاون في مختلف المجالات.
و أقام جلالة السلطان حسن البلقيه سلطان بروناي دار السلام في قصر الاستانه نور الإيمان في بروناي مأدبة غداء تكريماً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله – .
وفي 13 جمادى الآخرة 1438 هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين إلى اليابان في زيارة رسمية.
وفي يوم 14 جمادى الآخرة 1438هـ استقبل – حفظه الله – معالي وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا.
وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومستجدات الأحداث الاقليمية الدولية.
كما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – معالي وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني هيروشيغي سيكو.
وتم خلال الاستقبال، بحث مجالات التعاون الاقتصادية والتجارية والصناعية بين البلدين الصديقين.
و استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – معالي حاكمة طوكيو يوريكيو كويكي.
وجرى خلال الاستقبال، تبادل الأحاديث حول سبل تعزيز التعاون بين الرياض وطوكيو في عدة مجالات.
وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جلسة مباحثات رسمية يوم 14 جمادى الآخرة 1438هـ مع دولة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي.
وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة رئيس الوزراء :
يسرني أن أتقدم بالشكر العميق لليابان حكومةً وشعباً على حفاوةِ الاستقبال ، وكرم الضيافة.
وأعبر عن سعادتي بوجودي في بلدكم الصديق الذي تربطنا به علاقات تاريخية واقتصادية ، وعن سروري لشراكة المملكة مع اليابان في إطلاق الرؤية السعودية – اليابانية 2030 ، هذه الرؤية التي سوف تعزز الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا.
دولة الرئيس :
إن الحاجة ماسة لتكثيف الجهود الدولية لحل القضايا والأزمات في منطقة الشرق الأوسط ، بما في ذلك القضية الفلسطينية ، وإنهاء الأزمتين السورية واليمنية ، فلقد كان لهذه الأزمات الأثر السلبي على استقرار المنطقة وتنميتها ، وإعاقة نمو التجارة الدولية ، وتهديد ضمان إمدادات الطاقة لدول العالم.
لقد أصبح الإرهاب يمثل أكبر خطر على أمن الدول والشعوب ، ونحن شركاء أساسيون في محاربته ، كما أننا بحاجة إلى تضافر الجهود الدولية والعمل الجاد من أجل تعميق مفاهيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز روح التسامح والتعايش بين الشعوب.
شكراً لكم دولة الرئيس.
وقد شهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ودولة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، يوم 14 جمادى الآخرة 1438 هـ في مقر رئاسة وزراء اليابان بالعاصمة طوكيو مراسم التوقيع على مذكرات وبرنامج تعاون بين حكومتي المملكة العربية السعودية واليابان.
وفي يوم الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة 1438 هـ استقبل جلالة الإمبراطور اكيهيتو إمبراطور اليابان، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – .
وأبدى خادم الحرمين الشريفين سروره بزيارة اليابان والالتقاء بجلالته، فيما أعرب إمبراطور اليابان عن ترحيبه بالملك المفدى في زيارته الحالية لليابان.
وقد تسلم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بهذه المناسبة، من جلالة إمبراطور اليابان، الوسام السامي ” زهرة الأقحوان “، تقديراً لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -.
وقد أقام جلالة إمبراطور اليابان مأدبة غداء خاصة تكريماً لخادم الحرمين الشريفين.
وفي اليوم نفسه شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – اختتام أعمال منتدى الأعمال للرؤية السعودية اليابانية 2030م.
وتشرف بالسلام عليه – أيده الله – رجال الأعمال السعوديون واليابانيون المشاركون في منتدى الأعمال للرؤية السعودية اليابانية 2030.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مكانه شاهد – حفظه الله – والحضور فيلماً عن تاريخ العلاقات الاقتصادية السعودية اليابانية.
وفي يوم السادس عشر من شهر جمادى الآخرة 1438هـ استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – عدداً من الشخصيات الإسلامية في اليابان.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال الاستقبال كلمة فيما يلي نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله :
أيها الإخوة
إن هذا اللقاء المبارك معكم سبقه لقاءات مماثلة ومتواصلة على مدى عقود من الزمن ، فقد بعث الملك عبدالعزيز – رحمه الله – قبل ثمانين عاماً ممثلاً له لليابان ليشارك المسلمين هنا فرحتهم بافتتاح مسجد طوكيو عام 1938م ، ومازالت هذه اللقاءات الطيبة المباركة تتجدد.
أيها الأخوة
علينا التعريف بنهج الإسلام الداعي إلى التسامح والاعتدال ، ومحاربة التطرف والإرهاب في جميع أشكاله ، وأن ندرك أن التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي تتطلب مزيداً من التضامن بين المسلمين.
والمملكة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين تقدم ما في وسعها لخدمة الإسلام وهي حريصةُ على التواصل مع المسلمين في كافةِ أنحاءِ المعمورة.
إن الدين الإسلامي دين المحبة والسلام يحترم كرامة الإنسان ويحفظ حقوقه، وأنتم خير ممثلين للإسلام والمسلمين في هذا البلدِ الصديق.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في اليوم نفسه ، نخبة من الطلبة السعوديين المبتعثين في اليابان.
وقد اطمأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال الاستقبال على الطلبة وأوضاعهم متمنياً لهم التوفيق في تحصيلهم العلمي ليعودوا متسلحين بالعلم لخدمة وطنهم وشعبهم بإذن الله.
وقال ” أنتم تمثلون بلدكم هنا .. والحمدلله أن أبناء بلدنا يمثلونها أفضل تمثيل، وهذا مايسرنا وواجب علينا، بلادكم قبلة المسلمين بلاد الحرمين، نسأل الله -عزّ وجلّ- أن يوفقنا لخدمة الحرمين ، وأنتم إن شاء الله سفراء لبلدكم في هذه البلاد، حتى تظهروا الوجه الطيب لبلدكم وشعبكم .. وشكرا”.
وقبيل انتهاء الزيارة وحرصاً من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ على تلمس احتياجات المواطنين والمواطنات ، والاهتمام بقضاياهم ، فقد أمر بإلحاق الطلبة والطالبات الدارسين حالياً على حسابهم الخاص في اليابان بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ، ممن بدأوا الدراسة الأكاديمية في جامعات موصى بها ، وفي تخصصات الابتعاث المعتمدة ، أو ممن أنهى الساعات المطلوبة في التخصصات الأخرى .
وفي 16 جمادى الآخرة 1438هـ وصل ــ بحفظ الله ورعايته ــ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى جمهورية الصين الشعبية، في زيارة رسمية.
وفي يوم السابع عشر من شهر جمادى الآخرة 1438 هـ استقبل فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وذلك في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين.
بعد ذلك عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية جلسة المباحثات الرسمية.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال جلسة المباحثات الكلمة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس
نعبر عن سعادتنا بما وصلت إليه العلاقات بين بلدينا الصديقين ، وأستذكر بالتقدير زيارة فخامتكم لبلدكم الصديق المملكة العربية السعودية في شهر يناير 2016م ، تلك الزيارة التي عقدنا خلالها لقاءات مثمرة انعكست إيجاباً على التعاون المشترك في جميع المجالات .
لقد كان من ثمار هذه اللقاءات قيام اللجنة السعودية – الصينية رفيعة المستوى التي ستعمل بمثابة إطار للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وبهذه المناسبة أهنئ فخامتكم على نجاح الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر نواب الشعب الصيني الذي أكد فيه مكانتكم وقيادتكم الحكيمة.
فخامة الرئيس
إن العالم اليوم يشهد العديد من التحديات التي تهدد أمنه واستقراره، ويأتي في مقدمتها ظاهرة الإرهاب ، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسباق التسلح ، وصدام الثقافات.
وهذا يحتم على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات ، وبما يعزز الأمن والسلم الدوليين.
ولا يفوتني أن أشيد بمواقف جمهورية الصين الشعبية الصديقة في هذا المجال، متطلعاً إلى المزيد من تنسيق المواقف والجهود بين بلدينا في هذا الشأن .
شكراً فخامة الرئيس”.
وقد أقام فخامة الرئيس الصيني، مأدبة غداء تكريماً لخادم الحرمين الشريفين.
وشهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية توقيع مذكرات تفاهم وتعاون وبرامج بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
وشرّف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، يوم 17 جمادى الآخرة 1438 هـ حفل اختتام معرض ” طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” وذلك في متحف الصين الوطني.
وقد تجول خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس الصيني في أرجاء المعرض الذي يحوي قطعاً أثرية قديمة ونادرة تمثل تاريخًا عريقاً لشبه الجزيرة العربية، تعرّف بالبعد الحضاري للجزيرة العربية والإرث الثقافي للمملكة.
وألقى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس
السادة الحضور
يسرني أن أكون معكم في ختام معرض ( طرق التجارة في الجزيرة العربية. روائع وآثار المملكة ) الذي احتضنه متحف الصين الوطني.
إن هذه المعرض الذي يروي التاريخ العريق للجزيرة العربية وما يمثله من تبادل في مجال المعرفة والتراث التاريخي يعزز من أسس العلاقات القائمة بين البلدين.
ويسهم في تشكيل ثقافة مشتركة لشعبي البلدين عن دور المملكة والصين في بناء الحضارة العالمية.
لقد كانت المملكة ولا تزال معبر طرق بين الشرق والغرب وملتقى حضارات .
وتأتي جهود الصين ومشاركة المملكة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ، وطريق الحرير البحري لتعزز من العلاقات التجارية بين الشرق والغرب وتزيد من التفاعل بين الحضارات ..
شكراً فخامة الرئيس”.
وشرّف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في اليوم نفسه، حفل المنتدى الاستثماري السعودي الصيني.
واطلع – حفظه الله – على مجسم لمصفاة شركة فوجيان للتكرير والبتروكيماويات المحدودة (فريب) التي تعد مشروعًا مشتركًا بين ارامكو السعودية آسيا المحدودة، وشركة فوجيان للبتروكيماويات المحدودة، وشركة إكسون موبيل الصين للنفط والبتروكيماويات.
كما اطلع على نماذج لمشروعات سابك في المملكة والصين، ومنتجاتها التي تدخل في صناعة الكيماويات والسيارات.
وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن سعادته بالوجود معهم، وأن يكون فيه تعاون بين المملكة والصين، وتبادل المنافع بين البلدين، مؤكدًا أن تبادل الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال في البلدين يساعد على تنمية العلاقات لما فيها مصلحة الشعبين والبلدين.
وقال خادم الحرمين الشريفين ” نحن نهتم أن يكون لنا مصالح ولمن يعمل معنا مصالح كذلك، وأنا سعيد بهذه الزيارة وإن شاء الله تكون فيها زيادة خير للعلاقات بين بلدينا في كل المجالات”.
عقب ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين، إلى القاعة الرئيسة للمنتدى الاستثماري السعودي الصيني، حيث تشرف رجال الأعمال السعوديين المشاركين في المنتدى بالسلام على خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة شاهد – رعاه الله – والحضور، فيلماً مصوراً عن المملكة العربية السعودية، ورؤيتها 2030، وكذلك عن مبادرة الحزام والطريق الصينية، إضافة إلى التجربة الاقتصادية السعودية في الصين، والقواسم المشتركة في تشجيع بيئة الاستثمار المشترك بين البلدين الصديقين.
وفي اليوم الثامن عشر من شهر جمادى الآخرة 1438 هـ عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جلسة مباحثات مع دولة رئيس مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية لي كيتشيانغ.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – خلال المباحثات كلمة فيما يلي نصها:
“بسم الله الرحمن الرحيم
دولة رئيس مجلس الدولة
أعرب عن اعتزازنا بمستوى العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين بلدينا الصديقين.
وأشير إلى ما تمر به المملكة والصين من تحولات اقتصادية هامة أتاحت فرصاً كبيرة لتعزيز الروابط الوثيقة بينهما، مشيداً بما تقوم به اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين البلدين من جهود لتعزيز العلاقات وتطويرها.
نأمل أن يسهم التعاون الإستراتيجي بين المملكة والصين في تعزيز الجهود الدولية لمكافحة التطرف والإرهاب باعتبارهما خطراً عالمياً، وفي تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وفي الختام أتطلع أن تنقل هذه المباحثات علاقاتنا إلى مجالات وآفاق أرحب وبخاصة في المجالات الاقتصادية.
وشكراً لكم.”
كما عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في اليوم نفسه جلسة مباحثات مع معالي رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب بجمهورية الصين الشعبية تشانغ ديجيانغ.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين خلال الجلسة كلمة فيما يلي نصها:
// بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الرئيس
أعبر عن بالغ تقديرنا لحكومة وشعب الصين الصديق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
تأتي زيارتنا لجمهورية الصين الشعبية في إطار الجهود المبذولة من بلدينا لتجسيد الرغبة المشتركة لبناء علاقة شراكة استراتيجية تحقق النمو في علاقات البلدين في جميع المجالات.
إننا نقدر عالياً مواقف الصين الإيجابية تجاه قضايا السلام وعلى وجه الخصوص تجاه القضية الفلسطينية.
أودّ الإشادة بنجاح الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر نواب الشعب الصيني الذي تم من خلاله تأكيد مكانة فخامة الرئيس الصيني وقيادته الحكيمة لبلاده.
أقدر دور مجلس نواب الشعب الصيني في تعزيز العلاقات بين بلدينا، ونتطلع إلى مزيد من التعاون بين مجلس الشعب الصيني ومجلس الشورى السعودي، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين //.
ودشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في اليوم نفسه في جمهورية الصين الشعبية، مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، وتسلم – أيده الله – درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة.
وبعد أن تفضل خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بإزاحة الستار عن لوحة تدشين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، شاهد – رعاه الله – والجميع، فيلماً وثائقياً عن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ودورها في نشر العلم والثقافة والعلوم والمعارف بشتى لغات العالم، وفي تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة والصين.
واستعرض الفيلم إنشاء مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين منذ أن كانت فكرة إلى أن تحققت على أرض الواقع، تهدف إلى التعريف بجهود المملكة في العلم والثقافة، ولتأسيس طريق جديد للمعرفة بين الحضارتين العربية والصينية.
وبعد أن تسلم خادم الحرمين الشريفين شهادة درجة الدكتوراه الفخرية التي منحت له من جامعة بكين، ألقى – حفظه الله – كلمة بهذه المناسبة فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس جامعة بكين
السيدات والسادة
الحضور الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إنه لمن دواعي سروري أن أكون بينكم اليوم في رحاب جامعة بكين هذا الصرح العلمي المرموق، معرباً عن شكري وتقديري منحي هذه الدرجة العلمية.
وأغتنم هذه المناسبة للتأكيد على اهتمام المملكة العربية السعودية بالعلم والمعرفة، فالعلم هو أساس نهضة الأمم وتقدمها.
ويسعدني أن تقام هذه المناسبة في جامعتكم العريقة في مقر مكتبة الملك عبدالعزيز – رحمه الله – التي تمثل أحد جسور التواصل الثقافي بين المملكة والصين.
أيها الأصدقاء:
إننا ندعو من منبر هذه الجامعة إلى مزيد من التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية في مختلف مجالات البحث العلمي بما يعود بالخير والمنفعة على بلدينا الصديقين.
أكرر شكري لكم، آملاً أن تساهم هذه المناسبة في تعزيز العلاقات بين بلدينا في المجالات كافة، خاصة العلمية والثقافية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي 18 جمادى الآخرة 1438هـ استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مجموعة من الطلبة السعوديين المبتعثين في جمهورية الصين الشعبية.
وقد وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال الاستقبال لهم كلمة قال فيها: ” بسم الله الرحمن الرحيم .. أنا سعيد هذا اليوم بأن أرى أبناءنا وبناتنا ينهلون من العلم، وإن شاء الله موفقين وترجعون من دراستكم وتخدمون بلدكم بلد الحرمين الشريفين.
