مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة لمساعدة الشعب السوري توقعات الطقس اليوم: صقيع وغبار على عدة مناطق إنتر ميلان يتأهل لنهائي السوبر الإيطالي بالرياض ماجد الجمعان رئيسًا تنفيذيًّا للنصر رسميًّا زلزال عنيف بقوة 6.1 درجات يضرب تشيلي وظائف شاغرة للجنسين في مجموعة النهدي وظائف شاغرة بـ فروع متاجر الرقيب 50 وظيفة شاغرة في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وظائف شاغرة لدى وزارة الطاقة وظائف إدارية شاغرة بـ هيئة الزكاة
بعد مرحلة طويلة من الفراغ السياسي عاشتها الجمهورية اللبنانية، اختار مجلس النواب اللبناني أواخر العام 2016، زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون، رئيسًا للجمهورية، خلفًا للرئيس السابق ميشال سليمان، الذي انتهت ولايته في أيار/ مايو 2014، على الرغم من أنَّه لم يكن أفضل من يستطيع أن يكون رئيسًا للجمهورية. فالرجل ليس مؤهّلًا أصلًا لشغل هذا الموقع الذي يحتاج قبل كلّ شيء إلى شخصية متوازنة، تعرف لبنان واللبنانيين بكلّ طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم معرفة عميقة، بعيدًا عن المظاهر الفولكلورية. كذلك الحاجة إلى شخصية تعرف المنطقة وما يدور فيها في وقت يبدو الشرق الأوسط مقبلًا على تغييرات جذرية.
فضائح عون في السلطة:
تعدّ أكبر فضيحة سياسية، في وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة لبنان، استخدامه أصوات عناصر “حزب الله” (المصنّف إرهابيًّا في العديد من دول العالم)، و”التكليف الشرعي”، لتكون لديه كتلة نيابية كبيرة، تضمّ أكبر عدد من أعضاء المجلس النيابي، تليها فضيحة إصراره على أن يكون صهره جبران باسيل وزيرًا، على الرغم من أنّه ليس قادرًا على الفوز بمقعد نيابي، نظرًا لأن “حزب الله” الإرهابي لا يمتلك عددًا يذكر من الأصوات في الدائرة التي يترشّح فيها الصهر.
وظلَّ التساؤل المطروح في الأوساط اللبنانية، آنذاك (تشرين الثاني/ أكتوبر 2016) عما إذا كان “حزب الله” الإرهابي يقبل أن يكون مرشّحه ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية بالفعل، أم أنَّ كلّ المسألة كانت منذ بدايتها مجرّد مناورة سياسية، استهدفت إلقاء مسؤولية الفراغ الرئاسي على الآخرين؟ لاسيّما بعد إعلان الرئيس سعد الحريري زعيم “تيار المستقبل” تبنيه ترشيح عون.
العقل الانقلابي وداعموه من عميان التعصب الديني:
ولم يجد اللبنانيّون حلًّا عندما أصبح مطروحًا إنقاذ الجمهورية، أو ما بقي منها، حتّى لو كان الشخص الذي أعلن سعد الحريري تأييده له يمتلك عقلًا انقلابيًّا، لا يتورّع عن الذهاب بعيدًا في السير خلف كلّ ما يمكن أن يدمّر المؤسسات اللبنانية والتسبب في تهجير أكبر عدد من اللبنانيين من لبنان، إذ لم يكن أمام سعد الحريري سوى المخاطرة، لاسيّما بعدما أيّد قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ميشال عون، ليشكّلا معًا تكتّلًا مسيحيًّا يقود القوى المسيحية الخمس على الأرض، هي: المستقلون، أي الذين هم خارج الأحزاب، وهؤلاء يمثلون نسبة كبيرة من المسيحيين. قسم من هؤلاء مع ميشال عون وقسم آخر ضدّه بشراسة، وجماعة عون نفسه، معظم هؤلاء من الطبقة دون المتوسطة من عديمي الثقافة الذين يعميهم التعصّب الديني المترسّخ في أعماق نفوسهم. وهناك الكتائب اللبنانية، والقوات اللبنانية، وتيّار المردة.
