تركي الفيصل: لا، سيد ترامب: القدس ليست عاصمة لإسرائيل.. واستمع لنصيحة الملك سلمان

السبت ١٦ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١:٢٤ مساءً
تركي الفيصل: لا، سيد ترامب: القدس ليست عاصمة لإسرائيل.. واستمع لنصيحة الملك سلمان

أكد الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، والذي يعتبره محاولة لتفادي تكرار السياسات الخاطئة في تناول قضية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلا أنه يُعَدّ تكرارًا لنفس الافتراضات الفاشلة والإستراتيجيات التي لم تنجح أيضًا في الماضي.

وقال الأمير تركي الفيصل خلال مقالٍ في صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية: “لا سيد ترامب، إنكم تقومون بنفس الافتراضات الفاشلة، وتكررون نفس الإستراتيجيات التي فشلت في الماضي، وبهذا العمل فإنكم تكررون الافتراضات والإستراتيجيات الفاشلة التي بدأها سلفكم الرئيس ترومان، والذي اعترف متمثلًا في وزير خارجيته، الجنرال جورج مارشال بإسرائيل كدولة؛ ما عجَّل بالظلم التاريخي الذي سمح لتلك الدولة بقمع الشعب الفلسطيني واحتلال أرضه العربية وغيرها، وسفك الدماء والفوضى التي تبعت إجراء ترومان، ويمكن القول: إن هذه الخطوة انتهازية من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، وإن إراقة الدماء والفوضى ستتبع بالتأكيد محاولتك الانتهازية لتحقيق مكاسب انتخابية”.

وردًّا على ما جاء في خطاب الرئيس الأميركي، بالتأكيد عن هذا الإجراء في صالح الولايات المتحدة، قال رئيس الاستخبارات السعودية السابق: “لا، سيد ترامب: إن مسار عملكم ليس في مصلحة الولايات المتحدة، وبهذا العمل تخلت عن الوعد الذي قطعته على شعب العالم المسلم في مايو الماضي في الرياض “لتقديم شراكة قائمة على المصالح والقيم المشتركة؛ سعيًا إلى تحقيق مستقبل أفضل لنا جميعًا”. فهل بعملكم الأحادي الجانب والمضلل الشراكة التي وعدت بها؟”.

وأضاف: “لا سيد ترامب: لا يمكن أن تدعو إلى الهدوء والاعتدال والتسامح أن يسود على موردي الكراهية، لا سيد ترامب: القدس ليست عاصمة إسرائيل، وكان بلدكم أحد مهندسي القرار 242 الصادر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يقنن بوضوح “عدم جواز اكتساب الأراضي بالحرب”، وهو مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي تؤكده قرارات مجلس الأمن اللاحقة، والقدس الشرقية تم احتلالها بالحرب”، مشيرًا إلى أن “إخفاقكم الاعتراف بهذه الحقيقة هو محاولة متعمدة لتلويث وتزييف واقع يعرفه العالم ويقبله باستثنائكم، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمتطرفون اليمينيون في إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من البلدان”.

وأوضح الأمير تركي الفيصل، موجهًا رسالته إلى ترامب، أن “إسرائيل ليست الديمقراطية التي تشيد بها، فقط اسأل المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون هناك ويعانون من التمييز والحرمان من حقوقهم”.

وتابع: “لا، سيد ترامب: لا ترسل نائبك لنا، إنه غير مرحَّب به، إذا كنت ترغب في تصحيح الخطأ الخاص بك، يمكنك إصدار بيان يعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها في القدس الشرقية”.

وأضاف: “خلاف ذلك، ننسى كل الكلمات التي تملقت لنا بها، فالسكان الأصليون لما يسمى أميركا صاغوا عبارة “الرجل الأبيض يتحدث مع اللسان متقلب”، لقد فهمنا هذه العبارة منذ عام 1917”.

واختتم الأمير تركي الفيصل مقاله في الصحيفة الأميركية، بالتأكيد على أن “ملكنا، وولي العهد، والحكومة والشعب يدينون عملكم، ونصحك ملكنا بسحبه، من أجل السلام والأمن العالميَّيْن، آمل أن هذه المرة تأخذ بنصيحته”.