ولا شك أن الدولة منذ نشأتها تعتني بأبنائها في كل المجالات، وأنتم جنود ونحن جميعاً جنود في خدمة ديننا ووطننا، وطننا يستحق منا الخدمة، بلد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين فيه مكة المكرمة ، لذلك أنتم إن شاء الله أبناؤنا وبناتنا ترجعون لبلدكم وتخدمون دينكم قبل كل شيء ثم بلادكم وشعبكم.
والحمد لله أنا أرى في كل مكان من العالم من أبنائنا من يدرس ويتعلم، وفي الماضي إذا جاء أحدهم خطاب ذهب يبحث عن إمام مسجد حتى يقرأ له الخطاب ، الآن الحمد لله يحمل أبناؤنا وبناتنا أعلى الشهادات، ونحن والحمد لله في أمن واستقرار، وأسأل الله – عزّ وجلّ- أن يرزقنا شكر نعمته، وأنتم موفقون إن شاء الله، وأنا سعيد اليوم بهذا اللقاء” .
وقبيل انتهاء الزيارة وحرصاً من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على تلمّس احتياجات المواطنين والمواطنات، والاهتمام بقضاياهم، فقد أمر بإلحاق الطلبة والطالبات الدارسين حالياً على حسابهم الخاص في جمهورية الصين الشعبية بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ممن بدأوا الدراسة الأكاديمية في جامعات موصى بها، وفي تخصصات الابتعاث المعتمدة، أو ممن أنهى الساعات المطلوبة في التخصصات الأخرى.
وفي 20 جمادى الآخرة 1438هـ أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله حرص المملكة العربية السعودية على أن تقدم أنموذجاً يقتدى لحماية الحقوق والحريات المشروعة، وتحقيق الرفاهية والتنمية الشاملة للمجتمع، بما يتوافق مع القيم الإسلامية، ويحافظ على الأمن المجتمعي والتآلف بين أفراده، ويعزز التمسك بدينه، والثقة والوئام بين المواطن والمسؤول.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه – أيده الله – صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة في حفل افتتاح المؤتمر الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي ممثلة في مجمعها الفقهي بعنوان “الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومُحْكَمَات الشريعة”.
وجاء نص الكلمة كما يلي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أنقل إلى جمعكم المبارك تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقد شرفني – حفظه الله – بأن ألقي كلمته هذه في حفل افتتاح مؤتمركم الموقر.
كما يسرني بداية أن أرحب بضيوفنا الأفاضل، وهذا الحضور الزاخر بكم معاشر العلماء الراسخين في العلم، وقد تداعيتم إلى أفياء أم القرى، على أمر جلل للفصل فيه بما يحفظ على أمتنا رشدها ورشادها.
الإخوة الأكارم ..
(إن حرية التعبير التي يناقش مؤتمركم الاتجاهات الفكرية بينها وبين محكمات الشريعة، إنما هي _ كما هو معلوم بالضرورة _ فرع أصيل من المفهوم الكلي للحرية (المشروطة) في الإسلام، حيث خلق الله الناس أحراراً، وتفضل عليهم بنعمه فأكرمهم، قال تعالى: ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” (70 الأسراء).
ولا شك أن من كرامة الإنسان أن يكون من حيث الأصل، حراً َ في التصرف والاختيار، كما أن شريعتنا الإسلامية الغراء قضت بحفظ دم الإنسان وماله وعرضه، فحررته من كل عبودية عدا عبوديته لخالقه، شريطة التزام الإنسان بالضوابط التي شرعها – سبحانه وتعالى – بما يحقق صلاح حاله في دنياه وأخراه.
الحفل الكريم..
وحسناً فعل مجمعكم الفقهي الإسلامي في دورته التاسعة قبل نحو ثماني سنوات، حيث أكد أن التعبير عن الرأي حق مُصان في الإسلام، وفقاً لضوابط الشريعة ومن أهمها:
•أن تكون الغاية مرضاة الله تعالى، وخدمة مصالح المسلمين.
•ألا يتضمن الرأي أيّ تهجم على الدين أو شعائره أو شرائعه أو مقدساته.
•التزام الموضوعية والصدق والنزاهة والتجرد عن الهوى، والمحافظة على مصالح المجتمع وقيمه، وعدم الإخلال بالنظام العام للأمة، أو إحداث الفرقة بين المسلمين.
•أن تكون وسيلة التعبير مشروعة، مع عدم الإساءة للغير، ومراعاة قاعدة التوازن بين المصالح والمفاسد.
•أن يكون الرأي مستنداً إلى مصادر موثوقة وأن يتجنب ترويج الإشاعات.
هذا وقد صدر عن المجمع أربع توصيات تحمي ما تقدم.
ولكننا في الآونة الأخيرة شهدنا العديد من السجالات والتجاذبات واللغط حول حرية التعبير، خاصة في الفضاء الفكري المفتوح بلا ضوابط، ونحن إذ نؤمن بسعة الشريعة الإسلامية وحفظها للحقوق والحريات (المشروعة) إلا أنه يتحتم علينا الالتزام بهديها الحكيم في مواجهة المحاذير الخطيرة التي يعج بها هذا الفضاء، ضمانا لسلامة منهج أمتنا بما لها خصوصية دينية وحضارية, تميزها عن الأمم الأخرى، فمن حقنا بل من واجبنا أن نراعي هذه المقومات والخصوصيات في المعايير المعرفة لحقوق الإنسان في الأنظمة الأساسية (أو الدساتير) التي تحكم الدول الأخرى, والأنظمة الفرعية التي تنظم وتكفل الحقوق والحريات فيها, بحيث نأخذ منها ما يلائم هذه الخصوصية, ولا ننجرف إلى ما يخالف شرعنا الحنيف.
لذلك فقد حالف التوفيق مجمعكم المبارك، وهو يعيد اليوم طرق الموضوع ذاته مجدداً، لمواجهة ما نعيشه من تحديات صعبة، يلعب فيها الفكر دوراً خطيراً _ سلباً وإيجاباً_ وتتطلع الأمة إليكم لوضع الخطط والبرامج المتنوعة لقراءة المشاهد الفكرية قراءة معمقة، وفحص أطروحاتها المنهجية ، والأخذ بالجوانب الإيجابية فيها، وتوظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في خدمة ديننا وتنمية أوطاننا ورفاهية شعوبنا، على أن يتم ذلك كله بما يتفق وخصوصيتنا الإسلامية.
وكذا يؤمل من هذا المؤتمر أن يسهم بإضاءات مميزة تتعلق بموضوعه، تزيل الشبهات حول منهجنا الإسلامي التي تنشأ غالباً عن فهم قاصر أو تصور خاطئ لحقائق الإسلام، أو اندفاع غير متوازن في الرؤى والتصورات جهلاً أو عمداً.
الإخوة الكرام..
هذا وتحرص المملكة العربية السعودية على أن تقدم أنموذجاً يحتذى لحماية الحقوق والحريات المشروعة، وتحقيق الرفاهية والتنمية الشاملة للمجتمع، بما يتوافق مع القيم الإسلامية، ويحافظ على الأمن المجتمعي والتآلف بين أفراده، ويعزز التمسك بدينه، والثقة والوئام بين المواطن والمسؤول.
ونتمنى من ذوي الاهتمام بالشأن الإسلامي، والمؤثرين في مجتمعاتهم، أن يركزوا على إبراز المزايا التي يقدمها الإسلام في الحفاظ على كرامة الإنسان، والحرص على إسعاده وتنمية الفضائل فيه، وتوجيهه نحو الخير والنفع والتأثير الإيجابي، وأن يعرضوا حقوق الإنسان في صورتها المترابطة الكاملة حقوقاً وضوابط.
كما أن المأمول من وسائل الإعلام والاتصال والنشر، أن تكون أداة خير لنشر القيم الروحية والإنسانية، والشعور بمسؤولية الكلمة وأمانتها، وخطر بث المواد والمعلومات المسيئة لمنظومة القيم والمثيرة للفتن.
وقد حفلت أنظمتنا في المملكة العربية السعودية بهذه الضوابط حيث نصت المادة التاسعة والثلاثون من النظام الأساسي للحكم على ( التزام وسائل الإعلام والنشر، وجميع وسائل التعبير، بالكلمة الطيبة، وبأنظمة الدولة ، والإسهام في تثقيف الأمة و دعم وحدتها، وحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام، أو يمس بأمن الدولة وعلاقاتها العامة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه).
