المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش عددًا من المحاور أمطار غزيرة على الباحة تستمر حتى الـ10 مساء الموقع الإلكتروني لـ برنامج التوائم الملتصقة.. تصميم عصري وعرض تفاعلي بدء أعمال السجل العقاري لـ4 أحياء بالمدينة المنورة التدريب التقني ترصد 298 مخالفة تدريبية الملك سلمان وولي العهد يهنئان رئيس جمهورية سورينام الخدمات الطبية تقدم خدماتها الإسعافية الطارئة في بطولة وزارة الداخلية الـ 14 لكرة القدم أمطار رعدية غزيرة وسيول وبرد على 8 مناطق إغلاق جزئي لطريق الكورنيش الفرعي في جدة حتى 4 ديسمبر ضبط 6695 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع
بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من منصبه، محملًا إيران وما يسمى “حزب الله” المصنّف إرهابيًّا مسؤولية ما يجري في بلده، دخلت الدولة اللبنانية في مرحلة جديدة، إذ أكّد زعيم تيار المستقبل، تنفيذ حسن نصر الله أهدافًا إيرانية في المنطقة، بما في ذلك في سورية واليمن.
“المواطن” تستشرف المرحلة المقبلة، في تحليل للوضع الراهن، ومعطيات الماضي القريب والبعيد، الذي حوّل لبنان إلى أداة في يد نظام الملالي الإيراني.
أبعاد الأزمة اللبنانية وتورّط نظام الملالي فيها:
ويتّفق المحللون السياسيّون، مع الرئيس الحريري، على أنَّ الأزمة بدأها حزب الله، الذي هو الذراع العسكري لإيران في المنطقة العربية، والذي يعبث بأمن المنطقة، الأمر الذي لم يعد يحتمله الشعب اللبناني، الذي تستعمله إيران، لاسيّما الطائفة الشيعية منه، لتخوض حروبها بالمنطقة.
وتحمل استقالة الحريري تبعات أكبر من أن يتحملها لبنان، إذ إنّها تعتبر انطلاقًا للحرب الباردة اللبنانية، التي من الممكن أن تتحول إلى حرب داخلية، على الرغم من أنه ليس هناك منافس لحزب الله على الصعيد العسكري في لبنان، فالكرة اليوم صارت في ملعب إيران وذراعه العسكري، إما يعيش اللبنانيّون سويًّا من دون سلاح، أو أنّهم في طريقهم إلى حرب جديدة.
البعد الإقليمي للأزمة:
وتعتبر أول خطوة لحل الأزمة، هي انسحاب ما يسمى بـ”حزب الله” من الأراضي السورية، ومن كل المواقع التي نشر فيها خلاياه النائمة، ومنها الكويت والبحرين، ليعقب ذلك إجراء حوار بين “حزب الله” والدولة اللبنانية لنزع السلاح.
هذا هو السيناريو الوحيد في المرحلة الراهنة، الذي يحيّد لبنان عن صراعات المنطقة، الدولة التي لا يمكن أن تُحكم من طرف ولا من طائفة ولا من جهة واحدة، لاسيّما للتعددية التي تعرفها.
وما تحتاجه لبنان اليوم، هو إخراج إيران من المشهد السياسي الداخلي، الأمر الذي يجنّب بيروت الفتن والدمار والخراب، جراء مخطط نظام الملالي المدفوع بالحقد الدفين على الأمة العربية، والرغبة الجامحة لتدميرها والسيطرة عليها، والذي ينفّذه ذراعه على الأرض، الساعي إلى خطف لبنان من محيطه العربي والدولي، بما يمثله من قيم، إذ استطاع حزب الله فرض أمر واقع في لبنان، بقوة سلاحه، الذي يزعم أنه سلاح مقاومة، وهو الموجه إلى صدور السوريين واليمنيين فضلًا عن اللبنانيين.
مهاترات دجال المقاومة والرد السعودي الأبيض:
ودفع حزب الله وحلفاؤه، باتجاه تحويل استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، إلى تفصيل أمني متعلق بما ورد في خطاب الاستقالة عن مخاطر تستهدف حياته، وتجريده من أي مضمون سياسي، يتعلق بسلوك حزب الله في لبنان، والنفوذ الإيراني المهيمن على البلد والمنطقة، فيما تشدّد منابر تحالف “8 آذار”، القريبة من حزب الله، على مسألة التشكيك بحوافز الحريري الأمنية وحصر النقاش حول هذه الفرضية، وإهمال ما يستبطنه خطاب الاستقالة، من موقف لافت من مرجعية حكومية ومن زعيم الطائفة السنية في لبنان ضد الوضع الراهن، الذي يريد للبلد أن يكون بيدقًا بيد الحاكم في طهران.
ويأتي هذا بينما لا يحتاج الحريري إلى من يقول له إنَّ الخطر ماثل دائمًا من حوله بحكم أنَّ والده الرئيس الراحل رفيق الحريري، دفع شخصيًّا ثمن الاستهداف بالاغتيال السياسي، والذي كان رئيسًا للوزراء بعد الحرب الأهلية، التي شهدها لبنان بين عامي 1975 و1990، وتم اغتياله في تفجير سيارة مفخخة عام 2005.
