فويس أوف أميركا: الحريري ليس في منفى وماكرون يحاول حل مشكلات صدرتها إيران

السبت ١٨ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٤:١٧ مساءً
فويس أوف أميركا: الحريري ليس في منفى وماكرون يحاول حل مشكلات صدرتها إيران

تحظى زيارة سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، باهتمام دولي واسع في العديد من وسائل الإعلام، والتي ركَزت بشكل رئيسي على ما يدور بعيدًا عن المشاهد الرسمية لزيارة الحريري لباريس في الوقت الحالي، والتي من المتوقع أن يتبعها بالتوجه إلى لبنان للمشاركة في العيد الوطني لبلاده.
وكشفت شبكة فويس أوف أميركا”، أن الحريري ليس في منفى بفرنسا، ولكنه يتمتع بكامل حريته التي يحظى بها المسؤولون والدبلوماسيون أثناء جولاتهم الخارجية، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي دعا الحريري لزيارة فرنسا خلال الأيام الماضية، لا يتعامل مع الأخير على أنه محتجز، بل يسعى لإيجاد دور وساطة لفرنسا في الأزمة اللبنانية، والتي يبدو بطلها حزب الله ومن ورائه إيران.
وقال جوليان بارنز ديسي، محلل الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “أعتقد أن ما يثار حول نفي الحريري بفرنسا يبدو غير دقيق”، مشيرًا إلى أن طبيعة تلك الصفقات مشكوك في أمرها ولا تتم بهذه الصورة.
ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن فرنسا تسعى أيضًا لإيجاد أرضية لتأثيرها في الشرق الأوسط، بعد ابتعاد طال لعقود طويلة عن المشاركة الفعلية في جهود حل أزمات المنطقة، مؤكدة أن باريس باتت اللاعب الرئيسي في المشكلات التي تلاحق المشهد السياسي بلبنان، والتي في الغالب تكون دومًا نتيجة الرغبة في الهيمنة بشكل رئيسي من قبل إيران.
وأكدت “فويس أوف أميركا”، وفقًا لتحليلات متعمقة، أنه -وبعيدا عن استغلال العلاقات الفرنسية التاريخية والنفوذ في لبنان- فإن ماكرون يجني نجاح سياسة فرنسية أكثر توافقا في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن اللقاءات التي جمعته بولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال الأيام القليلة الماضية، ولقاءه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال أكتوبر الماضي، يشير إلى عزم الدخول بقوة في مشكلات المنطقة.
وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية “AFP”، إلى أن أحدث الادعاءات التي أطلقتها إيران الداعمة الرئيسية لحزب الله اللبناني، والتي تتعلق ببقاء أبناء الحريري في المملكة كضمان لعودته مجددًا إلى الرياض، غير دقيقة، مشيرة إلى أن تلك التكهنات بعيدة عن الواقع.
وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء لوكالة فرانس برس، إن نجلي الحريري المولودين في 2001 و 2005 على التوالي، بقيا في الرياض لأداء امتحاناتهما المدرسية، مشيرًا إلى أنه “من المقرر أن يصل ابنه الأكبر حسام، والذي وُلد عام 1999 إلى باريس بشكل منفصل قادمًا من لندن”.
وقال المصدر “إن الحريري لا يريد إدخال أبنائه في القضية السياسية الحالية”، خاصة في ظل مخاوفه الشديدة من عملية الاغتيال التي أنهت مسيرة والده رفيق الحريري السياسية.