كما نصت المادة الثامنة من نظام المطبوعات والنشر على أن ” حرية التعبير عن الرأي مكفولة، بمختلف وسائل النشر، في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية”.
وتضمنت أهداف لائحة النشر الإلكتروني دعم ثقافة الحوار والتنوع، وتكريس ثقافة حقوق الإنسان، المتمثلة في حرية التعبير المكفولة للجميع، وفق أحكام النظام وكذلك نشر ثقافة الإعلام الجديد ووسائله في المجتمع، إضافة إلى حفظ حقوق الأشخاص في إنشاء وتسجيل أي شكل من أشكال النشر الإلكتروني”.
وفقكم الله وبارك في جهودكم، ولرابطة العالم الإسلامي الشكر على تنظيم هذا المؤتمر ممثلة في المجمع الفقهي الإسلامي، متطلعين أن يحقق الأهداف المرجوة منه.
وفي 16 رجب 1438 هـ رعى ـ حفظه الله ــ الحفل الختامي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الجديدة لهذا العام 1438هـ /2017م وذلك في موقع المهرجان في الصياهد الجنوبية للدهناء (140 كم ) شمال شرق مدينة الرياض.
وقد اطلع خادم الحرمين الشريفين فور وصوله على مجسم مشروع القرية السعودية للإبل الذي يضم مدخل الإبل المزايين وميدان المزايين وخيمة تعاليل وسوق ومزاد الإبل ومسار تفويج الإبل ومدرجات الزوار والمزاد الذهبي والقرية والمركز الإعلامي ومخيمات الخدمات المساندة .
كما تفضل – رعاه الله – بتدشين القرية السعودية للإبل التي تعد أول قرية متخصصة للإبل وتراثها وأبحاثها وتجارتها في المملكة .
إثر ذلك كرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حيث سلم ـ حفظه الله ـ درع شكر وعرفان تكريما لسموه، تسلمه نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن مشعل بن عبدالعزيز .
عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بتسليم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى للشاعر خلف بن هذال العتيبي .
ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين والضيوف عرضاً ميدانياً لنماذج من الإبل الفائزة بالمركز الأول بجائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل في فئات المئة والخمسين والثلاثين، ونماذج من المركز الثاني في فئة المئة.
عقب ذلك أعلن أسماء الفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل، وتشرف الفائزون بالسلام على خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – واستلام جوائزهم.
ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والحضور عرضاً مسرحياً تاريخياً بعنوان (الإبل حضارة) يحكي أبرز المحطات التاريخية لعلاقة الإبل بتاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المملكة والمستقبل .
بعد ذلك أديت العرضة السعودية .
وفي 22 شعبان 1438 هـ رعى خادم الحرمين الشريفين المباراة الختامية لمسابقة كأس الملك لكرة القدم التي أقيمت بين فريقي الأهلي والهلال.
وفي يوم الخامس والعشرين من شهر شعبان 1438هـ ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كلمة خلال القمة الإسلامية العربية الأمريكية قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة؛ أصحاب الجلالة والفخامة والسمو :
أحييكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وليسمح لي قادة العالمين العربي والإسلامي، أن أرحب بفخامة الرئيس الصديق / دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، في قمة تاريخية غير مسبوقة، تنعقد في وقت شديد الأهمية، وبالغ الخطورة .
إن لقاءنا هذا بفخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي تربطها بالكثير من دولنا أواصر الصداقة والعلاقة الوطيدة يجسد اهتمام فخامته وحرصه على توثيق التعاون والاستمرار في تنسيق المواقف بمختلف المجالات، وله دلالة كبيرة على أن دولنا العربية والإسلامية، المجتمعة اليوم وقد بلغت خمساً وخمسين دولة ،ويتجاوز عدد سكانها المليار ونصف المليار نسمة، تعد شريكاً مهماً في محاربة قوى التطرف والإرهاب، وفي تحقيق الأمن والاستقرار والسلم العالمي، ويحمل فخامته في جعبته الكثير من الآمال والطموحات للتعاون مع العالم العربي والإسلامي.
وإننا إذ نتقدم بالشكر والتقدير لفخامته لاستجابته للحضور والمشاركة في هذه القمة لنؤكد سعادتنا وامتناننا باختياره بلادكم المملكة العربية السعودية وقمتكم هذه كأول رحلة ومشاركة خارجية لفخامته مما يعكس ما يوليه فخامته وبلاده من اهتمام في قمتكم المباركة، كما نؤكد في الوقت ذاته أننا نبادله نفس المشاعر السامية في التعاون البناء لنبذ التطرف والعمل على مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وتجفيف منابعه وإيقاف كل سبل تمويله أو نشره والوقوف بحزم في التصدي لهذه الآفة الخطيرة على الإنسانية جمعاء.
ونجتمع اليوم في هذه القمة لنعبر عن الجدية في اتخاذ الخطوات الحثيثة لتعزيز شراكة حقيقية مع الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة بما يخدم مصالحنا المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والسلام والتنمية للبشرية كلها وهو ما يؤكده ديننا الإسلامي الحنيف.
أيها الأخوة والأصدقاء الأعزاء :
إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أياً كان مصدرها، امتثالاً لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف، لقد كان الإسلام وسيبقى دين الرحمة والسماحة والتعايش تؤكد ذلك شواهد ناصعة، ولقد قدم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام بين أتباع الأديان السماوية والثقافات، لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعى لتقديم صورة مشوهة لديننا، تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف .
نقول لإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا من المسلمين في كل مكان، بأن أحد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هو حفظ النفس، وأن لا شرف في ارتكاب جرائم القتل، فالإسلام دين السلام والتسامح، وقد حث على إعمار الأرض وحرم التهلكة والإفساد فيها، واعتبر قتل النفس البريئة قتلاً للناس جميعاً، وأن طريقنا لتحقيق مقاصد ديننا والفوز بالجنة هو في نشر قيم الإسلام السمحة التي تقوم على السلام والوسطية والاعتدال وعدم إحلال الدمار والإفساد في الأرض.
وأننا جميعاً شعوباً ودولاً، نرفض بكل لغة، وندين بكل شكل الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، وما هذه الأفعال البغيضة إلا نتيجة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيما داعش والقاعدة، وغيرها.
فالنظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم، وإننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979م .
لقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات اِلإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل .
وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعفاً، وحكمتنا تراجعاً حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته كما شاهدنا في اليمن وغيرها من دول المنطقة.
نقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه.
لقد عانت المملكة العربية السعودية طويلاً، وكانت هدفاً للإرهاب، لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين، ويسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة وانتشاره من خلال استهداف قبلة المسلمين ومركز ثقلهم .
ولقد نجحنا ولله الحمد في التصدي للأعمال الإرهابية وأحبطنا محاولاتٍ إرهابية كثيرة، وساعدنا الأشقاء والأصدقاء في دول العالم في تجنب مخططات تستهدف نسف أمنهم وتدمير استقرارهم .
أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء :
امتداداً للجهود المبذولة في محاربة الإرهاب أبرمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم اتفاقاً تاريخياً مع الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ إجراءاتٍ صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب وذلك بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب، ونتطلع إلى انضمام المزيد من الدول إلى المركز مستقبلاً وسيكون هذا الاتفاق أنموذجاً يحتذى به، وهو مبني على جهودنا القائمة في هذا الصدد، وإنني أؤكد باسم إخواني قادة الدول الإسلامية المجتمعين بأننا لن نتهاون أبداً في محاكمة كل من يمول أو يدعم الإرهاب، بأي صورة أو شكل، وستطبق أحكام العدالة كاملة عليه .
فخامة الرئيس الصديق
أيها الأخوة والأصدقاء الأعزاء :
استمراراً في حربنا ضد الإرهاب نؤكد عزمنا في القضاء على تنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية، أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها، وهو ما دعانا جميعاً إلى تشكيل (التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب .
