لا تتصنع الذكاء علي!

الجمعة ٢٢ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٩:٥٦ صباحاً
لا تتصنع الذكاء علي!

كان مع صديق له وفي جلسة هادئة في كوفي شوب يحتسيان القهوة الساخنة، وأثناء تبادل وتجاذب أطراف الحديث أخرج صديقه سماعة جوال كان قد اقتناها للتو وكانت من النوع المميز ذات الجودة العالية ووقعت نفسه وعينه عليها حتى سرحت بخياله وسرقت أفكاره، وأصبح مع صديقه يعيش الانفصام فهو حاضر بالجسد معه وذهنه مع تلك السماعة المُلفتة.

وبعد أن همّا بالخروج والعودة، طلب السماعة من صديقه لغرض تجربتها وهو في الحقيقة يخطط لأمر أبعد من ذلك ألا وهو امتلاكها لنفسه ولكن بطريقة غير مؤدبة ولائقة، مر الوقت من أخذه لها وصاحبها ينتظر عودتها، ألمح لصديقه مرات وصرح له بوضوح مرات أخرى ولكن دون جدوى، حتى شعر بأن امتلاك شركة أجهزة هواتف ذكية عملاقة أقرب له من عودة تلك القطعة الصغيرة!

فقد الأمل ونسي سماعته أو بالأحرى تناساها ليس لأنه لا يستطيع شراء بديل لها أو أن قلبه قد تعلق بها، ولكن دافع ذلك الطريقة التي تم الاستيلاء عليها بها. وترك السؤال عنها حفاظًا على كرامة نفسه العزيزة. صاحبنا هذا بفعلته يظن أنه قد حقق الكثير مما يطمح له ويحلم به دون بذل أي مقابل مادي أو جهد بدني وذهني، ولكنه مع غمر تلك النشوة التي يعيشها نسي أنه بأفعال كهذه يخسر الأصدقاء من حوله ومع مرور الوقت سيجد نفسه منبوذًا ووحيدًا لا أحد يطيقه ولا يستسيغ مصاحبته!

وأيضًا أفعالك هذه ليست من شيم الكرام ولا النبلاء بل هي من صفات أحقر الناس خُلقًا ودناءة ومروءة. ولا تحاول أن تتذاكى على خلق الله وعلى من حولك، ولا يعني أنها نجحت معك مرة أنها ستستمر معك دومًا فليكن في حسبانك أن سكوت الناس قد يكون دافعه نبلهم وكرمهم وارتفاعهم عن سفاسف الأمور مثل تلك التي اتخذتها لك منهجًا وطريقًا في حياتك، وليس من قوة ذكائك الخارقة وتخطيطك المُهيب!

وهذه التصرفات هي في حقيقتها (سرقة مبطنة) وأنت لص سارق ويدك مغلولة وفيك صفة البخل! وكذلك بعض البشر قد أودع الله فيهم خصلة الحياء وبالتالي لا يمتلك الجرأة لطلب ما فقد وبإلحاح شديد حتى لا يدفعك ذلك الشيء بظن حسن صنيعك!
وختامًا! تقول الحكمة والتي نطق بها إبراهام لينكولن “يمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت”.

@TurkiAldawesh

إقرأ المزيد