دخل نظام الملالي، في مأزق حقيقي، منذ اندلاع انتفاضة أهالي مدينة مشهد؛ رفضًا لغلاء الأسعار ورفع “شعار أين الخبز؟”؛ ما دفعه إلى نشر قوّات الأمن في كل أرجاء المدينة، لاسيّما بعد أن أخذت التظاهرات مدًّا ثوريًّا في المدن كافة، وتحوّلت شعاراتها إلى سياسية بحتة، مناهضة للنظام، وتدخلاته في شؤون دول المنطقة، ودعمه لما يسمى بـ”حزب الله” الإرهابي في لبنان.
إشارة حمراء:
ووجَّه نظام الملالي رسالة قصيرة إلى كل القوات العسكرية، أعلن بموجبها حالة التأهب، والتي جاء في نصّها: “عاجل وطارئ -إشارة حمراء- على جميع العناصر الحضور بالزي العسكري الآن في موقعها العسكري”.
انفجار مشاعر الغضب الشعبي:
ومن جانبه، أكّد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في بيانٍ له أمس الجمعة 29 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أنَّ مشاهد الانتفاضة في مدينة مشهد، عكست انفجار مشاعر الغضب، وذروة الاشمئزاز لدى شعب، مشيرًا إلى أنَّ “النظام القمعي والفاسد فَقَد كل رصيده لدى الشعب”.
وسرد البيان مشاهد عدة من واقع التظاهرات، أبرزها صرخة أحد العمال المفصول من عمله، والذي قال: “عملت لمدة 27 عامًا لكن فصلوني عن العمل، يا سيد روحاني، كل شهر مليون تومان (يعادل 230 دولارًا) ولي سبعة أولاد، وعملت بكل صعوبة 27 عامًا فصلوني عن العمل”.
وهتف المتظاهرون بشعارات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، منها “الموت للديكتاتور” في إشارة للمرشد، و”الموت لروحاني”، “اترك سوريا وفكر في حالنا”.
الثورة تتمدّد:
وإضافة إلى مدينة مشهد، خرج أهالي العديد من المدن الأخرى، ومنها طهران، ورشت، وساري، وقم، وتبريز، وآرومية، وكرمانشاه، وهمدان، وخرم آباد، وقوجان، … وغيرها، للتضامن مع أهالي مدينة مشهد، وللاحتجاج على الظلم والاضطهاد والغلاء.
وأعلنت وكالة أنباء فارس الإيرانية (شبه الرسمية)، أنَّ قوات الشرطة فرَّقت المتظاهرين المحتجين على غلاء الأسعار أمس الجمعة، 29 كانون الأول/ديسمبر 2017، بعدما هتفوا بشعارات مناهضة للحكومة في مدينة كرمانشاه غرب البلاد”.
وبيَّنت الوكالة أنَّ “نحو 300 محتج هتفوا بشعارات من بينها (أطلقوا سراح السجناء السياسيين) و(الحرية أو الموت)، وأتلفوا ممتلكات عامة”.
واتسعت رقعة مظاهرات الغضب فى إيران ضد نظام الملالي، على خلفية دعمه للجماعات الإرهابية خارج البلاد، وتركه الداخل الإيراني بلا تنمية.
كرمانشاه تنضمُّ للثورة:
وانضمت محافظة كرمانشاه إلى المحافظات الثائرة ضد النظام الإيراني وعقب صلاة الجمعة قام المتظاهرون بإحراق صور المرشد الإيراني على خامنئي واصفين إياه بـ”الديكتاتور”.
لم تخلو العاصمة الإيرانية طهران من الاحتجاجات على النظام، الذي يقوده الملالي، منذ الثورة على الشاه في العام 1979م، بينما أفادت وكالة أنباء “إيرنا” الجمعة، بأن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت عددًا من المتظاهرين الذين تجمعوا في العاصمة طهران منددين بسياسات الحكومة.
شعارات تندّد بالسياسات الخارجية:
إلى ذلك، أطلق المحتجون شعارات تشير بوضوح إلى المرشد الإيراني علي خامنئي حيث هتفوا: “الشعب يلجأ للتسول والآقا (خامنئي) يعيش في نعيم”. وطالب المتظاهرون في كرمانشاه بقية المدن الإيرانية بالانضمام إلى الاحتجاجات التي من المتوقع أن تتوسع خلال الساعات القادمة بعد أن دعا لها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما كرر المتظاهرون في مدينتي كرمانشاه وشيراز، شعارات أطلقها محتجون الخميس في مدينة مشهد، وهي: “الموت لروحاني” و”الموت للديكتاتور” و”لا غزة ولا لبنان”، “روحي فداء لإيران”، في إشارة إلى الدعم السخي الذي يقدمه النظام في بلادهم إلى ميليشيات موالية لإيران في المنطقة.
غضب وصل إلى الحلقوم:
ووصل الغضب في الشارع الإيراني الحلقوم؛ حيث انتفضت المحافظات الإيرانية، لاسيما مدينة قُم الدينية التي احتشد الآلاف في شوارعها، يهتفون بـ”الموت لحزب الله” و”اخجل يا خامنئي.. واترك البلاد”.
وانطلقت موجة المظاهرات من مدينة مشهد الدينية، واتسعت أمس الجمعة إلى مدن أخرى، بما فيها مدينة قم التي تضم معظم المدارس الدينية.
يُذكر أنَّ طهران تدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، سنويًّا بالمليارات، كما تدعم حزب الله اللبناني بمئات الملايين، وتقوم بتسليح وتمويل ميليشيات طائفية، جلبتهم من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، لقمع ثورة الشعب السوري، بالإضافة إلى دعم الميليشيات الحوثية في اليمن.
وحسب الشعارات التي أطلقها الإيرانيون خلال اليومين الماضيين، بات واضحًا أنهم يعتبرون أنفسهم أولى بالأموال التي تنفق على ميليشيات حزب الله اللبناني و”فاطميون” الأفغاني و”الزينبيون” الباكستاني وحركة النجباء العراقية والحوثيين في اليمن وميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
عبد الله
لماذا لم يشملني حساب المواطن