إن الإرهاب نتيجة للتطرف وفي ظل الحاجة لمواجهته نعلن اليوم إطلاق (المركز العالمي لمكافحة التطرف)، الذي يهدف لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية.
أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء:
إن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط بل إن التنمية المستدامة هي جرعة التحصين الناجح بإذنه تعالى وهو ما تجسده رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في جوانبها المختلفة من الحرص على استثمار الشباب وتمكين المرأة وتنويع الاقتصاد وتطوير التعليم، وبدون شك فإن المملكة العربية السعودية تدعم وتشجع كل توجه لدى الدول الشقيقة والصديقة يهدف إلى تفعيل التنمية المستدامة في بلدانهم.
كما أننا نشدد على أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري ويتطلب تضحياتٍ مشتركة وعزيمة صادقة من أجل صالح الجميع ، كما أنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو :
إن آمال شعوبنا وطموحاتهم كبيرة ومسؤولياتنا لتحقيق هذه الطموحات جسيمة، لكن همتكم وحرصكم واهتمامكم سيجعلنا نواجه هذه المهام بعزم وحزم ونحن عازمون – بإذن الله – على التمسك بالتنمية كهدفٍ استراتيجي لمواجهة التطرف والإرهاب وتوفير الحياة الرغيدة.
وفقنا الله جميعاً وسددنا بما فيه الخير لشعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ودشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بمشاركة فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة العربية الاسلامية الامريكية، في الرياض المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال).
وشاهد خادم الحرمين الشريفين وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو فيلماً تعريفياً عن مبادرة إنشاء المركز من المملكة في سبيل مكافحة التطرف وتعزيز الاعتدال وما يضمه من إمكانيات تقنية وبشرية ومرتكزاته الفكرية والرقمية والإعلامية ومهامه في رصد وتحليل نشاطات الفكر المتطرف وأهداف المركز الاستراتيجية القائمة على الوقاية والتوعية والشراكة ومواجهة الفكر المتطرف.
إثر ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو إلى قسم القيادة والسيطرة، حيث تم تدشين المركز، وشاهد الجميع عرضًا عن إمكانيات المركز البشرية والتقنية غير المسبوقة والتي تم إعدادها وبناؤها بالكامل بأيدٍ سعودية محترفة في مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي، وذلك بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – منذ عامين.
واستمع الجميع خلال العرض إلى شرح وافٍ عن دقة هذه التقنيات في رصد وتحليل الفكر المتطرف والتي تم نقلها بالكامل للمركز الدولي لمكافحة الفكر المتطرف.
وفي 24 شوال 1438 هـ اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ على مجسم وعرض مرئي لمشروع الفيصلية السكني والإداري بمنطقة مكة المكرمة، والذي رفعه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، حيث شاهد – حفظه الله – أهداف المشروع ومكوناته والخدمات التي يقدمها المشروع للمنطقة.
وقد وجه خادم الحرمين الشريفين بتسمية المشروع بالفيصلية بعد أن كان مسماه السلمانية تقديرا وعرفنا منه – حفظه الله – باهتمام الملك فيصل – رحمه الله – بمنطقة مكة المكرمة.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – كلمة قال فيها ” أنا شاكر للأمير خالد جهوده في مكة وتطوير المنطقة ككل، وهذه المدينة ضمن التطوير بين مكة وجدة، وليس غريباً عن خالد، فوالده الملك فيصل -رحمه الله – كان نائب الملك في الحجاز، وهذا دليل على اهتمام هذه الدولة بالحرمين الشريفين بمكة والمدينة.
ويشرفني كما تشرف من قبلي أن نكون خداماً للحرمين الشريفين، ومن خدم الحرمين الشريفين خدم الإسلام والمسلمين.
وأضاف – حفظه الله – : بلدنا والحمدلله منطلق الإسلام ومنطلق العروبة وشرفنا الله بأن أنزل كتابه على نبي عربي، أسأل الله -عزّ وجلّ- أن يوفقنا لما يحب ويرضى ويوفق الأمير خالد كما هو موفق دائما لخدمة دينه وبلاده وشعبه”.
وعبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن سعادته بزيارة روسيا الاتحادية.
كما أعرب – حفظه الله – عقب وصوله إلى العاصمة موسكو في الرابع من شهر محرم 1439هـ عن تطلعه لأن تحقق هذه الزيارة ما يطمح له البلدان من تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون المشترك لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين الصديقين وخدمة الأمن والسلم الدوليين.
وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية لقاءً ثنائياً في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو.
وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين على حفاوة الاستقبال، وقال ـ حفظه الله ـ ” نحن سعداء بوجودنا في بلدكم الصديق، ونتطلع إلى تعزيز العلاقات بين بلدينا بما يخدم السلم والأمن والاستقرار ونمو الاقتصاد العالمي”.
وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية أيضًا جلسة مباحثات رسمية في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو.
وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الكلمة التالية:
بسم الله الرحمـن الرحيم
فخامة الرئيس فلاديمير بوتين
الحضور الكرام :
أود بداية أن أشكر فخامتكم على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدكم الصديق، وأن أعرب عن تقديرنا لما تضمنته كلمتكم من مشاعر ودية وإنه من دواعي سرورنا أن نكون في بلدكم الصديق للتأكيد على حرصنا على تعزيز العلاقات وترسيخها بين بلدينا وشعبينا في مختلف المجالات، مشيداً بما تتسم به من توافق في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والتنسيق المستمر في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والازدهار في أوطاننا وخدمة الأمن والسلم الدوليين، كما أننا حريصون على استمرار التعاون الإيجابي بين بلدينا لتحقيق استقرار الأسواق العالمية للنفط خدمة لنمو الاقتصاد العالمي.
إننا على قناعة تامة بأن هناك فرصاً كبيرة تسهم في تنويع وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية قادرة على زيادة استغلال وتقوية الميزات النسبية لصالح البلدين، ودفع عجلة التبادل التجاري بكل محاوره وفقاً لرؤية المملكة 2030.
إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتكثيف الجهود لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله واستشعاراً من المملكة لما يمثله الإرهاب والتطرف من خطورة عظمى على أمن واستقرار الدول والشعوب؛ فقد دعت المملكة إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة وتبرعت بمبلغ ( 110 ملايين دولار ) . كما عملت المملكة على تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم (41) دولة إسلامية وتأسيس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف في الرياض.
فخامة الرئيس :
إننا نؤكد على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تكون مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المرجعية للوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإن أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي، مما يستوجب التزام إيران بالكف عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها.
وفي اليمن نؤكد على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني ، وقرار مجلس الأمن رقم (2216) ، وبما يحفظ لليمن وحدته ويحقق أمنه واستقراره .
أما ما يخص الأزمة السورية فإننا مطالبون بالعمل على إنهائها وفقاً لمقررات جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254) ، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار ، ويحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها .
كما نؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية لمحاربة الإرهاب .
وإننا ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يخص مشكلة مسلمي الروهينجا وإيجاد حل يحميهم من أعمال العنف والانتهاكات التي يتعرضون لها ورفع المعاناة عنهم .
وفي الختام يطيب لي أن أوجه الدعوة لفخامتكم لزيارة المملكة العربية السعودية لاستكمال مشاوراتنا حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك ، وتعزيز التعاون الثنائي بين بلدينا في المجالات كافة ، كما أكرر شكري لفخامتكم وللحكومة الروسية على ما لقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة ، متمنياً لبلدكم وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار .
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مقر إقامته بالعاصمة الروسية موسكو أعضاء مجلس الأعمال السعودي الروسي.
وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الكلمة التالية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ويسعدني أن ألتقي بكم هذا اليوم .
تأتي زيارتنا هذه للتأكيد على أننا ماضون قدماً في البحث الجاد عن الفرص المشتركة لتطوير العلاقات بين بلدينا في جميع المجالات ، ونسجل بارتياح تام ما لمسناه من توافق في الآراء مع القيادة الروسية نحو العمل على نقل مستوى العلاقات الثنائية لآفاق أرحب وأشمل تؤسس بإذن الله إلى شراكة أقوى . وكان لتوجيهاتنا لسمو ولي العهد في زياراته الثلاث إلى روسيا أثر واضح في تعزيز الشراكة بين الجانبين من خلال ما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم .
الحضور الكرام
لقد اعتمدت المملكة خطة عريضة للتنمية تحت عنوان رؤية المملكة 2030 وذلك من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني وتحريره من الاعتماد على النفط مصدراً وحيداً للاقتصاد الوطني ، وتمثل خارطة وأهداف المملكة في التنمية للسنوات القادمة.
وتفتح الرؤية آفاقاً واعدةً لقطاع الأعمال وتعزيز الشراكات مع جميع الدول بما في ذلك روسيا الاتحادية ونتطلع إلى مشاركة الشركات الروسية الرائدة بفاعلية للدخول في الفرص الاقتصادية التي ستوفرها هذه الرؤية لتعزيز شراكتنا في جميع مجالات التعاون ،وبما يعود بالنفع على البلدين الصديقين والقطاع الخاص فيهما الذي يمثل أهمية كبيرة في تنمية وتقدم الدول، وأن المملكة تولي الرعاية الكاملة لهذا القطاع، وقد وفرت البيئة المناسبة لتطوير أعماله وتنميتها.
إن المملكة باعتبارها منتجاً رئيساً للنفط كانت ولا تزال تحرص على استقرار السوق العالمي للنفط بما يحقق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين، ويفتح آفاقاً للاستثمار في قطاعات الطاقة المختلفة ، وكانت مساهمتنا مع الأصدقاء الروس محورية للتوصل إلى آفاق نحو إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية وهو ما نأمل في استمراره.
في الختام أشكركم جميعاً على جهودكم ، وسعيكم للمساهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة لشعبينا متمنياً لكم دوام التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جلسة مباحثات مع دولة رئيس وزراء روسيا الاتحادية ديميتري ميدفيديف.
وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله – الكلمة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة رئيس الوزراء / دميتري مدفيديف
الحضور الكرام
نود أن نشكر دولتكم على ما أبديتموه من حرص ورغبة في تطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا الصديقين.
ونحن عازمون على الدفع بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب، وفي هذا الإطار نود الإشادة بالمباحثات المثمرة مع فخامة الرئيس / فلاديمير بوتين يوم أمس، والتي تم فيها الاتفاق على تعزيز التعاون بين بلدينا في شتى المجالات.
وقد أكدنا على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
كما أكدنا على أن تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط وما تشهده من أزمات في اليمن وسوريا وغيرها يتطلب توقف إيران عن سياساتها التوسعية والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام الأعراف والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
دولة الرئيس
تعيش المملكة العربية السعودية مرحلة تاريخية ومفصلية من التطور الشامل، وقد ترجمت هذه المرحلة في رؤيتها 2030 .
ونتطلع إلى مشاركة دولتكم الصديقة في التعاون لتنفيذ برامج هذه الرؤية بما يخدم مصالحنا المشتركة.
لقد أثمرت جهود بلدينا في مجال البترول إلى التوصل لاتفاقية خفض الإنتاج، وتحقيق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين، ونؤكد حرصنا على استقرار السوق العالمي للنفط.
ختاماً نقدر لفخامة الرئيس الروسي ولدولتكم والشعب الروسي الصديق ما لمسناه من حفاوة وترحيب وحسن استقبال، متمنين لكم دوام التوفيق والنجاح، وللشعب الروسي الصديق مزيداً من الازدهار، وشكراً.
وتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية.
وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي وزيرة التعليم أولغا فاسيليفا
معالي البروفيسور / آناتولي توركانوف
السادة أعضاء هيئة التدريس
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يُسعدني أن أكون بينكم اليوم وسط هذا الجمع المميز من أهل العلم والمعرفة في هذا الصرح العلمي في روسيا الصديقة، التي يقدم شعبها الصديق إسهامات مهمة في ميادين العلم والمعرفة وفي تطور الحضارة الإنسانية .
وأود أن أعرب عن شكري وتقديري لمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية على منحي شهادة الدكتوراه الفخرية، والتي يسعدني قبولها من هذا الصرح العلمي، الذي يمثل بسجله المميز منارة علمية مشرقة .
الحضور الكرام :
إن العلم والمعرفة هما الأساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم، من خلال تكوين أجيال متعلمة تقود المجتمعات، وتسهم في تعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب، والمحافظة على المنجزات الحضارية .
وفي هذا المجال نشيد باعتزاز وفخر بتراث الأمة العربية والإسلامية التي يشهد التاريخ بإسهاماتها في مسيرة الحضارة الإنسانية في ميادين العلوم المختلفة، ودورها كحلقة وصل رئيسة في العلاقات الدولية بين شعوب وثقافات العالم .
ونحن في المملكة نولي اهتماماً كبيراً بإيجاد جيل جديد يسهم في بناء الحضارة الإنسانية ومواجهة التحديات المعاصرة .
إن الاهتمام بالعلم والابتكار، والتطور التقني، وتطوير الكفاءات البشرية، يمثل ركيزة مهمة للتنمية .
وإنني ومن هذا المنبر أدعو الجامعات ومراكز العلم والفكر في بلدينا الصديقين لمد جسور التواصل والتعاون لتعزيز لغة الحوار الهادف وتعميق نشر المعرفة وتطوير البحوث المشتركة وبما يخدم شعبينا وشعوب العالم أجمع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مقر إقامته بالعاصمة الروسية موسكو المفتي الأعلى رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا الشيخ طلعت تاج الدين، يرافقه عدد من أبرز الشخصيات الإسلامية في روسيا.
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين خلال الاستقبال أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة لتعزيز مبادئ التسامح، ومكافحة الغلو والتطرف، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وفي شهر صفر 1439هـ ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيده الله ـ الكلمة التالية خلال افتتاح الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي:
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيق الأخ الدكتور / حيدر العبادي، معالي وزير الخارجية الأمريكي السيد / ريكس تيلرسون
الإخوة أعضاء مجلس التنسيق السعودي ـ العراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ـ
يسرنا أن نرحب بكم جميعاً في المملكة العربية السعودية ، شاكرين دولة الأخ الدكتور / حيدر العبادي على تلبية دعوتنا وحضور الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي ـ العراقي.
كما نشكر معالي وزير الخارجية الأمريكي لحضوره هذا الاجتماع الذي يعكس الاهتمام الذي يوليه فخامة الرئيس ترمب والإدارة الأمريكية للمصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وجمهورية العراق الشقيق.
أيها الإخوة الكرام :
إننا نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا مما يستدعي منا التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات.
وإننا إذ نبارك لأشقائنا في العراق ما تحقق من إنجازات في القضاء على الإرهاب ودحره والذي شارك فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة وتشارك فيه المملكة ودول شقيقة وصديقة ، لنؤكد دعمنا وتأييدنا لوحدة العراق الشقيق واستقراره مؤملين معالجة الخلافات داخل البيت العراقي من خلال الحوار ، وفي إطار الدستور العراقي.
إن حضورنا اليوم يعكس اهتمامنا جميعاً بهذا المجلس ، وما نعلقه عليه من آمال في تطوير العلاقات وتعزيزها بين شعبينا وبلدينا الشقيقين في كافة المجالات.
وإن الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة.
إن ما يربطنا بالعراق الشقيق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد.
ونتطلع جميعاً أن تسهم اجتماعات المجلس في المضي بذلك لآفاق أرحب وأوسع، وستكون أعماله محل متابعة شخصية منا ومن دولة رئيس مجلس الوزراء.
ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير بلدينا وأمتينا العربية والإسلامية والعالم أجمع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي 19 صفر 1439 هـ وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى المدينة المنورة وتوجه فورًا، لزيارة المسجد النبوي حيث أدى الصلاة في الروضة الشريفة وتشرف – رعاه الله – بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما.
بعد ذلك تسلّم الملك المفدى هدية عبارة عن نسخة نادرة من المصحف الشريف.
وفي اليوم التالي شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حفل استقبال أهالي منطقة المدينة المنورة، واطلع على عرض مرئي دشن بعده مشروعات هيئة تطوير المدينة المنورة التي تتضمن مشروع أنسنة المدينة المنورة، ومشروع مركز القبلتين الحضاري.