الحريري وموقفه المشروط من ترشيح عون لرئاسة لبنان:
ولأنَّ الرئيس سعد الحريري آنذاك، لم يجد بدًّا من دعم ميشال عون، علمًا أن بينهما بركًا من الدماء، عقب الدعم الذي استحوذ عليه من الكتل المسيحية، لاسيّما سليمان فرنجية زعيم “تيّار المردة”، الذي لديه وجود في شمال لبنان، ومقرّب من “حزب الله”، إضافة إلى أنّه صديق شخصي لبشّار الأسد.
وكان خطاب سعد الحريري حينها في غاية الوضوح، عندما اعتبر أنّ الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرًا إلى أنّ “عون كان الخيار الوحيد الباقي أمامه من أجل تحقيق هذا الهدف”. والأهم من ذلك، أنّه كشف عن وجود اتفاق واضح مع عون، يقوم على ثلاث نقاط سبق له أن تفاهم في شأنها مع سليمان فرنجية، تشمل:
الغطاء المسيحي لسلاح حزب الله غير الشرعي:
وظلّت المشكلة مع ميشال عون، أنّه لم يفهم يومًا معنى المدنية، ومعنى إعادة الحياة إلى بيروت، ولا يعرف معنى إعادة الإعمار ولا معنى أن تكون بيروت عاصمة الشرق الأوسط ومكانًا يقصده العرب والأجانب للسياحة والاستثمار. لا يفهم معنى خلق فرص عمل في لبنان وزيادة حجم الاقتصاد. على الرغم من أنّها بديهيات، إلا أنها غائبة عن باله؛ نظرًا لأنّه لم يكن في يوم من الأيّام أكثر من عسكري في السياسة، وسياسي عندما كان الأمر يتطلب مواقف ذات طابع عسكري.
ويعتبر عون، أحد أكثر من صدق في تعاطيه مع “حزب الله” الإرهابي، فهو لم يخلّ يومًا بالاتفاق الذي وقّعه في العام 2006، وفي المقابل أعطاه “حزب الله” الإرهابي الكثير في كلّ المجالات، بغية الحصول على غطاء مسيحي لسلاحه المذهبي غير الشرعي، الموجّه إلى صدور اللبنانيين الآخرين.
أهداف “حزب الله” الإرهابي ومن وراءه إيران في رئاسة عون:
لم يعرف أحد يومًا، ما هو هدف “حزب الله” الإرهابي، ومن وراءه إيران، من إيصال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، لاسيّما أنَّ فكرة استخدام عون مرحليًّا من طرف الحزب الإرهابي، كانت ترسّخ للحملة التي تستهدف تغيير طبيعة النظام اللبناني، بدءًا بالانتهاء من اتفاق الطائف، الأمر الذي تصدّى له سعد الحريري في حينه، عبر الشروط التي وضعها للموافقة على ترشيح عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية.
المنفي عون.. تاريخه وعودته إلى لبنان:
كان عون قائدًا للجيش اللبناني من 1984 إلى 1989، قبل أن يشغل منصب رئيس وزراء لبنان ما بين 1988 و1990، حيث كلفه الرئيس أمين الجميل بتشكيل حكومة عسكرية، بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلفه.
وقام الرئيس الجميل بتسليمه السلطة بعد أن شكل الحكومة العسكرية التي أصبحت في مواجهة الحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص.
وبالإضافة إلى كونه رئيسًا للحكومة، عيّن نفسه وزيرًا للدفاع الوطني والإعلام، كما كلف بمهام وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة ووزارة الداخلية بالوكالة.
وبعد تدهور الوضع الداخلي وانهيار السلطات، غادر عون من القصر في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1990، إلى السفارة الفرنسية، ولم يعد إلى البلاد منذ ذلك الحين، قبل أن تتفق لبنان وفرنسا على نفيه.
وعاد ميشال عون (84 عامًا)، في 7 أيار/ مايو 2005، من منفاه في فرنسا. وخاض بعدها الانتخابات النيابية التي أُجريت في شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو 2005؛ مما جعله يدخل البرلمان اللبناني.