وبنى دجال المقاومة خطابه، على التهديد الأمني لحياة الحريري، على الرغم من أنّه قدّم مطالعة طويلة، تشرح أسباب استقالته مهاجمًا إيران التي تعيث فسادًا في كل بلد عربي تدخلت في شؤونه ومهاجمًا حزب الله الذي يقوم بدور مخرب ليس ضد لبنان فقط بل في مناطق أخرى نشط داخلها في المنطقة العربية، فالأخطار الأمنية التي تناهى إليه أنها تهدّده أتى ذكرها في جملة عرضية، في آخر الخطاب، لتمثل إضافة لمطالعته السياسية، وليس لتكون أساسًا يبني عليها حزب الله وفريقه ردودهما.
ومن جانب آخر، جاء الردّ السعودي الأبيض، على كل مهاترات دجال المقاومة، إذ استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة في الرياض، الاثنين، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بعد يومين من إعلان استقالته من منصبه من العاصمة السعودية، ما ينفي الشبهة التي حاول نصر الله الترويج ليها، في شأن تورّط الحريري في قضايا الفساد الذي تحاربه المملكة ويؤكّد تمتّع الحريري بحرّيته في المملكة.
عدوان حزب الله الإرهابي على المملكة:
وفي سياق متّصل، كشف وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، الاثنين، أنَّ الملك سلمان بن عبدالعزيز أبلغ رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري تفاصيل عدوان حزب الله على المملكة، داعيًا الحكومة اللبنانية لتعي خطر حزب الله الإرهابي على المملكة، إذ إنّه يشارك في كل عمل إرهابي يهدد أمن السعودية واستقرارها.
وشدّد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي على أنًّه “لن نرضى أن يكون لبنان مشاركًا في حرب على المملكة، ونحن سنستخدم الوسائل السياسية كافة وغيرها، لمواجهته، وفي الوقت نفسه سنعامل حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب، بسبب ميليشيات حزب الله الإرهابي، التي تؤثر في كافة القرارات التي تتخذها حكومة لبنان”.
واتّهم السبهان*حزب الله، بتهريب المخدرات للسعودية وتدريب بعض من الشباب السعودي على الإرهاب، مؤكّدًا أنَّ “اللبنانيين وحدهم قادرون على إيقاف تجاوزات حزب الله”.
تاريخ حزب الله الأسود:
وكانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قد صنفت حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”، بعدما تحوّل إلى مؤسسة سياسية وعسكرية واجتماعية، وبرز على الساحة كقوة كبيرة خلال العقدين الآخرين، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في أيار/ مايو عام 2000.
وبرز الحزب كقوة مسلحة عام 1982، بدعم مالي من إيران. كما كان لنجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 دور مؤثر في قيام الحزب، الذي تنتمي غالبية عناصره للطائفة الشيعية، ويدين الحزب عقائديًّا بمذهب ولاية الفقيه، ما يؤكّد أنَّ للحزب ارتباط سياسي وعقائدي قوي بإيران.
وتصنف الولايات المتحدة الحزب كمنظمة إرهابية، أيضًا، وتتهمه بتفجير مقر القوات الأميركية والفرنسية في بيروت في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1983، الذي أسفر عن مقتل نحو 241 من جنود مشاة البحرية الأميركيين، وكان سببًا رئيسيًّا لسحب الولايات المتحدة لقواتها من لبنان.
وجاء ذلك بعدما باتت عبارة التخريب، مرادفًا لميليشيات “حزب الله” اللبناني، فبصماته الإرهابية التخريبية التي تحمل توقيعًا إيرانيًّا، موجودة في أكثر من مكان، ومن جملة الأدلة على ذلك، الكشف عن مشاركة تلك ميليشيات في التخابر ودعم أفراد ما يعرف بخلية العبدلي الإرهابية في الكويت، بغرض القيام بأعمال إرهابية، لهدم النظم الأساسية للكويت.
ويأتي هذا فضلًا عن قرائن وأدلة أخرى، أعلنتها السلطات السعودية واليمنية، أثبتت أنه ومنذ مدة تقوم ميليشيات “حزب الله” بتدريب الميليشيات الحوثية التي تهدد أمن السعودية، فيما أوضحت تسجيلات أن ميليشيات “حزب الله” وصلت اليمن حتى قبل استيلاء المتمردين على العاصمة صنعاء.
ومن اليمن إلى البحرين، يستمر بيدق إيران اللبناني، في غيّه، ففي البحرين أعلنت النيابة العامة عن تفكيك جماعة إرهابية مدعومة من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، كانت تتستر خلف نشاط حقوقي بغية تنفيذ عمليات إرهابية في المنامة.
وفي سورية، أودت تدخلات تلك الميليشيات المعلنة، بحياة أعداد كبيرة من المدنيين، إما بسلاحها الإيراني، أو جوعًا عبر حصارها لبلدات وقرى عدة، أبرزها مضايا التي هزت ضمير العالم.