وقال – رعاه الله – ” بسم الله الرحمن الرحيم ، يشرفني أن افتتح هذا اليوم هذه المشاريع ، ويشرفني دائماً ومن كان من قبلي من أخوتي ومن والدنا عبدالعزيز أن نكون خُداماً للحرمين الشريفين، نحن وشعبنا في بلادنا كُلنا خُدام للحرمين الشريفين، والحمد لله بلدنا تتمتع بالأمن والاطمئنان ، والحاج والمعتمر والزائر كما قلت وأُكررها يحج ويزور المدينة المنورة ويمشي في هذه البلاد الكبيرة القارة آمناً مطمئناً والحمد لله ، يجب علينا أن نشكر ربنا -عزّ وجلّ- على هذه النعمة، والحمد لله رب العالمين، والحمد لله رب العالمين، الحمد لله رب العالمين، أن نكون إن شاء الله كما كان والدنا وأبناؤه من بعده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
بعد ذلك شاهد الملك المفدى والحضور عرضاً مرئياً مفصلاً عن المشروعات التي تم تدشيها وتضم 21 مشروعاً في قطاعات الكهرباء، والزراعة والمياه، والتعليم، والنقل ، بتكلفة إجمالية بلغت 7.193.515.450 ريالاً.
وتضمنت مشروعات الكهرباء محطة المطار الجديد، ومحطة شبكة الخالدية، ومحطة وشبكة الخاتم، ومحطة وشبكة الخندق، ومحطة وشبكة وسط المدينة المنورة، فيما تتضمن مشروعات وزارة البيئة والمياه والزراعة، مشروع خزان مياه شرق المدينة المنورة سعة 500 ألف متر مكعب، وكذلك مشروع إنشاء المطحنة الثانية بالمدينة المنورة، الذي نفّذته المؤسسة العامة للحبوب، وتبلغ طاقته الإنتاجية 600 طن من القمح / يومياً.
وتضمنت مشروعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، المرحلة الثانية من إنشاء وتجهيز العمادات المساندة، والمرحلتين العاشرة والحادية عشرة من إنشاء وتجهيز وحدات سكنية لطلاب الجامعة، والمرحلة الرابعة من إسكان أعضاء هيئة التدريس، وإنشاء مبنى مركز المعلومات.
وشملت المشروعات وزارة النقل بالمدينة المنورة، تنفيذ تقاطع طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز مع طريق المدينة المنورة / ينبع السريع، وتنفيذ طريق المدينة المنورة / العلا / تبوك السريع (المرحلتين الأولى والثانية)، إضافة إلى توسعة ميناء ينبع التجاري، وتوسعة ميناء الملك فهد الصناعي ، ومحطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة، كما شملت مشروعات وزارة التعليم بالمنطقة، 14 مدرسة للبنين والبنات، ومشروع المستودعات المركزية، والصالة الرياضية.
عقب ذلك تشرف أهالي المدينة المنورة بالسلام على خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -.
ثم شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله – مأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة نيابة عن أهالي المنطقة تكريماً للملك المفدى.
وفي 23 ربيع الأوّل 1439هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بمدينة الرياض حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد لعام 2017م بفروعها الثلاثة ” شركاء التنمية ” و ” التميّز للمنظمات غير الربحية ” و ” التنافسية المسؤولة “.
وفي 25 ربيع الأوّل 1439هـ افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى وذلك بمقر المجلس في الرياض.
إثر ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الخطاب الملكي السنوي فيما يلي نصه:
الحمد لله رب العالمين ، القائل في محكم التنزيل ( وشاورهم في الأمر ) ، والقائل ( وأمرهم شورى بينهم ) ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على النبي الأمين ، وآله وصحبه أجمعين .
أيها الإخوة والأخوات :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
إنه ليسعدنا أن نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك ، وأن نفتتح – على بركة الله – أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى ، سائلاً المولى – عز وجل – أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى مافيه خير البلاد والعباد .
إن مناسبة افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى تعني مرور خمسة وعشرين عاماً على تكوين هذا المجلس وفق نظامه الحديث ، وهي سنوات أكدت فاعلية مجلس الشورى ودوره في التنمية.
لقد قامت دولتكم منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – على تطبيق شرع الله ، والالتزام بالعقيدة الإسلامية ، وتعزيز مبدأ العدل ، وتسعى حكومتكم إلى تطوير الحاضر بما لايتعارض مع ثوابت عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا ، وترسيخ نهج الاعتدال والوسطية ، ونحمد الله الذي منّ علينا بشرف خدمة بيته الحرام ومسجد رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ، كما نشكره -عزّ وجلّ- على فضله وتوفيقه إلى النجاح المتميز لموسم حج العام الماضي ، وهذا ما لمسناه من مشاعر حجاج بيت الله الحرام والمسؤولين من دول مختلقة.
أيها الإخوة والأخوت :
تمضي بلادكم قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر ، وهذا يحقق بحول الله ما يصبو إليه الجميع من توفير سبل الحياة الكريمة ، وجاءت رؤية المملكة 2030 لتعزز هذا المسار التنموي ، من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل واستغلال الطاقات والثروات المتوفرة ، والإمكانات المختلفة المتاحة للانتقال بالمملكة العربية السعودية لمصاف الدول المتقدمة في مختلف الميادين .
وتحقيقاً لأهداف الرؤية ، تم إنشاء وإعادة هيكلة بعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات العامة بما يتوافق مع متطلبات هذه المرحلة ، كإنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية ، وجهاز رئاسة أمن الدولة ، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وتعديل اسم هيئة التحقيق والادعاء العام إلى ( النيابة العامة ) مع تعديل ارتباطها ، إضافة إلى الاستمرار في تطوير مرفق القضاء، وإطلاق الاستراتيجية الجديدة لصندوق الاستثمارات العامة واستثماراته داخل المملكة وخارجها بهدف تنويع مصادر الدخل وتعزيز التنمية ، وتحسين إيرادات الدولة وتقليص العجز في الموازنة العامة ، وفي هذا السياق تم الإعلان عن عدة مشروعات كبرى حيوية وهامة ومن ذلك مشروعات ( القدية ، والبحر الأحمر ، ونيوم ) .
إن الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها وقد عزمنا بحول الله وقوته على مواجهته بعدل وحزم لتنعم بلادنا بإذن الله بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن وفي هذا السياق جاء أمرنا بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد برئاسة سمو ولي العهد ونحمد الله أن هؤلاء قلة قليلة وما بدر منهم لا ينال من نزاهة مواطني هذه البلاد الطاهرة الشرفاء من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والموظفين والعاملين على كافة المستويات وفي مختلف مواقع المسؤولية في القطاعين العام والخاص وكذلك المقيمون بها من عاملين ومستثمرين الذين نعتز ونفخر بهم ونشد على أيديهم ونتمنى لهم التوفيق .
ونود أن نؤكد حرص واهتمام حكومتكم على استمرارية التنمية ودعمها فالمملكة تواصل إزالة العوائق وتشجع الاستثمار المحلي والأجنبي وتتبنى استراتيجية التنوع الاقتصادي وتسعى لتطوير بنية اقتصادية أكثر قدرة على المنافسة حيث إنّ استدامة التنمية تلبي احتياجات الجيل الحالي مع الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة .
وقد أكدت البيانات تراجع العجز المالي حتى الربع الثالث من عام 2017م بنسبة 40 بالمائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي .
وطورت الدولة الاستثمار في الصناعات العسكرية والتحويلية والاستهلاكية لتقليل استيراد البضائع من خارج المملكة إضافة إلى التوسع في الخصخصة ويتوقع أن تحقق هذه الخطوات في مجموعها بإذن الله إيرادات جيدة ومستدامة ترفع الكفاءة وذلك من أجل تنويع الموارد وتوفير المزيد من فرص العمل لأبنائنا وبناتنا .
