زينة الإبل.. ألوان من الطبيعة وزخارف من البيئة

الجمعة ٢٩ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٥:٤١ مساءً
زينة الإبل.. ألوان من الطبيعة وزخارف من البيئة

أبرز مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في دورته الثانية، الطابع الجمالي للإبل؛ من خلال فعاليات متنوعة تُقدم طوال أيام المهرجان، تسهم في تقديم الإثراء المعرفي للزوار، وتربط الأجيال بموروثهم الثقافي.
وأوضح المتحدث الرسمي للمهرجان، سلطان البقمي، أن علاقة العربي بالجمال والإبل رسخت عبر قرون من الزمن، واستطاع تطويع مواد بيئته لتصنيع كل ما يحتاجه من أدوات تتطلبها مرافقته للإبل، بل إنه صنع من المواد المتوافرة حوله في محيطه زينة وزخارف تزين الإبل وتبرز جماليتها وخلقها العظيم، مشيرًا إلى أن المؤرخين وثقوا عند العرب زينة الإبل ومراكبها بالبُرى والجدايل والأجراس ونحوها، فقد تكون الزينة أهدابا وضفائر تتدلى من الشّداد أو تكون حبالًا وأجراسًا تعلّق على أعناق الإبل أو رحالها، كما تولي النساء ركائبهن عناية خاصة، حيث تُعد الهوادج أكثر المراكب تزيينًا.
وبين البقمي أن العرب اتخذوا زينة بارزة لرأس البعير وعنقه؛ لأنه أول ما يواجه الناظر إليه، فاتخذوا لذلك الأقاليد والبُرى، والبُرة قطعة من صفر تجعل على أحد جانبي مُنخر البعير، والإقليد هو البُرة التي يشد فيها زمام الناقة وهو طرفها يثنى على الطرف الآخر ويلوى ليًّا شديدًا، كما اعتنوا بمعذر الناقة وهو ما يحيط برأسها من خلف الأذنين وحاكوا له ما يسمى بالعذار، مضيفًا أن زينة الجدايل اشتهرت بينهم وهي نوع من الزينة تدلّل به الذلول وتوضع في الرسن، كما اتخذوا الزرج زينة وتكون في آخر حبل الخطام وتربط على غزالة الشداد، كما يعلقون أهدابًا من الخيوط الملونة حول عنق المطية يسمونها الخناقة، ومن أهم ما يعلق على عنق البعير الجرَس، الذي يتخذ من الصوف الملون بأصباغ ويكون على شكل عُقدة كبيرة يعلق في عنق الذلول، ولا يكون له صوت بل يتخذ لغرض الزينة.

 
وأشار البقمي إلى أن مقدم الراحلة ومؤخرتها تُزين بالدباديب، وتتخذ من خشب أو نسيج مشدود بقوة بطول الشبر أو أقل، توضع على ظهيرة الشمالة في الجزء الخلفي، مشيرًا إلى أن هناك نوعًا آخر منه يسمى الكتافة يوضع على غارب الناقة ويكون على الشمّالة، كما تُزين الراحلة بالسفايف، وواحدتها سفيفة، وهي ما تدلى من رحل الراحلة من الحبال المزينة بالألوان والربث للزينة، وتكون من نسيج الصوف، وهي كذلك تشكل حزامًا عريضًا تحقّب به الراحلة وله طرفان طويلان يتدلّيان عن يمين الراحلة وعن يسارها مزينان بالكتل والأهداب الملونة، مضيفًا أنهم اعتادوا في الزينة أن يجعلوا جنائب الناقة الملحا “السوداء” من الصوف الأبيض وفيه خطوط سود، وجنائب الناقة المغتر “البيضاء والحمراء” من الصوف الأسود مع خطوط بيضاء، ومن زينة المتاع ما يطلق عليه الدّشِن وجمعه دُشون، وهو ما تزين به الراحلة من الأمتعة الجميلة ذات الأهداب والألوان الزاهية والفرش، وتُصنع من الصوف المصبوغ بالألوان.، وكذلك الجِزْجِزَة وهي خصلة من صوف تعلق بالهودج يزين بها، وحبل الغوى وهو زينة توضع على الجمل الذي يحمل الهودج، كما يلحقون بها الذَّباذب وهي أشياء تعلق على الهودج أو رأس البعير للزينة، وكذلك النحيزة وهي نسيجة طويلة يكون عرضها شبرًا تعلق على الهودج.