يُعد حليب الإبل مصدرًا غنيّاً بالبروتينات؛ فهو غذاء كامل يحتوي على المغذيات الطبيعية الكافية للحفاظ على الحياة، مع غياب مصادر التغذية الأخرى، كما أنه يحتوي على مستويات عالية من البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، والمنجنيز، والنحاس، والصوديوم، والزنك، مقارنة بحليب البقر، إضافة إلى احتوائه على كمية أقل من الكوليسترول، ويحتوي أيضًا على فيتامين ج أكثر بـ 3 مرات، والحديد أكثر بـ 10 مرات من مستواهما في حليب البقر، وهو مغذٍّ بشكل كبير؛ حيث يعطى في بعض الدول للأطفال الذين يعانون سوء التغذية.
وتمثل الإبل قيمة اقتصادية كبرى في القديم والحديث؛ فهي تقدم فائدة اقتصادية لا تنكر؛ إذ يستفيد المجتمع من حليبها، ولحمها، ووبرها، وجلدها، وأبوالها.
ويعد حليب الإبل أهم منتجاتها، وهو يستعمل في تغذية مختلف فئات الناس، وتعتمد عليه شعوب آسيا الوسطى اعتمادًا كبيرًا في تغذيتها، وكان الغذاء الرئيس للعرب على مر الأزمان.
وتنتج أغلب النوق الحليب، ولكن اتفق المربون على أن المجاهيم السود “الصهب أو الملح أو الزرق” والإبل الساحلية، تعد أجود أنواع الإبل إنتاجًا للحليب في المملكة، ولها قدرات عالية على إنتاج الحليب تراوحت ما بين 3 و25 لترًا في اليوم في المراعي المروية، وما بين 3 و15 لترًا في اليوم تحت ظروف الصحراء، بمتوسط إنتاج 4.7 إلى 7.10 لتر في اليوم الواحد.
وحليب الإبل أبيض اللون يتباين مذاقه من الحلو إلى الحاد والمالح، حسب عمر الناقة ومرحلة الإنتاج ونوع العلف وطبيعة ماء الشرب، وحليب الإبل يشرب حارًا أو باردًا، وليس له زبد كحليب البقر والغنم ولكن به دهن أخف من السمن.
ويقول العرب إن لبن الإبل يدخل ولا يُدخل عليه، أي إنه يُغني عن غيره من الأغذية التي لا حاجة إليها بعد تناوله.
ولقد لاحظ الباحثون أن محتوى الحليب من سكر اللاكتوز والأملاح يتحكم بدرجة حلاوة الحليب؛ فعندما يكون سكر اللاكتوز 5.8% يكون الحليب حلوًا، وعندما ينخفض إلى 4.2% يكون مائلًا للملوحة. أما المحتوى الملحي لحليب الإبل فيعتمد في الحقيقة على كمية ماء الشرب الذي شربته الناقة ومرحلة إنتاج الحليب، ويتراوح ما بين 0.6 و0.8% وقد ينخفض إلى 0.25% في النوق العطشى والتي يكون حليبها مالحًا؛ نتيجة زيادة تركيز كلوريد الصوديوم، وانخفاض فوسفات الكالسيوم والمغنسيوم.
ويستعمل حليب الإبل علاجًا لكثير من الأمراض؛ فقد استعمله العرب لمعالجة مرض الصفار الكبدي، وفقر الدم، والسل، وأمراض الشيخوخة، وهشاشة العظام، والكساح عند الأطفال، ومسهلًا، ولاسيما عندما يشرب حارًا ولأول مرة، ولعلاج الزكام، والإنفلونزا، والحمى، والتهاب الكبد الوبائي، والاستسقاء.