وفي هذا السياق فإننا نثمن دور القطاع الخاص الشريك الهام في التنمية وعلى الرغم مما يبذله هذا القطاع من جهود في مجال الأعمال إلا أنه من المأمول أن يتزايد دوره في توظيف السواعد الوطنية واستتقطاب الكفاءات وتوطين التقنية وأن تعمل جهات التعليم والتدريب في الوقت نفسه على تضييق الفجوة بين احتياجات سوق العمل وبرامج التعليم والتدريب وستستمر الدولة في دعم وتحفيز القطاع الخاص بجميع الوسائل .
ومن أجل دعم وتنظيم النشاط العقاري غير الحكومي وتطويره لرفع كفاءته وتشجيع الاستثمار فيه بما يتفق مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية تم إنشاء الهيئة العامة للعقار لتسهم في تقديم مجموعة من الخدمات للمواطنين والمطورين والجهات ذات العلاقة، إذ إن هذه الخطوة تعد ضمن الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 في إطار تحسين أداء القطاع العقاري ورفع مساهمته في الناتج المحلي وتسهيل الإجراءات .
أيها الإخوة والأخوات :
وحرصا على توسيع قاعدة المشاركة في التنمية الوطنية فقد واصلت الدولة جهودها في تعزيز تمكين المرأة السعودية من المشاركة في التنمية وصناعة القرار وفقاً للضوابط الشرعية فها هي تشغل ثلاثين مقعداً في عضوية مجلس الشورى وحازت على الثقة ناخبة ومنتخبة في الانتخابات البلدية وتقلدت مناصب سيادية في القطاعين العام والخاص وهي عضو فاعل في مسار التنمية الوطنية في جميع مجالاتها .
أيها الإخوة والأخوات :
تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر بما لا يتعارض مع ثوابتها متمسكين بالوسطية سبيلا والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا ورسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه , وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن إن شاء الله حماة الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين ونساله سبحانه السداد والتوفيق .
أيها الإخوة والأخوات :
لقد تعرضت كثير من دول العالم بما فيها المملكة للأعمال الإرهابية التي روعت المجتمعات ودمرت المنشآت وراح ضحيتها الكثير من الأبرياء وفي مواجهة هذه الظاهرة الإجرامية أسهمت حكومة المملكة في الجهود الدولية لمحارية الإرهاب وبادرت في تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحارية الإرهاب، وإنشاء مركز عالمي لمكافحة الفكر المتطرف وترسيخ مفاهيم الاعتدال والتسامح ،ونتطلع إلى تعزيز وتكثيف الجهود الدولية لمحارية الإرهاب حتى يتم القضاء عليه وتجفيف منابعه .
أيها الإخوة والأخوات :
وعلى المستوى الدولي تقوم المملكة بدور مؤثر في المحافل الدولية من خلال الأمم المتحدة ، والمنظمات الإسلامية والعربية ومجموعة العشرين خدمة لمصالحها ومصالح أشقائها ،والوقوف مع الحق والعدل ، كما استقبلت بلادكم العديد من زعماء دول العالم وكبار المسؤولين في الدول الشقيقة والصديقة، فقد تمكنت المملكة خلال يومين من عقد ثلاث قمم سياسية متعددة الأطراف ،وهي القمة ( السعودية – الأمريكية )، وتم خلالها إعلان الرؤية الاسترتيجة المشتركة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وتوقيع العديد من الاتفاقيات المهمة ،أما القمة الثانية فهي ( قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية ) ، حيث اتفق القادة على محاربة الإرهاب بجميع أشكالة، والقمة الثالثة هي ( القمة العربية – الإسلامية – الأمريكية ) ،بمشاركة العديد من قادة الدول العربية والإسلامية، وقد ركزت على الشراكة الوثيقة بين الدول العربية والإسلامية.
والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب، وتعزيز قيم ومبادىء التعايش والتسامح، بالإضافة إلى التصدي للأجندات المذهبية والطائفية والتدخل في شؤون الدول، وكذلك مواجهة القرصنة وحماية الملاحة ، وشهدت انطلاق أول مركز عالمي لمكافحة الفكر المتطرف في مدينة الرياض.
وهذه القمم الثلاث تجسّد ما تحظى به المملكة العربية السعودية من مكانة وتقدير على المستوى الدولي، وتؤكد حرصها على تعزيز أواصر التعاون بينها وبين الدول الشقيقة والصديقة، ودورها المحوري في تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وحرصاً على تعزيز علاقات المملكة مع دول العالم، فقد قمنا بزيارة عدد من الدول الشقيقة والصديقة ومنها ( ماليزيا ، وإندونيسيا ، وبروناي ، واليابان ، وجمهورية الصين الشعبية ، والأردن، وروسيا الاتحادية )، بحثنا خلالها سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتطوير الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأثمرت هذه الزيارات عن نقلة في مسار العلاقات مع تلك الدول، ستسهم – بإذن الله – في خدمة المصالح المشتركة والسلام العالمي.
إننا نؤكد موقف المملكة الثابت من الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، والمملكة تعتبر القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها، وسيظل موقفها كما كان دائماً مستنداً إلى ثوابت ومرتكزات تهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل، على أساس استرداد الشعب الفسطيني لحقوقه المشروعة ،بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية التي رحب بها المجتمع الدولي , وفي هذه المناسبة فإن المملكة تؤكد استنكارها وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.
وبالنسبة للأزمة اليمنية فلم تكن عاصفة الحزم وإعادة الأمل خياراً لدول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، بل كانت واجباً علينا جميعاً لنصرة إخواننا أنباء الشعب اليمني الشقيق ، وما زلنا ملتزمين بدعم الشرعية في الجمهورية اليمنية لفرض سلطتها على كامل التراب اليمني ، ونحن نسعى في هذا الإطار لحل سياسي في اليمن وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ونتائج الحوار الوطني ، وأن يؤدي ذلك لبدء مرحلة انتقالية تحقق الاستقرار في اليمن ومن ثم إعادة الإعمار .
وكما يعلم الجميع فإن واجبنا تجاه العالم الإسلامي لا يقف عند حد تقديم الخدمات والتسهيلات للمسلمين الوافدين إلى بلادنا ، بل إنه يتعدى ذلك إلى الاهتمام بكل قضايا المسلمين والمشكلات التي تواجههم، فالمملكة داعمة دائماً للمنكوبين والمكلومين في شتى أصقاع الأرض، ومواقفها معروفة ومشهودة من قضايا المسلمين في كل مكان، ولقد أدانت المملكة العربية السعودية انتهاكات حقوق مسلمي الروهينغا وحرق مساجدهم ، وقد تواصلت المملكة مع الأمين العام للأمم المتحدة ، ونتج عن ذلك إدانة فورية من قبل الأمم المتحدة ، كما دعت المملكة إلى طرح قرار أممي يدين تلك الانتهاكات.
أيها الإخوة والأخوات :
لا يخفى عليكم أن منطقتنا العربية تمر بمرحلة خطيرة تتعدد فيها الصراعات والأزمات، الأمر الذي يستوجب اليقظة والحذر لكل ما يحاك ضد أمننا واستقرارنا ، وفي هذا المجال نعمل مع حلفائنا لمواجهة نزعة التدخل في شؤون دول المنطقة وتأجيج الفتن الطائفية ، وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين ، ودعم الإرهاب .
أيها الإخوة والأخوات :
إننا جزء من هذا العالم وعضو فاعل في الأسرة الدولية ، وتشارك المملكة بفاعلية في مجال التنمية الدولية ، والإغاثة الإنسانية ، وقد قامت المملكة بجهود ظاهرة في هذه الجوانب وبخاصة الجانب الإنساني بما تقدمه من دعم وإسهام في التخفيف من معاناة المحتاجين ، جراء الكوارث الطبيعية ، أو بسبب الحروب ، وذلك من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فكانت المملكة محل تقدير الدول والمنظمات والهيئات الإنسانية بما تقدمه من مساعدات للشعوب المحتاجة في أوقات الكوارث والمحن .
أشكر معالي رئيس مجلس الشورى ، والإخوة والأخوات الأعضاء في المجلس على جهودهم ومساهماتهم ، متمنياً لهم التوفيق والسداد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.